عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11-24-2012, 03:23 PM
 
كانت السيدة عائشةأم المؤمنين (رضي الله عنها) عالمة مفسرة ومحدثة تعلم نساء المؤمنين،ويسألها كثير من الصحابة في أمورالدين،فقد هيأ لها الله سبحانه كل الأسباب التي جعلت منها أحد أعلام التفسيروالحديث وإذا تطرقنا إلى دورها العظيم في التفسير فإننا نجد أن كونها ابنة أبو بكرالصديق هو أحد الأسباب التي مكنتها من احتلال هذه المكانة في عالم التفسير، حيث أنها منذ نعومة أظافرها وهي تسمع القرآن من فم والدها الصديق كما أن ذكائها وقوة ذاكرتها سبب آخر ونلاحظ ذلك من قولها ( لقد نزل بمكة على محمد صلى الله عليه وسلم وإني لجاريةألعب (بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأناعنده))
ومن أهم الأسباب إنها كانت تشهد نزول الوحي على رسول الله وكانت(رضي الله عنها) تسأل الرسول عن معاني القرآن الكريم وإلى ما تشير إليه بعض الآيات فجمعت بذلك شـرف تلقـي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم فور نزولهوتلقي معانيه أيضا من رسول الله وقد جمعت (رضي الله عنها) إلى جانب ذلك كل ما يحتاجه المفسر كقوتها في اللغة العربية وفصاحة لسانها و علو بيانها.
كانت السيدة عائشةأم المؤمنين (رضي الله عنها) تحرص على تفسيرالقرآن الكريم بما يتناسب وأصول الدين وعقائده ويتضح ذلك في ما قاله عروة يسأل عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) عن قوله تعالى(( حتى إذا استيأس الرسل و ظنوا أنهم قد كُذِبُوا جاء هم نصرنا…)) قلت: أكُذِبُوا أم كُذِّبُوا ؟ قالت عائشة: كُذِّبُوا قلت: قد استيقنوا أن قومهم كذّبوهم فما هو بالظن، قالت: أجل
لعمري قد استيقنوا بذلك فقلتلها:وظنَّوا أنهم قد كُذِبُوا؟ قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم وظنت الرسل أن اتباعهم قد كذَّبوهم جاءهم نصر الله عند ذلك) وفي

فلاش للحفظ
موقف آخر يتضح لناأن السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) كانت تحرص على إظهار ارتباط آيات القرآن بعضها ببعض بحيث كانت تفسرالقرآن بالقرآن وبذلك فإن السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) تكون قد مهدتلكل من أتى بعدها أمثل الطرق لفهم القرآن الكريم أما من حيث إنها كانت من كبار حفاظ السنة من الصحابة، فقداحتلت (رضي الله عنها) المرتبة الخامسة في حفظ الحديث وروايته، حيث إنها أتت بعدأبي هريرة ، وابن عمر وأنس بن مالكوابن عباس (رضي الله عنهم)
ولكنها امتازت عنهم بأن معظم الأحاديث التي روتها قدتلقتها مباشرة من النبي صلى الله عليه وسلم كما أن معظم الأحاديث التي روتها كانت تتضمن على السنن الفعلية ذلك أن الحجرة المباركة أصبحت مدرسة الحديث الأول يقصدها أهل العلم لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وتلقي السنة من السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) التي كانت أقرب الناس إلى رسول الله، فكانت لا تبخل بعلمها على أحدٍ منهم، ولذلك كان عدد الرواة عنها كبير.
كانت (رضي الله عنها) أذاً ترى وجوب المحافظة على ألفاظ الحديث كما هي وقد لاحظنا ذلك ومن هذا كله يتبين لنا دور السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) و فضلها في نقل السنة
النبوية ونشرها بين الناس، ولولا أن الله تعالى أهلها لذلك لضاع قسم كبير من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الفعلية في بيته عليه الصلاة و السلام .
السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) الفقيهة :
تعد السيدة عائشة(رضي الله عنها) من أكبر النساء في العالم فقهاً وعلماً، فقد كانت من كبار علماء الصحابة المجتهدين، وكما ذكرنا سابقاًبأن أصحـاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يستفتونها فتفتيهم، وقد ذكر القاسم بن محمد أن عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) قداشتغلت بالفتوى من خلافة أبي بكر إلى أن توفيت ولم تكتفِ (رضي الله عنها) بماعرفت من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما اجتهدت في استنباط الأحكام للوقائع التي لم تجد لها حكماً في

الكتاب أو السنة، فكانت إذا سئلت عن حكم مسألة ما بحثت في الكتاب والسنة، فإن لم تجد اجتهدت لاستنباط الحكم، حتى قيل إن ربع الأحكام الشرعية منقولة عنها فهاهي (رضي الله عنها) تؤكد على تحريم زواج المتعة مستدلة بقول الله تعالى( والذين هم لفروجهم حافظون.إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين.فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون))
الخلاصة :
توفيت السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) وهي في السادسة و الستين من عمرها،بعد أن تركت أعمق الأثرفي الحياة الفقهية والاجتماعية والسياسية للمسلمين وحفظت لهم بضعة آلاف من صحيح الحديث عن رسول صلى الله عليه وسلم

لقد عاشت السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لتصحيح رأي الناس في المرأة العربية
فقد جمعت (رضي الله عنها) بين جميع جوانب العلوم الإسلامية ، فهي السيدة المفسرةالعالمة المحدثةالفقيهة وكما ذكرنا سابقاً فهي التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفضلها على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، فكأنها فضلت على النساء

كماأن عروة بن الزبير قال فيها(ما رأيت أعلم بفقه ولا طب ولا شعر من عائشة)وأيضا قال فيها أبو عمر بن عبدالبر( إنعائشة كانت وحيدة بعصرها في ثلاثة علوم علم الفقه وعلم الطب وعلم الشعر)

وهكذا فإننا نلمس عظيم الأثر للسيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها) التي اعتبرت نبراساً منيراً يضيء على أهل العلم وطلابه للسيدة عائشة أم المؤمنين التي كانت أقرب الناس لمعلم الأمة وأحبهـم والتي أخذت منه الكثير وأفادت به المجتمع الإسلامي فهي بذلك أعتبرت امتدادا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس