تلقت مكتبة الإسكندرية لوحة فريدة تضم آيات القرآن الكريم للخطاط محمد إبراهيم، مؤسس مدرسة تحسين الخطوط بالإسكندرية. اللوحة مكتوبة بالخط الفارسي الغباري، الذي يعد من أصعب أنواع الخطوط العربية، وهي الثانية التي كتبها بنفس الطريقة، ولا يوجد منها إلا ثلاث نسخ أصلية. تبلغ مساحة اللوحة المهداة للمكتبة (125 في 75 سم)، وتعد الاكتشاف الرابع لأحد لوحات محمد إبراهيم بخط يده. وقالت الدكتورة سهير وسطاوي، رئيسة قطاع المكتبات بالمكتبة، إن اللوحة كانت من مقتنيات الملك فاروق الأول، كتبها الخطاط محمد إبراهيم، وقد استغرق في كتابتها شهرين، وقام بإهدائها إلى الملك فاروق الأول، في العيد التاسع لجلوسه على عرش المملكة المصرية عام 1945. ويرى محمد حسن، خبير الخطوط بالمكتبة، أنه باقتناء هذه اللوحة تغير الاعتقاد الشائع بوجود ثلاث نسخ فقط منها، حيث يقال إن محمد إبراهيم، وهو أول من كتب القرآن الكريم كاملا بخط يده على صفحة واحدة في تاريخ الإسلام، قام بمحاولة كتابة القرآن الكريم كاملاً على صفحة واحدة بيده ثلاث مرات خلال فترة حياته، إلا أن التجربة الثالثة هي التي نجح فيها، بينما لم يجز الأزهر الشريف النسختين الأخريين لوجود أخطاء بهما. ويقول الباحث إن محمد إبراهيم اختار أن يكتب اللوحة بالخط الفارسي «الغباري» تحديداً، حتى تتناسب فيه فكرة تركيب وبناء الكلمات في اقل مساحة ممكنة، وقد كتبت بالسن المعدني، ويحيط باللوحة إطار زخرفي نباتي بسيط يناسب طبيعة الخط المدونة به، وهذه هي اللوحة الرابعة التي تم اكتشافها بعد أقل من عامي من اكتشاف مثيلاتها في مقبرة الأميرة فايقة عزب، لتنضم إلي تاريخ الفنان محمد إبراهيم، وقد وقع الخطاط محمد إبراهيم اللوحة بتاريخ الأحد 24 جمادى الأولى 1364 ه، والموافق 6 مايو 1945 ميلادية.
وحسب الباحث فان قيمة هذه اللوحة ترجع إلى أنها اللوحة الثانية التي كتبها خصيصا للملك فاروق الأول. فقد أهدى محمد إبراهيم الأولى لرئيس الوزراء آنذاك النحاس باشا، وهو بدوره أهداها إلى الملك فاروق، وبعد الثورة انتقلت إلى الرئيس جمال عبد الناصر، ثم الرئيس السادات، الذي أهداها بدوره لمكتبة الكونغرس. يعد الفنان محمد إبراهيم أحد رواد فن الخط العربي في العصر الحديث. كرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتونسي الحبيب بورقيبة والسوري شكري القوتلي ومنحوه الأوسمة وشهادات التقدير. ويعد هو وشقيقه الفنان الخطاط كامل إبراهيم أصحاب مدرسة متميزة في الخط العربي، وقد أنشآ واحدة من أهم مدارسه في مصر، هي مدرسة محمد وكامل إبراهيم للخط العربي بالإسكندرية، وكان محمد إبراهيم أول فنان يقيم معارض للخط العربي في العالم. ومن أهم أعماله وإنجازاته قيامه بكتابة آيات قرآنية بخطه بمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة المنورة، كما قام بكتابة العديد من خطوط المساجد بسورية والعراق وتونس ومصر، وله مقتنيات عديدة بها.