اهلا جميعا حبيباتي..اسفة على التاخير..المهم..ها هو ذا البارت تحت عنوان
" طلب غريب..عذاب لا ينتهي"
..بزغ القمر سيد الليل و اميره الجذاب في كبد السماء الصافية..ليلمع بغرور ناشرا نوره الاخاذ على حبيباته من النجمات الحالمات ..لتنعكس صورته على وجه الماء العذب المتدفق من نافورة ساحة القصر بنشاط و نغمة متسارعة..كانا هناك..وحدهما تحت نور القمر الذي داعب وجهها الملائكي الغارق بحزن قاتل..لم تكف عن النظر اليه و الى ابتسامته الجذابة الممزوجة بنوع من الحقد و الشر المصطنعين..لا يزال يداعب خصلات شعرها بهدوء و يمعن النظر الى جمالها الذي زاده وهج القمر حسنا و بهاءا..
-ماذا تريد..
قالت ايلين بنبرة خائفة مرتجفة..لم يرد ليون على كلامها..و كانه لم يسمعها البتة..فجاة احست به يبعدها من بين يديه برفق..رفع راسها اتجاهه و قال ببرود
-ان تتزوجي ويليام..و بسرعة
اتسعت عينا ايلين دهشة..و اغرورقت عينيها الصغيرتين بالدموع..تسارعت انفاسها و شعرت بدوار شديد..ازدادت نبضات قلبها و احست بان قدماها لا تحملانها..لاحظ ليون ذلك فامسكها بسرعة و ضمها اليه ليمنعها من السقوط..اتكات عليه و اخذت تتنفس بصعوبة شديدة..ثم قالت بصوت متقطع اجهده الالم و البكاء المرير..
-لماذا...انت تكرهني..انا لم افعل شيئا..
لم يرد ليون على كلامها بل حملها متجها بها الى سيارته بسرعة..وضعها على المقعد الخلفي و انطلق مسرعا بها الى مكان لا تعلمه..مرت دقائق في السيارة..لم تكف خلالها ايلين عن البكاء المتواصل بصمت و خوف..الى ان وصلا الى مبنى كبير اغلقت ابوابه و اطفئت انواره..نزل ليون و اخرج مفاتيحا من جيبه ليفتح باب ذلك المكان الذي ظهر من هيئته انه ليس بمنزل..عاد للسيارة و فتح الباب الخلفي ليقول لايلين ببرود
-انزلي..
نزلت ايلين بخوف و الالم يقطع قلبها المريض..متجهة بخطوات متثاقلة و متمايلة بسبب التعب و المرض..تبعت ليون الذي اشعل انوار ذاك المكان لتظهر معالمه جليا..لم يكن الا عيادة خاصة..صعد الدرج ببروده و هدوئه المعتاد ليصل الى غرفة بالاعلى..فتح بابها الابيض و اشعل نورها الخافت..ليتضح كونها حجرة الطبيب..وصلت ايلين بعد جهد جهيد الى الاعلى..نظرت الى ليون نظرة غريبة ترجمت من خلالها المها المميت..دخل ليون لتتبعه بخضوع و هدوء..جلس على الكرسي و قال وهو يشير الى المقعد المقابل
-اجلسي هنا..
جلست ايلين دون تردد..لقد كانت تتبعه طوال الوقت مذعنة لاوامره..و لعله ان قادها الى الجحيم لتبعته!!..اسند مرفقيه الى المكتب و شبك اصابعه اسفل ذقنه..موجها نظراته الجذابة الغامضة الى ايلين..ثم قال ببرود
-انت مصابة بمرض بقلبك..اليس كذلك..
اومات ايلين براسها ان نعم..تاركة المجال له ليتابع حديثه مردفا
-منذ متى؟..
-مذ كنت صغيرة..
-هل تتعبين بسرعة؟.
-اجل سيدي..
كانت تجيب على اسئلته الغزيرة بهدوء متفادية النظر بعينيه ..لقد كان يؤدي عمله كطبيب..فرغم كونه مبتدئا الا ان عبقريته خولت له ان يكون من امهر الاطباء..انهى ليون اسئلته..فحمل سماعته و اتجه نحو ايلين..قال بهدوء دون ان ينظر اليها
-افتحي الزرالاول من فستانك
شعرت ايلين بخجل شديد..و احمرت وجنتاها بشدة..الا ان ليون قال بنبرة متضايقة
-هلا اسرعت الان؟
مدت ايلين يدها بتردد لتفتح الزر..وضع ليون سماعته فوق فستان ايلين و اخذ يصغي الى نبضات قلبها المتسارعة..
ليقف بعد برهة و يقول متنهدا
-فلتذهبي للسيارة الان
-حاضرة سيدي
قالت ايلين و هي خارجة بخطوات متثاقلة..ليلحقها ليون بعد مدة..
..مرت تلك الليلة على خير..لتشرق الشمس الذهبية المتالقة في السماء الصافية التي مر وقت على اخر مرة رايناها..
تسللت الى تلك النافذة لتداعب وجه تلك الفتاة الجميلة التي كانت تتامل الشروق الجميل بعينيها الواسعتين الرماديتين..
الا ان صوتا جاء من خارج الغرفة ناداها بمرح
-تاتي..تاتيانا اين انت حبيبتي؟
-قادمة اخي..
وقفت بنشاط لتتحرك خصلات شعرها الاسود القصير و تتناثر على وجهها..لتخرج بسرعة و سعادة الى صاحب الصوت..لا شك انكم عرفتموه..ايدوارد..ركضت تاتيانا بسرعة في الرواق المفروش ببساط بنفسجي فاخر..لتقف فجاة و ترتسم ابتسامة جميلة على محياها..و تقول بمرح
-ايدوارد..اخي اشتقت اليك..
-و انا حبيبتي تاتي..كيف حالك؟
ركضت نحوه مرتمية بحضنه بسعادة و هي تقول
-بخيراخي..بخير لرؤيتك
ابتسم ايدوارد و قال
-كيف حال الجامعة معك؟..
-بخير اخي..
ابتعدت عنه و قالت بخجل محمرة وجنتاها الثلجيتان
-اخي..كيف حال ليون؟
-ليون ؟ا بتسامة مكر..ليردف بمرح
-انه بخير..ما رايك ان نزوره اليوم..و نصطحب كاتي معنا
قفزت تاتيانا من شدة السعادة و قالت
-احبك اخي..شكرا لك..
لتتجه بمرح و سعادة الى الاعلى..ابتسم ايدوارد ووضع يديه بجيوبه و هو يقول
-تحبينه تاتي..انت مغرمة بليون حتما!!
اما في قصر السيدة سامانثا..كانت قد جلست بهدوء في قاعة الضيوف..و كانت قد طلبت ايلين..التي ما مرت ثوان حتى امتثلت امامها مبتسمة باكراه..
-حبيبتي..لدي خبر سيفرحك كثيرا..
-ما هو سيدتي؟
-تذكرين ويليام..ابن اخي الوسيم..لقد اعجب بك بشدة و طلبك مني زوجة له..و انا وافقت ايلين..ما رايك
اندهشت ايلين من كلامها..ابهذه السرعة؟تذكرت كلمات ليون بالامس..شعرت برغبة جامحة بالبكاء..تماسكت و غطت الحزن الذي على وجهها بابتسامة رقيقة مزيفة لتردف
-كما تريدين..سيدة سامانثا..عن اذنك لدي بعض الاعمال..
لتركض نحو الدرج ووجها الملائكي يغرق بدموعه..صعدت الى الاعلى و تحديدا الى شرفة المكتبة التي تحب الوقوف فيها..لتنهمل دموعها المتلالئة بسرعة..و تبكي محاولة كتم صوتها بصعوبة..لم تنتبه على وجود احدهم هناك..لقد كان ليون..شعرت بحركة خلفها فاستدارت بسرعة و خوف..حاولت كبح دموعها عندما راته الا انها لم تستطع ذلك..لتصرخ بوجه ليون من بين شهقاتها
-انا اكرهك ايها الحقير..اكرهك
و اسرعت محاولة الخروج..الا انه امسكها من معصمها بقوة دون ان يزيح ناظريه عن كتابه..و قال ببرود
-لا تنزعجي حلوتي..حمقاء مثلك تستحق العودة الى اين اتت..سذاجتك و دموعك الضعيفة تسليني..انت لا تشبهينها ابدا..
انتهى البارت..
رايكم
+
تقييمكم من عشرة
+احلى جزء
+
احلى شخصية
+
لا شيئ..ههههه
سايونارا مينا سان..
|