الموضوع: هروب الفتيات ...
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-22-2006, 03:10 PM
 
Exclamation هروب الفتيات ...


هروب الفتيات ليس مشكلة محلية تخص المجتمع السعودي وحده كما أظهرتها بعض وسائل الإعلام ومنتديات النت، بل هو مشكلة عربية انتشرت في الآونة الأخيرة.
أسباب الهروب
ففي مجتمعنا أوضحت الأخصائية النفسية مروة الصقعبي عدداً من الأسباب التي تدفع الفتاة المراهقة للهروب من المنزل أولها: انعدام التواصل بين أفراد الأسرة الواحدة، وبين الأسرة والفتاة، وذلك بسبب المشاكل الأسرية، أيضاً التربية (الصارمة) التي ينتهجها كلا الوالدين أو أحدهما كالاعتداء اللفظي بكثرة التوبيخ أو البدني بالضرب أو الجنسي، ويندرج تحت مفهوم التربية الاعتدال في التربية عدم التفرقة بين الأبناء وإشاعة سياسة الثواب معنوياً بالمدح أو الابتسام والتشجيع أو المكافأة المادية، من الأسباب أيضاً رفيقات السوء اللائي غالباً ما يحتكمن إلى القوانين التي تحكم الجماعة أي بالمفهوم العام.
الشللية
كذلك تكوين العلاقات العاطفية التي يكون منشأها نتيجة الحرمان العاطفي الذي تعانيه الفتاة في أسرتها سواء من الأب أو الأم، فالمراهقون بشكل عام يحتاجون في هذه المرحلة العمرية إلى اشباع تام في هذه الجوانب من قبل الوالدين ومن العوامل المسببة لهروب الفتاة أيضاً اجبار الفتاة على الزواج بالاكراه على شخص لا ترغبه.. وهذا الأمر قد يدفع الفتاة للانتحار أيضاً.
وأكدت الصقعبي أن مشكلة هروب الفتيات في معدل متزايد، فمن واقع عملها في مجال المعالجة والاستشارات النفسية تلتقي بخمس حالات أسبوعياً، مما يدفع بضرورة المبادرة الأسرية في احتواء الأبناء المراهقين وفهم طبيعتهم والتواصل الإيجابي والإرشاد بطريقة غير مباشرة، وعدم التفرقة بين الأبناء واعطائهم الاشباع العاطفي والرعاية والاعتدال في أساليب التربية دون افراط أو تفريط، وعدم تزويج الفتاة رغماً عنها، وإذا كان الوالدان أصدقاء لأبنائهم وبناتهم الحد من تأثير الأصدقاء عليهم. وتضيف الأستاذة أريج العولقي - مسؤولة الاستشارات التربوية والأسرية أن المركز يستقبل استشارات حول هروب الفتيات، فقد استقبل المركز استشارات هاتفية ولقاءات حية مع والدات عدد من الفتيات اللاتي هربن من أسرهن، حيث تختلف أسباب الهروب ما بين رفض للواقع الأسري من فرض الرقابة والوصاية على الفتاة وتمرد من الواقع التربوي، وذلك نتيجة لعدم تفهم الأسرة لآلية المعاملة مع الفتاة.
الضغوط على الفتاة
ويفرد الدكتور كامل عمران المتخصص في علم الاجتماع ذلك إلى معاناة الفتاة داخل المجتمع الذكوري المنحاز للرجل، حيث تعيش الفتاة تحت وطأة جملة من الضوابط والضغوط المتراكمة منذ ولادتها إلى أن تصبح شابة، حيث رد ظاهرة الهروب في مرحلة الشباب إلى كونها تتميز بالاندفاع والحيوية والطموح ورفض القيود، لذا فإن الفتاة تعيش حياة حالمة إلى أن تصطدم بالمجتمع البعيد عما تحلم به، وتكون النتيجة إما أن تعيش في عزلة على ذاتها أو تنجرف بأشكال مختلفة من الهروب النفسي، ويظهر عندما تكون العلاقة بينها وبين أسرتها غير متوافقة لعدة أسباب منها تدني المستوى التعليمي لدى الأسرة وسيادة التفكير القائل إن الفتاة لها دور معين لا يجوز تجاوزه، في حين تكشف وسائل الإعلام واقع مجتمعات أخرى تقوم فيها الفتاة بأدوار مختلفة سواء كانت إيجابية أو سلبية مما يدفع الفتاة إلى التمرد.
واقع محلي
في لقاء سابق أجرته «الرياض» مع المشرف على مندوبي هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عددها رقم 13657 أكد فيه مشكلة هروب الفتيات من أسرهن وانها من أخطر المشاكل التي تسهم في تنامي الجرائم اللاأخلاقية ووجود بيوت الدعارة.
كما أوضح معالي وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور عوض الردادي في تصريحات صحافية بتاريخ 7/12/2005م أن مناطق الرياض ومكة المكرمة سجلت أكثر حالات هروب الفتيات في الوقت الذي نفى فيه أن تشكل مشكلة الهروب ظاهرة بل هي حالات محددة جداً، وأن الأسباب ليس بالضرورة بقصد علاقات غير شرعية بل نتيجة ضغوط داخل الأسرة.
من خلال جولة «الرياض» في عدد من مراكز الاستشارات النفسية التقينا بعدد من الحالات التي تجاوبت معنا رغم رفض الكثيرين الحديث للصحافة.
٭ فتاة عمرها 19 سنة تدرس في المرحلة الجامعية هربت من المنزل لأن أهلها يودون تزويجها من رجل لا ترغبه وهي تخشى مصارحة والدها لأنه قاس جداً ووالدتها تبرر بأنه «دلع بنات».
٭ فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها هربت من منزل أهلها إلى أقاربها لأنها لا تحتمل العيش مع أسرتها التي تصفها بالمتشددة جداً، فلا خروج من المنزل وعدم السماح لها بزيارة صديقاتها أو الخروج إلى الأسواق والمنتزهات بمفردها وعدم ركوبها مع السائق، كما أنها معترضة لعدم وجود «الطبق الفضائي - الدش» بالمنزل.
٭ فتاة تبلغ السابعة عشر اكتشفت والدتها بالصدفة عزمها على الهروب مع شاب بعد سماعها وهي تتحدث معه عبر الهاتف الثابت، وفهمت الأم من سياق حديث الفتاة شكواها المستمرة من تسلط وقمع أشقائها الذكور وحرصهم المبالغ فيه لأن والدها متوفى وتتعرض للعقاب البدني واللفظي في حالة الخطأ أو إذا مكثت طويلاً أمام شاشات التلفاز ووالدتها لا تحرك ساكناً.. لأنها ترى أن ذلك في مصلحتها ومن خلال الفراغ العاطفي انجرفت في تكوين علاقات عاطفية مع الشباب.
٭ فتاة في التاسعة عشر من عمرها حاولت الهرب من منزلها بعد أن قرر والدها تزويجها من رجل لا يناسبها وحيث إنها تعيش في مستوى اجتماعي مرفه جداً فهي تملك جواز سفر خاصا فأسرت إلى إحدى قريباتها عزمها على الهرب من أسرتها عندما يسافرون إلى إحدى الدول العربية في الإجازة الصيفية والمكوث عند إحدى صديقاتها من تلك الدولة التي تعرفت عليها عبر الانترنت.. مما دفع تلك القريبة إلى اطلاع والدتها التي بدورها عالجت الموقف عبر المختصين.
هذا وقد نشرت العديد من الصحف مؤخراً هروب عدد من الفتيات مع الشباب وتم القبض عليهم وإيداعهن سجن النساء أو دور الرعاية الاجتماعية للفتيات.
رأي المجتمع
معلمة الاجتماعيات - هناء العبدالكريم - تؤكد على وجود هذه المشكلة من واقع المجتمع التربوي في المدارس الذي أصبح هو الآخر يعاني من هروب الفتاة من المدرسة.وهي ترى أن هروب الفتاة من أسرتها أو من المدرسة يجمعها عامل واحد هو التفكك الأسري الذي يأخذ صورة واحدة هامة هي بعد الأب عن وظيفته الأساسية في رعاية الأسرة والأبناء والاعتماد على الأم التي بدورها أوكلت مهمة التربية للخادمات سواء كانت موظفة أو غير موظفة، إذا لم تعد الأم تقوم بدورها وهذه الفجوة في العلاقة بين الأبناء المراهقين وبين الوالدين هي الشرارة الأولى لجميع مشكلات المجتمع الأخلاقية.هذا ليس بغريب: بهذه العبارة أوضحت السيدة عالية الزهراني رؤيتها حول المشكلة، فهي تتوقع أن هذه هي النتيجة الطبيعية لفتيات لم يجدن الراحة التامة في بيوت آبائهن ووجدن مختلف الأساليب الاغوائية والمغريات من قبل الشباب في ظل ضعف رقابة الوالدين على وسائل الاتصال من جوالات وانترنت وغيرها.
وسائل الضبط
الكبت الدائم وعدم خروج الفتاة من المنزل، وعدم سماع رأيها وأخذ مشورتها والتفريق بينها وبين أشقائها من الذكور في المعاملة عوامل رئيسية تراها - ابتسام العريفي - سبباً في هروب الفتاة وتشير إلى وسائل الضبط والرقابة في المجتمع كالهيئات مثلاً لا بد أن تتفهم أبعاد المشكلة والمحاولة قدر الإمكان على حلها بكل سرية وعدم تشهير لأن هذه أعراض بنات مغرر بهن وفي حكم المريضات نفسياً.
السيدة أم نواف تعترف بأن قسوة والدها في تربيته لها وشقيقاتها وحرصه الشديد عليهن لدرجة الحرمان من التعبير عن الرأي، والكتب، وعدم الخروج إلا للمدرسة أو الجامعة أو بعض الأقارب فقط فلم يكن يمارسن أي نوع من الأنشطة الترفيهية أو الترويحية لدرجة انه عندما يأخذهن نادراً للتنزه يفرض عليهن الجلوس وعدم المشي حتى لا يتعرضن لنظرات الرجال أو الشباب.
وتضيف عندما تقدم لي زوجي وكان أول خاطب يطرق بابي وهو مطلق ولديه طفلان وفي العقد الرابع من عمره قبلت به على الفور رغم الفارق العمري بيننا، وذلك للهروب من تسلط وكبت والدي المستمر وعندما تزوجت وشعرت بالراحة والحرية كنت اتصل على الخاطبات لتزويج شقيقاتي.. لينعمن بالاستقرار والحرية المشروعة.
ناقل عيبه
بهذا الموروث العقيم الذي كانت تردده الأمهات والجدات عن تساؤل الفتيات عن أسباب التفرقة في المعاملة بينهن وبين الأبناء تدهور المجتمع رغم تقدمه ظاهرياً فقط.. هذا ما يقوله الأستاذ خالد المحمود، ويضيف أن بعض الأسر ما زالت تطلق العنان للشاب بحرية تامة لممارسة حياته بلا رقيب أو حسيب في الوقت الذي يضيق فيه الخناق على الفتاة.. ونتيجة لذلك نشأ جيل من الشباب غير واع ومستهتر بالقيم والأخلاق وفتيات مريضات سلوكياً.
النتيجة الحتمية للهرب
يوضح سامر رضوان - المتخصص في علم النفس ان الفتاة تمشي وراء أول يد تمتد لمساعدتها وليس من النادر ان تكون هذه الأيدي غير نظيفة تدفعها للانحراف والجنوح



__________________
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك


للتواصل عبر الاميل او الماسنجر
اسف عل التاخير في الرد عليكم