عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 09-13-2012, 02:54 PM
 
" ذكرَيات مكان ! "

. .
. .

أخذتُ أسير مُحاولة تَذكُر الطريق الذي أوصلتني بهِ الفتاة إلي الفصل الذي بهِ الأُستاذ جرايفين , لَكن يبدو أني دَخلتُ طُرقة خاطئة لآني لا أتذكر أنهُ كانَ هُناك فصل هُنا ..!
ذَلكَ الفصل ..! , لا بالتأكيد ليس هوَ ! , أعني لمَ من بين كُل الفصول يجب أن يكونَ هوَ ؟!
لا ..! , أنهُ هوَ !..


. .
. .

كما هيَ العادة المُعلم جرايفين يُثرثر في القانون أو التاريخ ! , لا أتذكر ماذا قال أنهُ سيُعطينا ببداية الحصة ! , كلتا مادتيهِ مُملتان للموت علي آي حال ..!
أخذتُ أُحدق خارج النافذة إلي تلكَ الغيوم الجميلة التي تناثرت علي الوشاح السماوي اللون وكأنها حلوي القُطن .. , أنها أروع من المُعتاد اليوم
أتسائل إن كانت سَتستَطيعُ أغرائي للتحليق إلي جوارها اليوم ..!

- آنسة هيمي , عمَ كُنتُ أتحدث ؟
سُحقاً , لمَ يحدُثُ هَذا دائماً معي ؟!
أزحتُ قبضة يدي عن خدي بملل كما أزحتُ مرفقي عن الطاولة وأنا أنهض قائلة

- أممـ عن قوانين عالم السحر ..!
هيا أرجوك أيُها الحظ كُن معي اليوم ! , اليومَ فقط ..!
من أخدع ! , أنا أصلاً لا أؤمن بالحظ ..!

- بالطبع عن قوانين عالم السحر , لَكن آيُ قانون ؟
لا تكُن طماعاً ..!
- آآآآْء
- حسناً , سؤال من درس قديم ! , ماذا تعرفي عن الهاروكو البُدلاء ؟
- آآآاه
هل هُناكَ شيئ يُدعي بهَذا ؟!!
قالَ وهوَ يُربت علي كتفي الأيمن بيأس :
أجلسي هيمي , لا فائدة من هَذا ..!
كم أتمني أن أُسعد هَذا العجوز ! , أنهُ يتعب , مع ذَلكَ لا أستَطيع أجبار نفسي علي حُب مادتهُ البغيضة ..!
لَكن هَذا يعني أني لن أتخرج أبداً ! , يا للأزعاج ..!
جلستُ بهدوء لأُمسكَ قلمي وأهُمُ برسم شيئ في دفتري ..!
نَعم , هَذا ما أفعلهُ كُل حصة مُملة ! , أنا أرسم ..!
" لَكن علي ما يبدو تلكَ الحصة لن أفعل ! "
هَذا ما جالَ بخاطري عندما أرتَطمت تلكَ الكُرة الورقية برأسي ! , تلفتُ حولي باحثة عن مصدرها لِأجدَ مينوري تُتمتم بشيئ وفي عينيها نظرة غاضبة !
كدتُ أُشير إليها " ما الأمر ؟ " لَكن أوقفني سماع صوتها في عقلي قائلة

- رجاءً هيمي , ركزي قليلاً ..!
تعويذة تخاطُر ..!!
- لَكن الدرس مُمل ..!
- أعلم .. , لَكن يجب هَذا ..!
- لا , لا أُريد ..!
- هيمي هل أنتِ أميرة صغيرة مُدللة ؟!
- يقولونَ ..!
- هـــــــيـــــــمـــــــــــــي !
- حسناً , حسناً , لا تصرُخي بعقلي ..!
- عديني أولاً ..!
- أعدك مينوري ..!
بهَذا توقفت عن الحديث بداخل عقلي وبدأت كلتانا بالتركيز في درس القانون الذي يشرحهُ الأُستاذ جرايفين , لَكن سُحقاً , أكره تلكَ المادة بشدة ! , أُراهن أني سأنسي كُل ما سأحفظهُ فيها ما أن أتخرج من تلكَ المدرسة ! وأدخُل مدرسة المستويات ..!
ترررررررررررررن !
صوت الأنقاذ ! , نعم ! , هَذا ما أدعو بهِ صوت الجرس هَذهِ الأيام ..!
خَلا الفصلُ بسُرعة من الطلبة سوي مني ومن مينوري .. , أنا إلي جوار النافذة بأقصي الشرق وهيَ أيضاَ إلي جوار النافذة لَكن بأقصي الغرب ..!
نهضت بخطوات مُتثاقلة مُتجهة نحوي قائلة :
أنهضي ..!
لا ! , يبدو أنها غاضبة مني لسببٍ ما ..!
نهضتُ عن الكُرسي الخاص بي لِأجلس علي الطاولة لترمُقني بنظرة غاضبة بعدها تقول :
آوه , هل ستلعبينَ تلكَ اللُعبة ؟!
حسناً , آي لُعبة يُمكن أن يلعبها أثنين ..!

ثُمَ جلَست علي مقعدي ..!
قُلتُ بهدوء وأنا أُزيح خُصلة من شعري إلي ما خلف أُذُني وأبتسم بمرح :
إذن , ما الخطب مينوري ؟
بغضب قالت : أخبرتك من قبل ! , لِمَ لا تَختلطي بالطلبة ؟
آوه ذَلكَ الموضوع من جَديد ..!
- أنتِ لا تعلمينَ كيفَ ينظُرونَ لي ..! , أنهم يكرهوني ..!
- حسناً أنتِ لم تُحاولي جعلُهم يشعرونَ بالعكس ..!
- ولمَ يجب أن أفعل ؟!
- لآنَ .. لآنهُ ...
- أرأيتِ , لا سبب , لا سبب يدفعني للمُحاولة لجعل الناس يُحبوني كما لا سبب لكُرههم لي ..!
صَمتت مينوري قليلاً بعدها قالت : إلي ماذا كُنتِ تُحدقينَ أثناء شرح المُعلم جرايفين ؟
تأملتُ الغيوم لثواني قبل أن أقولُ بهدوء وأنا أُشير إليها : كُنتُ أنظُر إلي الغيوم ..!
نَظرت لي بغباء فأمسكتُ بذقنها مُديرة رأسها إلي حيثُ أنظُر قائلة : هُنا مينوري ..!
أنزلتُ يدي عندما وجدتها بدأت بالتحديق فالغيوم بغرابة تماماً كما كُنت أفعل قبل قليل ..!
وفي نفس اللحظة قالت كلتانا : قُرصان ..!
ثُمَ نظرت لي وبدأت في الضحك لأُبادلها الضَحك أيضاً قائلة وأنا أُشير علي غيمة :
أنها تُشبه القُرصان , تلكَ قُبعتُه و ........
أكملت عني وهيَ تُشير : وتلكَ رُقعة عينُه ويحمل سيفاً بيدُه و ........
قاطعتها قائلة : لا أنهُ يحمل قوساً ..!
- هيمي ركزي أنهُ سيفاً ..!
- قوساً ..!
- سيفاً ..!
- حسناً , لا يُهم , لطالما أحببتي السيوف وأحببت الأقواس ..!
- لتكون تلكَ أسلحتنا ..!
- حسناً , موافقة ..!
- أتعلمين ؟ بتلكَ الطريقة سنُكمل بعضنا , أنتِ دافعي وأنا سأُهاجم ..!
أومأتُ بسعادة قائلة : نعم ! , أعتمدي عليَ في حماية ظهرك ..!
قالت بمكر : إذن ستَدربينَ معي مُنذُ اليوم ..!
بمرح قُلت : نَعم سأفــ......
لَكني توقفت عن الكلام عندما لاحظت ما تُحاول فعلُه فقُلتُ مُتظاهرة بالضحك : هاهاها مُضحك جداً مينوري , أعلم ما تُحاولينَ فعلُه ..!
قالت بعد أن تجهمت : ما أُحاول فعلُه هوَ مُساعدتك ..!
بسُرعة قُلت : أنا لا أحتاج المُساعدة , أنا أستَطيع الأهتمام بنفسي ..!
صمَتت قليلاً وأطرقت برأسها , بعدها قالت
- حسناً سأُريكِ خُدعة رائعة وإن أعجبتك سأُعلمك أياها بشرط أن تتدربي معي ..!
بلا مُبالاة قُلت : حسناً , أريني ما لديكِ ..!
فأظهرت أجنحتها السوداء اللامعة التي تُذكرني بأجنحة الغربان التي توجد بعالم البشر , تلكَ الكائنات يراها البعض قبيحة والبعض الآخر يتشائم منها ! , لَكنها تسحرني حتي أني لا أري مُبرر لكُرههم لها ..!
قُلتُ بسُخرية :
مُبتكر جداً مينوري ..!
وبعدها أردفت : قد أكون الآخيرة بالصف لَكني أستَطيع أبراز أجنحتي ..!
- آنسة بلهاء , هلا صمتي قليلاً حتي أستَطيع أفهامك الخُدعة ..!
أشرتُ لها بأني لن أفتحَ فمي ! , لتقومَ هي بأعطائي ظهرها لتُصبح تلكَ الريشة البيضاء التي لديها واضحة لي تماماً , بالجناح الأيمن , مُضيئة بشدة حتي تكاد تكون مُتوهجة , تماماً كـ جناحاي ..!
أغمضت عيناها ضامة يديها أمام صدرها بتركيز , بدا لي وكأنها تدعو أو تتمني شيئاً بقوة !..
وفجأة تغير لون أجنحتها !..
أنتشر الضوء من تلكَ الريشة الواحدة لكُل جناحيها السوداوين ..!
رائع , لم يُخبرني أحد أننا نستَطيع فعل هَذا ..! , لم يُخبرني أحد أنني أستَطيع تغير لون جناحاي ..!
فقُلتُ بحماس :
مينوري رجاءً علميني هَذا ..!
قالت وهيَ تتظاهر بالتساؤل : من سيتدرب معي كُل يوم ليُصبح طالب أفضل ؟!
بأنزعاج قُلتُ : أنا ..!
وبعدها سريعاً قُلت : ولَكن متي تعلمتي هَذا ولماذا لم تُخبريني من قبل ! , تعلمينَ أنَ لون أجنحتي هوَ السبب غير المُعترف بهِ من قبلي لكُل مشاكلي ..!
وهيَ تُحرك يديها بدفاع أمامها قالت : تَعلمتُ هَذا فقط اليوم صباحاً ! وأنا ما زلتُ لا أعلم كيفَ حدثَ الأمر حتي ..!
- أممـ إذن كيفَ ستُعلميني ؟
- سنكتشف معاً ..!
- أصلاً كيفَ حدث الأمر ؟
- كُنتُ أطير صباحاً بسُرعة إلي المدرسة لآنَ أحدهم فضل عدم إيقاظي ليستمتع ببعض السكون !! وبينما أنا كذَلك رأيت صخرة كبيرة تقع من جبل !! في البداية لم أهتم لَكن بعدها بثواني لاحظت أنها ستقع علي غزالة بالغابة , تعلمين تلكَ الغابة التي يجب أن نقطعها لنصل إلي المدرسة ؟
أومأتُ لها بسُرعة بلا أكتراث للتفاصيل السخيفة برأيي لتُكمل قائلة : ولا أدري من أين جاءتني الشجاعة أو السُرعة لأندفع مُحاولة إيقاف الصخرة ! قبل أن تقتل الغزالة وبالفعل وصلت بالوقت المطلوب والمُثير للدهشة أني أستَطعتُ فعلها , أستَطعتُ إيقاف الصخرة ! , وكأن القوة التي بجسدي تضاعفت أضعاف مُضاعفة !!
, بعدها ركضت الغزالة بعيداً .. لَكني لم أترُكها لآنَ ساقها كانت مجروحة ..!
صحيح لم تقع عليها الصخرة الكبيرة لَكن وقع عليها آُخري صغيرة , تحديداً علي واحدة من سيقانها ..!
تبعتها بسُرعة إلي أن وصلنا إلي أحد الأنهار وهُناكَ رأيت أنَ لون أجنحتي تغير ..!

وبعدها صمتت وكأن القصة أنتهت لذا قُلتُ أنا : وهل ساعدتي الغزالة بالنهاية ؟
قالت بحيرة :
نعم ! , لقد كانت خائفة مني بالبداية وهَذا هوَ المُتوقع لَكنها في النهاية تركتني أقترب منها ! وهَذا ما أثارَ دهشتي ..!!
__________________
_

أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله
الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
ا
للهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين
اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث

_