عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 09-13-2012, 02:28 PM
 
. .

أصوات كثيرة أندفعت إلي رأسي بدون آي ترتيب وكأن لا علاقة لها ببعضها !!..
أنها نفس الطفلة ! , لقد كبرت .. قليلاً !
جثوتُ أمامها واضعة كفيَ علي كتفيها ثُمَ قُلتُ

- أينَ شقيقتك ؟
- أنها مريضة , أنها بالمنزل ..
- أتعلمينَ ؟ أنها تتآلم بالمنزل وحدها ..!
قاطعتني قائلة : المنزل أفضل من هُنا ..!
- الوحدة ليست جيدة ! , أسمعيني , إن بكيتي هُنا ستبكي هيَ هُناك ..!
أتُريدينها أن تبكي ؟

- لا ..
- إذن يجب أن تكوني قوية , أنها مريضة وأنتِ سليمة ! , أنها ضعيفة لهَذا يجب أن تكوني أنتِ قوية ..!
أبتسمت الطفلة فجأة ثُمَ تحولت أبتسامتها إلي ضَحكة جميلة وهَي تقول : نَعم , أنتِ مُحقة ..!
ها هيَ الآن تُجمد ظلامها ! , طفلة رائعة ..
كُنتُ أعلم أنَ لدي نظرةٌ ثاقبة عندما أخترتها ..!


. .
. .

كان هُناكَ رضيعتان مُستلقيتانِ عليَ الأرض أمامي وسط النجمة الخُماسية التي يوجد علي نهاية كُل ذراع من أذرُعها الخمسة شمعة ! وأُمهُما تقف علي بُعد خطوات منا خارج النجمة ضامة يديها أمام صدرها ..!
- هل ستكونان بخير ؟
هَذا كانَ ما قالتهُ الأُم القلقة لأُجيبها مُطمئنة
- إنَ الأمر غير مؤلم علي الأطلاق ..!
بعدها جلستُ بينهُما علي الأرض وأنا أتذكر التعويذة التي أخبرني أبي أن أتحضرَ جيداً بها , وضعتُ يدي اليُمني علي صدر الطفلة المُدثرة بغطاء أزرق فلم تُحرك ساكنة لَكن ما أن فعلت المثل للآُخري التي بالغطاء الأحمر أجهشت بالبُكاء !
لذَلكَ بدأتُ بالتفكير في من يجب أن أنقلَ لها قوي الظلام ومن يجب أن أنقل إليها قوي الضوء ..!
من بكت .. تتآلم بسُرعة مما يعني أنها حساسة , تُفكر في الآخرين , فتاة تستَطيع تحويل الظلام إلي ضوء ..! , إذن ذات الغطاء الأحمر سأُعطيها الظلام وذات الأزرق سأُعطيها الضوء لآنها لم تبكي !
من لم تبكي .. ستكون قوية , لن تترُك حُزنها يُسيطر عليها , حتي وإن بكت قليلاً ستمسح دموعها وتنهض فالنهاية ..!!
يا إلهي ! , أنا أُحاول تحليل شخصية طفلتين ..!!! , أنهُما رضيعتان ..!
أتمني أني قُمتُ بالقرار الصحيح ..!
نهضتُ عن الأرض بعد أن أنتهيت بالرغم من شعوري بإنَ شيئاً لم يتغير ..! , ما زالت بداخلي !


. .

قُلتُ للفتاة بتساؤل : هل المُعلم جرايفين ما زال يُدرس بتلكَ المدرسة ؟
- نعم , أنهُ مُدرسي ..
- هل يُمكنك أرشادي إليه ؟
- بِالطبع ..
بدأنا نسير في ممرات المدرسة الصغيرة إلي أن وصلنا بجوار بابَ فصلٍ ما فقالت الفتاة : أنهُ بالداخل , سأترُكك معهُ الآن ..
- حسناً ..
ذَهبت الفتاة لأخُذَ نفساً عميقاً وأهُمُ بالدخول .. الفصل فارغ تماماً من الطلبة ..! ,
صحيح , أنها الفُرصة والأطفال بالأسفل يلعبونَ , المُعلم جرايفين يستغل غيابُهم لتصحيح ويبدو مُنهمكاً جداً حتي أنهُ لم يُلاحظ دخولي ! , ذَلكَ المُعلم لم يتغيرَ قط , ما زالَ شعرُهُ رمادياً بينما أبيضَ شعري أنا ! , يا للسُخرية ..!
نبهتُهُ بدخولي قائلة :
أحمم أحم ..
ليُنزلَ نظارتهُ الطبية عن وجهُهُ بهدوء , ولَكن ما إن رأني حتي أختفي هَذا الهدوء ! , ونهض العجوز ليضُمني بسعادة قائلاً : مينوري أيتُها المُشاكسة ! , لماذا لم تكوني تزوريني ؟ , هل نسيتي مُعلمك العجوز ؟
أسرعتُ بالدفاع بسُرعة عن نفسي قائلة : بالطبع لم أنسك يا مُعلم , لكن أنتَ تعلم المشـ....
وللتو أُلُاحظ أنهُ ناداني بمينوري ! , تُري أهيَ زلة لسان أم أن أحداً لم يُخبرهُ بالفعل !!.
قاطعني بسُرعة قبل أن أقول آيُ شيئ : ما الذي حدثَ لشعرك ؟

أمسكتُ بخُصلة من شعري أمام عيني أنظُرُ إليها ! , ماذا بها ؟ , بيضاء !
- أممم حادثة صغيرة ..!
- لا تضغطي علي نفسك بالتدريب , أتفقنا ؟
- أتفقنا ..
صمَتَ قليلاً ثُمَ أردف : إذن ما الذي أرتكبتهُ هيمي تلكَ المرة ؟
لم أدري ماذا أقول لثواني ! ,لَكن بعدها أخبرتُهُ القصة كُلها بأختصار قائلة : أخيراً تَخطت الأختبار القبل النهائي , لكنها حصلت علي هاروكو بديل فأرادت أن تُحررُه وأشترطَ أبي أن تجتاز الأختبار النهائي ليحدُثَ ذَلكَ وإن لم تفعل سيُعدم ..!
وبالفعل لم تنجح والهاروكو البديل علي وشك أن يُعدم ....

أخذتُ نفساً عميقاً لآني كُنتُ أتحدث بسُرعة ! , بعدها قُلت : ونحنُ لا نُريدُهُ أن يُعدم ولا نعلم ما العمل ..!
نحنُ ..! , أنا أُقلد مينوري الآن , هل أفعل ؟!
هل أتحدث وكأني هيَ ؟! , لا أستَطيع أن أكونَ هيَ ! , لا أستَطيع لأن أكونَ مثلها ولو حتي قليلاً ..!
أنا .. أنا لا شيئ إلي جوارها ! .. أنا .. أنا .. أنا أشتقتُ إليها ..! , كثيراً ..!!

- حُكم الأستئناف ..!
هاتان الكلِمتان كانتا كافيتان لأخراجي من شرودي قائلة : ماذا ؟
- ألم تقولي سيُعدم ؟
- نعم ..!
- حسناً إذن هوَ تمَ الحُكمَ عليهِ بالأعدام لذا إن أردتي ألا يُعدم يجب أن تحصُلي علي أستئناف ..!
- لا ! لم يكُن حُكماً , كانَ أتفاقاً , رهاناً , لا أدري ..!
- أنظُري عزيزتي , الأمور لا تسير بتلكَ الطريقة , لا يُعدم أحد من دون حُكم قانوني ورسمي ولا يُعدم ألا بعد مرور أسبوع من يوم أصدار الحُكم ..!
- كيفَ أحصُلُ علي الأستئناف ؟
- بإن يُصوت ثلاثة من مجلس الخمسة إلي جوارك أو لنقُل إلي جوار هيمي ..!
ألا تشعُري بالندم لترك المجلس الآن ؟
لم يُعينوا أحداً بعدك بل تغير أسم المجلس بأكملُه ..!

توقف عن ذَلكَ ..! , لا تُحدثني وكأني هيَ ..!
ماذا تُريد مني أن أفعل ؟! , أن أُخبرك أنها ذَهبت ؟!
حسناً , أنا لا أستطيع ! .. سيؤلمني الأعتراف بهذا ! , لا أريدُ حتي التفكير بالأمر !
إن كانَ هناكَ زر بالقلوب والعقول لإيقاف المشاعر والأفكار لكُنتُ ضغطت عليه ..!!
حاولتُ التفكير بمنطقية لأُردف :
وهل كانوا سيسمحونَ لي بأعطائها صوتي ؟ , أنها شقيقتي , أظُنُ أنَ هَذا يُبطل حقي بالتصويت لأننا أقارب و ......
قاطعني بسُرعة قائلاً : توقفــي ! , مُنذُ متي وأنتِ مُهتمة بعالم البشر ؟
بعدم أستيعاب قُلتُ : ماذا ؟!
- ذَلكَ الأمر , عدم تدخل الأقارب في اشياء كهذهِ , ذَلكَ الأمر لم ولن يكون في آي مكان سوي بعالم البشر , هَذا ليس بقوانيننا ..!
آه صحيح ! , هل أنا مُضطربة إلي تلكَ الدرجة ؟!
حتي أني دمجت عالمين ! , قوانين عالمين !
قُلتُ وأنا أدعك رأسي بأنامل أصابعي :
أعذُرني فأنا مُتعبة قليلاً ..!
صمتُ لثواني ثُمَ أردفت : إذن ثلاثة أصوات ؟
- نعم لَكن أنصحك أن تلجئي إلي اشقائك فرئيس المجلس , والدك , هوَ من أصدر الحُكم وبالطبع لن يُصوت مع هيمي ضد نفسُه ! والسيد إدوارد سيكون معهُ كالعادة ..!
وبهَذا لا يتبقي سوي ميشيل , ماديسين وجوي ..!
أقنعيهُم تحصُلي علي الأستئناف ..

الكلام اسهل من الفعل ..!
مددتُ يدي لمُصافحتُه قائلة :
حسناً , شُكراً لكَ مُعلم جرايفين ..
بأبتسامة قالَ وهوَ يُصافحني : علي الرحب صغيرتي ..
بدأت بالسير مُبتعدة إلي أن قالَ وأنا إلي جوارُ البابِ : آه صحيح , أخبري هيمي أن لا تستمر في كبت مشاعرها لآنَ هَذا مُضر !! , رأيتُ كابوساً مُريعاً لتلكَ البلهاء ..!
ضغطتُ علي مقبض الباب وأنا أفتحُه وما زلت مُعطية ظهري للأُستاذ قائلة : تعلم أنها إن فعلت فلن يحدُثُ خيراً ..!
- أممم حسناً لكُل قاعدة أستثناء ..!
تنهدت بعُمق قائلة : حسناً , أعتبر رسالتك وصلت لها ..!!

" تم البارت ^^ "
__________________
_

أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله
الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
ا
للهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين
اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث

_