عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-13-2012, 09:28 AM
 
كما هي العادة ..
أنا نائم مُغمض العينين ..
في ذلك المكان المضئ الذي ظننت أني سأقضي فيه أبديتي ..
إلي أن سمعت ذلك الصوت ..
صوت ناي ..
عزف حزين لكنه هادئ ورائع بطريقة ما !!
أخذتُ أستمع إليه بهدوء ..
وأنا أشعر به يلمس قلبي ..
مهلاً يبدو أنه صوت شخصً ما ..
يبدو أني أنصت أكثر من اللازم !!
لا يُفترض بي أن أسمع تلك الأمنية ..
لا يُفترض ..
أنا لا أُريد أن أُصبح خادماً ..
لا أريد ,, فقط لا أُريد ..


- ساعدني ,,
أنتَ آملي الآخير في الهروب من
الظلام ..

بالرغم من أني حاول ألا أستمع ..
بالرغم من أني سددتُ أذني بقوة ,, إلا أن ذلك الصوت وصلني بوضوح ..
شعرتُ بصداه يتردد بداخل قلبي مع كل خفقة ..
جعلني أفتح عيناي وأهب واقفاً ..
أحدهم يطلب المساعدة ..
الصوت يستغيث بطريقة تُمزق القلوب ..
لا أدري ما الذي يحدث لي ..
أريد فقط مساعدة صاحب الصوت ..
أشعر أنه بعيد للغاية ..
أُنصت ؟!
نعم سأُنصت جيداً ..
ربما يصبح أقرب ..
صوت هادئ , حزين , مُتألم ومستغيث ..
صوت رقيق ,, ربما لفتاة ..
أجل أنها فتاة ..
لثواني شعرت وكأني صاحبة الصوت !!
شعرت بكل ما تُعانيه ..
أغمضت عيني بهدوء محاولاً تجميع ما تبقي لدي من عقل ..
لكن لا ..
رأيت شيئاً جعل كل عقلي يذهب أدراج الرياح ..
فتاة بشعر أبيض وعينان كُحليتان ..
حسناً الآن وبلا شك أصبحت خادماً رسمياً ..
والذي يدفعني للجنون هو أني فعلتُها بنفسي ..
الجميع يرفض الأستماع !!
لمَ فعلت أنا ؟!
هل أنا أحمق أو شئ من هذا القبيل ؟!
نزل سائل دافئ من عيني ..
رفعتُ يدي لأمسحه مُفكراً " هل هي دموع يا تُري ,, لا أُصدق هذا ,, هل أصبحت رقيقاً لتلك الدرجة ؟! "
لكن ما صعقني أنها كانت دماء !!
ما الذي يحصل ؟!
أنا لا أفهم ..
لابد أن الختم تحطم ,, وعينا الهاروكو تفعلتا ..
لا يهم ..
لقد أصبحت هاروكو وأنتهي الأمر ..
" ألن أخرج من هنُا ؟! "
هذا ما فكرتُ فيه وأنا أشعر بأني أقع أرضاً ..
فتحت عيناي بترقب ..
لأجد نفسي في مكاناً ما يبدو كـ سرداب ,, مليئ بالرفوف التي تسبح في الهواء وفوقها تستقر قلوب ك قلبي ..
قلوب مختومة !!
كان يقف أمامي رجل مُسن ,, لكن علامات القوة كانت واضحة تماماً به ..
أنه ليس صاحب الصوت , صحيح ؟!
تردد هذا السؤال بذهني ,, فكان أول شئ نطقه العجوز هو

- أنا لستُ صاحب الصوت ..
رائع ..
هذا ما فكرتُ به ..
تمتم العجوز بشيئ لتظهر ملابس من العدم ..
مدها لي بهدوء قائلاً :
بدل ثيابك ..
عن آي ثياب يتحدث ..!
أنا لا أرتدي شيئاً أصلاً ..!
ربما لم يُرد أن يحرجني ..
فالمكان الذي أتيتُ منه لم يكن به ملابس ..
لم يكن به سوي الضوء ..
بالرغم من محاولة العجوز ألا يُحرجني لكني مُحرج تماماً ..
حاولت التفكير بأجابية فكان أول ما خطر ببالي أن الأمر كان ليكون أسوء لو أني قابلت صاحبة الصوت ..
ببساطة كان ليكون كارثياً !
ربما بعض الصراخ ..
أو حتي صفعة مع تلك الجملة السخيفة " لمَ أنتَ بدون ملابس ؟! "
وكأن الأمر بيدي !!
هل يولد أحد بملابس ؟!
أخذت الملابس التي مدها العجوز ثم أبتعدت قليلاً ..
تمتمت بتعويذة المياه التي أحفظها عن ظهر قلب ,, ليظهر الكثير منها ويُحيطني من كل مكان ..
ويُحيطني أنا فقط ..
فانا لا أُريد أغراق المكان أو شئ من هذا القبيل ..
أريد فقط الأستحمام !
لآن ذلك السائل المُصاحب للولادة يُقرفني ..
أتسائل ما شعور الأطفال عندما يولدون مغطون بهذا الشئ !
بالتأكيد لن يشعروا بالقرف مثلي فهم لن يعونَ شيئاً ..!
تمتمت بشيئ لتظهر منشفة ..
جففتُ نفسي ثم أرتديت الثياب التي أعطاني أياها العجوز ..
وبعدها بدأت بالبحث عنه ..
ولم أخُذ الكثير من الوقت حتي وجدته ,, فأنا لم أبتعد عنه كثيراً أصلاً ..
بدأ الحديث معي وكأنه يعرفُني قائلاً أني الهاروكو الخاص بأبنته ويجب أن أعتني بها وأشياء من هذا القبيل ..!!
لم أستطع التركيز بما يقول ..
فأنا لا أُريد رؤية العجوز من الأساس ..
أريد رؤية صاحبة الصوت ..
أنتبهت أنه أنهي كلامه عندما رأيته يمُد لي شيئاً ..
أردتُ أن أسأله ما هذا ؟!
لكن هذا كان ليوضح أني لم أكن مُستمعاً له منذُ قليل ..
كان قلباً فضي اللون , كريستالي , هش
مظلم بطريقة غريبة وكأن الحياة فارقته ,, ليس لامعاً كما تكون تلك القلوب عادةً ..
قال العجوز :
أنهُ لأبنتي ,, أعطها أياه وأنت عائد فأنا لدي العديد من المشاغل ولن أمر علي المكان الذي هي فيه ..!
أومأت مُتفهماً ..
ليختفي العجوز في لمح البصر ..
مهلاً ..
وكيف أعلم أين الفتاة ؟!
بدأ القلب يُضئ وسنه يشير في أتجاه ما ..
هكذا تسير الأمور أذن ..
بدأت أسير حاملاً القلب الهش ..
لكن جاءت فكرة شيطانية برأسي ..!
ماذا أن حطمته الآن ؟!
ذلك العجوز .. لمَ لم يُفكر في أحتمال أن أُحطمه ؟!
أن حطمته قد تموت مالكته وأصبح حراً ..
هل أراد مني فعل هذا ؟!
الأمر برمته وكأنه لا يهتم ..
سيتركني لضميري ..!
حقاً ..!!
هل هذا ما يفعله ؟!
حسناً .. أنا لن أُحطمه ..
أصلاً ماذا سأفعل أن نلتُ حريتي ؟؟!
بالتفكير في الأمر ..
أنا مختوم هُنا منذ قرون ..!
بالتأكيد كل من أعرفهم أختفوا الآن ..
ماتوا ودُفنوا ..
حسناً ..
ما يُهم الآن أني هُنا بأرادتي ..
لأُشبع فضولي أولاً ..
ثم بعدها أُفكر في طريقة للخلاص ..
وصلت إلي قاعة واسعة ..
لابد أنها ساحة الأختبتر الذي يسبق النهائي ..
فلا يُمكن لأحد الحصول علي هاروكو دون أجتياز ذلك الأختبار ..
كان منظر المكان مُرعباً ..!
الضوء خافت بعض الشيئ ..
والدماء في كل مكان ..!!
ما الذي حصل هنا بحق الله ؟!
وسط تلك الدماء كانت تجلس فتاة ملائكية الملامح ..
أظنها صاحبة الصوت ..
كانت تُحدق في اللا شئ ..
لم تبدو لي طبيعية أبداً ..!
صحيح ..
لابد أنها فشلت في نسخ القلب لذا أنتهي بها الأمر مع هاروكو مثلي ..
هاروكو لا يفتح آي بوابات ..
لا لعالم البشر ولا لغيره ..
علي الأقل ليس الآن ..
ربما بعد فترة ..
قد تكون طويلة وقد تكون قصيرة ..
لابد أنها حزينة ..!
هذا هو المتوقع ,, لكن ليس لتلك الدرجة !!.
لمَ تبدو وكأن حياتها أنتهت !..
بالتفكير في الأمر .. ذلك الصوت ..
لقد قال " ساعدني ,, أنتَ آملي الأخير "
بدأتُ بالأقتراب منها وكأني منوم مغناطيسياً ..
لم أعي ألا وأنا أجلس القرفصاء إلي جوارها ..
لم تشعر بي ..
لذا قلت

- أحم ..
لم تنظر حتي ففكرت أن أقول كل ما عندي ..
- معذرة ,, أنا الهاروكو البديل ..
ألا يُفترض أن تترُكي هذا المكان المُريع الآن ؟!!

ما الذي قلته للتو ..!
لا يُفترض بالهاروكو أن يسأل أو يأمر ..
فقط يُنفذ المطلوب منه ..
نظرت لها ثم أعدت نظري للقلب ..
يا إلهي .. كيف نسيتُ هذا ؟!
هناك وقت معين لا يجب تجاوزه في بقاء القلب خارج صاحبه ..
ربما لهذا هي مُتجمدة في مكانها ..!
حسناً .. يجب أن أتذكر تلك التعويذة بكل دقة وإلا قد يؤدي الأمر بحياتها ..
أظُنني وجدتها ..
تمتمت بالتعويذة المطلوبة ..
حينها بدأت يدي تُضيئ ثم أصبحت شفافة ..
أمسكت القلب جيداً ليصبح شفافاً أيضاً ..
أخترقت يدي المُمسكة بالقلب صدرها ..
والآن يجب أن أضعه بالمكان الصحيح ..
بين الرئتين ,, أظن ..!!
يا إلهي أنا لستُ طبيباً ..!
تركت القلب بالداخل ثم أخرجتُ يدي لتعود إلي طبيعتها ..
بدأت الفتاة ترمش بعينيها وكأنها أستعادت وعيها ..
زفرت براحة .. جيد أنا لم أقتلها ..
ثواني حتي شعرت بأحدهم يُمسك ياقة قميصي بقوة ..!
أنها هي ! ,, أخذت تشُد الياقة وهي تصرُخ

- من أنتَ ؟!
هل تعرف ماذا فعلت للتو ؟!
كان يجب أن أموت !!
أنتَ أسوء شخص علي الأطلاق ..!
أبي أرسلك , صحيح ؟ لمَ لم يأتي بنفسه ؟!

كانت تتحدث بسرعة شديدة ..
لم تُعطني مجالاً للرد ..
لذا وضعت يدي علي فاهها ثم قلت :
أنا الهاروكو البديل ..!
ثم أبعدت يدي لأري ردة فعلها ..
أبتعدت قليلاً ..
أخذت تنظُر لي من رأسي إلي أخمص قدمي والعكس ,, مرات عديدة ..
وكأنها تُفكر في شئ مُهم ..!
قررت قطع جدية الموقف بالأبتسام ..!
أفترض أن الأبتسام جيد في مواقف كهذه ..!
لكن ما أن فعلت حتي أُغشي عليها ..!!
__________________
_

أستَغفِر الله العَظيم .. لا حَولَ ولا قوة إلا بالله
الحَمدُ لله .. الله أكبر .. سُبحان الله ..
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ..
ا
للهم صَلِ وسَلِم وبارِك علي محمد وعلي آله وصَحبِهِ أجمَعين
اللهم لا إله إلا أنت الحي القيوم , برحمتك أستَغيث

_