المشاركة الأصلية كتبت بواسطة RuUuby
[OVERLINE][OVERLINE] اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفير الأمل اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة RuUuby
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سفير الأمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذن أنتى تقدمين وجهة نظر مغايرة لما سبق طرحه من قبل بعض الأعضاء ..فترين أن تلك الأرملة فعلت ذلك نتيجة لضعف نفسها وقلة حيلتها لا لشيئ سوى انها ضحت من أجل انسان لايستحق .. وجهة نظر جميلة واقدرها..
نعم قدمت له ماضيها فكافئها بالغدر والخيانة وعند مرضه تذكرها فتركت كل من وقف بجانبها في تلك الفترة -والذين أرى أنهم أحق بتضحيتها منه- لتقدم له حاضرها بكل بساطة..
لكن اسمحى لى بأن أتساءل ..هل المحرك الأساسى للأنسان بيكون نابعاً من داخله وانطلاقاً من سموه النفسى وأخلاقه العالية ؟ أم تنبع وفقاً للطرف الأخر ؟ بمعنى هل القيم النبيلة والتضحية .. مفاهيم متغايرة .. وفقاً لطبيعة الموقف ولطبيعة الأشخاص ؟ فنتعامل بنبل وسمو مع من يستحق .. ونتجاهل تلك المعانى اذا كان الطرف الأخر لا يستحق ؟
بصراحة لا أدري كيف أجيبك..
لكن الحياة تستحق أن تُعاش بوعي..
الأخلاق الحسنة والقيم النبيلة لا تعني الخسارة لك والمكسب للطرف الأخرى ..
لم أكن لأنكر عليها مسامحتها له بل حتى تقديم المساعدة له كل هذه أمور هي في نظري من فنون الإنتقام لكن تضحيتها أعتقد أنها من السلبية..
وكما تعلم فإن تكرار الأخطاء هو ديدن من لا عقل له..
فأنت تعيش حياتك مرة واحدة فليس من العدل تقديمها لمن لا يستحق..
أما بخصوص تلك المقولة الجميلة للرافعى ..
"قمة الفشل أن ترتب الحياة من حولك وتترك الفوضى بداخلك"..
فاننى أرى أن من لايستطيع ترتيب الحياة بداخله ويعانى من الفوضى الداخليه ..فأنه لن يكون قادراً على ترتيب الحياة حوله .. فكما يُقال أن فاقد الشيئ لا يُعطيه
نعم صحيح فاقد الشيء لا يعطيه..
وإن ظنّ هو ذلك..
ولعلّي استشهدت بمقولة الرافعي لأنك حين ذكرت كيف تركت تلك المرأة منزلها وحديقتها الجميلة تبادر لذهني كيف استطاعت أن ترتب المكان من حولها وتركت ما بداخلها في فوضى حتى دون وقفة محاسبة لترتيب الأوراق وتحديد الأهداف..
وكيف يقبل الانسان على مثل هذا التصرف فيقبل بالهبوط الى القاع راضى النفس ؟ دون أن يتحرك من أجل النجاة ؟؟؟
عندما يطغى صوت القلب على صوت العقل..
نعم صدقتى ..لكن هل هذا يعنى أن صوت القلب دائما ما يكون متناقضاَ مع صوت العقل ..
لا أبداً هناك أمور يختارها قلبك ويصدقها عقلك..
ودائماً ما تسعد بها في الدارين..
متى يطغى صوت القلب على صوت العقل ؟
عندما لا يكون للإنسان هدف واضح في حياته يسعى لتحقيقه..
فهو بذلك يرضى لنفسه أن يكون ردة فعل لإختيارات الحياة..
معنى هذا أن غياب الهدف وضبابية الرؤية تجعل الانسان يعيش حالة من التخبط وبالتالى يدفعه ذلك لتجاهل صوت العقل واتباع صوت القلب ..
أتفق هنا معكِ أن الانسان يجب عليه ان يكون إيجابى السلوك محدد الهدف وأن يملك زمام المبادرة والا تكون افعاله وسلوكياته وتصرفاته ناتجة لرد فعل للأطراف المحيطة به ..ومن ثم نعود هنا إلى نقطة المحك الا وهى أن الانسان يجب أن يتحرك انطلاقاً من قناعاته وقيمه ومبادئه
لكن السؤال الذى يطرح نفسه هنا .. هل دائماً يكون صوت العقل على صواب وصوت القلب على خطأ ؟
أبداً المطلوب هو الإتزان.. فلو استمع الإنسان لصوت عقله عاش حياة تخلو من المشاعر والإنسانية وساد الظلم والطغيان.. ولو استمع إلى قلبه فقط سيُضيع حياته في أمور هي لا تساوي في ميزان هدفه شيئاً.. بل ربما قد يخسر حياته من أجل قضية لا تستحق..
"من الحماقة أن يخضع إنسان لرغبات إنسان آخر غير هدفه".. ماري كوري كم هى رائعة تلك الحكمة الجميلة والتى خرجت بها من نتاج تجاربها مع الحياة ..فأكيد نحن لسنا مع الخضوع ولكننا مع منهجية الإحتواء وتصحيح المسار
بالطبع ولكن لم لديه القابلية لذلك..
كما أن رؤية الذكريات وتجارب الحياة قد تختلف من شخص لأخر ويحضرنى هنا ماقالته الروائية الانجليزية الشهيرة أجاثا كريستي في مقدمة مذكراتها: لقد تذكرت ما أردت أن أتذكره وغمست قلمي في مغطس سعيد ليخرج منه بحفنة من الذكريات المحلاة بطعم السكر!..
الناجحون من تكون هذه الأحجار مجرد محطات في حياتهم..
يتعثرون بها لكن لا يتوقفون عندها..
جميل ما ذهبتى اليه ..
والأجمل أن يبذلون جهدهم من أجل حمل تلك الاحجار معهم نحو القمة وعدم السماح لها بأخذهم نحو القاع ..
مهما بذلوا في حمل هذه الأحجار لن يجنوا سوى الألم والضياع وفي الآخر البقاء برفقة هذه الأحجار في القاع..
وأنّا لأحجار أن تشعر أو تقدر ما قُدِّم لها..
عندما وصف ربنا تبارك وتعالى بني إسرائيل بالحجارة في قسوتهم أتبعها مباشرة بآية تقطع أطماع المؤمنين في إيمانهم..
(الآيتان في سورة البقرة 74 - 75)..
والحق أنك عندما وصفتهم بالأحجار لم يخطر ببالي إلا أنهم ممن لا أمل منهم..
فيكون النجاح هنا غير مفتصراً على الشخص نفسه وفقط وأنما تعداه إلى من يحبهم .
صحيح النجاح غير مقتصر على أحد ومن يجعل النجاح حكراً عليه هو شخص لا يدرك ثقافة النجاح ولن يصل إليه..
يذكر ستيفن آر. كوفي في كتابه " العادات السبع للناس الأكثر فعالية" ستة تصورات ذهنية للتفاعل الإنساني وذكر منها المكسب لكلا الطرفين وذكر أيضاً أنها أفضل المعادلات للتعامل مع الناس ثم استدرك قائلاً أنك قد تضطر للمعادلات الأخرى في بعض الحالات..
لكنني أؤمن أن هذه المعادلة صالحة في جميع الحالات فهي في ديننا أمراً عقدياً وليس اختيارياً..
قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه"..
من العادات أمور أدرك تماماً أنها مما يهوي بي إلى القاع لكنني أحاول جهدي تركها علّها تكون مني مستقبلاً بمثابة اللقاح للجسم..
لكن الم تحاولى يوماً أن تغيرى تلك العادات كخيار بديل عن الترك .. بمعنى هل الأفضل سياسة المواجهة والتغيير أم سياسة التجاهل والالتفاف حول الجنادل ؟
هناك أمور لا يفيد معها إلا الترك ومنها العادات التي ابتليت بها..
شكراً جزيلاً لك أخي الكريم على هذا الحوار الرااائع والأسلوب المميز في النقاش..
وأما بخصوص كلماتك في حقي فلا أجد عبارات لأوفيك إياها..
سوى جزاك الله خيرا ًعليها وأتمنى أن أكون عند حسن الظن..
:wardah::wardah:
RuUuby
جزاكِ الله أختى بالمثل ..فلقد استمتعتً كثيراً بمداخلتك وعودتك التى لامست جوهر الموضوع ومضمونه فزادته قيمةً ورقياً ..وبأسلوبك الراقى الفريد فى عرض وجهة نظرك بسلاسة وبساطة تنم عن تمكن من صهوة القلم وسنام الفكر
فلكِ منى أسمى آيات شكرى وتقديرى