عرض مشاركة واحدة
  #37  
قديم 09-05-2012, 11:55 PM
 



(شخصيات الرواية..)
كاي بملامح جدية قد خرجت من نطاق المرح: سأخبركِ كلَّ شيء أعلمه عن أصدقائك و دروسك و الباقي تدبريه بنفسك ,أفهمتِ؟
علمتُ من أسلوبه إصراره على إخفاء فقدان ذاكرتي فقلتُ له بهدوء: حسناً.
كاي: أصغِ جيداً لما أقول.....

......
ارتجلتُ من السيارة بجانب الجامعة..إنها عمارةٌ كبيرة حولها عشبٌ أخضر ....
حركتُ قدمي بصعوبةٍ و تردد بعدما أخبرني كاي أنَّهُ سيعودُ إليَّ بعدَ الدوام حتى وصلتُ لبوابة الجامعة بجانب فتاة....

احتضنتني بسرعة و لهفة: أينَ كنتِ طيلة هذه المدة؟!...لقد قلقتُ بشأنِكِ كثيراً ..
ابتسمتُ و أجبتها و خلفَ حديثي توتر شديد: آسفة لأني أقلقتكِ يون ,كنتُ مريضة قليلاً.
يون تبتعد عني و ملامحها تبدي قلقها: ألِ قليلاً غبتِ عشرةَ أيام و لم تجيبي على هاتفكِ المحمول؟!!!
((عشرةَ أيام!..هل كان مغمىً علي عشرةَ أيام؟!..لمَ لم يخبرني كاي بذالك؟..))
أمسكتُ بيديها مظهرةً امتناني لقلقها: لا بأس...أشكرك على اهتمامك..و على هاتفي فقد انكسر و لم أستطع أخذَ غيره حتى الآن.
وصلت فتاةٌ أخرى....

تحركاتها كانت تدل على طبعها الهادئ...تقدمت نحونا مسرعة : هل أتيتِ أخيراً..ما الذي كنتِ تفعلينه طوالَ هذه المدة؟!...
أجبتها بلكنةِ جرأةٍ و انفعال: أرى أنّكِ كنتِ براحةٍ أكثر بعدم وجودي..
...: أتيتِ لتزيدي المشاكل التي زالت في هذه الأيام.
ابتسمتُ بخبث: بما أنكِ قلتِ ذلك يوي ,أظنُّ أني سأستمتع بعدَ قليل..هل تشاركيني؟
أجابتني بانزعاج: ما الذي تخططينَ له؟!
......
دخلتُ معهم للقاعة الدراسية و عينايَ تحفظ مكانها لألاَّ أتوه بين ممرات الجامعة و حين دخلنا نظرتُ نظرةً ثم قلت: أين شيوري؟
يون و هي ذاهبة لمقعدها: تأخرت كعادتها ,و هل كنتِ تظنينَ أنها ستأتي مبكرةَ لأجلِك..
أردتُ الجلوس بجانبِ شيوري لكنها نظرت لي بتعجب: مقعدكِ خلفي.
تشتت بالي للحظة لكني تمالكتُ نفسي و تصرفتُ ببرود: أريدُ تبديلَ مقعدي اليوم.
يوي تنظر لي و كأنها فهمت شيئاً: لا تقولي لي أنَّكِ تخططين أن تجعلي لي مقلباً من مقالبكِ السخيفة؟
....: لنرى ,ربما تكوني مخطئة.
رنَّ جرس الجامعة بعد قليل و تفاجأتُ بصوتِ فتاةٍ تصرخ: هل أتى المعلم؟!
و كما أخبرني كاي كانَ شكلها طفولياً بعضَ الشيء ...أخذت نفساً عميقاً بعد أن قلتُ لها: لا تقلقي ,فحظكِ القوي يمنعه أن يأتي قبلك...أتمنى أن أراكِ واقفة في الخارج مرة .
أسرعت نحوي و مسكت بيديَّ: لقد اشتقتُ لكِ كثيراً..لا تقلقي على ما فاتكِ من الدروس فأنا و يون و يوي قد طبعنا لكِ الأوراقَ اللازمة.
حركتُ رأسي بمرح و شددتُ على يديها الممسكتانِ بي: أنا ممتنةٌ لكِ حقاً.
صرخت بفزع مبتعدةً عني: أيتها اللئيمة.
اندهشت يوي مما رأته: ما الذي حدث؟!
يون التي هيَ أمامنا أدارت رأسها و بدأت بالضحك: أجزم أن نتالي فعلت شيئاً.
كانت ابتسامةِ الخبث المرسومةِ على وجهي تدل على ما فعلت لكني فتحت يدي لأظهر قلماً صغيراً مشحوناً بالكهرباء: لما تريدونَ مني أن أصبح مملة مثلكم؟...يجب أن أتسلى.
شيوري بغضب: و الآن هللا نهضتي من مقعدي أيتها التافهة.
أخرجتُ كتابي بعدما رأيتُ يوي قد أخرجت كتاب التاريخ: اجلسي مكاني اليوم ,أريدُ أن أجلس بجانب يوي.
........
لديَّ اليوم درسان لذا فهناك وقتُ فراغٍ اليوم و في هذا الوقت لا أعلم ما أفعل لذا يجب عليَّ أن أتخذ حذري و أتبع صديقاتي في تصرفاتهن حتى أرى ما أستطيعَ فعله...لكن ما يزعجني هوَ أنَّ صديقاتي لا يعلمنَ أنني لا أذكرهن و لا أذكر أيَّ شيءٍ عنهن...
......
الآن نحنُ جالساتٌ في الساحة نأكل و نتبادل الحديث....
يون: هل كانَ كاي هو من يهتمُّ بك؟
أدرتُ حدقةَ عيني تجاهها: و من غيره يستطيع فعل ذلك و لا أحدَ في المنزل.
يون و كأنها تريدُ أن تلمح لشيءٍ ما: أنا أريدُ أن أقول...إنَّهُ يبدو لطيفاً معكِ كثيراً.
أجبتها و أنا غير مقتنعة بإجابتي:ماذا تقولين؟!...من الطبيعي ذلك لأنهُ ابنُ عمي الوحيد و عاشَ معي طيلة حياته.. بالمناسبة هل تكلمتِ مع كوتارو الغبي.
يون و ملامح الخجل و الاحمرار طاغيان على غضبها: قلت لكِ ألفَ مرة أن لا تنطقي باسمه أمامي ,ألا تفهمين؟!
نظرتُ لها بيأس: عرفتُ إجابتك...إنكما بالفعل متعبان ,متى ستنتهي قصتكما؟
يوي و هي توزع فناجين القهوة التي صنعتها برزانةٍ و لطف: كفا عن هذه المناقشة الغبية فكلاكما تافهان ....
......
فتحتُ باب السيارة و دخلتها لألتقط نفساً دالاً على راحتي..: أخيراً انتهى الكابوس.
أما كاي فمشى و هو يخاطبني بلكنته الجديةِ الحادة: هل نجحتِ في إخفاء ذلك.
طرأت في بالي فكرة فقلتُ له بلكنةٍ تضاهيه: اسمع كاي ,لو كنتَ مكاني هل كنتَ ستنجح؟
أظهر كاي بعضَ التوتر: كنتُ سأحاول على الأقل.
....: المحاولة لا تعني النجاح و بالخصوص أنك لن تكون عالماً لأي شيءٍ من حولك.
....: إذاً لم تنجحي ,توقعتُ أكثر منكِ.
ابتسمتُ مرحة: لم أقل أنني لم أنجح ,أنا لستُ فتاةً هينة أيها الأبله.
كاي ابتسم قائلاً: كنتُ أعلم.
....: لا تدعي أنني لم أخدعك.
....: نتالي لو أنكِ فشلتِ لما كنتِ بهذا الهدوء..أنتِ لا تعرفين انفعالاتك...لكنتِ تذرفينَ الدموع و تصرخين بوجهي قائلة "أنتَ السبب في هذا ,أحسستُ بالفشل بسبب تافهٍ مثلك ".
في تلكَ اللحظة أحسست أنه ينظر لي كشخصٍ غبي للغاية مما جعلني في قمة الإحراج
.....

كاي: كنتُ أمزح معك ,لقد خدعتني بالفعل.
....ازداد شعوري بالغباء في النهاية....
دخلنا المنزل و أول ما فعلته هوَ أن دخلت أقرب غرفة أي غرفةِ الجلوس و أفلتُّ جسدي على المقعد راميةً تلكَ الحقيبةَ من يدي....
دخل خلفي كاي و ما أن أرادَ أن يكلمني رنَّ هاتفه المحمول فأخرجه من جيب بنطاله لكنه لم يرفعه حين رأى شاشة الهاتف ....
....: ألن تجيبَ عليه؟!
رفضَ المكالمة و ببرود: إنه ليس سوى مزعج ,سأكلمه لاحقاً.
فكرتُ أنه ربما يكون المسمى فايك و يريد أن يفتح الموضوع الذي لا أعلم منه سوى خطورته لكني لم أكن أريد أن يتوجه كاي عن معرفتي لأي شيء فهو سيمنعني على ما يبدو من معرفة ما يتعلق بهذا الأمر...ف: كاي ,أين هاتفي المحمول؟
تقدم نحوي و جلس بجانبي: هاتفكِ المحمول؟!
....: أجل ..
أدار رأسه للحظة: تهشم في الحادث.
كنتُ أعلم من ملامح وجهه أنه يكذب فهذه الكذبة اختلقتها بنفسي قبل ساعات فقط...
لماذا لا يريد أن يعيد هاتفي و ما مصلحته من ذلك؟...لا أعلم أي شيء ...لكني سأكتشف في النهاية....

يتبع.....
1-هل كان المتصل فايك بالفعل؟
2-ما الذي ستفعله نتالي لمعرفة الحقيقة المخفية عنها؟
3- لماذا لا يريد كاي إعادة هاتف نتالي المحمول؟
4- الرأي بالبارت؟!!