عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 08-28-2012, 02:32 AM
 



الجزء الخامس ~


[ أريدها ليلةً هادئة ]


لمْ يحدثْ أيّ شيء في الساعة الحاديةَ عشرْ ...!!
وكأنه يوم إجازةٍ لهما ..!



14 \ 3 \ 2008

الساعة :12:00 صباحاً..
وصلَ أيمنْ إلى بابِ الشقةْ , أدارَ مقبضَ الباب فرآه مفتوحاً , دخل الشقة وأغلقَ البابْ , خلعَ معطفه واتجه لغرفةِ النومْ .
وجدَ الإنارة مفتوحةْ فأطفأها , نظرَ إلى مؤيدْ فوجده نائماً .
جلسَ على سريره وما إنْ أرادَ أنْ يضعَ رأسه حتى سمعَ همسَ مؤيدْ .
ـ صباحُ الخيرْ !!
رأى أيمنْ مؤيد يخاطبه وهو على حالته مغمضُ العينينْ وكأنه نائمْ .
ـ إنْ كنتَ جائعاً فقدْ صنعتُ الطعامْ إنه في الطاولةْ , لقدْ بردَ َبسببِ تأخرك .
ابتسمَ أيمنْ وألقى رأسه على الوسادة , ووضعَ يده فوق معدته .
ـ شكراً لكْ , لقدْ أكلتْ ! وأظنني سأنفجرْ !
ضحكَ مؤيدْ بسخريةْ وهو يقلبُ جسده لينامَ على الجهة الأخرى .
أيمنْ : بالمناسبة لماذا تركتَ باب الشقة مفتوحاً ألا تخافُ أنْ يأتي لصٌ ويأخذ نقودنا ؟!
لمْ يسمعْ إجابة من مؤيدْ فقد غطى في النومِ مرةً أخرى .
.
.
.

الساعة : 11:00 صباحاً
[ في المدرسة ] .

اجتمعَ الجميعُ أمامِ طاولةِ أيمنْ وهو يضحكونْ وبعضهمْ يتهامسُ وهم ينظرونْ لمؤيدْ.
همسَ طالبٌ لأيمنْ الذي كانَ يحملُ عصيرَ توتٍ يرتشفُ منه :
ـ أصحيحُ أنّ مؤيدْ سيذهبُ معنا !
ابتسمَ أيمنْ : أجلْ إنه صديقي العزيز ونحنُ نعيشُ معاً .
همس الطالبُ مرةً أخرى :
ـ إنه يبدوا غريباً وانطوائياً ومرعباً و ....
قاطعه أيمنْ :
ـ كفى كفى !! أكلّ هذا فيه!.. ضحكَ بخفةِ وهو يكملْ :
ـ لمْ تبقِ شيئاً يا أخي !
ضحكَ الطالبُ الأخرْ وبدأ الجميعُ يتبادلونَ الأحاديث !
نظرَ أيمنْ إلى مؤيدْ الذي يجلسُ وحيداً ويحملُ كتاباً يقرأه وجهه شاحبْ .
أيمنْ : إنه يبدوا غريباً اليومْ , ما لذي حصلَ معه ؟!
تقدمَ نحوه ووضع يده على كتفه برفقْ :
أيمنْ : مؤيدْ هل أنتَ بخير !
التفتَ إليه مؤيدْ ببرودْ قائلاً :
ـ نعمْ أنا بخيرْ .
نفى أيمنْ ما قاله وقالَ له بهدوء:
ـ إنّ وجهكَ شاحبْ !
وضعَ مؤيدْ رأسه على الطاولة ورفعَ ذراعيه ليغطي بها رأسه :
مؤيد : أشعرُ فقط ببعضِ الإرهاق !
أيمنْ بقلقْ : هل أحضرُ لكَ الـ..
مؤيدْ مقاطعاً له : لا تحضرْ أحداً , اتركني فقط !
ابتعدَ أيمنْ منْ مؤيد وعلى وجهه القلقُ .
بينما قلبُ مؤيدْ يعتصرُ ألماً وهو يخاطبُ نفسه
ـ لماذا يا أبي , لماذا ؟!

,........

الساعة :1 : 00 ظهراً .
توقفَ سلمانْ أمامَ طريقِ مؤيدْ الذي كانَ يستعدُ للخروجِ من المدرسة !
سلمانْ : أتمنى أنْ تكونَ ليلةً هادئة .
قالَ هذه الجملة ثمّ ابتعدَ وهو يضحكْ .
ابتسمَ مؤيدْ بتعبْ : وأنا كذلكْ !
.
.
.
.
.

الساعة :10:00 مساءاً .

بدأ الطلابُ يتوافدونْ إلى شقةِ أيمنْ ومؤيدْ في حي الظلامْ , فقدْ بحثوا عن شقةٍ يستأجرونها ولكنّ مبالغها عالية ..
لذلكَ لمْ يكنْ لهمْ إيّ حل , وقدْ أخذَ منهم إصلاحَ عمودِ الإنارة في الذي في الأسفلْ وقتاً طويلاً بسببِ ذلكَ الطالبِ الذي يريدُ الاستكشاف ..!
استقبلَ أيمنْ الطلبة بمرحْ , بينما مؤيدْ يساعدُ أيمنْ في ذلكْ وعينه على عقاربِ الساعة .

.....
الساعة :10 :30 مساءاً
.
حضرَ بعضِ الطلبةْ وكانَ عددهم 8 , أخذوا بالحديثِ والضحكْ وهم يشربونَ العصيرْ وبعضَ أنواعٍ الكعكِ الذي اشتراه أيمنْ .
طرقاتٌ منظمة على البابْ .
ذهبَ مؤيدْ قليلاً لفتحِ الباب , وما إنْ رأى القادمْ حتى ابتسمَ كلٌ منهما ابتسامة غريبة .
تنحى مؤيدْ لليسار ليدخلُ القادمْ .
سكتَ جميعُ الطلبةْ , ما إنْ رأوا الداخلْ , وأخذوا يتهامسونْ .
ـ سلمانْ !! ما الذي جاءَ به إلى هنا !
وقفَ سلمانْ وألقى التحية .
ـ السلامُ عليكمْ .
وقفَ أيمنْ من مكانه وتقدمَ نحوه بابتسامةٍ مرحة .
ـ وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته , أهلاً بكْ تعالَ إلى الجلوسُ معنا .
تقدمَ سلمانْ وهو ينظرُ لشكلِ الصالة ولونها الغريبْ , جلسَ على إحدى الكنباتِ الصغيرة الحمراء المنتشرة في المكان
والتي يوجدُ بعضها أيضاً ولكنها باللونِ الأسود .
ابتعدَ مؤيدْ عن الصالة , وذهبَ إلى غرفته واستلقى على السرير وأغمضَ عينيه .

الساعة :10: 59 مساءاً
فتحَ أيمنْ باب غرفةِ النومْ , تقدمّ إلى سريرِ مؤيدْ بغضب , وصرخَ فيه .
أيمنْ : مؤيدْ أينَ اختفيتْ ! هيا انهضْ أهذا وقتُ النومْ , ألمْ تقلْ إنكَ ستجعلُ هذه الليلة مرعبة .
تقلبّ مؤيد للجهة الأخرى وهو يبعدُ يد أيمن .
مؤيد : أيمنْ أرجوكَ دعني لا أريدُ أفعلَ شيء هذه الليلة , أريدها ليلة هادئة بالنسبةِ لي !
أيمنْ وهو غاضبْ : تركتكَ فقطْ دقيقتين , ثمّ وجدكَ هنا .
مؤيدْ : ألمْ أخبركْ أنني مرهقٌ قليلاً !
ابتعدَ أيمنْ غاضباً وصرخ : إذاً سأفعلها أنا وحدي ! .



.
.
.
.
.


الساعة : 11:05 مساءاً
بعدَ خمسِ دقائقْ من خروجْ أيمنْ , لمْ يعدْ مؤيد يسمعُ أصوات الشباب , استغربَ من ذلكَ الصمتِ المفاجئ, وقررَ أنْ يعرفَ ما حصلْ .
دخلَ الصالة , فوجدَ شاباً ملقى على الأرضْ , وسائلٌ أحمرْ يخرجُ منْ فمه , أبعدَ ناظريه قليلاً , فوجدَ ثانياً
وثالثاً ورابعاً .
ابتسمَ ما إنْ رآهم وحدّثَ نفسه وهو يضعُ يده على شعره :
ـ الأحمق أخبرهم بكلِّ شيء!.
أرادَ مؤيد الخروج ولكنّ صوتاً يعرفه ويميزه استوقفه لم يلتفتْ مؤيدْ بل وقفَ وهو يحدثُ نفسه : سلمان !
ضحكَ سلمانْ وهو يرى مؤيد : أظنكَ اعتدتَ على هذه المناظرْ !
ابتسمَ مؤيدْ بدونِ أنْ يلتفتَ له : نوعاً ما !
ـ أرجوكَ اتركنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي !!
التفتَ مؤيدْ بفزعْ ما إنْ سمعَ صوتَ أيمنْ ثمّ صوت إطلاقِ نارْ .
وقفَ مؤيدْ جامداً وهو يرى سلمانْ ينظرُ للمسدسْ , وأيمنْ الذي توقفَ عنِ الحركة !
ضحكَ سلمانْ وهو يتقدمُ أمامَ مؤيدْ وأزاريرُ معطفه مفتوحة وتظهرُ بذلةٌ الملطخةٌ بالدمْ .
اقتربَ من مؤيدْ حتى صارَ وجهاً مقابلاً لوجه .
سلمانْ : ألم تصدق ذلك ..!
انظْر هذا دمُ صديقكْ ,إنني أعلمُ ما تفعلانه كلّ ليلة ! وأنتمْ تخفونَ ذلكْ .
أخبرتكما أنْ أشتركَ معكما, ولكنّ أنتَ من رفضتْ ! لستَ وحدكَ منْ يقرأ قصصَ الرعبِ والدماء !
حتى أنــــــا كذلكْ !
حركَ المسدسَ الأسودَ بين يديه بخفة
سلمان : وأيضاً أجيدُ استعمالَ المسدسِ , ولستُ بدائياً لأستعملَ السكينَ أو الخنجر !
دفعه مؤيدْ غيرَ مستوعبٍ لما قاله ليتجه إلى أيمنْ وهو يركضُ بفزعْ , نحو صديقة وهو يقولْ :
ـ أيها الأحمقْ , ماذا فعلَ صديقي بكَ لتقتله !
نفخَ سلمان المسدس من فوهته وعليه ابتسامة منتصرة .
سلمان : هذا جزاءه لأنه لم يفعل ما قلته له .
أمسكَ مؤيد جسدَ أيمنْ وأخذه يهزه بخوفْ .
ـ أيمنْ .. أيمنْ .. استيقظْ أرجووووووكْ.
هزه بقوة وهو يصرخْ : أيـــــمنْ ! أرجوك انهض تحركْ , تكلمّ معي !
ظلّ مؤيدْ يحركُ أيمنْ لمدةِ ثلاثَ دقائقْ . سقطَ أيمنْ على الأرضْ .
طأطأ مؤيد رأسه وتغيرتْ ملامحُ وجهه للحزن وهو يمنعُ الدموع من الخروجْ .
وقفَ على قدميه , وتناثرتْ خصلاتُ شعره الأسود على عينيه لتغطي عليها , سارَ مؤيد نحو سلمانْ ببطء وهو مطأطأ رأسه بحزنْ.
وقفَ أمامه ووضعَ يده على كتفه ورسمَ ابتسامةً على شفتيه بصعوبة .

ـ أظنكّ فَعلتها يا سلمان !

ابتعدَ عنه حتى وصلَ لبابِ غرفة نومه !
ضحكَ مؤيدْ فجأة , بينما لمعتْ قطرةٌ سالتْ على خدّه الأيسر .
دخلَ الغرفة , وألقى جسده المتعبْ على السرير , وأغمضَ عينيه .


ـــــــــ

ـ هل مات أيمن ؟! .
ـ وكيف انقلبت الأمور هناك ؟!
ـ وماهدف سلمان من ذلك ؟!

انتظروا الجزء القادم ^^