عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-24-2012, 06:16 AM
 
.
.
.
.






[ ليلةٌ مرعبة ]

12 \ 3 \ 2008


الساعة : 40: 10



أصواتُ ضحكْ تصدرُ من المنزل السابع على الشارع الخمسون الطابقُ الثاني
الشقة رقمْ ( 3 ), في كلّ ثانية يحضرُ شخصٌ جديد ليغلقَ باب شقتهما
حتى اكتملَ العدد 10 , صالة الكبيرة تحملُ لوناَ أسوداً بزخارفَ على شكلِ وردةْ سوى جدارٌ واحد يحملُ اللون الأحمر بخطوطٍ متعرجة .
أحسّ بضربةٍ مفاجئة على ظهره , التفتَ ليرى أنه أحدُ الزوار , ضحكَ وهو مغمضُ العينينْ .
ـ ما بكَ يا أيمنْ هل أنتَ خائفْ !.
وضع يده على شعره وابتسمَ ليبعدَ الارتباكَ عنْ وجهه.
ـ كـلا كـلا يا مروانْ .
نظرَ له بعدمِ تصديقْ :
ـ ولكني أراكَ خائفاً .
ضربه مروانْ مرة أخرى وهو يضحكَ
ـ مابكْ ! استمتع بهذه الحفلة ! .
نظرَ نظرةً خاطفةً إلى الساعة , تعرقّ جبينه وهو يرى مؤيد يخاطبُ أحدُ الأشخاص .



...

الساعة : 45 :10

( حي الظلامْ )

بدأ بعضُ الأشخاص يخرجون من ذلكَ المنزلْ وهمْ يتهامسونْ
وضعَ يده في جيبه بمللْ .
ـ كانتْ حفلةً سخيفة .
وافقه صديقه الأخرْ :
ـ أجل وهي أيضاً مملة .
.

.



تقدّمَ مؤيد إلى صديقه أيمنْ بخطى واثقة .
أمسكَ بذراعه بقوة مما جعلَ أيمنْ ينتفضُ رعباً .
ـ ماذا ؟!
قهقه مؤيدْ وهو يرى عينا أيمنِ الخائفة :
ـ أحقاً أنتَ خائف ؟! .
ابتسمَ مؤيد بشرْ وهو ينظرُ إلى الأشخاصْ الذينَ في الصالة :
ـ لا تقلقْ سوفَ نستمتعُ معهم , همّ منْ أحضروا أنفسهمْ إلى هنـا .
اقتربَ من أذنيه وهمسَ بثقة :
ـ سوفَ ترى دمائهم الآن , تخرجُ من أفواههم وإنْ أردتْ أخرجتُها لكَ من رؤوسهم
وقف أمامه واقتربَ من وجهه حتى لاصقَ شعره جبينه , أخذّ يحدقُ بعينه الخائفتين
ـ اليومْ سوفَ أعذبهم حتى تخرجَ الدماء من كلِ شبرِ من أجسادهم أريدُ أنْ أستمتعَ قبلَ أنْ أقتلهم .
ابتعدَ عنه واضعاً يده في جيبِ بنطاله الأسودْ وهو يقهقه بصوتِ عالِ .
وضعَ يده على مكان قلبه بقلقْ وأخذّ يتبعه بنظراته وهو يخاطبُ أحدَ الأشخاصْ .


الساعة: 58 :10

بدأتْ الأنوارُ تنطفئٌ فجأة وسطَ قلقِ الزوار من هذا الانقطاعِ المفاجئ ,
ولمْ يبقى في الشقة سوى ضوءٌ خافتْ .


الساعة : 10:59

لمعتْ عيناه في الظلامْ , وأخذَ ينظرُ للجميع بنظراتِ لاهفه .
التفتَ للخلفْ ليرى صديقة أيمنْ .
نظرَ له برعبْ :
ـ استعدْ فأنا متعطشٌ لدمائهمْ !
بدأَ قلبُ أيمن يعلو ويهبط من الخوفْ أغمضَ عيناه وهو يرى عقربَ الساعة بينما
مؤيد تتسعُ ابتسامته مع كلِ ثانية .


الساعة : 11:00 .


بدأَ الصوتُ يخرجُ منَ الساعة المعلقة على الجدار الأحمر وهي تشيرُ إلى الحادية
عشرَ تماماً كانَ صوتها شبيهاً لصوتِ ساعة [ لندنْ ] حلّ الصمتُ
لثواني ثمّ عادوا للحديثِ مرةً أخرى كانتْ أعمارهم تتراوح ما بين الخامسة عشر إلى الثلاثين .
ابتسمَ شابٌ في الثامنة عشر , ولوحّ بيده نحو مؤيدْ مودعاً .
وقف أيمنُ أمامَ الباب بسرعةٍ خاطفة , استغربَ الشخصُ من ذلكَ وقالَ له متسائلاً:

ـ ما بكِ يا أيمنْ ؟!
ظهرَ صوتُ أيمنْ المرتجفْ :
ـ لنْ أدعكَ تخرجُ أبداً يا مروانْ .

تحولتْ عينا مؤيد للونِ الأحمر بسبب الضوءِ الأحمرْ الذي ظهر فجأة .
ابتسمَ بسخرية وهو ينظرُ للأشخاصِ الذينَ ينظرونَ إلى ذلكَ الضوءِ الذي خرجَ فجأة:
ـ للأسف فموعدُ الخروجْ قد مضى , أخرج خنجراً صغيراً من جيبِ بنطاله الأيسر ,
أخذَ يحدقٌ بالشاب والذي لمْ يكنْ سوى مروان بشعره الأسودْ الذي يصلُ إلى نهاية رقبته وعيناه الضيقتان
يلبسُ بذلةً برتقالية وبنطالٌ أبيضْ , أسرعَ نحو الشابِ الأخر الذي خلفَ مروان بخفية ثمّ ........



.....

ظهرَ الضيقُ عليه وهو ينظرُ إلى أيمنْ الذي يقفُ أمامه :
ـ أنتْ دعني أخرجْ .. فأبي ينتظروني الآن !
فردّ ذراعه مانعاً إياه من الخروجْ , طأطأَ رأسه فجأة .
استغربَ مروانْ من تلكَ الحركةُ المفاجئة ,تقدّمَ نحوه وأمسكَ بمعطفه البنيّ ورفعه للأعلى بغضبْ , بينما
أيمنْ أبقى رأسه ينظرٌ للأسفلْ بدونِ أْنْ يرفعه .

قالَ بنبرةِ مرعبة :
ـ آسف لنْ أدعكَ تخرجْ ... لأنكَ لو خرجتْ فستبقى حياً ولكنّ الأن ..
ضاقتْ حدقة عينه وهو يسمعُ ما قاله وجعلَ قلبه يخفقُ بقوة .
سمعَ الشبانُ الآخرين الذين لمْ يطالبوا بالخروجْ , وشعروا بالقلق مما جعل كلٌ
من كان في الصالةْ يتجهونَ نحو الباب .
نطقَ وهو مطأطأٌ رأسه للأسفلَ ويرفع يده ويدخله في معطفه البني وتكلمْ بنبرة خائفة وهو يرفعُ رأسه وبدا وجهه مرعباً :
ـ حسناً سوفَ أدعكمْ تخرجونَ من هذه الحياة .
أخرجَ من معطفه خنجراً صغيراً لمعَ في الظلامْ مما جعلهم يتراجعونْ مندهشين .

.....

ابتسمَ مروانْ بارتباكْ :
ـ أتخيفنا بهذه , نستطيع كلنا أنّ نبعدها من يدكْ !.
جاءه صوتٌ من الخلفْ جعله يتصلبُ في مكانه .
ـ أرى أنكَ الوحيدْ الذي بقيتْ !
التفتتَ مروانْ للخلفِ بفزعْ وأخذَ يتلفتُ عن يمينه ويساره مندهشاً وهو يتمتم ويتصببُ عرقاً :
ـ أينْ أينَ همْ ؟!
رأى مؤيدْ يتقدَم نحوه بابتسامه ساخرة واضعاً يده اليسرى خلفَ ظهره .
ـ لقدْ انتقلوا للعالمِ الأخر أو لنقلْ للتوضيحْ أخرجتهم أنا .
أظهر يده اليسرى من خلفِ ظهره , لتتوسعَ عينا مروانْ, وينعكسُ لمعانُ الخنجرَ في عينيه .
ارتجفَ جسده وأخذَ يتراجعُ للوراء ببطء وهو يرى الدماءَ تقطرُ من الخنجرِ الذي يحمله مؤيدْ , مدّ ذراعه بارتجاف وأشارَ
إليه بيده التي لمْ تتوقف عن الاهتزاز .
ـ أنتَ , أنتْ , ماذا فعلتَ بأصدقائي ؟!

فتحَ أزارير معطفه الأسودْ , لتظهرَ بذلته البيضاء , رفعَ الخنجر وأخذّ يمسحُ الدماءَ الذي عليه ببذلته مما أعطى
لوناً أحمراً على بذلته البيضاء وكأنه يفعلُ ذلكَ لاستفزازِ الشخصِ الذي يرتجفٌ أمامه .
وبنبرةِ ساخرة قالَ مؤيد :
ـ أتحبُ أنْ تراهـم ؟!
تنحى للجهة اليسرى وهو لا يزالُ يمسحُ خنجره الصغير .
.....
سقطَ على الأرضِ جالساً , بدأتْ شفتاه بالارتجاف , تراجعَ للخلفِ حتى اصطدم بالجدارْ حركَ رجليه لعله يخترقه , ولكنَ لا فائدة
وضعَ يده على شعره وأدنى رأسه للأسفلِ ينظرُ إلى الأرضْ .
ـ لا لا أصدقْ , إنني أحلمْ , لااااااااااا .
قهقه بصوتِ عال على صرخته وأخذَ ينظرُ له بتمعنْ.
تقدمَ أيمن نحو مؤيدْ وهو يرى تلكَ الجثثْ المتراكمة والدماءْ تقطرُ من أجسادهم حتى غطتْ الأرضية بلونٍ أحمرَ داكنْ.
ظهرَ صوته المرتبكْ .
ـ هل قتلتهم !, لمْ أشعرْ بذلكْ ! حتى أنني لمْ أسمعَ صرخاتهمْ .
وضعَ يده في جيبِ بنطاله , وأخذَ يحدقُ بهمْ .
ـ طعنة مباشرةٌ في القلب !
قاطعه صديقة أيمنْ .
ـ ولكنْ ألمْ تقل أنكَ سوف تــ....
ووضعَ يده على فمه ليسكته .
ـ تبقى لنا واحد .
حركَ أيمنْ عينه للجهة اليسرى , ليرى الشابَ الذي يرتجفْ .
أبعدَ مؤيد يده وتقدمَ نحوَ ذلكَ الشاب الجالسْ .
ألصقَ مروانْ رأسه بالجدار ما إنْ رأى مؤيدْ يقتربُ منه , ابتلعَ ريقه , وأخذَ يحادثُ نفسه .
ـ لازلتُ حياً , أستطيع الدفاع عن نفسي .
أخذَ يتلفتُ وهو يبتسمُ بارتباكْ لعله يرى شيئاً يدافعُ بها عن نفسه .
رأى طاولةً صغيرة بالقربِ منه ,بلع ريقه ومدّ يده ليأخذها .
...
طعنةٌ تلقها مباشرة في بطنه ما إن أمسكَ الطاولة بيده .
همسَ مؤيد في أذنه ولازالتْ تلكَ الخنجرَ في بطنِ مروانْ .
ـ كنتَ بطيئاً , لا تقلقْ هذه فقط لتشلّ جسدكَ فقط .
أغمضَ أيمنْ عينيه بخوفْ , ورفعَ يده ليغطي بها على أذنه .
تشبثّ مروانْ بالطاولة , وحركها باتجاهه .
تلقى طعنه أخرى في كتفه جعلته يتركُ الطاولة منْ شدّةِ الألمْ .
بدأ أيمنْ يسمعُ صرخاتِ ذلكَ الشابْ , وهو يشعرُ بالطعناتِ التي يتلقها , ضغط بيده على أذنيه وهو جالسٌ يتصببُ عرقاً .
رفعَ مؤيدْ يده وصرخَ :
ـ الآن في القلبِ مباشرة .
تكلمَ بصعوبة والدماء تخرجُ من فمه .
ـ يـ...الـ....كم ممـ.. من مخادعيـــ...
انقطعَ نفسه بعدما أحسَ بتلكَ الطعنه تخترقُ صدره وسقطُ على الأرضِ بدونِ حراكْ .
.....
تقدّمَ نحو أيمنْ الذي يرتجفْ واضعاً يده على أذنيه , رمى بالخنجر على الأرضْ , ووضعَ يده على كتفه .
ـ هيْ , أنتْ .
رفعَ يده عن أذنيه وأخذَ ينظرُ لمؤيدْ الذي تلخطتْ ملابسه أكثرْ .
ـ ألا زلتَ خائفاً , لا أعلمُ متى سيأتي دوركْ .
ضحكَ أيمنْ بارتباكْ وهو ينهضُ ليقفْ .
ـ أنتَ تمزحَ أليسَ كذلكْ ! .
.
.
.
.
الساعة : 2:00 صباحاً

رمى بمنشفة بيضاء على وجهه . وجثا على ركبتيه يمسحُ الدماء .
ـ الآن قمْ بالتنظيفِ قبلَ أن يأتي أحدْ , غداً يومٌ دراسي .
أومأ أيمنْ برأسه وجثى على ركبتيه يمسحُ مع مؤيدْ وهو يقول ساخراً :
ـ أتظن أن أحداً سيأتي في مثل هذا الوقت
نظر له مؤيد بطرف عينه ثم تابع التنظيف متجاهلا ما قاله.
بعدَ لحظاتِ من الصمتْ .
نظرَ أيمن إلى مؤيد ورسمَ على وجهه ابتسامة وطأطأ رأسه يتابع عمله .
ـ سوفَ أخبرهم غـداً .
لمْ يشعرْ إلا بقدمً تقفُ أمامه , رفعَ رأسه ليرى لكنْه أمسكَ بمعطفه ورفعه للأعلى , ليرى تلكَ الملامح التي تغيرتْ فجأة
ـ إنّ أخبرتَ أحدَهمْ فسوفَ تكونُ نهايتكْ , غـــبيّ !
نطقَ بارتباكْ :
ـ أريدُ أنْ أخبرهمْ فقطْ بأننا عملنا حفلةْ.
ابتسمَ مؤيدْ وضغطَ على معطفه بشدة .
ـ إذاً ستكتشفُ الشرطة , وتَجعُلنا طعماً سهلاً .
أبعدَ يده عنه ليسقطَ على الأرض , رفعَ أيمنْ يده يتحسسَ بها رقبته وينظرُ إلى مؤيد.
ـ كمْ أنتَ مخيفْ .
سارَ مؤيد إلى الأمامْ متوجهاً نحوَ الكنبة الحمراء المخططة بالأسودِ العريض.
فتحَ أزرايرَ معطفه , ورمى بها من خلفه على وجهه أيمنْ , ثمّ أسقطَ نفسه على الكنبة لتتناثرَ خصلاتِ شعره على جبينه
وتختفي عيناه .
أيمنْ صارخاً وهو يمسكُ معطفه الرمادي قبلَ أنْ يصلَ إلى الأرضْ .
ـ أحمق , قبل دقائق ونحنُ نغيرُ ملابسنا والآن تريدُ توسيخَ معطفكْ .
التفتَ إلى الخلفْ ليرى مؤيد قدْ غطى في النومْ ويبدو عليه الإرهاق وكأنه طفلٌ صغير واضعاً يده قربَ فمه ويتنفسُ بهدوء .
تحركَ حاجبه الأيسر للأسفلْ وعليه ابتسامة يائسة :
ـ يا حبيبي , والآن التنظيفُ كله عليّ .
طأطأ رأسه بيأس , ثمَ عادَ لتنظيفِ الأرضْ .



عنوانَ الجزء القادم ::wardah:
[ شخصٌ مغرور ]


إذا أعجبتكم وتحمستوا راح أضع الجزء الثاني :looove: