عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-23-2012, 03:59 PM
 
الفصل الأول
الوصول إلى الحدود (1)
في تلك الليلة الحالكة وفي الظلام الدامس وتحديدا في إحدى الأكواخ الرثة في تلك القرية الجميلة كانت تجلس وهي ممسكة بيده والدموع غزت عيناها الزرقاوتين كالبحر الهائج وسط عاصفة شديدة وقد بح صوتها من عبارة لا تتركني ، كان الألم يعتصر قلبها و هي تردد تلك العبارة بصوت مهتز ضعيف ، ففتح عينيه ليرى صغيرته بتلك الحاله فحاول أن ينطق أن يهدئها..
فقال: يا ابنتي الحياة لا تتوقف عند أحدهم ، كوني قوية كما عهدتك لا تدعي الألم والحزن يتسلسل إلى قلبك ، و صمت قليلا و أخذ نفسًا عميقًا ثم أردف لاهثًا : أعلم أنك لن تسلمي من زوجة عمك ، وستحول حياتك إلى جحيم لذلك قد ادخرت لك بعض النقود ، واعلم أن الأمر الذي سأخبرك .. به الآن سيصدمكِ قليلا ، ولكن عليك سماعه ولا تحزني مني لأني أخفيته عنك ففي لندن .. ، توقف عن الكلام سكن جسمه توقف نبضه ، مال رأسه ، أما هي فوقفت مفزوعه كمن سكب عليه ماء بارد في شتاء بارد ، ومن دون أي تفكير ركضت وقد نست حالها ، وبدون أي وعي قامت تضرب باب منزل عمها بعنف في منتصف الليل و كاد الباب أن ينخلع من قوة ضرباتها ، لو لم يفتحه عمها وهلع عندما رآها بهذه الحاله ، فركض إلى جثة أخيه الهامد ــه وقد اعتلته الصدم ــه ..
وبعد مرور ثلاثة أسابيع..
....: قفي يا كاترينا من فضلك قليلا دعيني ألبسك ملابسك فورائي أعمال المنزل و المزرعة .
كاترينا : أنتِ دائماً مشغولة يا جيسيكا حتى أمي لا تعمل بقدرك .
قالت جيسيكا في نفسها " هذا إن كانت تعمل أصلا لقد كنت محقا يا والدي فقد حولت حياتي إلى جحيم ، ولكن الأمر الذي يقتلني لندن ما الذي كان يريد أن يخبرني به " قطع سلسلة أفكارها صوت زوجة عمها هيلين : إلى أين سرحتِ يا فتاة ، أم أنكِ تريدين ترك كل الأعمال علي اليوم ، إنسحبت جيسيكا بصمت لأنها تعلمت أنه مهما شكت ومهما قالت فإن لا حياة لمن تنادي ، تعلمت السكوت و إبتلاع الألم والحزن وكتم غيضها ، لأن الشجاعة ليس أن تنتقم بل أن تصبر و تتحمل ، وبعد أن انتهت من أعمال يوم شاق ، عادت إلى ذلك الكوخ الرث فلم تكن لها شهية لتناول العشاء ، دخلت ذلك الكوخ الرث و أخذت تتأمله ، كان يوجد في طرفه قرب النافذة سرير قديم قد يتحطم في أي لحظة ، وبقرب ــه مكتب صغير له ثلاثة ادراج وكرسي ، وحمام صغير يكفيها ، وبينما هي مستندة إلى الباب مغمضة عينيها تذكرت جرة النقود التي ادخرها والدها ، فأسرعت إلى المكتب و فتحت آخر أدراجه و أخرجت جرة النقود ، وارتمت على السرير فأخذتها أفكارها بعيدا و دارت بها حتى قالت في نفسها " لم علي تحمل كل هذا فأنا استحق أفضل من هذه العيش ــه ، و لو هربت فعمي لن يبالي فعلاقتنا ليست بتلك القوة ، و زوجة عمي ستقيم حفلة و تدعو إليه كل من في القرية ، فأنا ليس لي أصدقاء ، لم علي تحمل كل هذا العناء ، لذا سأرحل و أؤسس نفسي من جديد ، سأنطلق إلى لندن و أعرف ما الذي خبأه أبي عني ، نعم سأرحل " وهكذا قامت من على سريرها..... يتبع
__________________
الى اللقاء
رد مع اقتباس