الحرية
جلس القرفصاء في زاويةٍ وهو يفكر ، يبحث عن حريةٍ غير موجودة ، وكلما حاول الخروج يصطدم بأبواب مغلقة ، أخذ يفكر في كيفية الخروج من هذا المكان ، في كيفية التخلص من هذه الأقفال التي تُحيطه من كل مكان (: أصبحت أوقاتي طويلة جداً ، وعقارب الساعة لا تتحرك من مكانها ، لقد تعِبت من حساب الزمن ، أتراها خوفاً من الويلات ؟ آآآآآه كم أنا محتاج للخروج ، ولكن كيف .. كيف ؟ هل سأقضيي بقية حياتي هنا ، أم هناك مخرج ؟ .. بل هناك مخرج ، ولكن أين هذا المخرج ؟).
عصر أفكاره لكي يجد المكان المناسب ، طالت به الأيام وطال به التفكير ، حتى شاب الشيّبُ في رأسه إلى أن وجد المكان المناسب الذي سيخرج منه إلى الحرية التي يبحث عنها.
من حفرة صغيرة الذي إجتهد في توسعتها خرج ، ونزل في فتحة المجاري ، ومن هذه الفتحة زحف مسرعاً إلى النهاية التي لا يعلم عنها شيء .
خرج متسللاً إلى الشارع ونظراته متوزعة على عدة إتجاهات وهو يقول(: إن الحرية تحتاج إلى التضحيات ، تحتاج بأن نتنازل عن بعض الكرامات ، من أجل أن نعيش في سعادة).
إتجهت الأنظار إليه بعد خروجه ، فتبعته أسود الحراسة ، إختار الهرب على أن يواجه تلك الجموع الهائجة ، جرى ، وبكل قوة جرى ، تفنن في الهروب منهم ، لم يترك شيء إلا وفعله من أجل إعاقة تقدمهم ، حتى إنتهى به المطاف إلى الإصطدام بسيارة ، ونقل على أثرها إلى المقبرة .
( أريد رأيكم في هذه القصة )...