عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07-02-2007, 08:50 AM
 
رد: رسالة ضائعة في الصحراء

الفصل الرابع


(ميسون .. مره أخرى)
في عرض الصحراء , كانت تسير سياره تابعه للجيش , وعلى متنها الخمسه المفصولين , ويقودها محمد , كانوا في طريقهم الى الدمام
كان الصمت هو سيد الموقف .. فالصدمه أكبر من أن تنسى , فقد عرفوا جميعا أن العار سيلحقهم أينما كانوا , ففي المجتمع السعودي , كل شي يغتفر إلا الخيانه , ولا يوجد أكبر من خيانة الوطن , وعرفوا أنهم مهما شرحوا الوضع , سيضلوا في أعين المجتمع مجرد خونه
كان عبدالمحسن هو اقلهم قلقا , ومن الممكن لقلة خبرته بالمجتمع , لم يكن يأبه كثيرا بأحاديث الناس , فقطع حبل الصمت بقوله
عبدالمحسن: موب غريبه أن اللواء يرسلنا بدون اي حارس شخصي ؟ او على أقل الأحوال مرافق؟؟
يوسف: اللواء ما يستطيع أن يضحي بأي جندي عنده , ويكفي أنه فصلنا , وبعدين ما اتوقع أنه يثق فينا علشان يرسل معنا أي احد , خصوصا بعد الفصل , فقرر يضحي بالسياره على أقل تقدير , ويرسلنا بلحالنا
عبدالمحسن: طيب موب من الممكن اننا نطعن في قرار اللواء ؟؟
أحمد: من الناحيه القانونيه ممكن , ولكن ستعاد محاكمتنا بعد الحرب , وقد يكون العقاب مضاعفا , فالحقيقه أنه مافيه أحد راح يصدق قصتنا , وحتى وان صدقونا , فسيعتبرون المسأله إهمال وعصيان أوامر , وكل هالأشياء ميب في صالحنا أبدا
عبدالمحسن: وأنت يا خالد وش رايك ؟؟ وراك ساكت ؟؟
خالد: وش تبيني أقول ؟؟
عبدالمحسن: ورى ما تكمل القصه ؟؟
خالد: أي قصة ؟؟
عبدالمحسن: قصة ميسون .. تراك ما كملتها .. وحنا نطلبك
خالد: حنا وين وأنت وين .. والله أنك فاضي
عبدالمحسن: أيه فاضي .. قدامنا على الدمام سبع ساعات .. وش ورانا ؟
التفت خالد على باقي الموجودين يحاول أن يجد علامات المعارضه في أوجههم , ولكنه لم يجد ... فخضع للأمر
خالد: طيب وين وصلت ؟؟
عبدالمحسن: يوم علمت الوالد أنك تبي تعرس
إبتسم خالد .. وبدأ في تذكر الأمر .. وهو لم ينساه أبدا .. وبدأ في إكمال القصه
خالد: في ذاك اليوم اللي قررت فيه الزواج وكان يوم جمعه , كان يوم عيد عندنا في البيت , العجوز كانت تبي تطير من الفرحه , ومسكتني على جنب , وعددت على عشرين أسم , وأنا كنت أتمنى أنها تعد ميسون معهم , علشان ما انحرج قدامها , بس للأسف ما عدت ميسون , والعجوزحست أن عندي شي , وقالت: عطنا اللي عندك ؟؟ من بنته ؟؟
أنا وانا اتلعثم: ميسون بنت أبو صالح .. صديقي
أمي: والنعم .. جمال ودلال وأخلاق
امي تكفلت بجميع الإتصالات , وما مر اسبوعين الا وأنا والوالد وأثنين من أخواني في بيت أبو صالح علشان الملكه , وكنت أنا محيوس وحالتي حاله , مثل اللي يبون يعدمونه , في راسي الف فكره وفكره , وما غير اتصبب عرق
خلصنا الملكه , وجينا نبي نمشي , مسكني عمي أبو صالح وقال :إقعد ابيك
راحوا أبوي وإخواني وأنا جلست بالمجلس استنى عمي يجي , وماكان فيه احد كلهم دخلوا جوا , وبعد عشر دقايق , انفتح الباب حق المجلس , وكانت هي ميسون .. بلحالها .. ومعها صينية فواكه
قالت : السلام عليكم
انا(مثل الي مكبوب عليه مويه بارده): وعليكم السلام
أنا ما كنت ادري أقوم والا أقعد , انخبصت , قمت واخذت الصينيه منها وحطيتها على الطاوله , وجت هي وجلست على الكنب , وأنا جلست على الكنبه اللي جنبها
من يوم ما دخلت ميسون علي بالمجلس , وانا مختبص , ما حاولت إني اناظرها , كنت خايف أطيح ولا اطيّح شي , يوم جلسنا , رفعت عيوني وناظرتها , وكانت أجمل مخلوق ناظرته بحياتي , كانت لابسه فستان أخضر , وكانت منزله راسها وخجلانه , وهذا زادها جمال عن جمال

مرت ثواني أو دقايق , ما أذكر , كنت اقدر اجلس طول عمري هذيك الجلسه , وامتع عيوني بها , بس بعد فتره
قلت: كيف الحال ؟
قالت: الحمد لله
قلت: وش رايك .. انا اببدأ ادور على شقه , وين تفضلين ؟؟
قالت: اللي تشوفه , بس انا ابي جنب اهلي
قلت وأنا يقالي أمزح: وأنا بعد ابي جنب اهلي
وضحكت .. وابتسمت .. وفي ذيك اللحظه دخل علينا عمي اللي هو أبوها , فقمت أنا وحبيت رأسه , واستأذنت
ورحت طاير لم البيت .. بس علشان اكلمها بالتلفون .. وكلمتها .. وجلسنا ساعات في التلفون , تكلمنا عن كل شي , وبدت الحواجز الي بيننا تتكسر , وبديت أعرفها أكثر واكثر , وطبعا زاد حبي لها أكثر .. وكنت اكلمها بشكل يومي , أو على أكثر الأحوال , يوم بعد يوم , الين جاء يوم وكلمتها
أنا: الو
ميسون: الو
أنا: اقول ورا ما تتركين دراستك وتشتغلين سنترال ؟؟
ميسون ضحكت: شف .. أنا ترى ما فيه احد يقدر يتحكم فيني
أنا: الا انا ابتحكم فيك ..أنتي اساسا أكبر غلطه في حياتك يوم وافقتي تعرسين علي , أنا من النوع الديكتاتوري , وما عندي لعب .. وعلى كل ..ان غدا لناظره قريب
ميسون: أنا اعترف ومعك انها غلطه , بس أنا عندي اسباب بعد .. أنا عندي عقد من كل الرجال , وأخترتك من بينهم علشان اطلع عقدي فيك ..المهم , تراك ازعجتنا كل يوم والثاني متصل , لا تكون تحسب اني ما عندي غيرك , فيه هاني , وتركي , وسمير , وانا ما ودي أحد منهم يتصل ويلقى التلفون مشغول
أنا: ومن قال لك أني متصل أبيك .. أنا متصل أبي صديقي صالح , وبعدين ما ابيك تأخريني.. مواعد صديقتي هنادي في العقاريه
ميسون بدت تعصب : طيب انادي لك صالح الحين
أنا: لالا خلاص .. وش عقبه .. دامنا طحنا بك .. الشكوى لله .. المهم .. جاء الدور على غرفة النوم , لازم نحجزها من الحين , فأقول ورا ما امر عليك , ونروح سوا لم المفروشات ونختار؟ بس انا اقول نخلي الوالده ترتاح بالبيت , ماله داعي ناخذها معنا ونتعبها.. والا ؟؟
ميسون ضحكت وقالت: ما حزرت .. وابشرك تبي ترتاح مني ولا راح تطيح بي لمدة اسبوعين
أنا: ليش عسى ما شر ؟؟
ميسون: نبي نروح لم جده بكره , نتمشى مع اخوي صالح
أنا: لاه .. وشوله التمشي والخرابيط ؟؟ وأنا الحين ولي أمرك .. ومنيب راضي ... وبعدين بعد العرس نروح لللي تبين
ميسون: يعني ما تقدر تستغني ؟؟وبعدين أنا ولية أمر نفسي .. وجزء من الرحله تجهيز لي
أنا: ما اقدر استغني .. ضحكتيني .. وبعدين مثل ما قلت لك , ما تقدرين تغيبين عن عيني
ميسون: يعني وش تبي تسوي ؟؟ تبي تلحقنا ؟؟ اساسا أنت ما تعرف وين نبي نسكن , وأنا منيب معلمتك .. ابي ارتاح منك شوي على الأقل
أنا: طيب .. نشوف .. سلام
ميسون: سلام
وصكيت السماعه , ورحت لم غرفة العجوز .. لقيتها تصلي .. استنيتها لمين خلصت ثمن قلت:
أقول .. انت تراكي من زمان ما اعتمرتي .. وش رايك اعتمر بك بكره ؟؟

بينما كان خالد يقص قصته , وكانت كل الرقاب متجهه نحوه , قطع كلامه صوت محمد
محمد: يا شباب .. شوفوا.. وكانت سبابته تشير الى عاصفه من الغبار تبدو من بعيد
أحمد: وشي هاذي ؟؟
محمد: هاذي وحده من الكتائب , قاعده تتحرك
يوسف: طيب ؟؟ وش الجديد ؟؟
محمد: الجديد أنها قاعده تتحرك في إتجاه السعوديه .. يعني تتحرك للخلف
أحمد: طيب يمكن جتهم تعليمات علشان يرجعون أو يغيرون موقعهم
محمد: يمكن .. بس أنا أمس مطلع على جميع مواقع الكتائب , وما كان فيه أي كتيبه متراجعه هذا التراجع , ولا يمكن لأي كتيبه على حسب المواقع اللي شفتها أمس أن تصل الى هنا بهذي السرعه .. يا جماعه .. في شي غريب قاعد يصير
أحمد: لا تصير عاد موسوس
محمد أنحرف بالسياره نحو الكتيبه وهو يقول: خلونا نقرب , ودي أشوف هالكتيبه تبع أي دوله .. لأن ما أظن إنها سعوديه , وعلى الأغلب راح تكون أمريكيه , بس خلوني أشوف
واقترب بهدوء من الكتيبه , وكانت الكتيبه تسير بسرعه , وسرعان ما أقتربوا لأخر دبابه , وبدأ ينقشع الغبار شيئا فشيئا , وفي لحظه من اللحظات , صرخ جميع من كان في تلك السياره في وقت واحد من هول ما شاهدوه .. فلقد كان العلم العراقي هو العلم المطبوع على الدبابه
الفصل الخامس

(الحرب)

بسرعه إنحرف محمد بالسياره مبتعدا عن الكتيبه , وكان الذهول هو سيد الموقف , فلم يستطع أحد أن ينبس ببنت شفه .. حتى أبتعدوا قليلا
عبدالمحسن: متأكدين أنه علم العراق هو اللي شفناه ؟؟
خالد: أنا متأكد.. مع أني أحس أني أحلم الحين ..أنت متأكد يا محمد أنك ماشي بنا صح ؟؟ أخاف إنك بالغلط دخلت لم الأراضي العراقيه ؟؟
محمد: أنا متأكد مليون بالميه
أحمد: طيب وش تفسيركم لوجود هالكتيبه هنا ؟؟
محمد: أنا أعتقد أنهم تسللوا بين القوات
يوسف: يعني تتوقع أنهم يبون يهاجمون من الخلف ؟؟
محمد: ما أظنه .. بإتجاههم هذا ما فيه إلا تحليل منطقي واحد في رأيي
يوسف: وشو؟؟
محمد صمت قليلا ثم قال: شكلهم في طريقهم لإحتلال الخفجي
تحولت السياره الى كتله من الصمت لفتره من الوقت .. حتى تكلم عبدالمحسن
عبدالمحسن: طيب وش نبي نسوي الحين ؟؟
يوسف: أنا رأيي اننا نرجع لم المعسكر , ونعلم قائد الكتيبه
احمد: اعتقد ان هذا هو احسن حل
خالد موجهها كلامه لمحمد: كم باقي لهم علشان ياصلون لم الخفجي ؟؟
محمد: نص ساعه , او ساعه على احسن الأحوال .. وعلى كل الجميع عارف بما فيهم العراقيين ان الخفجي مخلاة من السكان , وما فيها الا بعض العمال , وقسم الشرطه ما يداوم فيه الا سته على ثلاث نوبات تجي من الجبيل
خالد: يعني في كل الأحوال راح ياصلون لم الخفجي قبل اي كتيبه سعوديه
محمد: اكيد
خالد: ولو نبي نرجع للكتيبه يبيلنا ساعه ونص .. والا ؟
محمد: ممكن بساعه
خالد: اجل انا رأيي نروح لم الخفجي قبلهم , علشان نعلم قسم الشرطه هناك , وبالمره نكلم على القياده ونعلمهم .. وش قلتوا ؟؟
محمد: انا اشوف كذا بعد
وكان صمت البقيه علامة الموافقه , او على اقل تقدير عدم الإعتراض
وقاد محمد السياره بسرعه عاليه .. متجها نحو مدينة الخفجي .. بعد قليل , وصلوا مدينة الخفجي , وكانت الشوارع خاليه تماما من السكان , توجهوا رأسا الى الشارع الرئيسي , وكان قسم الشرطه الأساسي موجود على نفس الشارع , ومقابل له مبنى الأماره
نزل الجميع متجهين لقسم الشرطه , وكان خاليا وكان هناك مكتب واحد هو المفتوح ويصدر منه صوت شخص يتكلم بالهاتف , دخلوا المكتب , حتى ان الشرطي تفاجأ , وأغلق السماعه فورا
خالد: السلام عليكم , معك الرقيب خالد من الكتيبه الثامنه للقوات السعوديه
الشرطي: وعليكم السلام , اي خدمه ؟
خالد: ابستخدم التلفون
الشرطي: تفضل
اعطى خالد التلفون لمحمد الذي بدأ يضغط ازراره بسرعه , وسرعان ما جاءه الجواب
محمد: قيادة الكتيبه الثامنه لو سمحت ؟
وبعد انتظار قليل
محمد: هلا علي , معك محمد , الأمر طارئ , لازم اكلم قائد الكتيبه
بعد ان سمع محمد الجواب , اعطى التلفون لخالد
اللواء: الو؟؟
خالد: السلام عليكم طال عمرك , معك الرقيب خالد
قاطعه اللواء: انا اعرف من انت .. لكن وشو الأمر الطارئ ؟؟
خالد: وحنا في طريقنا للدمام , وجدنا تواجد للقوات العراقيه داخل الحدود السعوديه , ونعتقد انها في طريقها لإحتلال الخفجي
اللواء: انت متأكد من هذا الكلام ؟؟
خالد: نعم طال عمرك , القوات على بعد ثلث ساعه من دخول المدينه
اللواء: وانت وينك الآن ؟؟
خالد: انا ومن معي في قسم الشرطه العام في قلب الخفجي
اللواء: اسمع يا خالد , أعتبر القرار السابق في حقك ومن معك معلق , وابيك تسوي الي راح اقول لك عليه
خالد: سم طال عمرك
اللواء: ابيكم تخلون المدينه كامله من السكان , ما ابي يكون فيها ولا شخص , حتى الشرطه , حتى انتم.. وصمت اللواء قليلا ثم اردف
اللواء: وابيك تنزل العلم السعودي من ساحة الأماره وتاخذه معك
ظهرت علامات التعجب على وجه خالد
خالد: تبينا نعلن الإنسحاب ؟؟
اللواء: حنا ما راح ننسحب , والكتيبه الآن في طريقها مع اربع كتائب سعوديه لطردهم من المدينه والبلاد , ولكن من الواضح ان الهدف من هذه العمليه هو الفوز الإعلامي فقط لا غير , فهي أقرب للعمليات الإنتحاريه , وبإنزال العلم راح نقلل قيمة هذا الفوز بشكل كبير
خالد: بس طال عمرك
اللواء(مقاطعا): مافيه وقت للمناقشه , هذا أمر عسكري من قائدك , وعليك التنفيذ
خالد: حاضر
اغلق خالد السماعه .. وبسرعه سأل الشرطي
خالد: كم عندك من سلاح ؟؟ ووين خويك ؟؟
الشرطي: عندنا اربع مسدسات اثنين معنا واثنين احتياط مع طلقاتهم , وخويي قاعد يدور بالدوريه كالعاده , تبيني اتصل فيه ؟؟
خالد: ايه , وخله بالمايكرفون , يعلن اخلاء المدينه تماما , ولا يبقى ولا شخص حتى أنت , وحنا نبي ندور بالمدينه , ونحاول اخلائها معكم , ونلتقي هنا بعد 15 دقيقه.. اتفقنا؟؟
الشرطي: طيب

بعد حوالي الربع ساعه مرت كثواني .. التقى خالد ومن معه , بسيارة الشرطه , وبعد أن اخليت المدينه تماما
خالد: يالله قد السيارات اللي طلعت من المدينه الى مدينة الجبيل .. ولا تترك أحد وراك
الشرطي بعد ما سلم المسدسات لخالد .. ركب دوريته ومعه زميله وذهبا بسرعه
يوسف: وحنا وش نستنى ؟؟ ورا ما ننزل العلم ونمشي ؟؟
خالد بعد صمت لثواني: أنتم أمشوا في أمان الله , أنا سببت لكم الكثير من الإحراجات , وابغى منكم العذر والسموحه , نظرية إنزال العلم ما أعتقد انها الحل الصحيح
أحمد: وش بلاك صرت تخربط ؟؟تبي تسوي فيها بطل ؟؟ أنت انهبلت ؟؟
خالد: إذا كان هدفهم إعلامي , فهم راح يحاولون إنزال العلم ورفع علم العراق , انا راح أدخل للأماره , وأدور غرفه تطل على الساحه , وأي شخص يقرب لم الساري ابطلق عليه , وهي فتره بسيطه لين يجي الجيش السعودي
محمد: أنت فعلا إنهبلت , الكتائب السعوديه وحتى اذا جت بأسرع وقت , راح يوقفون عند ضواحي المدينه , علشان يخططون لطريقه للهجوم , لا تخلي احساسك بالذنب يؤثر على قراراتك
خالد: مهما كان , انا اعتقد ان هذا هو الحل الأصلح , وقراري نهائي .. وأنا رأيي انكم تمشون بسرعه شكلهم بدوا يدخلون المدينه
أحمد: أجل ابجلس انا معك
محمد: اذا جلست يا أحمد أنا ابجلس
يوسف: اجل الشكوى لله نجلس كلنا
خالد موجه حديثه لعبدالمحسن: أعتقد انه مافيه داعي أنك انت تجلس .. أربعه يكفون.. وخصوصا إننا ما معنا الا اربع مسدسات .. خذ السياره ولا توقف الا بالجبيل
عبدالمحسن: ليش ؟؟ أنا منيب أقل منكم , واذا جلستوا ابجلس معكم
أحس خالد بنبرة الإصرار الموجوده في حديثه , فما أراد الجدال بالموضوع.. وبدأ برسم الخطه .. قسم الخمسه الى فريقين , فريق في مبنى قسم الشرطه ويتكون من أحمد ومحمد , وفريق في مبنى الأماره , ويتكون من البقيه .. ووزع الأسلحه والذخيره بالتساوي على الفريقين ... ونبههم بعدم استخدام الأسلحه الا في حالة الضروره القصوى أو في حالة إقتراب أحد من العلم .. وانقسما .. في انتظار جيش العراق يدخل المدينه
دخل أحمد ومحمد مبنى الشرطه , وبحثا عن غرفه مطله على ساحة الأماره , وسرعان ما وجدوا ما اعتقدوه الغرفه المناسبه
وعلى الطرف الآخر كان الثلاثه خالد ويوسف وعبدالمحسن ما زالوا يبحثون مسرعين عن الغرفه المناسبه
خالد: لازم تصير الغرفه تطل على الساحه , وعلى البوابه حقت المبنى في نفس الوقت , علشان نشوف اذا حاول اي شخص انه يتسلل الى داخل المبنى .. وبالفعل وجدوا الغرفه المناسبه .. وفجأه سمعوا طلقات ناريه في الشارع
اقترب خالد من النافذه بحذر , ووجد أن المدرعات العراقيه قد وصلت , وبعض الجنود من المشاة يطلقون النار عشوائيا
خالد قال بصوت خافت ولكنه مسموع: تم إحتلال الخفجي
بعد أقل من ساعه من الترقب .. تمركزت فيها دبابات الجيش العراقي في كل زاويه من زوايا الخفجي .. ولكن خلال هذه الفتره كان هذا الحديث يدور في غرفه من غرف مركز الشرطه
أحمد(وهو يشاهد القوات العراقيه في كل مكان) : في تاريخك الملي بالأعمال الغبيه , جلستك هنا تعتبر الأغبى
محمد: انا ما جلست علشانك , انا جلست علشاني شفت انه هو الحل الأمثل
أحمد: يعني ما فكرت في أمك وخواتك لو صار لنا شي لا سمح الله ؟؟
محمد: لو كل جندي راح للحرب فكر هذا التفكير , كان محد حارب , وبعدين أنا سألتك سؤال قبل كذا وما جاوبت علي .. أنت الى متى تبي تصير زعلان علي ؟
أحمد: اسأل ابوك اللي مات وهو يدور عياله .. وواحد منهم صايع خارج المملكه
هم محمد بالكلام .. الا أن احمد اشار له بالسكوت .. واشار له للنظر الى ساحة العلم .. وكان هناك اربعة جنود يحملون العلم العراقي .. ومتجهين الى حيث الساري في ساحة الأماره
وشاهد في الجهه المقابله خالد الذي اعطاه بعض الإشارات
أحمد: خالد ويوسف راح يطلقون على الأثنين اللي على اليمين .. وأنا وانت الأثنين اللي على اليسار..أسمع .. حاول تطلق في مقتل
وكان أحمد ومحمد موجهين مسدساتهم الى رؤوس اثنين من الجنود العراقيين .. وينتظرون إشارة خالد للإطلاق
وبعد ثوان كأنها لحظات .. جائتهم الإشاره
قال أحمد: اطلق
وشق صوت اربعة طلقات حاجز السكون الذي كان يلف المكان .. مما نبه جميع الجنود العراقيين الآخرين
إقترب أحمد من النافذه بحذر .. لكي يشاهد ماذا حصل بعد الإطلاق .. وشاهد الجنود الأربعه الذين كانوا يحملون العلم , على الأرض غارقين في الدماء , وحالة هرج ومرج في صفوف الجيش العراقي .. وفجأه وبدون مقدمات .. أحتضن أحمد أخيه
وفي الجهه المقابله .. كان عبدالمحسن قريب من النافذه
خالد: ما أظنهم راح يعيدون محاولة إنزال العلم الآن , اتوقع انهم راح يحاولون انهم يلقوننا أول
عبدالمحسن: فيه جنديين يقتربون من مبنى الشرطه
قام خالد ويوسف فجأه واقتربا من النافذه
خالد: أحمد ومحمد ما يقدرون انهم يشوفونهم.. حاول خالد انه يؤشر لأحمد ومحمد.. ولكن بدون جدوى
خالد: لازم اروح لهم..الحين
يوسف: الشارع كله جنود عراقيين .. وشلون تبي تطلع لمهم ؟؟
خالد: اولا ما راح يتوقعون انهم يلقون جندي بالشارع , وثانيا ابيكم تغطوني , ابروح من ورا هذولي السيارات
وطلع خالد مسرعا .. وكان عبدالمحسن ويوسف مستعدين علشان التغطيه .. ولحسن حظ خالد , كان الهجوم على حاملي العلم بمثابة إنذار للجنود العراقيين , الذين اختبأوا خلف المدرعات , فكان طريقه من مبنى الآماره الى مبنى الشرطه سهل
تابع عبدالمحسن ويوسف خالد الى أن غاب عن ناظريهم داخل مبنى الشرطه
بعد حوالي الساعه .. دخل خالد الى الغرفه في مبنى الآماره .. وكان مصاب برصاصة في كتفه , ويحمل رشاشين عراقيين , وعيونه تسبح بالدموع
خالد بصوت خافت: أحمد ومحمد استشهدوا.. نزلت دمعه من عيني عبدالمحسن .. ولكنه حاول إخفائها
وأردف خالد: وصلت متأخر , لقيتهم يسبحون بدمهم , وجنبهم جنديين عراقيين , توقعت انهم ميتين بعد , فلما قربت من جثة أحمد , اطلق واحد من الجنود علي واصابني في كتفي , واطلقت انا عليه فقتلته , واخذت الرشاشات العراقيه , وانتظرت لين هدأ المكان , وطلعت من الباب الخلفي لمبنى الشرطه
وصمت قليلا ثم اردف
خالد: أحمد وأخوه محمد من اعز اصدقائي , وأنا الي جرجرتهم لهذي النهايه بعنجهيتي ... ونزلت دمعه وحيده من عين خالد .. ولكنها كانت معبره
قال عبدالمحسن وهو يحاول ان يربط اصابة خالد: أنت ما اجبرت احد على الجلوس .. من الممكن ان يكون الجلوس هنا كان خطأ , ولكنه خطأ الجميع
__________________
راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات
راقب عاداتك لأنها ستصبح طباع
راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك


للتواصل عبر الاميل او الماسنجر
اسف عل التاخير في الرد عليكم