الموضوع: الشمولية !!
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-01-2012, 04:37 PM
 
Arrow الشمولية !!

بداية ,, الشمولية كلمة لها عدة دلالات ربما كان اهمها تلك الحركة او الفكر الذي نتج مفهومها في عصرنا هذا
كدلالة على مفهوم حكم يترأس به شخص او حزب ما على جميع اركان الدولة دون السماح لوجود اي معارضة ..


لكن قبل ان نبدأ دعونا نتحدث بعيدا عن السياسة قليلا ..
فالشمولية في الفكر هي دلالة اخرى بعيدة عن المفهوم السابق .. و قبل الحديث عن الشمولية في الفكر ..
يجب ان نمر على شمولية الفلسفة .. فالشمولية ايضا ركن من اركان الفلاسفة و مفهومها ربما قائم عليها ..
فنظرة الفليسوف كما تعلمون تختلف عن نظرة الناس للأمور .. فعندما تعرض عليه الامور لا يحاول الا تكوين نظرة شاملة عنها خارج الاطار الذي اعتاد الناس التفكير به و العمل على الربط بين احداثها بل ربما محاولة عمل تجانس بين مكوناتها
ولربطها مع الشمولية الفكرية .. فالعقل بينه و بين الفلسفة رابط لا ينقطع
ليس كما كون الناس صورة في عقولهم عن الفلاسفة انهم مجانيين و مهوسين
فالعقلانية كما قيل اكثر خصائص الفلسفة إلتصاقا بها ,,
فعندما تواجه العقل اي معضلة او قضية يبدأ بالتفكير بها ,, يأتي دور الفلسفة هنا بشموليتها بانتاج حلول بوقت اسرع و بتفكير بشكل واسع للقضيا من جميع نواحيها متخطية بذلك الحدود و الأطر الموضوعة في سبيل انتاج حقيقة ما
حتى يستطيع العقل انتشال الذات من فصول الحياة الملحمية التي نمر بها جميعا بمرورنا في كل قضية او مشكلة تواجهنا ..

عودة الى المفهوم السياسي .. فهو لا يختلف كثيرا في اساسه
النظرة الشمولية هدفها ايجاد حلول للمشاكل
كما ان هدفها الربط بين الاحداث و العمل على تجانس جميع مكوناتها
و هكذا جاءت الشمولية في السياسة كلمة فلسفية ذات مفهوم رائع لكن ذات مأرب اخرى
جاءت لعمل تجانس بين الافراد و ايجاد حلول
و تنظيم شامل للمجتمعات في شتى النواحي
في بحثي عن الشمولية كتوسع للمعنى و اضافات كلمات و مفاهيم في الموضوع
وجدت هذا السؤال و اجابته

اقتباس:
في أي شيء تكمن ظاهرة الشمولية ؟

" إنها كما يبدو لي ظاهرة كبقية الظواهر الاجتماعية، تقع تحت تعاريف عديدة، حسب الزاوية التي ينظر منها الملاحظ. وعناصرها الأساسية خمسة هي:
1ـ الظاهرة الشمولية تأتي في نظام يعطي حزبا واحدا احتكار النشاط السياسي بكامله.
2ـ يقوم الحزب المحتكر على فكرانية (إيديولوجية) يتسلح بها وتقود فعالياته. ويمنحها سلطة مطلقة. وتصبح بالتالي الحقيقة الرسمية للدولة.
3ـ لنشر هذه الحقيقة الرسمية تقوم الدولة بنفسها باحتكار مزدوج لوسائل القوة ووسائل القمع. وتضع تحت إدارتها وتوجيهها مجموعة وسائل الاتصالات من صحافة، وإذاعة ومرناة، وغيرها من الوسائل.
4ـ تخضع النشاطات الاقتصادية والمهنية للدولة، وتصبح جزءاً منها، وبما أن الدولة غير قابلة للفصل عن فكرانيتها، فإن غالبية النشاطات الاقتصادية والمهنية تطبع بالطابع الرسمي.
5ـ وعندها تصبح الدولة منظمة الأنشطة وخالقتها. ويصبح كل نشاط خاضع للفكرانية الرسمية. وكل خطيئة ترتكب في نشاط اقتصادي أو مهني يعتبر خطأ فكرانياً.

اظن ان الاجابة توضحت لنا جليا في بعض الانظمة الاستبدادية التي مرت علينا
و هي ليست غريبة او خطوات لم نكن نعرفها من قبل ..

الشمولية جائت في شكل موازي للفكر الديموقراطي القائم على دستور يسن القوانيين لنظام الحكم
او كما يسموها " نماذج متسلطة محافظة"
اي ان ظاهرها ديموقراطية و لكنها في الحقيقة تتبع نفس نظام الحكم الشمولي
في الفترة الاخيرة .. و بعد انهيار الدول المؤسسة للفكر الشمولي الحديث امثال ايطاليا الفاشية
كان لابد من الدول ذات الفكر الشمولي المتبقية من عمل تكتيك سريع لمجابهة المطالب الشعبية
فكان نتاج تلك التكتيكات ,,, انتخابات صورية لا أكثر .. تفرح بها الشعوب قليلا و تبتهج بمرشحيها و ببرلماناتها ظانيين انهم هم اصحاب القرار في تعيينهم او ان الذين فيها لهم الصلاحية لارضائهم على حساب النظام الحاكم

و السؤال المطرح في الوقت الحاضر .. هل الديموقاطيات و الانظمة الشمولية وجهان لعملة واحدة .. ؟؟
ام ان الديموقراطية اخطر في حكم انها ضحكت على عقول شعوبها بتلك الشعارات الرنانة و لم يعلم احد حقيقته ؟؟

بـإنـتظار محاور النقاش التي سوف تطرحونها ايضا
رد مع اقتباس