السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
جزاك الله خيرا أخى الفاضل نبيل على مشاركتك معنا كداعية لهذة الجمعةجعل الله عملك هذا فى ميزان حسناتك حين تلقاه .


وعودة لموضوعك فهو بغاية الأهمية ,, فكلنا للأسف يقع فى هذة الكبيرة كثيراوهو لا يدرك وبال ما يفعل وعواقب ذلك عليه فى الدنيا وفى الآخرةجعلنا الله واياك وكل أبناء المسلمين من البارين بآباءهم وأمهاتهمووهذة اضافة للموضوع أخى اذا أذنت لى لتعم الفائدة للقارىء , ولعله يكون فى موازين أعمالنا جميعا ان شاء الله ,, ولك أخى الكريم الثواب العظيم باذن الله تعالى



تعريف العقوق :: قال ابن منظور _ رحمه الله _: وعق والده يعقه عقا وعقوقاومعقة : أى شق عصا طاعته , وعق والديه : قطعهما ولم يصل رحمه منهما .
ومظاهر العقوق كثيرة جدا وقد لا يتخيل بعضنا أن ما يفعله انما هو من العقوقفمنها إبكاء الوالدين وتحزينهما ,, نهرهما وزجرهما ,, التأفف والتضجر من أوامرهماالعبوس وتقطيب الجبين أمامهما ,, النظر اليهما شزرا أى بازدراء واحتقار ,,
الأمر عليهما كمن يأمر والده أو والدته بشىء ما ,, انتقاد الطعام الذى تعده الأم ,,
عدم مساعدتهما فى أعمال المنزل وغيرها ,, الاشاحة بالوجه عنهما إذا تحدثا ,,
ذم الوالدين عند الناس والعيب فيهما ,, شتمهما ولعنهما ولا حول ولا قوة الا بالله ,,
الاثقال عليهما فى الطلبات ,, إيثار الزوجة عليهما ,, التخلى عنهما وقت الحاجة ,,
التعدى عليهما بالضرب ولا حول ولا قوة الا بالله ,,إيداعهم دور العجزة ,,
هجرهما وترك برهما ,, عدم النصح لهما فى حال المعصية ,,البخل عليهما ,,
فهذة بعض المظاهر فقط وصور العقوق اللتى تنجلى أمامنا فى كل وقت من هذا الزمان



ومن أسباب وقوع الأبناء فى عقوق الآباء :: الجهل بمقام الأب والأم عند الله -
سوء تربية الآباء لأبناءهم - أصحاب السوء - عقوق الوالدين فى الأصل لآباءهم ,
فالجزاء من جنس العمل - قلة تقوى الله -_- وغيرها من الأسباب الكثيرة جدا .



ومن الأمور المعينة على بر الوالدين :: الاستعانة بالله عز وجل والالتزام بشرعه ,,
استحضار فضائل البر عند الله وعواقب العقوق ,, استحضار فضائل الوالدين علىالأبناء ,, مجاهدة النفس وتوطينها على البر ,, التواصى فيما بيننا بالبر ( كما فعلت أنت أخى بارك الله فيك ) ,, أن يضع الولد نفسه موضع الوالدين وكيف يحب أن يعامله أبناؤه ,, قراءة حال البارين والعاقين وما آلوا اليه بسبب برهم أو عقوقهم



وخير من نتأسى بهم هم الأنبياء خير البشر فى برهم بآبائهم ودعوة الله لهم بالمغفرة فى كل وقت وحين :: فها هو نبى الله نوح عليه السلام يقول : فى قوله تعالى ::
{ رب اغفر لى ولوالدىّ }


وكذلك حال نبى الله إبراهيم مع والده رغم كفره , فعوضه الله عن بره فنجد إبنهإسماعيل عليه السلام يبره فى أعظم من ذلك .


ولنا فى بر عيسى عليه السلام بأمه مريم عليها السلام أسوة حسنة .






ولنا فى نماذج سلفنا الصالح كذلك ما نقتدى به من قصص البر وما نتقيه من نماذج العقوق :: ومنها ما قال الأصمعى : حدثنى رجل من الأعراب قال :
خرجت أطلب أعق الناس , وأبر الناس , فكنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ
فى عنقه حبل يستقى بدلو لا تطيقه الإبل , فى الهاجرة والحر الشديد , وخلفه شابُفى يده سوط يضربه به , وقد شق ظهره بهذا الحبل , فقلت : أما تتقى الله فِى هذاالشيخ الضعيف ؟؟ ! أما يكفيه ما هو فيه حتى تضربه ؟؟ قال : إنه مع هذا أبى .
فقلت : فلا جزاك الله خيراً . قال : اسكت , فهكذا كان يصنع بأبيه ,وكذا كان أبوهيصنع بجده , فقلت هذا أعق الناس .

ثمّ جُلتُ حتى انتهيت إلى شاب وفى عنقه زبيل فيه شيخ كأنه فرخ , فكان يضعه بينيديه فى كل ساعة فيزقه كما يُزَقُّ الفرخ , فقلت : ما هذا ؟؟ قال : هذا والدى وقدخرف , وأنا أكفله . قلت هذا أبر الناس .




ومن أجل ألا أكون ممن يقولون ما لا يفعلون أمام الله عز وجل فيغضب عليّأو أمام نفسى فتحتقرنى , فأنا وللحق ممن لا يحسنون بر آباءهم فأنا ( رغم حبى الشديدلهما , وتمنى ألا يصيبهما أى مكروه ) لا أحسن توصيل هذا الحب وعلى العكس قد أقع كذلك فى بعض صور العقوق التى اكتشفتها فىّ بعد قراءة هذا الكتاب عن العقوق .

لكنى والحمد لله جاهدت نفسى كثيرا كثيرا لتجنب عقوق والديّ جزاهما الله خيرا وما زلت أجاهدها إلى أن أنتصر عليها بعون الله تعالى لى ( فهى بطبيعتها حادة بعض الشىء )

وما ذكرت ذلك الا لبيان أن الوصول إلى البر من الأمور الممكنة (( فيا من كنت عاقّا لوالديك حاول وجاهد نفسك وستصل يقينا بعد الاستعانه باللهواصلاح ما بينك وبين ربك جل وعلا . ))

واعلم يقينا أنهما بابا من أبواب جنة الرحمن فلا تغلقه فتنغلق باقى الأبواب فى وجهك
أعاننا الله وإياكم أخوانى وأخواتى على البروأعوذ بالله أن أموت وأحد والدى غاضب علىّجزاك الله خيرا مرة أخرى أخى نبيل على هذا الموضوع الذى أثار فى نفسى شجوناً
لما بدر منيّ من مظاهر العقوق فيما سبق

وبارك الله فيك على تذكرتنا بهذا الفضل العظيم لآباءنا جزاهم الله عنّا خيرا

__________________
{فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً} {وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ }


[مثل الذى يذكر ربه والذى لا يذكر ربه كمثل الحىّ والميّت]

لا اله إلاّ أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين