عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 06-18-2007, 04:06 PM
 
رد: فضائح عملاء حماس

الرأي الآخر
نكبة الفلسطنيين الجديدة
18/06/2007 | علي أنوزلا

في أول رد فعل على ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من اقتتال بين الإخوة الأعداء في حماس وفتح، أعلن البيت الأبيض عن دعمه لمن وصفهم ب»المعتدلين الفلسطينيين» وللرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن الذي وصفته وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس بأنه صاحب «سلطة شرعية كرئيس للسلطة الفلسطينية وزعيم للشعب الفلسطيني»، وهي محقة في ذلك إلا أن موقفها هدا فيه الكثير من النفاق وازدواجية المعايير التي عودتنا عليها الإدارة الأمريكية. فحركة حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية العام الماضي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل جماعة إرهابية.
وقد رأينا كيف تمت محاصرة الفلسطينيين بعد انتخابهم لحكومة حماس، في إجراء لا أخلاقي ولا إنساني ولا ديمقراطي ولا حضاري من قبل جميع دول العالم المتحضرة والمتخلفة بما فيها دول العالمين العربي والإسلامي، استجابة للضغط الإسرائيلي الذي لا يريد أن توجد حركة فلسطينية تؤمن بحق العودة للمواطنين وبالاستقلال التام لأراضي وطنها وبحق شعبها في العيش بكرامة داخل دولة حرة ومستقلة.
الإدارة الأمريكية ومن وراءها وبإيعاز من إسرائيل هي المسؤولة عما يقع اليوم من اقتتال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لأنها ظلت تدعم وبدون شروط سياسة حليفتها إسرائيل الاستعمارية والعنصرية، ودفعت المجتمع الدولي إلى محاصرة حكومة حماس وتجويع الشعب الفلسطيني، ودعمت بالمال والعتاد حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن، وبالأمس كشفت صحيفة «يونغازلت» الألمانية أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش كانت تخطط منذ فترة طويلة لتفجير الأوضاع الداخلية الفلسطينية وتحريض تيار موال لها داخل حركة فتح على القيام بتصفيات جسدية لقادة الفصائل العسكرية لحركة حماس التي كانت مجبرة على لي ذراع فتح لأنها كانت تعتبر أن الأجهزة الأمنية كانت فاسدة وأشاعت الفوضى.
ما حصل في غزة ستكون له تداعيات ستلقي بظلالها على المنطقة برمتها، فهو ليس انتصارا لحماس ولا هزيمة لفتح، وإنما نكبة جديدة للشعب الفلسطيني، فالتقارير الواردة من غزة تتحدث عن نزوح جماعي لسكانها البالغ عددهم مليونا ونصف مليون نسمة، ومن بقي منهم بغزة في ظل سيطرة حماس عليها سيتحملون عواقب وخيمة جراء الحصار الذي سيزداد تضييق طوقه حول الفلسطينيين.
حرب غزة وتداعياتها التي بدأت تنتقل إلى الضفة الغربية ستزيد من تمزيق الكيان الفلسطيني المثخن بالجراح، ومن الآن بدأت بعض التحاليل تتحدث عن دولة غزة ودولة الضفة الغربية ككيانات قزمية بديلة عن مشروع الدولة الفلسطينية الذي ضحت من أجله قوافل من الشهداء.
الأيام المقبلة ستكون كارثية على الشعب الفلسطيني الذي كتب عليه أن يحمل معه معاناته أينما حل وارتحل من غزة إلى الضفة الغربية ومن مخيمات اللجوء في لبنان إلى معسكرات المهانة على الحدود العراقية مع الأردن وسوريا.
ما يحصل في الأراضي الفلسطينية مسؤولية المجتمع الدولي برمته، لأنه قبل بتجويع شعب بكامله لمدة سنتين وسكت عن احتلال عنصري دام نصف قرن، وما هو مقبل من الأيام سيكون مرعبا ورهيبا ليس على الفلسطينيين فحسب وإنما على شعوب المنطقة برمتها.