عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05-16-2012, 02:20 PM
 
اخذت شعاع الشمس 0


اثر المحاكمة ، قرر باين قضاء الليل فى منزله يعمل وقد اطلع كاثرين وديان عبر الهاتف على مشروعه وقال انه سيشرح لهما كل شئ لدى وصوله الى منزل فيليس مساء الجمعة 0
تدبر امر انتقال ديان الى منزل اخته حيث سيتناولون العشاء ، ولكن المرأتين لا تعلمان انه سيحضر ضيفة . ستغتبط كاثرين للامر اما ديان فسيخيب املها لانهما لن يكونا وحيدين لكنها سترتاح لدى لقائها الفنانة واكتشافها انها ليست مجرمة . كانت المرأة الجالسة وراء الطيار تثير انتباهه اكثر مما ترغب فاتاح لمايك مجال الاهتمام بها خلال الرحلة . لكنهم اقتربوا الان من كريغ هيد 0
ادار راسه نحوها قائلا : سنهبط قريبا . سنقطع مسافة قصيرة للوصول الى منزل شقيقتى 0
اومات راينى براسها فلمع شعرها تحت اشعة شمس العصر الخافتة 0
ادرك انها مستمتعة جدا بالرحلة اذ راحت عيناها تتاملان كل ما حولها . لايمكن ان يسام من شكلها الساحر او من قوامها الممشوق فى هذا الثوب الاصفر الجذاب تحت السترة البيضاء القصيرة التى ترتديها 0
تلقائيا طلب من طياره ان يحوم حول كريغ هيد قبل الهبوط . لم ينجح راس المنارة الابيض وسط المحيط الازرق فى ارعابه يوما ، وتساءل عما تراه عيناها الفنانتان فى هذا المنظر 0
لن يتاخر رد فعلها فى الظهور 0
وعندما اتجهت الطوافة نحو ممتلكاته ، صاحت مغتبطة وادارت راسها فى كل اتجاه لاشباع ناظريها من هذا المشهد 0منتديات *****
استدار الطيار استجابة لرغبتها فصاحت مجددا بسرور : انه يشبه كنيسة لو كوبوزبيه فى رونشان التى زرتها مرة وهى ايضا منارة . هذا التصميم هو نبوغ صرف . انه اروع شئ رايته !
التحمت عيناها الخضراوان بعينيه : انه متحف ! هل يمكننا الدخول ؟
سره ردها الحماسى فلم يجرؤ على تاملها وهو يقول : اظن انه يمكن تدبر ذلك 0
تعليقه دفع الطيار الى العبوس وهو يحوم ببطء استعدادا للهبوط . بدت غير مصدقه ومفعمة بالحماس وقد شعر بذلك بكل ذرة من كيانه . قالت : اتعنى اننا سندخل الان ؟
بعد الهبوط ، فك حزامه ليساعدها على الخروج من الطوافة . عندما احتك ذراعها بصدره صدفة ، شعرت بلسعة نار فيما استنشق هو شذا زهور الربيع المنبعثة منها كما حصل له سابقا فى مكتبه . كانت الرائحة مغرية اكثر مما هى قوية 0
ترجل سام واندى من سيارة الليموزين للقائهما فقام باين بمهمة التعارف واضاف : ساقوم بجولة مع الانسة بينيت وستغادر بعدئذ الى منزل اختى 0
لم تفته نظرة الاستغراب التى حدجه بها مايك قبل ان يشرع الرجال بنقل الامتعة واللوحات من الطوافة الى السيارة 0
لم يستغرب باين شعور مايك بالدهشة فلطالما كان شديد الحرص على خصوصياته 0
لقد خرق قاعدته الخاصة باحضار راينى الى هنا 0

كان نظرها لا يزال يدرس المبنى الخارجى فيما توجها الى المدخل الشمالى . قالت بصوت هادئ : انه منزلك ! كان على ان اعرف ذلك 0

-نعم 0
-كيف استطعت هجره ؟
حبس انفاسه قائلا : انا اسال نفسى هذا السؤال كل صباح عندما اصعد فى الطوافة 0
توقفت قليلا امام الباب وحدقت اليه مباشرة : اتضح لى الان من اين يستوحى ملك الزجاج الهاماته فمكتبك هو مجرد مكان حيث تجعل الاخرين يصرفون شؤونك 0
كيف تعرف هذا القدر ؟
طاطا راسه قائلا : هل تقراين مجلة ثروات العالم ؟
-لا ، فغرايس كارلو ارتنى المقال لاكون فكرة عن الرجل الذى ساواجهه فى المحكمة 0
والتوى فمها فجاة يشبه ابتسامة تدل على انها تفهم القوى التى تسيره 0
تملك هذه المرأة حاسة سادسة ورسمها خير دليل على ذلك 0
-هل يمكننا الدخول ؟
فضحتها تعابيرها المترقبة ، فاضافت : لا يسعنى الانتظار 0
التوت شفتا باين قبل ان يستعمل جهازه الالكترونى لفتح المدخل . لاقتهما السيدة مايرز التى اخفت دهشتها جيدا لرؤيته برفقة امرأة اخرى غير ديان 0منتديات *****
-بيتى ؟ هذه راينى بينيت ، فنانة من كولورادو وتقيم الان فى نيويورك . سنتجه الى منزل شقيقتى لتناول العشاء ما ان استحم وابدل ملابسى 0
-هل تودين تناول شراب فيما تنتظرين انسة بينيت ؟
-لا ، شكرا لك 0
-وماذا عنك سيد سترلينغ ؟
-لا شئ ايضا 0
عندما اختفت ، استدار الى ضيفته قائلا : عندما اصعد الى الطابق العلوى ، تصرفى وكانك فى منزلك فلن اتاخر 0
بعد ربع ساعة ، عاد اليها وقد ادرك بالضبط اين سيجدها . كان واثقا تماما من ان خريطته لانفاق لوس انجلوس ستستوقفها . كانت تركز بشدة فلم تسمع خطواته عندما دخل 0
استدارت لدى سماعها رنين هاتفه الخلوى فنهضت عن كرسيها : كم مضى على وقوفك هناك ؟
-بضع دقائق 0
تحقق من هوية المتصل ثم اعاد الهاتف الى جيبه : اعتقد انك تجد هذه الخرائط مذهلة شانى تماما 0
-كلمة مذهلة لا تفى بالغرض . فالسير فى انفاق مدينة ما وانت تجهلين فعلا ما قد تصادفين يولد نوعا من المخاوف يشابه ما يختبره مستكشف ما او رائد فضاء 0
وتمتم قائلا : انه عالم للجرذان والقذارة 0
فاجابت : وللتحف . فلا بد انك تملك الكثير من القصص التى يمكنك اخبارها 0

حمله استنادها الى شهادة بونى ريغلى على الابتسام فقال : يجب ان اقر بانه من المثير ان تكتشف شيئا 0

-اوه . . . اود ان ارافقك فى المرة التالية التى تعثر فيها على مدفن قديم 0
ها هى تصيبه مجددا بعدوى حماسها المميز . فقال : ساتذكر ذلك 0
لاحت ابتسامة شيطانية على وجهها : لن تخدعنى . فانت لست مهندسا عاديا ، ومن الواضح انك تحب الخروج بشئ منطقى من متاهة محيرة كهذه . عندما كنت ادرس الفنون فى الجامعة ، اخذت بعض الحصص هندسة البناء والميكانيك كجزء من المنهج الدراسى . لقد تخلفت قليلا عن الدروس حينها قبل ان تنتهى بى المطاف الى نيل ديبلوم الفنون الجميلة . فى الواقع ، كدت ابدل اختصاصى لادرس الهندسة فالمجال الذى تعمل فيه هو اكثر المجالات تحديا على الارجح . انه عالم اخر فى الاسفل تحت الشوارع . انا معجبة بالطريقة التى تخيلت بها ذاك العالم ووضعت رؤيتك على ورق . منتديات *****انت ترى ما لم يره غيرك ، وهذا امر فريد . اعطى الكثير لاعمل معك واتعلم منك 0
كانت عيناها الحيويتان تتاملانه وهى تضيف : معرفتك لما يمكن وصله ببعضه وجعله يعمل يعنى ان التحديات الجديدة لن تنفد منك ابدا ايها الرجل المحظوظ . هل تعلم كم من الناس يتمنون ان يتحلوا بشغف لعملهم مثلك ؟
-اتعنين كما تحبين انت عملك ؟
ردت : انا استمتع بما اقوم به لكننى لا انهض كل صباح محاطة بهذا البحر وهذه السماء . لا يسعنى فعلا ايجاد الكلمات لكنك تعرفها لانك اول من تصور هذا . فالمنارة تتميز بقدر من جمال الشكل وتناغم الخطوط ، ما يؤثر فى الى حد البكاء 0
وتجمعت الدموع فى عينيها الخضراوين الفاتنتين واقرت بابتسامة ساخرة : لو انك تعرفنى بشكل افضل ، لادركت اننى سابكى كثيرا . فبهذه الطريقة يؤثر فى الجمال 0
يمكن لباين ان يصدق ذلك ، فهو ينظر فى هذه اللحظات الى امرأة جميلة من الداخل والخارج معا 0
-عندما كان الطيار يحوم حول منزلك ، راحت ذاكرتى تسجل المنظر . لكن ، وبما اننى دخلت فلن يتوقف الامر . اعدك بالا ارسم اى شئ على الورق لكن اذا لاحظت اننى ابدى دليلا على تراجعى فى الساعات الاثنتى عشرة القادمة فتعاطف معى 0
انفجر ضاحكا بملء صوته . لم يستطع باين ان يتذكر اخر مرة ضحك فيها ، كما لم يتذكر انه استمتع بوجود امرأة الى هذه الدرجة من قبل . كانا متفاهمين الى درجة لا يحتاجان معها الى الكلمات 0
شعر بالراحة . انها تشعره براحة كبيرة . يشعر انه حى !
-سيد سترلينغ ؟
اخرجه صوت السيدة مايرز من افكاره الخاصة المبهجة والمنذرة بالخطر فى الوقت نفسه 0
-نعم بيتى ؟
-ابنة اختك على الهاتف تتساءل عن مكانك 0

لم يسمع الهاتف يرن حتى ، فقال : اخبريها اننى ساصل فى غضون عشر دقائق 0

-نعم سيدى 0
تمتمت راينى يجدر بنا الذهاب لئلا ندعهما تنتظران اكثر 0
كانت محقة ولكن باين لم يشا الذهاب 0
كان يريد . . . لا !
حذر باين نفسه : لاتقل ذلك سترلينغ ، ولا تفكر حتى بذلك !
سالها وهما يسيران فى البهو : هل انت جائعة ؟
-اكاد اجوع 0
شعر باين بالجوع منذ راها لاول مرة فى المحكمة وقد عرف الشهية المتزايدة كلها 0
كان عليه ان يرسل مايك لجلب اللوحات لكن قوة قاهرة دفعته الى شقة راينى ، وتلك القوة نفسها حثته على ابتكار سبب ليراها ثانية 0
وماذا بعد االليلة ؟
كان الجواب بسيطا اذ ما من مزيد . غدا ، سيعيدها طياره الى المدينة وسيحرص اندى على ايصالها الى شقتها وسيدمر باين كل دليل على وجود الانسة بينيت بحياته 0
مع رحيلها ستعود حياته التى تزعزعت منذ الحادث الى سابق عهدها . وفيما هذه الافكار تتلاحق فى باله ، احتكت يده ببشرتها الحريرية وهو يعينها على الدخول الى المقعد الخلفى لسيارة الليموزين ، فارتعش جسداهما معا قبل ان تبتعد الى الجهة الاخرى 0منتديات *****
-هل ابنة اختك شغوفة بالسياسة كوالدتها ؟
جاء سؤالها الحيادى بعد ان غادرا الموقف ، ولم يكن بامكانها انتقاء موضوع افضل 0
-لا . ستغدو فاعلة خير ذات يوم 0
-يبدو انها تشبه خالها 0
-بالكاد . فلقد ولدت كاثرين متعاطفة مع الغير 0
-يا لها من صفة جميلة ونادرة . اتحرق شوقا للقائها 0
حدق باين خارج النافذة بعينين فارغتين ، فكاثرين ستنجذب الى راينى كما تتدفق مياه الشلال الى البركة تحتها ، ولن يسعها ردع نفسها على غراره 0
-اخبرنى عن خطيبتك . هل لديها مهنة ؟
كان يتساءل متى ستتطرق راينى الى موضوع ديان 0
-ثقافتها هى الادب الانكليزى وكانت تعمل قبل الحادث فى مجلة تصدرها جامعة بلايكلى حيث درست 0
-بلايكلى جامعة راقية للنساء . لدى صديقة حاولت الانتساب اليها ، كانت طالبة مجتهدة وتمتلك مؤهلات عديدة لكنها لم تقبل 0
اوما موافقا : انها جامعة للنخبة . ماذا حل بصديقتك ؟
-انتهى بها الامر فى جامعة فاسار 0
وضحك كلاهما فى الوقت نفسه 0

شكل الامر تطورا جديدا بالنسبة اليه . فوجوده مع امرأة تستطيع قراءة افكاره وتضحكها الامور نفسها ، امرأة يتواصل معها حتى فى لحظات الصمت ، لامر فريد 0

ولاح لهما منزل اخته . قريبا جدا ستنتهى رحلتهما وسيضطر ان يتشاطرها مع الاخرين ليدعها ترحل بعد ذاك . ستاخذ معها شعاع الشمس . لكنها لم ترحل بعد ، ورغم ذلك تملكته التعاسة ما هزه من اعماقه 0
-خالى باين ! ظننا انك لن تصل !
وهرعت ابنة اخته من الحديقة الخلفية تتبعها كلبتها لايدى ثم فتحت باب الليموزين لمعانقته فلمحت المفاجاة التى احضرها لها 0
-كاثرين بويس ؟ اليك راينى بينيت 0
-مرحبا . يسرنى لقاءك 0
وابتسمت قريبته ابتسامة ودودة فبادلتها راينى الابتسامة وردت : كنت اتحرق شوقا للقائك كاثرين ، فخالك مجنون بك 0
-وانا احبه كثيرا 0
-حبى ! راينى هى الفنانة التى رسمت تلك الاغلفة على الروايات بما فيها رواية عملية دمج فى مانهاتن . وبما انك انت من لفت انتباهى الى ذلك الكتاب ، ظننت انك تودين لقاءها . ستقضى الليلة هنا بصفتها ضيفتنا 0
كانت عيناها الزرقاقاوان تحدقان اليه وهى تقول : انت تمزح . . . انت لا تمازحنى 0
وحط نظرها مجددا على راينى : هل رسمت تلك الصور عن خالى باين ؟منتديات *****
فى هذه الاثناء . فتح مايك الباب لراينى فيما راح الرجال الاخرون يحملون الامتعة واللوحات الى المنزل لكن الضيفة قبعت فى المقعد : انا مذنبة 0
-بل انت فنانة مذهلة 0
-هذا ليس صحيحا ولكننى اشكرك 0
-لن تصدق نايلا ذلك 0
ومن هى نايلا ؟
-انها فى خدمة العائلة منذ سنوات وعندما تنتهى من قراءة رواياتها العاطفية التى تستلمها بالبريد ، تعطينى اياها . لقد اقلقها الغلاف المصور على رواية عملية دمج فى مانهاتن . فاسرت الى بذلك . لم يسعنى تصديق مدى الشبه مع خالى لذا اريتها له 0
تجهم ملامج راينى وقالت : اسفة لانى اثرت رعبكم جميعا . انت لا تعلمين مدى شعورى بالاسف 0
فاعلن باين : لقد انتهى الامر . طمانت ابنة اختى الى ان ما من داعى للخوف . لما لا ندخل ونتناول العشاء قبل ان يبرد ؟
وفى ثوان ، خرجا من الليموزين وتوجه الثلاثة الى الباب الخلفى للمنزل 0
توقف باين بسبب لايدى التى احتفت براينى وبدت مستمتعة بتعقب خطاها فيما ذنبها يلوح بحماس . يبدو ان الانسة بينيت اكتسبت معجبا اخر !

-لقد حضرت الهمبرغر وسلطة البطاطا لنا ، خالى باين . كان عليك ان تعلمنى بانك ستحضر ضيفا معك لاعد شيئا مميزا 0

لحقت راينى بهما واعلنت : لطالما كان الهمبرغر طعامى المفضل . اخى مولع به به ، واذا حاولت تغذيته بطعام اخر كالدجاج فسيرميه الى الكلب 0
وضحكت كاثرين : وما نوع الكلب الذى تملكين ؟
-من فصيلة البولدوغ 0
-اه . كم هو ظريف ! كان لخالى باين كلب من نوعه 0
-اعلم فقد رايت صورة له على مكتبه ولاحظت ان وجهى الكلبين متشابهين 0
-وما اسمه ؟
-ونستون 0
-بالطبع ونستون تشرشل . كم هو مضحك !
وضحكت راينى قائلة : فى بعض الاحيان يبدو كلبى مثله تماما . وذات يوم ، اشترى كريغ سيجارا ووضعه فى فم ونستون فيما التقطت له صورة 0
وضحكا معا 0
قالت ابنة اخته : اود رؤيتها 0
وتحولت عينا راينى الى باين : الصورة فى حقيبة يدى 0
-هل استطيع رؤيتها ؟
-بالطبع 0
فتحت راينى حقيبتها وسلمتها الصورة التى تظهر ونستون مع السيجار فانفجرت كاثرين بالضحك : هذا مذهل فهو لطيف 0
-وانا اعتقد ذلك ايضا وهو الكلب الذى رسمته على الغلاف ووجود لايدى الان يجعلنى افتقده كثيرا 0منتديات *****
ناولتها كاثرين الصورة وقالت : لايدى هى احدى الاسباب التى منعتنى من الذهاب الى مكسيكو مع عائلتى 0
احاط باين كتفى كاثرين بذراعيه وكان يدرك ان ثمة سببا اخر : وما هو السبب الاخر ؟
تدخلت راينى : ربما للامر علاقة بشاب ما . اذكر اننى فوت على نفسى بعض الرحلات مع شقيقى واصدقائه 0
ابتسمت كاثرين من دون ان تقول شيئا ، لكن ابتسامتها كانت اشبه بالاعتراف 0
لقد جعل الفن راينى حكما صائبا على الطبيعة الانسانية . لكن قربها غيره كليا حتى لم يعد يعرف نفسه 0
اخذ نفسا عميقا : اين ديان ؟
-تركتها فى الجناح الغربى . سناكل فى الخارج 0
-جيد . لما لا ترافقين راينى الى حيث يمكنها ان تغتسل فيما اذهب للعثور عليها 0
-يسرنى ذلك . تعالى من هنا راينى 0
-منزلك رائع وكاننا نجول فى مجلة تعنى بهندسة الديكور . كما انه كبير جدا ، فشقتى بحجم غرفة واحدة منه 0

-اين تقيمين ؟

اختفى صوتاهما فيما كان باين يشق طريقه الى الجناح الغربى . كان يود التنصت الى حديثهما لكن ديان تنتظره . وصرخت عندما شاهدته على العتبة : واخيرا ! حاولت الاتصال بك 0
فاجاب : اعلم 0
دارت بكرسيها حول الطاولة ورفعت ذراعيها نحوه قائلة : بدا لى انهما سنتان وليس يومين 0
تمنى من صميم قلبه لو يتمكن من قول الشئ نفسه لكنه لم يستطع . لم يكن قادرا على ذلك وجل ما استطاع فعله هو معانقتها عناقا سريعا . فكما استهلت رواية عملية دمج فى مانهاتن ، لوغان تاونساند البطل لم يكن مغرما بخطيبته 0
وباين لم يكن مغرما بخطيبته ايضا . لن يتمكن ابدا من التفوه بالكلمات التى تود سماعها فشعوره بالذنب وسعيه لايجاد علاج لها جعلاه يستعجل فى الزواج منها . لقد قال لها انه سيهتم بها ويحميها فهو يدين لها بالكثير 0منتديات *****
كان هدفه الرئيسى هو مساعدتها على معاودة المشى . ومنذ خطوبتهما ، سعى جاهدا لتحقيق هذا الهدف باصرار ولن يقبل بان يحبطه شئ ، لا سيما تصرف ديان المهزوم 0
ما لم يحسب له حسابا دخول راينى الى حياته . سالته ديان عندما استقام فى وقفته : هل انت متاكد من ان كل شئ على ما يرام ؟
جلس باين قربها بعد ان دفع كرسيها الى الطاولة مجددا وتناول يدها قائلا : لن تقلقى بعد الان كما اخبرتك مساء امس . ولابرهن لك ذلك ، دعوت احدهم على العشاء وهو سيزيل اى مخاوف لديك 0
وانكمش وجهها : هل اتيت برفقة الى هنا ؟
-اجل وستحضر كاثرين برفقتها بعد دقائق . اسمها لورين بينيت وهى فنانة تعمل بدوام حر فى كولورادو حيث تصمم بطاقات معايدة وتنفذ رسوما لاغلفة الروايات لدار الوردة الحمراء . وهى التى رسمتنى 0
-هل اعترفت بالامر فى المحكمة ؟
-نعم لكن عندما تسمعين القصة كلها ستفهمين انه مجرد خطا بسيط 0
والتمعت عيناها غضبا : كيف يمكن ان يكون الامر هفوة بسيطة وقد قامت بذلك من دون اذن منك ؟
-الامر معقد لذا عليك ان تثقى بى 0

شدت ديان قبضتها على يديه : كنت امل ان تسالنى قبل ان توجه دعوتك 0

شرح لها باين بصوت هادئ : لم افعل بسبب رد فعلك المبدئى . عندما بدات جلسة الاستماع ، كنت مقتنعا بوجوب اعتقال احدهم لكن يمكننا ان نشكر الله على انتهاء القصة على خير 0
زمت شفتيها وردت : اعتقد انك اسات الحكم باحضارها الى هنا 0
وافقها باين الراى لكن ليس للاسباب نفسها التى تفكر فيها 0
-كان لدى دافع اخر كما كنت امل ان يساعدكما لقاءها على نسيان هذه الحادثة 0
-واى دافع هذا ؟
-تشعر الانسة بينيت بالذنب بسبب ما حصل وقد تساعدها هذه الزيارة على تخطى الوضع بسرعة اذا ما شعرت اننا لا نكن لها اى ضغينة 0
-عليها ان تشعر بالذنب 0
ادرك ان عجزها جعلها اقل تسامحا مما كانت عليه من قبل 0
-حاولى ان تضعى نفسك مكانها ديان . خلال الجلسة ، شعرت بالمسؤولية لانها لم تورط نفسها وحسب بل الكاتبة والشركة كلها 0
حررت يده : ولم لا ترى ما يؤخرهما ؟ فاذا انتهى العشاء سريعا سترحل ويمكننا الانفراد . اريد التحدث معك بخصوص شهر عسلنا . قررت الى اين اريد الذهاب لكن ليس الى سويسرا 0
-سنناقش هذا الامر لاحقا 0منتديات *****
-سيكون مضيعة للوقت باين 0
عبس قائلا : لا يحق لك قول ذلك الا بعد ان تفعل كل ما فى وسعنا لمساعدتك . ساعود بعد دقيقة 0
وخطا بضع خطوات ثم ترك الشرفة 0
-باين 0
سمعها تناديه ليعود لكنه رفض هذه المرة الاستسلام لدموعها 0

__________________