عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 05-16-2012, 02:20 PM
 
صدفة غريبة


شعرت راينى بارتياح شديد فور خروج القاضى من القاعة فقفزت عن الكرسى لمعانقة غرايس كارلو . واقتربت منها المحامية بقامتها القصيرة واعلنت : سارت الامور كما توقعت تماما عزيزتى 0
-وذلك بفضلك انت وحدك 0

زفرت راينى تلك الكلمات بصوت متقطع وقد شعرت بموجة عارمة من الاريتاح . انضمت بونى اليهما فى الوقت المناسب وهى تعلن : راينى محقة . فمن دون دعمك ، كنت لاصاب بنوبة قلبية قبل اقفال السماعة 0
ابتسمت غرايس : انتهى الامر وقد كان درسا مفيدا للدار 0
اوما راينى ورفعت حاجبيها قائلة : كما اننا تعلمنا امرا ، اليس كذلك ؟
ونظرت كل من راينى وبونى اليها فى الوقت نفسه وسالتاها : ماذا ؟
-للسيد سترلينغ شقيقة واحدة ما يعنى ان ابنة السيناتور سترلينغ وخادمتها تطالعان رواياتنا واعتقد ان هذه المعلومة ستسعد السيد فينوير حتما 0
لم يسبق لراينى ان التقت المدير العام لكنها سمعت انه عندما يثور يسبب صدمة للجميع . ولو ان المسالة لم تنتهى على هذا النحو . . . منتديات *****
-انتهت الامور على خير ما يرام عزيزتى 0
-امى 0
واستدارت راينى تعانق والدتها وشقيقها : شكرا على مجيئك فورا لانقاذى وعلى احضارك المستندات اللازمة 0
وعانقها كريغ : تهانى على التكريم مع انه لايمكنك قبول الجائزة 0
-شكرا 0
وقال مداعبا : يمكننا الاعتماد على شقيقتى فى انتقاء ثرى بين الحشود 0
تاوهت وقد سرت الرجفة فى اوصالها بعد ان فقدت السيطرة على اعصابها 0
تجهم اخوها : اعتقد انه يتعين على قراءة القصة لاكتشاف السبب الذى جعله يشعر ان احدهم تعدى على خصوصياته 0
اردفت راينى : لن نتمكن ابدا من معرفة كافة الامور التى اثارت حنقه فى رواية بونى . لكن لن يضرك ان تطالع الرواية الخيالية ذات بعد عاطفى قوى فقد يمنحك اكثر من مغامرة عاطفية واقعية 0
وهمس : ولم لم تساعدك انت ؟
-بلى ! مطالعة الروايات العاطفية علمتنى انتظار الرجل المناسب لكنه لم يات بعد 0
-انسة بينيت ؟
تناهى اليها من الوراء صوت ذكورى غير مالوف فاستدارت وعندها احست بالدوار 0انه الرجل الذى رسمته وحلمت به مرارا . وها هو يقف امامها فصعب عليها التنفس بصورة طبيعية . تاملت ملامح وجهه الصلبة التى عهدتها ، فتبينت خطوطا مشدودة حول عينيه وفمه ، انها خطوط لم تكن موجودة منذ سنتين وقد رسمتها تلك الدخيلة التى صوبت رصاصها على خطيبته 0

لاشك ان تلك الخطوط ازدادت عمقا عندما وجد نفسه على غلاف رواية " عملية دمج فى مانهاتن " ، رواية تكاد تكون قصة حياته 0

تمتمت : انا مستعدة للقيام باى شئ يمكنه ازالة الالم والعذاب اللذين سببتهما لك ولخطيبتك 0
والتمتعت الدموع فى عيونها الخضراوين ثم لاحت عن زاويتى اهدابها المخملية 0
-ارجوك ، اخبرها مدى اسفى لتسببى بتحويل حياتكما الى كابوس . كما لا يسعنى تصور مشقة تلك التجربة عليك وعلى عائلتك 0
-اجل . . . لن اكذب عليك بهذا الخصوص 0
كانت صراحته كاسحة كنظرة عينيه الزرقاوين اللتين جالتا على ملامحها بحميمية جعلتها ترتعش 0
اشاحت نظرها : اشعر بالعجز لانى قمت بما لا يمكن اصلاحه . لو استطعت اعادة عقارب الساعة الى الوراء ، لفعلت 0
تاوهت قليلا وهى تلفظ كلماتها فهمس بصوت ينضح الما : صدقت 0
وتابع يقول : سيتصل محامى بالانسة كارلو بشان الرسوم التى فى حوزتك 0
اومات : من الطبيعى ان ترغب فى تدميركل دليل 0
قاطعهما المحامى : عذرا انسة بينيت . اريد التكلم الى موكلى 0
-بالطبع 0
رفعت نظرها الى باين سترلينغ مجددا : شكرا لانك لم تتقدم بشكاوى ضد الاخرين او . . . ضدى . . . انا ممتنة لك 0
استدارت بعيدا عنه وقد ازداد شعورها سوءا لانه لم يعد مجرد ذكرى من صورة بل حقيقة . وجوده الجسدى اضافة الى الالم الذى شعرت انه ينبع منه جعلا قلبها يعتصر ذنبا . همس كريغ فيما كان يرافقها ووالدتها خارج القاعة : ماذا قال ليزعجك هكذا ؟
-لا شئ . اشعر بالسوء لتسببى بمزيد من الالم ولعائلته 0
-لم يكن متعمدا وهو يعلم ذلك 0
وطمانتها والدتها : يجب ان نفرح لانتهاء المسالة . هل يمكننا الاحتفال والقيام برحلة الى جزيرة ساتن ، ما دام الوقت ليس متاخرا وبما اننا سنعود ادراجنا فى الصباح الباكر غدا ؟ فلطالما رغبت فى القيام بهذه الرحلة 0
-تبدو فكرة جيدة امى 0
كانت تريد اى شئ يبعد تفكيرها عن باين سترلينغ فتابعت : سنستقل سيارة اجرة من امام مبنى المحكمة الى المحطة . اظن ان الباخرة تغادر خلال ساعة 0
واقترح اخوها : ولدى عودتنا ، سادعوكما للعشاء . اين سنذهب ؟
-ساخذكما الى " دل فريسكو " فهو يقدم اشهى ستيك فى مانهاتن 0
-يعجبنى هذا !
خرجوا من المبنى لايقاف سيارة اجرة فاسرت امها اليها : انا سعيدة لانك تعرفين طريقك . انت تحبين الاقامة هنا ، اليس كذلك ؟
-نعم ، لكن الزحمة تثير حنقى احيانا ، فالاقامة الدائمة هنا تتطلب مبالغ طائلة اذا كنت تتوقين الى العزلة والخصوصية 0

-نحن نحظى بها مجانا لحسن حظنا هناك 0

اطلق كريغ صفيرا يخرق الاذان ولكنه كان فعالا اذ توقفت امامهم احدى سيارات الاجرة المنطلقة بسرعة 0
انحنت الى الامام لتعطى السائق العنوان : محطة وايت هول ، ارجوك 0
وفيما كانت السيارة تقلع مجددا ، لاحظت راينى ان باين سترلينغ ومحاميه يضعان نظارات سوداء ويغادران قاعة المحكمة . رحلا معا فى سيارة ليموزين نوافذها سوداء 0
اطبقت عينيها فتاملها اخوها باهتمام : هل انت بخير ؟
-انا شاكرة لانه لم يتقدم بدعوى لكننى مازلت اشعر بالسوء لفعلتى 0
-سبق للقاضى ان اكد ان لا وجود لسوء نيه متعمد . ادرجيها ضمن تجاربك المثيرة فى بلاد العجائب ، فذات يوم ، ستنظرين الى الوراء وتسخرين من نفسك 0
-امل ذلك 0
-كريغ محق عزيزتى وانا واثقة من ان السيد سترلينغ ارتاح لانك انت وبونى لستما مختلتين عقليا وسينسى الموضوع سريعا 0
-حتى لو كان ذها صحيحا ، فعليه ان يعيش كل حياته مدركا ان خطيبته باتت على كرسى متحرك بسبب امر؟أة مريضة تصورت انها مغرمة به 0منتديات *****
-انه الوجه الاخر لرجل يحمل اسم سترلينغ ويملك حسابا مصرفيا يمكنه اعالة المتشردين الى الابد 0
طاطات راينى راسها قائلة : اخبرتنى غريس انه يقوم بذلك فعلا 0
فسالها اخوها : بم يقوم ؟
-انه فاعل خير . لقد انشاء العديد من الجمعيات بما فيها مؤسسة للمشردين . ادرك انه يقوم بذلك للتهرب من الضرائب لكننى واثقة تماما من انها اخبرتنى كل تلك الامور لتطمئننى الى انه انسانى ايضا 0
-بدا رجلا طيبا عندما اخذته عبر النهر ورعجب فى استعماله اسم فنس ، انه السبيل الوحيد لئلا تعرف هويته 0
دفنت وجهها بين يديها : مازلت لا اصدق اننى انتقيته للرسم 0
اعلنت امها : انا اصدق وكذلك ملايين النساء اللواتى سينتحبن حين لن يرينه على غلاف الروايات المقبلة 0
وضجك كريغ : ماما ! لا يسعنى تصديق ما قلته للتو 0
-عليك ان تكون امرأة لتفهم 0
داعبها قائلا : هل يعرف والدى الحلم السرى الذى يراودك ؟
-ثمة العديد من الامور التى يفضل الا يدركها 0
-لا تقولى انك تطالعين هذه الروايات ايضا ؟
-نستمتع انا وراينى بقراءتها منذ سنوات 0
لم تستطع راينى كبت ضحكاتها فتعلييقات والدتها نجحت فى تحسين مزاجها 0
تمتم كريغ وقد بدا ممتعضا من اعتراف والدتهما : يبدو اننا وصلنا 0

باختصار ، اكتشفت راينى ان الرجال يشعرون بعدم الارتياح لمجرد التفكير بالروايات العاطفية والابطال . بدا الامر شديد الغرابة بما ان الاحصاءات تشير الى ان الرجال تراودهم يوميا احلاما سرية 0

رفعت راينى راسها لتجد اخاها يدفع الاجرة . ترجلوا من السيارة ليلتحقوا بحشد من الناس يتوجهون الى المركب 0
لازمت عائلتها حتى مغادرتهما الى المطار فى الصباح التالى وتجنبت ذكر الحادثة المزعجة مع السيد سترلينغ . اما حديثهما المطول مع كريغ عن خططه المهنية فقد خلف افكارا مضطربة فى راسها ، لكن ما ان لوحت لهما مودعة حتى عاودتها الذكريات وكانها تنتقم منها 0
وللتخلص من توترها ، بدات بترتيب شقتها فنظفتها ولمعت الحمام . وعندما بدا كل شئ نظيفا ومرتبا ، استحمت وارتدت بنطلونا وتى شيرت واستعدت للعودة الى رسومها 0
وبعد ساعة ، كانت قد انهت نقاب العروس لغلاف رواية " سر العروس " 0منتديات *****
اتصلت بالدار وحددت صباح الاثنين كموعد لتسليم اللوحة . يمكنها الان العمل على المشروع التالى لصالح بطاقات المعايدة العالمية والذى وردها فى البريد 0
ما ان وضعت السماعة فى مكانها واستعدت للعمل حتى رن هاتفها . افترضت انه كيفين فلقد دعاها الى عرض موسيقى الليلة فى غرينوتش فيلاج . ردت بوضوح : ستديو بينيت للفنون 0
-هاللو راينى 0
-غرايس . . .
واشتدت يدها قليلا على السماعة مخافة ان تتلقى خبرا سيئا 0
-استرخى عزيزتى ، فكل شئ على ما يرام . كلود فينوير فى قمة السعادة بالارباح التى حققها 0
ارتاحت راينى فاطلقت نفسا حبسته طويلا 0
-اسمعى ، تلقيت اتصالا من السيد والاس منذ بضع دقائق واذا كان يناسبك فسيحضر احدهم الى شقتك فى خلال ساعة لاخذ الرسوم الخاصة بالسيد سترلينغ . اردت التاكد من انك فى المنزل 0
-ساكون هنا . اطلبى منهم الاتصال بى فى الشقة لكى اسمح لهم بالدخول . اقطن فى الطابق الثالث 0
-جيد . ساتصل بك فى الاسبوع المقبل وسنخرج لتناول الغداء 0
-اود ذلك 0
كانت غرايس شخصية مذهلة فاجابتها : وانا كذلك . ساتصل بك قريبا 0
وما ان اقفلت الخط حتى دنت راينى من الرسوم ورقعتها عن الجدار ثم نظفت الغبار عن الاطر ، ووضعتها قرب الباب . شق عليها التخلى عن اللوحة الخاصة بعملية دمج فى مانهاتن ، لكنها لن تعجز عن رسم لوحة اخرى له غيابيا ستكون مختلفة هذه المرة لانها راته شخصيا 0

لو رسمته مجددا ، لاظهرته فى رسومها وهو يعانق خطيبته المقعدة على كرسى متحرك وستفضح عيناه وملامحه الصلبة معاناة قوية 0

وفيما جلست تنتظر وصول الرسول القادم من مكتب السيد والاس ، فضت راينى المغلف . يبدو انها ستصمم سلسلة بطاقات كتب عليها : الى اللقاء ، تمتع برحلتك . بلغات مختلفة 0
لقد سبق لها ان اقامت فى ايطاليا لذا تناولت دفتر الرسوم وبدات بخربشة بعض الافكار التى سرعان ما بدات تدور فى ذهنها . وبدا منظر تلك التلة المفضلة لديها فى توسكانا بالتماثل حبا وكانه مجموعة قطع من نسيج . رسمت تلك المزارع الساحرة بسقفها القرميدى . لايمكن لاحد رؤية ما بداخلها لكن مخيلتها سمحت لها بتصور شخصين مغرمين ببعضهما بجنون ، كانا يقفان امام احدى النوافذ المطبة على بقعتهما من الجنة ، فاظهر الضوء جسدين متعانقين 0
اضطربت حين جمحت افكارها فرمت قلمها ونهضت عن مكتبها . من الجيد ان يختفى كل دليل حسى على وجوده بعد دقائق . . . لكنه لن يختفى من ذهنها 0
شعرت بدافع ذهنى قوى لالقاء نظرة اخيرة عليه فتوجهت الى باب شقتها وبحثت عن لوحتها المفضلة . كلما درستها اكثر ، كلما ادركت ان الرجل رافق اخاها بحثا عن المغامرة يحمل تشابها مع الرجل الذى واجهته فى المحكمة 0
فى النهاية ، اعادت راينى اللوحة الى مكانها مع الاخريات . من المؤسف ان المرأة التى اغرم بها لن يسعها ابدا معانقته . انها قساوة القدر ! حاولت ان تتخيل نفسها مكان خطيبته 0
ارتفع صوت الجرس فقاطع افكارها المضطربة . رفعت سماعة الهاتف الداخلى ، وعندما تاكدت من انه الرسول ، طلبت منه ان يصعد 0منتديات *****
بعد نصف دقيقة ، سمعت طرقا على الباب ففتحته متوقعة رؤية شخص فى مثل سن
علقت تحيتها فى حلقها عندما وجدت رجلا مسنا يسد الباب 0
-انسة بينيت ؟
-نعم 0
تامل الشقة كما لو انه يقيم الداخل . احست ان ثمة خطب ما وكانت على وشك اقفال الباب عندما ظهر خلفه رجل اخر يرتدى سترة رسمية 0
-ساتولى الامر جون 0
عندما ادركت راينى هويته ، تسارعت انفاسها . لابد انها تهذى 0
بدت عينا باين سترلينغ الزرقاوان الثاقبتان وكانهما تدرسان كل تفصيل فى وجهها وجسمها قبل ان يطبقههما 0
-جئت من اجل اللوحات انسة بينيت لكننى اود التحدث اليك اولا 0
صوته الرجولى حرك مشاعرها عندما اضاف : هل لى بالدخول ؟
لم تستطع راينى تصديق ان ذلك يحصل ، وشكرت الله لانها نظفت الشقة باكرا 0
-اجل بالطبع 0

ما ان خطا الى الداخل واغلق الباب حتى هيمن على شقتها الصغيرة . بدا صوتها متهدجا حتى على مسمعيها حين قالت : هل ترغب فى الجلوس ؟

حول نظره الى اللوحة على مكتبها : ارى اننى قاطعت عملك لكننى لا انوى البقاء مدة طويلة . اتيت لاطلب منك خدمة خاصة 0
ازدردت راينى بريقها : اذا كنت قلقا بشان اللوحات الاخرى ، فساتصل . بالكتاب الذين ابتاعوها . ولدى سماعهم بما حصل سيعيدونها الى 0
هز راسه القاتم : انسيها . ينحصر قلقى فى جعل خطيبتى وابنة شقيقتى تشعران بالامان ، فهما اللتان ارتعبتا عندما راتا التشابه على الغلاف 0
وضع يديه على وركيه للدلالة على رجولته الطاغية : اريدهما ان تلتقيا بالفنانة . انا واثق من اننا سنتمكن من تبديد مخاوفهما ونثبت لهما لهما انك لاتهددين سلامتى او سلامة اى شخص اخر 0
ذهلت لطلبه فهى لم تتصور ابدا انها ستراه ثانية . وخطر لها مجددا انها تسببت رغما عنها بالرعب لشخصين بريئين بحياته وهما يحتاجان للشعور بالاطمئنان 0
مهما كانت دوافعه عند طلب هذه الخدمة منها انباها احساس ما فى اعماقها بانه يفترض بها ان ترفض حفاظا على مشاعرها 0
لقد سكن الرجل الذى تعرفه اليوم باسم باين سترلينغ افكارها لمدة سنتين وحاكت بعض الافكار الحميمة حوله . ولو رضخت لطلبه لتجاوزت ذلك الخط الاحمر وانتقلت الى مرحلة وضع المخططات 0
ان ما سبب لها صدمة فعلية هو مدى توقعها لوضع خطط معه حتى لو عنى ذلك لقاء خطيبته . هل تهوى تعذيب نفسها ؟
تعلقت باخر ما تبقى لها من الادراك فقالت : يمكنهما المجئ الى الاستوديو الخاص بى 0
-سيكون اسهل لخطيبتى ان اقلك اليهما 0
بالطبع ، فما من مصعد هنا . ما الذى دهاها ؟
واكمل : اود مفاجاتهما بالاخبار السارة . سيكون ذلك افضل دواء لهما 0
وبكى قلب راينى وهى تفكر . لكن ليس لى . النجدة ، ماذا على ان افعل ؟
جاهدت للحفاظ على تماسك صوتها : ومتى تفكر فى تدبر لقاء لنا ؟
-فى اسرع وقت ممكن . ربما هذا المساء بعد ان ينهى كلانا عمله 0
-هذا المساء ؟
وسرت رجفة من الاثارة فى اوصالها 0
-فهمت 0
وعضت شفتها عندما تذكرت انه يوم الجمعة وان عليها الخروج مع كيفن 0
-بناء على ترددك افترض انك لست حرة 0
تشبثت عيناه واستطاعت ان تلمس الحاحه الذى ترافق مع خيبة امل 0
تمتمت : س . . . ساعدل خططى . فبعد الالم الذى سببته لك ولعائلتك . . . هذا اقل ما يمكننى فعله 0

سيغفر لها كيفين عندما يعلم انها مسالة قانونية وسيتفهمها ، اما الشخص الوحيد الذى سيشعر بالانزعاج من المسالة برمتها فهو راينى خاصة وان اعجابها بهذه القوة 0

-شكرا لك انسة بينيت . هل سبق لك ان حلقت بالهلكوبتر ؟
بدا نبضها يتسارع : اجل . فصديق اخى يعمل فى شركة للهلكوبتر فى لاس فيغاس وقد حلق بى فوق نهر الكانيون الكبير مرارا 0
-جيد سارسل لك الليموزين فى الرابعة . سنغادر مكتبى فور وصولك . هل لديك مشاريع للغد ؟
تمتمت قائلة : العمل . . . لقد تخلفت بسبب . . . .
وانهى الجملة عنها : لاننى اجبرتك على المثول امام المحكمة . احضريه معك واى شئ اخر تحتاجينه تحسبا لامسية اضافية واجلبى ايضا ثوب سباحة 0
آه لا !
حولت راينى عينيها . خافت ان يلاحظ مدى حماسها للذهاب الى اى مكان معه . . . ولقضاء بعض الوقت معه 0
والح عليها صوت عميق : وخطيبته . . . لا تنسيها ابدا يا راينى بينيت ! وعندما تشجعت لمقابله نظرته ، وجدته يتامل لوحاتها السريالية لمنارة نانتوكت . كانت معلقة قرب رسومها الخاصة القليلة التى لم يتم شراؤها من قبل كتاب الروايات 0
وفجاة ، استدار باتجاهها وباغتها تحدق اليه . لم تشح بنظرها فالتهب خداها 0منتديات *****
-هلا احضرت صورة كلبك لدى مجيئك 0
لم يكن عليها ان تتفاجا لانه لاحظ الاطار الصغير على مكتبها اذ بدا انه ينتبه لاى شئ . لكن ما اثار فضولها هو السبب الذى جعله يقدم اقتراحه 0
-حسنا 0
تلاقت عيونهما للحظة قصيرة : اراك لاحقا 0
وجمع اللوحات على عجل وخرج من الباب . وشاهدته يختفى هو ورجل الامن عن الانظار 0
بعد اغلاق الباب ، اتكات عليه متسائلة عما اذا كانت غارقة فى حلم من احلامها . لكن بعد ست ساعات ، ادركت ان ما يجرى كان واقعا ، اذ اطل جون ورجل امن اخر من الباب وساعداها على نقل امتعتها الى سيارة الليموزين 0
ما ان وصلا الى المراب السفلى لمبنى سترلينغ حتى قادها الرجلان الى المصعد الخاص بالطابق العلوى 0
عندما انفتحت الابواب التى قادتها الى جناح السيد باين ، لم تستطع راينى كبح آهة انطلقت من حنجرتها اذ بدا لها انها تلتقى مع لوحاتها 0
كان بطلها الاسمر قابعا وراء مكتبه المصنوع من خشب السنديان فقال لها : عندما رايت غلاف رواية عملية دمج فى مانهاتن . اعتراتنى ردة الفعل نفسها 0
وقفت راينى عاجزة عن الكلام . وحولت بصرها عن الاطار الصغير على مكتبه الى اللوحة التى تمثل سفينة تمر قرب منارة ، وهمست غير مصدقة : لا .

كانت اللوحة معلقة على الحائط الوحيد الذى لم يكن من زجاج تماما كما تخيلت فى لوحتها . وها هو البليونير الديناميكى الذى يرتدى بزة زرقاء ، تكاد تكون البزة نفسها التى رسمتها 0

كانت لاتزال تحت تاثير الصدمة عندما راته ينهض عن كرسيه الجلدى ويحضر لها الصورة الصغيرة الموضوعة على مكتبه . اقرت بصوت مرتعش : اخشى النظر 0
القت نظرة واحدة ثم استقرت عيناها الخضراوان عليه مجددا : هذا الكلب ، هذا الوجه . . . يشبه ونستون 0
واوما موافقا : اليك برونو ، كلبى المخلص 0
تمتمت وقد بدا راسها يدور : لا اصدق 0منتديات *****
وانزلقت من يدها الصورة لتقع على السجادة السميكة . وفجاة ، احست بذراع قوية تحيط بها وتحثها على الجلوس على اقرب كرسى جلدى 0
كاد وجههاهما يتلامسان ورات الانذار فى تينك العينين الزرقاوين الساحرتين وشعرت بانفاسه على وجنتيها : لقد غدوت شاحبة جدا الان . ساحضر لك بعض المياة 0
عاد اليها ووضع فنجانا بين يديها ، فشربت المياه متمنية ان يبتعد عنها لكنه جثا قربها فتوترت . كان قربه شديدا ورائحته عطرة فعجزت عن التفكير او عن التنفس 0
كان الاهتمام باديا فى صوته : افضل الان ؟
-أ . . . انا بخير . شكرا لك 0
نهضت بغتة فى محاولة للابتعاد عنه . كانت الصورة على الارض فتوجهت اليها ورفعتها . ارتاحت لان الزجاج لم ينكسر ، كما انها اكتشفت ما دفعه لان يطلب منها احضار صورة ونستون معها 0
اعادتها الى مكانها على مكتبه قبل ان تستدير نحوه : سيد سترلينغ 0
قاطعها بقوله : من المؤكد اننا تخطينا الرسميات 0
لا ، لم نفعل ! لا يمكننا ذلك 0
-اسمى باين 0
فكرت فى سرها : اعلم ، ولا اجرؤ على استخدامه 0
كان جسدها يرتجف وهى تقول : اقسم اننى لم ازر مكتبك من قبل 0
علا العبوس ملامحه : بعد شهادتك فى المحكمة ورد فعلك للتو ، اتظنين اننى لا ادرك ذلك ؟
وضعت يدا على حنجرتها : لا افهم كيف امكننى رسم كل شئ كما هو فى الواقع . ثمة ما يسمى صدفة لكن هذا شئ اخر . . . .
-هذا رايى ايضا 0
حدقت اليه مجددا : انا خائفة . فكيف تفسر كل ما حصل ؟
فرك عنقه قبل ان ينظر اليها من تحت حاجبيه المعقودين : لقد قالها القاضى . بعض الاشياء لايمكن تفسيرها فيتعين علينا قبولها كما هى 0
-لكن خطيبتك قد لن تصدق اننى لم اتجسس عليك وانا لم افعل 0

وعلا الاحمرار وجنتيها فبدا تعبير وجهه متجهما : لهذا اريدك معى عندما نطلعها وكاثرين على حقيقة الوضع 0

-ابنة اختك ؟
-نعم 0

-كم يبلغ عمرها ؟
-خمسة عشرة عاما 0
-وهل انتما مقربان من بعضكما البعض ؟
همس : جدا . لا يجدر بى التفضيل لكن عندما تلتقينها ، ستفهمين السبب 0
تسالت راينى : افترض انهما زارتا مكتبك 0
اوما بدوره : كاثرين ؟ مرارا 0
تمتمت راينى : لابد انهما ارتعبتا عندما شاهدتا الغلاف . انا جد اسفة 0
-الا تعتقدين انك لمت نفسك بما فيه الكفاية ؟
كانت نبرة صوته حازمة فاسكتتها 0
-لنتفق على انه كان اسبوعا سيئا علينا جميعا ولنتخطى ذلك 0
فى هذه الاثناء ، كان قد بلغ المصعد ووقف هناك برجولته الطاغية التى بدت كطاقة مقموعة تنتظر تحررها خارج جدران مكتبه السميكة 0
تسارعت نبضات قلبها بايقاع سبب لها الاعياء . شعرت منذ مجيئها الى مكتبه بصلة قوية تنمو بينهما . كان الوضع مثقلا بالخطا الا انها وجدت نفسها تدنو منه خطوة بعد خطوة 0
كان عقلها يطالبها بالتراجع واختلاق عذر ما قبل فوات الاوان . لكنها تابعت تقدمها ، واقفلت الابواب فلم تعد تصغى الى ذاك الصوت المنبه الذى كان يكرر لها انها ستعيش لتندم على ما تفعله 0منتديات *****
صعدا الى السطح حيث تنتظرهما طائرته الهلكوبتر . عليها ايقاف هذا الجنون قبل ان تتطور الامور اكثر لكن اغراء مرافقته كان اعظم من اى قوة عرفتها 0
توجها الى الهليكوبتر واعانها على الصعود . كان رجل الامن الذى رسمته فى المحكمة يتبعهما على مسافة قصيرة ، ثم صعد وراءهما 0
بعدما احكمت وضع حزام الامان ، ادركت انها غدت طرفا فى الخطة التى قد تؤدى الى دمارها . غير ان نظرة واحدة الى باين سترلينغ الذى جلس بحيويته وزخمه قرب الطيار اعلمتها ان لا قوة على الارض قادرة على سلخها بعيدا عنه 0
واسكت هدير المروحية اخر اهة لضميرها ثم اقلعت الطائرة التى حملتها الى نقطة اللاعودة 0
*****
__________________