عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 05-12-2012, 12:11 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, والصلاة والسلام على سيد المرسلين حبيبنا محمد بن عبدالله إمام الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تمسك بسنته وسار على هديه إلى يوم الدين .
أما بعد: فهذه بعض أقوال فرقة الأباضية التي قد أنبثقت من نبع الخوارج, وما زالوا شيوخهم يسيرون على منهجهم الفاسد إلى يومنا هذا في تكفير المسلمين وحصر الإسلام في مذهبهم الضال, فقد قال شيخهم وإمامهم سالم بن حمد الحارثي الأباضي في صفحة ( 172 ) من كتابه "العقود الفضية في أصول الأباضية": ( قال العلامة الرباني المبارك! جاعد بن خميس بن مبارك الخروصي: إني لأقسم بالله - قسم من بر في يمينه فلا حنث أن من مات على (( الدين الأباضي الصحيح ))، غير ناكث لما عاهد الله عليه من قبل، ولا مغير حقيقته، كلا ولا مبدل طريقته، أنه من السعداء!!!، ومن أهل الجنة مع الأنبياء والأولياء، وإن مات على خلافه فليس له في الآخرة إلا النار وبئِس المصير!!!، لأنه الحق، وماذا بعد الحق إلا الضلال، فأنى تصرفون، على هذا - إن شاء الله أحيا وأموت عليه، وعليه ألقى الله رب العالمين), بل ويقول شيخهم قاسم بن سعيد الشماخي وهو يشرح عن مخالفيهم في كتابه المسمى "القول المتين!" صفحة ( 47 ): ( وحكم القتل إنما وقع عليك بعلة طعنك في (( دين المسلمين )) وهم (( الأباضية!!! )) ... ).

ولكن بحثنا ليس في تكفيرهم للمسلمين والحكم عليهم بالنار .. وما إلى ذلك في حصر الإسلام بمذهبهم ..الخ, بل بحثنا أشدّ من ذلك فهو عن تكفيرهم صحابة أشرف الخلق – عليهم الصلاة والسلام – الذين شهدوا مقتل ذوالنورين وقتال أهل النهروان الخوارج, الذي قال الله – عز وجل – فيهم أي الصحابة من شهد وقائعها ومن لم يشدها: { مُحَمَّدٌرَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِرُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاًمِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً }, وقال – جل في علاه -: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً }, وقال – سبحانه – عن المهاجرين والأنصار: { لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }, {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.

وقال إمامهم وإمام السلف الصالح - عليه الصلاة والسلام – في أصحابه الكرام: ( لو أنفقَ أحدُكم مِثْلَ أحُدٍ ذهباً ما بلغَ مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَه )[1], وقال – صلى الله عليه وسلم -: ( النُّجومُ أمَنةٌ للسَّماءِ، فإذا ذهبتِ النُّجومُ أتى السَّماءَ ما تُوعدُ، وأنا أمَنةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يُوعدون، وأصحابي أمَنةٌ لأمَّتي، فإذا ذهبَ أصحابي أتى أمَّتي ما تُوعدُ)[2], وقال – عليه الصلاة والسلام – على من سب أو انتقص من أصحابه: (من سب أصحابي، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)[3], قال إبن الرازي – رحمه الله – في من ينتقص بحق الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – وهو يحذرنا منهم – أيضاً -: ( إذا رأيت الرَّجلَ يَنْتَقِصُ أحدًا منْ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم؛ فاعْلَمْ أنَّه زِنْدِيقٌ، وذلك أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلَّم عندنا حقٌّ، والقرآنُ حقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسُّنَنَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم، وإنَّما يريدون أن يُجَرِّحُوا شهودَنا لِيُبْطِلُوا الكتابَ والسُّنَّةَ، والجَرحُ بهم أَوْلَى وهم زَنادِقَة )[4], وإلى الله المشتكى.

__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !