عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 05-09-2012, 10:49 AM
 
ما لي وللأنذال والغوغاء


ما لي وللأنذال والغوغاء ** يرمونني بالبغض والشحناء

من غير ذنب غير أني طالب ** للدين أن يعلو على الأهواء

يدعونني للعجز عن طلب العلا ** ودعوتهم للمجد والعلياء

بالأمس كانوا خلتي فأغاظهم ** طلب الهدى فإذا هم أعدائي

ولقد عهدتهم ذوي ود فلم ** أشعر بهم إلا وهم خصمائي

الحق باعد بيننا فأحلني ** في عزة وأحلهم ببلاء

قالوا شديد طبعه ذو غلظة ** فأجبتهم لكن على السفهاء

ولقد خفضت جناح ذل للذي ** أضحى أخا تقوى ورب وفاء

أما العصاة فإنهم ما شاهدوا ** مني سوى الإعراض والبغضاء

من ذاك شق عليهم ما عاينوا ** مني فملوا عيشتي وبقاء

نظروا إلي بأعين دلت على ** خبث الذي ستروه في الأحشاء

قلت اصبروا إن المقدر كائن ** والحق يعلو فوق كل علاء

أولا فكيدوني جميعا واطلبوا ** لي كل داعية إلى إفناء

ولقد سررت ببغضكم إذ أرى ** في بغضكم حقي بغير مراء

ولئن كرهتم حالتي فلمن مضى ** من قبلكم من سائر الغوغاء

ما زاد عن هذا الذي أنتم به ** في خير خلق الله والصلحاء

ولئن جهلتم سيرتي فالحق في** هذا الزمان غدا من الغرباء

قل للألى جهلوا صفاتي عن عمى ** إن الذي أعماكم لبهاء

مثل الخفاش يرى إذا جن الدجى** لكنه يعميه كل ضياء

الله أكرم أن أقيم بلدة ** فيها يكون الأمر أمر ولاء

الله أكرم أم يروني مرة ** من دهرهم في ذلة وبلاء

الله أكرم أن ألاقي دولة** لهم على الأخيار والفضلاء

الحمد لله المعز لمن يشا ** من خلقه ذي الفضل والآلاء
__________________


****شكراااا »ƒLaKë« على التوقيع الجميل****








ّ
رد مع اقتباس