عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 05-06-2012, 12:42 AM
 
أرجو أن تكونوا مازلتم متابعين معي
هذا الجزء سيكون فيه حوار
فياريت تتركولي رأيكم و خصوصا بما يتعلق بتصويري للشخصيتين , وهل هم "out of carecter"مثلا , أم أن من السهل أن تتصوروهم يتصرفون أويتكلمون كما كتبت عنهم هنا
يالله تفضلوا
"""
"""""





-حسناً , بإمكانكِ التوقّف عن الصراخ الآن
هدأت على الفورِ حين ميّزت الصوت المألوف, و الذي بالرغمِ من بروده يُشيع الدّفء في قلبِها , و تعرفُ عندما تسمَعُه أنّ كلّ شيءٍ سيكون على ما يرام ...
نهضَت خجلة و حدّقت بالفتى الذي كان ملفّعا بألوان رمادية و سوداء , جعلته يبدو كجزء لا يتجزّأ من هذا المكان
و تمتمتْ مرتبكة:
-ساسكي؟لقد أخفتني حقاً
نظر اليها بسخرية , فهاهي توضِح الواضح:
-آحقاً؟؟! آسف . لِمَ أنت هنا؟
كان يبدو منزعجاً كعادتِه , فمازحته:
-أهكذا ترحّب بضيف يحلّ عندك للمرة الأولى
عندما بقي صامتا , و كتّف ذراعيه منتظراً , دون أن تتغير نظراته الجامدة , تنهّدت باستسلام , بعض الناسِ تنقصهم روح الدّعابة :
-أتيتُ لإعادة هذه
و سلّمته الحقيبة الصغيرة التي تحتوي على أسلحته, فتناولَها بهدوء وهو مستاء من تلك السّهوة ...

ناروتو أيّها الاحمق , كان ذلك بسببك....

-شكرا . لَم أنتبِه إلا هنا , كنت سأعيد حقيبتك غداَ
-أنا أحتاجُها الآن إذا لمْ تُمانِع
قالت بكلّ أدبٍ , ولم يناقِشها , بل استدارَ قائلا باختصار :
-لا أمانع
وكان على وشك السير , فاستوقفته غير متأكدة ممّا عليها القيام به:
-ساسكي؟ هل أتبعك؟
-لا, ابقَي هنا ,وحدك, فأنتِ لم تخافي كفاية بعد
هل حاول الاستهزاء بها , أم أنّه أسلوبه في "المزاح"؟ كل ما فهمتْهُ أنه لم يكُن سيتركها خلفه لأنّه انتظر قليلا الى أن تحركت لتتبعه , فسارا معاً بصمتٍ , قطعَتْهُ بحذر:
-هل تسمح لي بسؤال؟
هزّ رأسه دون أن ينظر اليها ....
-المكان موحش جداً , كيف بامكانك النوم هنا كل ليلة؟
-معتاد
صمتت قليلاً , ثم عاودت :
-أيمكن أن تجيبني عن سؤال آخر؟
-يمكن
انزعاجه كان واضحاً , ولكنها مع ذلك أهملت ردوده المختصرة ونبرته المتبرّمة :
-تلك الأسلحة الصّدِئة على الجدران و الارض, أليست منذ يوم ...المجزرة التي تعرّضت لها قبيلتك
لم يقُل شيئاً , هو لم يُرِد الحديثَ عن أي شيء , واذا بها تستجلِبُ هذا الامر بالذات! اكتفى بأن هزّ رأسه ثانية , علّها تصمت , الا أنها استمرّت:
-مضى على ذلك حوالي ستّ سنوات أليس كذلك؟
قالت ببعض الحزن و ما زالت حذرة بانتقاء كلماتها, فرد بشكلٍ آلي:
-ست سنوات, ثلاثة أشهر, و عشرة أيام
نظرت اليه متسائلة هل كان يحسب الساعات في رأسه الآن
-ألم تُفكّر برميِها؟
-لا
-لكنك تعذّب نفسك بهذا الشكل...لماذا؟
كان على وشك أن يقول لها"هذا ليس من شأنك", لكنّه فاجأ نفسَهُ حين لم يفعل, بل رد بنبرة لا مبالية رغم المرارة التي كان يحسها:
-لكَي لا أنسى
-لكن...
-وصلنا .
قاطعها بتنهيدة ارتياح , كما لو أنّ حِملاً انزاح عن كاهلِه, و نظرت الى حيث أشار اليها أن تتبعه . دخلا البيت الخالي بسكونٍ وهي متضايقة , فقد كانت تتمنى السير و التحدث معه الى ما لا نهاية...
أما هو فبدا منشرِحاً, الى حدٍّ ما , لأنها ستتوقف عن إزعاجه بثرثرتِها حول ما يتعلّق بماضيه , و قد توقفت عن الكلام فعلا وبدا وجهها شاحباً , ولم يحتََج لكثير من الذكاء ليعرف أن بيتَه أرهَبها من الداخل أكثر من رهبَتِها السابقة , و بما أنه الخبير بالتجَلّدِ و الخدرِ الذي يسببه الخوف , فقد سار بها لحديقة البيت فورا علّ شحوبَها يزول هناك و قال لها:
-بإمكانِك انتظاري هنا
-نعم ...شكرا
و عندما عاد للداخل , نظرت لأرجاء الحديقة المعتمة من حولها , متسائلة كيف يستطيع اي انسان أن يعيش هنا؟! "معتاد"؟؟...
كيف يعتاد على حياةٍ كهذه؟!
انتبهت الى بابٍ على مسافة منها , و قرّرت أن ترى ماذا هناك ... فهي المرّة الاولى التي ترى فيها بيت الفتى الوحيد الذي تحسّ تجاهه بالفضول و أشياء أخرى كثيرة, و ستكون ربما المرة الأخيرة, وهكذا تجرّأت و خَطََت بهدوء على رصيفِ الحديقة الخشبي , الى أن وصلت للباب و فتحته و أشعلت الضوء ...الغرفة كما بدا البيت بشكل عام: نظيفة و مرتبة , عدا بقعة واحدة وسط أرضيّتها , بدَت مَشوبةً بطبقات من التراب , كما لو كانت لم تُمسَح من زمان, وما تلك الآثار القديمة؟
اقتربت حتى وصلت لوسط الغرفة ...و جمُد قلبها فتوقفت صارخةَ:
-يا إلهي!!!دماء!!!
-مابكِ؟ أأنتِ بخير؟!
تساءل ساسكي , الذي كان قد عادَ أدراجه فلم يجِدها في الحديقة و رأى الباب مفتوحاً فاندفع الى الحجرة لدى سماعِ صراخها:
-نعم نعم أنا بخير
و سكتت خجلة عندما لاحظَتْ تعابير وجههِ , لا بُدّ انّها ضايقتْه بتجولها حيثُما شاءت بلا استئذان , فشرحتْ -محاولة أن تتضاحك-:
-المعذرة , أنا فضولية نوعاً ما, فدخلت لأشبعَ فضولي , و رأيت... هذا
وكانت تشير الى المكان الذي عند قدمَيها , وعندها اختلفتْ نظراته ...لا سخرية ...لا استياء...حزنٌ و حسب , مترافقٌ بصمته الذي آلمها أكثر من سخريته أو كلمة "مزعجة" التي لا يتردد بوصفها بها , فهمست بجدية :
-ساسكي؟ مالذي تتجنّبُ تنظيفه؟
-دماء والِدَيّ
قالها وهو يُشيح كلّياً عنها و يغادِر خارجاً الى الممر الخشبي و خطواتها وراءَه مع شهقةٍ صغيرة حيث ابتعدَت باحترامٍ عن المكان و لحِقَت به, وهي ما تزالُ غير مصدّقة...والداهُ قُتِلا هنا, وهو يعيشُ مع هذه الذكرى كلّ يوم , و يرفض حتى أن يزيل آثار الدماء !
-آسفةٌ جداُ, لم أقصد أن ...-
استدار اليها فسكتت بخوفٍ , لكن أراحَها أن وجهه عاد الى طبيعَتِه , حياديٌّ خالٍ من أي تعبير, على الأقل لم يكُن غاضبا ...وكانَ واضحاً أنه أراد تغيير الموضوع , فتناسى ما حصل وعاد الى لهجته الساخرة الباردة المألوفة:
-لا عليكِ...آآ ...كدتُ أنسى ...
ومدّ يدَه اليها بالحقيبةِ الصغير فكادَت أت تتلقّفها بلهفة :
-شكراً جزيلاً...
لكنّه باعَد يدَه , فعضّت على شفتيها بارتباكٍ , و هو يقلّب الحافظة بين يديه:
-ماذا تضعين مع الأسلحة ؟كما لو كان...كتاباً؟
كان يتساءلُ بمنتهى البراءة , لكنها شكت أنّه ربما يعرف بوجود مفكّرتها!
ربما قرأها !
و الآن قد يُهينُها و يضحك هازئاً بأحاسيسِها التي كتَبتْها ...
عنهُ هو.

:
:
:
انتظرونا مع الجزء القادم و الأخير