اسطورة اسمها البقاء
قد تخالني اتحدث عن قانون الغاب ..
الذي يعيش بكل تفاصيله اسطورة اسمها البقاء ..
و لكن محور حديثي يختلف تماما عن الغاب و ما يحويه من مغامرات ..
سأروي لكم قصة أطفال الشوارع .. و معاناتهم في البحث عن لقمة العيش ..
و في الحصول على طعام ..
وداعآ أمي .. وداعآ أبي
هل قالها هذا الطفل قبل رحيله للبحث عن لقمة العيش ..
أم انها تلعثمت الأحرف وماتت قبل أن يخرجها من بين شفتيه ..
هل كان يعلم إلى اين هو ذاهب ؟؟
أم أخذوه على غفلة منه وهو لايدري إلى أين هو راحل
طفولة تموت على الأرصفة .. وبراءة تغتال على الطرقات ..
فعندما ننظر إليهم للمرة الأولى وهم يمدون أيديهم إلينا ..
طالبين المساعدة منا ..
ماذا يتبادر إلى ذهنك وماهي الأسئلة التي تخطرببالك ؟؟
هل تسارع بأعطائهم ماتجود به نفسك ؟؟
أو انك تنهرهم وتطلب منهم أن يبتعدوا عن طريقك ؟!
أوتشفق عليهم وعلى حالهم وتمد لهم يد العون
من القى بهم في الطرقات والأزقه .. من بتر الطفولة وسرق منهم الشباب ..
لما لم يعيشون مثل أقرانهم .. بين أسرة واصدقاء ..
لما حرموهم التعليم .. وحملوهم أعباء لايقدرون على حملها ..
لماذا ينظرون إليهم وكأنهم .. كبار يجب عليهم العمل لتأمين المآكل والمشرب ..
ولم ينظرون إليهم بأنهم براعم مازالت تحتاج .. إلى الرعاية والحنان
أتعلمون من هم ؟؟ هم أمثال هؤلاء ..
أبناء الشوارع .. المتسولين .. الباحثون عن حياة أفضل ..
اللهثون في لهيب الشمس .. للحصول على مايسد جوعهم .. ويكسوا بدنهم
من اساء لهم .. إنه الراعي .. عندما فكر أن يلقي بالرعية إلى التهلكه ..
عندما خنق صوت الطفولة بهموم الحياة ..
ورسم غشاوة على عين الحقيقة ليداري أخطاءه ..
فتخلى عن مسئولياتة والقى بأعباءه على ظهور مازالت يانعة ..
لم تعرف قسوة الحياة ومطالب العيش ..
القى بلعبته الصغيرة والزمه قيادة العمل ..
عندما رمى بكراسته والوانه جانباً ..
وأمره بالخروج من بيته ليلقي به خارجاً ..
يبحث عن فتات الخبز .. وشربة ماء .. ينام بلاغطاء .. يتوسد ساعديه ..
ويلتحف السماء .. منتظرآ بزوغ فجرآ جديد ..
للبحث عن المجهول .. ومع إشراقة شمس الصباح..
ينظر إلى من هم في مثل سنه .. وهم في طريقهم للمدرسة ..
حيث العلم والمعرفة .. حيث التقدم والمثابرة ..
و ينظر إلى حاله .. فيوم جديد يعني له .. بداية عناء ..
بداية مشوار لانهاية له .. تلاشت كل المعاني .. أمام ناظرية ..
عندما غرقت أحلامه .. في بحر من الدموع ..
أنتحرت طفولته .. وضاعت منه أمانيه .. بين وهم وحقيقة
نهض من مكانه .. و استعد للرحيل .. ليبدأ رحلة العناء ..
والبحث عن البقاء .. و لآن هل تمد له يد العون ..
و ستبحث له عن مكان .. أو تتركه .. يهيم على وجه ..
تارة تجده بين المارة .. وتارة آخرى يمشي وحيدآ بين الأزقة ..
و تذكر قبل كل شيء ..
تحياتي وتقديري
¸.
•
( `•.¸
`•.¸ )
¸.•
(`'•.¸(` '•. ¸ * ¸.•'´)¸.•'´)
«.*. دمتم بخير .*.»
(¸. •'´(¸.•'´ * `'•.¸)`'•.¸ )
.•´ `•.¸
`•.¸ )
¸.