عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 03-23-2012, 01:59 PM
 
حكي أن في بني اسرائيل رجل فاسق وكان لا يمتنع عن الفسق
فأوحى الله تعالى إلى موسى أن أخرجة من البلدة الصالح أهلها حتى لايسقط عليهم العذاب
بسبب فسقه فاخرجه موسى ليه السلام فذهب الى قرية فأمر الله موسى ان يخرجه منها حتى لا تقع النار على القرية بسببه فلما أخرجه موسى عليه السلام اتجه الى الصحراء حيث لا خلق فيها ولازرع
ولا طيور ولا وحوش ارض قاحلة لا حياة فيها بعد فترة قصيرة تدهورت صحة الرجل ومرض
وازدادت حالته سوءا لعدم وجود معين يعينه على مرضه فبلغ النزاع
لما أحس الرجل بدنو الاجل صار يمشي حتى وقع على االتراب فأشفق الرجل على نفسه من الحال التي وصل اليها فوضع رأسه على الأرض وقال
"لو كانت والدتي عند رأسي لرحمتني ولبكت على مذلتي ولو كان والدي حاضرا لأعانني وتولى أمري
ولو كانت زوجتي حاضرة لبكت على فراقي ولو كان أولادي حاضرين عندي لبكوا خلف جنازتي ولقالوا :
( اللهم اغفر لوالدنا الغريب الضعيف العاصي الفاسق المطرود من البلدة الى القرية ومن القرية الى الصحراء ومن الصحراء يخرج من الدنيا الى الآخرة آيسا من كل الأشياء )
اللهم قطعتني عن والدي وأولادي وزوجتي فلا تقطعني من رحمتك فإنك أرحقت قلبي بفراقهم
اللهم فلا تحرقني بنارك لأجل معصيتي
ووادعت روحه الجسد
فلما مات أوحى الله الى موسى عليه السلام ان اذهب الى تلك الصحراء فقد مات فيها وليا من أوليائي
فأحضره وتولى جنازته ووارهِ التراب
اسرع موسى متشوقا لرؤية وجه الصالح فلما رآه قال أوليس الفاسق
فقال تعالى " يا موسى اني رحمته وتجاوزت عنه بأنينه في موضعه وفراق وطنه ووالدته ووالده واولاده وزوجته فبعثت له ملائكة وحور على هيئة أهله يترحمون على مذلته وموته الى قيام الساعه
فإنه اذا مات الغريب بكت عليه أهل السماوات والأرض رحمة له
وكيف لا أرحمه و انا أرحم الراحمين "
رد مع اقتباس