نوي يتبعها: و هل لديكِ فكرةً مختلفة. هينا تتغير ملامحها و بصوتٍ هادئ: لا,إن ما قلته صحيح, من الطبيعي أن يكون لكل شخصٍ اسم منذ أن يولد, و اسمي إحداها. تمضي فترةٌ على الوضعِ هكذا دونَ تغيرٍ واضح حتى أتى اليوم الذي..... هينا في المنزل تشاهد التلفاز... يُدق جرس الباب فتنهض هينا لتفتحه و الابتسامة الدافئة على شفتيها ..: مرحباً, لقد تأخرت اليوم كثيراً, إن الساعةَ الآن هي 11. نوي: لقد كان لدي طرد لمكانٍ بعيد قليلاً....هل العشاء جاهز؟ هينا: حسناً, أدخل و استرح الآن أولاً. لا يكاد يدخل نوي حتى يسمعون صوتَ صراخ امرأة...... يخرج نوي و هينا فزعين و يتجهان نحو ذلك الصوت ليريا إحدى المنازل المجاورة في حال حريق..... نوي يتجه نحو المنزل المحترق و يقول لهينا: اذهبي و اتصلي بالإطفاء. تصرخ هينا: حسناً, انتبه لنفسك. تذهب هينا و تتصل بالإطفاء و بعدها.... يخرج نوي المرأة و طفليها الصغيرين حينما ينتظرهم زوج المرأةِ بالخارج الذي قد أخذ القلق منه مأخذه.... هينا تخاطب الرجل بعد رؤيتها لنوي بفرح ...: أنظر, ها قد خرجوا الآن , إنهم سالمين...أترى ذلك؟ الرجل بفرح لا يتناهى : طفلي...إنهم بخير... يتوجه الرجل نحو عائلته بسرعة بعدما رأى ذلك... نوي يبتعد من المنزل مقترباً من هينا.... هينا:الحمد لله على سلامتِك...يبدو أنَّك سوبر مان الذي ينقذ الناس. نوي: ما قصدك؟ هينا: أتذكر بعد المدرسةِ بيوم, حين تهدمت العمارةِ التي كنتَ ستسكن بها...لقد ذهبت و ساعدت تلك المرأةِ التي كانت عالقة. نوي:إنَّ تلك صدفة..."يخفض صوته متمتماً" ..ربما لا. يقترب منهم شخصٌ بزي الشرطة ... الشرطي: أريد أن أسألكم بعض الأسئلة. نوي: تفضل. الشرطي: هل رأيتم شخصاً يخرج من هذا المنزل؟ نوي: لا. الشرطي يتجه بنظره نحو هينا: و ماذا عنكِ؟ هينا: لا, مطلقاً. الشرطي: ماذا فعلتما بعد أن رأيتما الحريق؟ هينا تجيبه: لقد ذهب نوي كَ... يقاطعها نوي بإشارةٍ و هو يقول للشرطي : عفواً,لماذا يجب علينا أن نجيب عن هذه الأسئلة؟ هينا بانزعاج: نوي!! الشرطي:اتركيه آنستي, فإن له الحق في معرفةِ السبب...حسناً,لقد كانت هناك عملية سرقة حدثت في هذا المنزل. هينا: يا إلهي. نوي: هل ذلك متعلقٌ بنشوبِ النار. الشرطي يضع دفتر ملاحظاته في جيبه:أجل, فعندما كان يهرب أحد السارقين بعد صراخ المرأة رمى بشمعةٍ كانت على طاولةِ إحدى الغرف فنشب الحريق.... نوي : لا بأس, نحن لم نرَ أي شيء و لا دخل لناَ في الموضوع. الشرطي: ربما ,لكن لا بد من التحقيق في جميع جوانب القضية فربما يكون السارقين بالقرب من هنا أو حتى أحد الجيران...فمن العجيب أنكما و صلتما إلى هنا بهذه السرعة. هينا منفعلة: هل تقصد أننا ربما نكون نحن السارقين؟..غير ممكن؟! الشرطي: كلَّ شيء ممكن. نوي: ما الدليل؟ الشرطي: قلتُ أنَّ كلَّ شيءٍ ممكن و لكن لم يحسم الأمرُ بعد. نوي و هو يريد العودةَ للمنزل: المهم أن لا تزعجونا...هيا يا هينا, دعينا نعود. هينا: لكن... الشرطي ينتبه لشيء: انتظر أيها الشاب.. يقف نوي و يدير رأسه للشرطي: ماذا؟ الشرطي: هل رأيتك من قبل, إنَّ وجهك مألوف. نوي: أجل فقد رأيتني في العمارةِ المتهدمة قريباً من هنا قبل فترة.. "يمشي مكملاً طريقه"...قلتُ ذلك كي لا يزيد شكك بي.. في المنزل... نوي يأكل عشائه:لماذا لم تنامي؟ هينا: إن نمتُ من سيفتحُ لك الباب, فليس لديك المفتاح, هل تريد أن أنسخ لك واحداً منه؟ نوي: مستحيل, سأدبر أموري حتى أخرج من هنا بأسرع وقت. هينا تنهض خارجةً من الغرفة: توقعت ذلك, ولا تأخذ كلامي على محمل الجد فأنا لن أعطيك مفتاح منزلي. نوي: أينَ أنتِ ذاهبة؟ هينا: أنظر إلى الساعة. ينظر إلى الساعة: ما بها. هينا: سأذهب للنوم بالطبع, فالساعة الواحدة و النصف و غداً جامعة و عملٌ مرهق. نوي: غداً عطلة. هينا تنتبه أنَّ كلامه صحيح فتراوغ : و ماذا بذلك ؟ إنَّ الوقتَ متأخر على كل حال, يجب علىَّ النوم. تخرج و هي منزعجة من أسلوبه(أحس أنني غبية حين أرى تصرفه).... في اليوم التالي... هيلين في المدرسة تحدث هينا: هل لديكِ وقتٌ غداً؟ هينا: أجل, ماذا هناك؟ هيلين و مظاهر السرور باديةٌ عليها: ذلك جيد ,إذاً سآتي لزيارتكِ غدا,أنا أضمن أنَّكِ مللتِ من البقاء وحدك و لا تقولي شيئاً ففي المرةِ الماضية قلتِ أنَّكِ مشغولة ... هينا: لكن.... يتبع..... |