عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-16-2007, 12:33 PM
 
الهاربون من صلاة الجمعة

باسم الله الرحمان الرحيم

في الحقيقة إخواني أخواتي بمنتدى عيون العرب قررت نقل هدا الموضوع من موقع إسلام أون لاين والدي يمثل مشكل عند عدد كبير من المسلمين اليوم من أجل مناقشته
ونتمنى أن نخرج في الأخير بشيء ينفع المسلمين في سلوكهم اتجاه طقوسهم الدينية
ودلك بفتج المجال للمشاركة بالنسبة لجميع الزوارللمنتدى بكل ما هو له علاقة بالموضوع


قلوب جريحة
مصر.. الهاربون من صلاة الجمعة!
وسام كمال **

سرت وقت صلاة الجمعة في الشارع؛ فلم أجد توقفا عن مظاهر الحياة الطبيعية فيما يتعلق بالبيع والشراء وحركة المرور والجلوس على المقاهي؛ بل العجيب أنك تجد أناسا كثيرين منشغلين عن الصلاة بقضاء حوائجهم وقت الخطبة، وقد ينام البعض ويفيق من سباته على صوت خطباء المساجد المجاورة لبيته، ويهم بكسل للحاق بآخر ركعة حتى يوهم نفسه أنه قد أدى الواجب، تخديرالوجع الضمير.. ولكن يا ترى لماذا لا تمثل الخطبة أهمية في حياة البعض؟ وما رأي الشرع في ذلك؟.
اختلاف الناس حول خطبة الجمعة أمر مثير للجدل، وهو يوضح لنا شرائح من المجتمع نقف معا على صورة صادقة لحال المتسربين من خطبة الجمعة والأسباب التي تدفعهم إلى ذلك.
ف"نور محمود" -نجار- يسعى للاستفادة من خطبة الجمعة بأي شكل، مهما كانت الخطبة رديئة، إلا أنه يبحث دائما عن النور حتى داخل الظلام، فهو يستنكر أن يكون تأخر يوما عن صلاة الجمعة بسبب عدم جدية الخطيب وتناوله لقضايا غير هامة بالنسبة له؛ فيقول: الذي يحضر صلاة الجمعة وغير منتظم في سماع الخطبة فهو من الأساس غير منتظم في الصلاة، وهؤلاء تجدينهم يتعللون بأسباب فارغة لعدم الانتظام في الصلاة، ولكن على كل حال عندما أملُّ من مستوى خطيب ما ألجأ فورا لمسجد آخر يحببني خطيبه في كلام ربنا، وحتى لو كان الخطيب لا يعرف كيف يوعظ الناس فقد أخرج منه بأي منفعة، ولو كانت حديثا أو آية؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "بلغوا عنى ولو آية".
حكايات غريبة
ومن الذي يواظبون على خطبة الجمعة عاطف محمد -محاسب- لكنه يعترف لنا بأنه وإن حضر خطبة الجمعة فإنه لا يستمع إليها؛ فإما أن يشرد بخياله، وإما أن يسبح الله، أو يصلي سنة؛ ليُعرض عن كلام الخطيب مطلقا.
ورد عاطف موقفه لطبيعة الخطباء أنفسهم والموضوعات التي "يحكونها" في خطبة الجمعة التي أشار لبعضها: بغض النظر عن عدم نظافة فرش الجوامع وقذارة دورات المياه فإنني سألقي بالاتهام أولا وأخيرا على خطباء المساجد الذين تسببوا في تسرب الناس من صلاة الجمعة، وسد نفسهم عن العبادة والذكر في اليوم الوحيد الذي جعله الله لاجتماع المسلمين؛ بل وأصبحوا مثار سخرية لنا نحن معشر الرجال في جلساتنا الخاصة.
وأضاف متسائلا -بعيدا عن درجة صحة كلامه أو خطئه-: لماذا يصبح موضوع "الخناقات بين زوجات النبي" موضوعا لخطبة إحدى المساجد؟ فهل في ذلك ما فيه نفع للمسلمين في اجتماعهم بصلاة الجمعة؟ وفى مسجد مصطفى محمود تحدث خطيب ذات مرة عن البرد الذي أصاب عمرو موسى! ناهيك عن المعلومات المغلوطة؛ فحتى الخطب التي ينقلها الراديو والتليفزيون المصري نجدها مطعمة بالنفاق السياسي ومغازلة الحكومة.
ومن اللافت للنظر أن نجد بعض الناس يدركون أهمية خطبة الجمعة، ومع هذا يتأخرون عنها؛ فيذكر لنا محمد رشدي -مدرب لياقة بدنية (كونغوفو)- قائلا: بالرغم من أن صلاة الجمعة هامة جدا والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بها لحل مشاكل المسلمين فإنني قد أتأخر عن الخطبة، وأذهب وقت الصلاة مباشرة أو في منتصف الخطبة؛ فلي تعليق على الخطباء وهو أن بعضهم لا يستخدم الأسلوب الصحيح في الدعوة؛ مثل التحدث بصوت عال جدا وكأنهم في مظاهرة وليست خطبة تدعو الناس بالحسنى كما أمرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، والتحدث بلغة عربية بالغة الصعوبة قد يصعب فهم مفرداتها على رجل الشارع العادي؛ فلما الاستعراض في الخطاب الدعوي، والإطالة في الخطبة إلى ما قبل صلاة العصر بما يقرب من ساعة إلا ربع؟
الثقافة السطحية

ولأحمد بركات –تاجر شاب- وجهة نظر مختلفة في أسلوب الخطباء المنفر للناس إضافة لما قاله محمد؛ فيذكر ل"إسلام أون لاين" قائلا: تخرجت في الأزهر أساسا؛ لذلك لدي بعض الخلفية العلمية التي أتوجه بها للنقد؛ فمعظم خطباء المساجد من وجهة نظري متدنو الثقافة الدينية، وليسوا من خريجي كليات الدعوة الإسلامية، ومعلوماتهم مكررة، وتركز في الغالب على السمعيات (الموضوعات المتعلقة بالجنة والنار)، في حين أن الخطبة من المفروض أن تركز على صلب الدين والفقه وأركان الإسلام الخمس، ثم المعاملات والمواريث؛ لتربط المسلم بالواقع الذي يعيش فيه.
مع إدراك بركات لصلاة الجمعة فإن مسألة حضور الخطبة عنده مرتبطة بظروفه؛ لأنه يدرس بالتعليم المفتوح يوم الجمعة، وتحدث سرقات للأحذية في مسجد الجامعة.
وحين توجهت بالسؤال لبركات: وهل تتغلب على مشكلة الخطيب بالذهاب لمسجد غير مجاور لمنزلك يكون خطيبه أرقى في الأداء؛ فرد قائلا: المفروض أن تكون صلاة الجمعة في المسجد القريب من المنزل؛ فلا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم!! فأقنعني حديثه بشأن الخطباء وإن استوقفتني النقطة الأخيرة التي سألت عنها فيما بعد الدكتور نصر فريد واصل -مفتي الجمهورية الأسبق- فعلق بدوره قائلا: خطبة الجمعة لا يجوز تركها لأي سبب؛ لأنها فرض، ويجوز تغيير الجامع والاستفادة من أي مسجد آخر، ولا يعتبر ذلك شدا للرحال.
رأي المشايخ
وتعميقا لفهم هذا الحديث ومكانة الخطبة من صلاة الجمعة توجهنا بالسؤال للشيخ فرحات السيد المنجي -وكيل أول وزارة سابق بالأزهر الشريف- الذي أوضح أن للجمعة ركنين: الخطبة والصلاة؛ لما للجمعة من أهمية في الإسلام، وأنها تجمع المسلمين أسبوعيا في شكل مؤثر مهيب، وأشار إلى أن الإسلام حث الناس على المسارعة لصلاة الجمعة، وكلما بكر الإنسان كان له ثواب أعظم.
ولم يوافق الشيخ المنجي أولئك الذين يتعللون بأن الخطباء لا يأتون بكلام جديد، ولا يتناولون مشاكل الناس، وكلامهم كله مكرر؛ فهذا ليس سببا لامتناعهم عن الحضور للصلاة؛ فتكون صلاتهم مثل صلاة المنافقين الذين إذا قاموا للصلاة قاموا كسالى.
أما عن كون الخطبة متدنية المستوى فيرى الشيخ المنجي أن هذه ليست مشكلة المأموم ولا ترخص له عدم السماع، ولكنها مشكلة القائمين على الأمر، ولا مانع من الصلاة في مسجد بعيد عن المنزل، يكون خطيبه جيد المستوى؛ فمعنى "لا يشد الرحال إلا لثلاث مساجد" أي أن المسلم لا يعتقد أن صلاته تأخذ أجرا أعلى، في حين صلاته بمسجد غير هذه المساجد الثلاث، وإذا كان الخطيب في المسجد المجاور للبيت لا يهتم بشئون المسلمين المعاصرة فللمسلم الجاد أن يحدث الشيخ فيما بينهم بأن يتناول أمورا أخرى بالذكر، ومن المؤكد أنه سيستجيب وإلا فليوجه شكواه لأولي الأمر، ولكن لا يترك الخطبة بأي حال من الأحوال.
أما مسعود صبري -الباحث الشرعي بكلية دار العلوم- فيرى أن تسرب الناس من صلاة الجمعة مشكلة ذات شقين: شق يعود إلى تكاسل الناس عن الصلاة؛ لأن الإنسان في الصلاة يذهب لأداء فريضة الله سبحانه وتعالى، وهو لن يعدم أن يجد معلومة نافعة له عند أقل الخطباء مستوى؛ فليضع المسلم في ذهنه أنه ذاهب إلى الله في بيته، أو أن يبحث عن مسجد يستريح فيه، والشق الآخر وهم الخطباء، وعليهم أن يكونوا أكثر واقعية، وأن يعيشوا حياة الناس، وأن يكون المنبر أداة إصلاح في المجتمع، لا مجرد كلمات يحفظها من كتاب، أو يسمعها من شريط لأحد المشايخ؛ فيجب أن يراعي الخطباء حال الذين يكلمونهم، وأن يدركوا ظروف حياتهم، حتى تكون الخطبة معبرة بحق عن دينهم وعقيدتهم، وعن مشاكلهم في الحياة بكافة جوانبها، والنصح اللطيف، والحرص على تنمية مستوى الخطيب بإسداء كتاب له، يتحدث عن الخطابة، أو يحوي مجموعة للخطباء المشهورين بحسن الأداء حتى يكون نموذجا يحتذى، أو غير ذلك من الوسائل المعينة؛ فخير من النقد العون لمن كان حريصا على إحياء فريضة الجمعة بصورة مرضية.
وبعد سماع وجهة الناس والدعاة: هل يدرك الخطباء الخطر قبل ألا يجدوا جمهورا للخطبة؟ وهل يبقى الناس هاربين من الخطبة حتى يجدوا ما يعجبهم؟؟ سؤال نوجهه للخطباء والناس.