عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-17-2012, 01:50 PM
 
حالة واحدة لبحار كثيرة///محمود درويش

إلتقينا قبل هذا الوقت في هذا المكان



ورمينا حجرا في الماء،



مرّ السمك الأزرق



عادت موجتان



و تموّجنا .



يدي تحبو على العطر الخريفيّ ،



ستمشين قليلا



و سترمين يدي للسنديان



قلت : لا يشبهك الموج .



و لا عمري ...



تمدّدت على كيس من الغيم



وشقّ السمك الأزرق صدري



و نفاني في جهات الشعر ، و الموت دعاني



لأموت الآن بين الماء و النار



و كانت لا ترني



إن عينيها تنامان تنامان ...



سأرمي عرقي للعشب ،



لن أنسى قميصي في خلاياك ،



و لن أنسى الثواني ،



و سأعطيك انطباعا عاطفيّا ...



لم تقل شيئا



سترمي إلى الأسماك و الأشواك ،



عيناها تنامان تنامان ...



سبقنا حلمنا الآتي ،



سنمشي في اتجاه الرمل صيّادين مقهورين



يا سيّدتي !



هل نستطيع الآن أن نرمي بجسمينا إلى القطّة



يا سيّدتي ! نحن صديقان .



و نام السمك الأزرق في الموج



و أعطينا الأغاني



سرّها ،



فاتّضح الليل ،



أنا شاهدت هذا السر من قبل



و لا أرغب في العودة ،



لا أرغب في العودة ،



لا أطلب من قلبك غير الخفقان .



كيف يبقى الحلم حلما



كيف



يبقى



الحلم



حلما



و قديما ، شرّدتني نظرتان



و التقينا قبل هذا اليوم في هذا المكان
-----------

راقت لي
__________________
"لبّيك إن العمر دربٌ موحشٌ إلا إليك "
يا رب
رد مع اقتباس