.


ولي موعد معك..
في كل الساعات والمواسم..
في كل الأماكن..
لكنك لا تأتي..
فما حيلتي أنا؟
إن كنت لعينيك أجلت تفتح الفلة.. ورائحة القهوة.. وزهر الليمون..
وخبأت برد كانون.. وثرثرة المدفأة.. ورائحة الخبز الطازج..
وجمعت حكايا العصافير.. وحصاد الأغنيات.. ونبوءات الغجر.
وأنت لم تأت..

وما ذنبي أنا؟
إن سفح الياسمين بياضه وهوى خائباً على شرفتي..
وحاصرني الشتاء بغيوم الفقد.. وأفرغ بين يدي هداياه ورحل؟
أدري أن الأشجار ستعري رأسها وتكشف نحورها.. وتفتح صدرها لضرب الرياح..
نواحها يخيفني وأسمعها تردد اسمي.. وتكرر الأسئلة..
ولا أملك ما أتقي به وعيدها..
أو أجيب به سطور المطر الطويلة تلح على زجاج نافذتي..
ولا أملك ما أرد به قلق أمي..
ولا أعرف مكانك لأهرب إلى صدرك مبكى.. وذراعك وسادة.. وقلبك مأوى..
وأنت لا تأتي..

ولي موعد معك..
وتعرف أنني أبداً قيد الانتظار.
كما أعرف تماماً أنك رهن الانشغال..
برسم الشرود..
وأبداً أبداً قيد الرجولة..
وأبقى على أهبة النداء يراودني عليه حلمي..
وأستجير منه بإحصاء ندبات جروحي.
أسلي نفسي في غيابك بتطريز شوقي على قياس مزاجك.
وأرفع طرف حشية الليل خلسة.. وأدس لك الحروف..
وأرسل إليك اسمي..
خريطة بيتي..
غواية عطري..
فاخفض رأسك إلى السماء قليلاً..
وأغمض عينيك.. لتعرف طريقي..
إن أردت أن تأتي.



للكاتبة (باسمة الجزايري)


تنقل لقسم خواطر أعجبتني..


..