عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-05-2007, 11:30 PM
 
رد: رسالة تدمي لها الجبين(والله)

لنا في كل بيت فاطمه ،!!..، أيتها الأنظمه الحاكمه ؟ !! .

حارث العلي


بسم الًله الرحمن الرحيم

الحمد للًه لا شريك له ، أرسل الرسل ، وأنزل الكتب ، ليعبد بما شرع سبحانه ، لا بالآراء ، والبدع ، والأهواء ، وقدر سننا من حاد عنها فقد عرض لها نفسه ، عدلا منه وقسطا ، وما ربك بظلام للعبيد ، وصلى اللًه وسلم على عبده محمد وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان ليوم الدين :

فإن الأمة في زمننا - كما يُعلم - تمر بأحداث سيكون لها - بقدر اللًه وإذنه - ما بعدها ، والعاقل من تدبر وتبصر ، وأعمل فكره فيما يدفع عنه عقاب اللًه ، وسخطه ، فأحدث توبة لباريه تعالى - ومن منا من لم يعصه عز شأنه وعلا جده ونحن عبيده على أرضه .

إلا أنه رغم ما أبتلينا به ، وأبتليت به الأمة بأسرها ، لا زال منا لاه ساه ، عقله استوى ورجله ، بل لقائل : رجله أعلى قدرا من لبه ، فما بعد عن الصواب ، ولا حاد عن مرمى الجواب ، إذ قدمه تتحرك فيما خلقت لأجله ، وعقله أعمله فيما لم يخلق لأجله ، يركض وراء مدورة ، شابها سواد ببياض ، فإينها عقولكم ؟، بل : إينها أفئدتكم ؟، فيرعوي منكم من يرعوي ، عما أنتم فيه وعليه .

ألم يحن وقت الاستفاقة ؟، ما عساكم تنتظرون بعد كل ما جرى لديار الإسلام ؟، ما عساكم تريدون فعله بعد كل ما أحدثتموه ؟، أتحسبون اللًه تعالى غافلا عما يعمل الظالمون ؟، أتظنون أنكم في مأمن من غضب اللًه عز شأنه ؟، أو لعلكم انخدعتم بما زينه لكم شياطين الأنس والجن ؟.

ما هذا انخداع ، بل نحسبه جريا وراء الأماني الخداعات ، واللهث خلف الشعارات الرنانات ، والتسويف والمماطلة ، مع من ؟، أمع عالم الغيب والشهادة ، فاطر السماوات والأرض ، فياله من تسويف ماجن ، ومماطلة ظالم لنفسه ، وأنتم وما ترغبون ، فسنن اللًه تعالى الكونية ، والشرعية لا تتخلف ، ولا تتبدل من أجلكم ، ولا من أجلنا .

لنا في كل بيت فاطمة ..، أفما حانت منكم استفاقة .

نشرتم الربا ، وحاربتم المولى عز شأنه ، وهو سبحانه القائل : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللًه وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من اللًه ورسوله وإن تبتم فلكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون )، 278 و 279 / البقرة ، قال ابن عباس رضي اللًه عنهما : " من كان مُقيما على الربا ، لا ينزع عنه فحق على إمام المسلمين أن يستتيبه ، فإن نزع ، وإلا ضرب عنقه "، ( القرطبي ، 3 / 346 )، وقال : " فأذنوا بحرب ، أي استيقنوا بحرب من اللًه ورسوله ... ، وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ، وابن سيرين - رضي اللًه عنهما - أنهما قالا : واللًه إن هؤلاء الصيارفة لأكلة الربا ، وإنهم قد أذنوا بحرب من اللًه ورسوله ، ولو كان على الناس إمام عادل لاستتابهم ، فإن تابوا ، وإلا وضع فيهم السلاح "، ( ابن كثير ، 1 / 330 ) .

إنّ الإيذان " بالحرب من الًله ورسوله أعم من القتال بالسيف والمدفع ... ، فهذه الحرب معلنة في صورتها الشاملة الداهمة الغامرة ، وهي حرب على الأعصاب والقلوب ، وحرب على البركة والرخاء ، وحرب على السعادة والطمأنينة ، حرب المطاردة والمشاكسة ، حرب الغبن والظلم ، حرب القلق والخوف .. ، وأخيرا حرب السلاح بين الأمم والجيوش والدول ، الحرب الساحقة الماحقة التي تقوم وتنشأ من جراء النظام الربوي المقيت ، فالمرابون أصحاب رؤوس الأموال العالمية ، هم الذين يوقدون هذه الحروب مباشرة ، أو عن طريق غير مباشر ، وهم يلقون شباكهم فتقع فيها الشركات ، والصناعات ثم تقع فيها الشعوب ، والحكومات "، ( الظلال ، 1 / 331 )، ثم وضعتم القوانين ، وشرعتم الأنظمة في حمايتها وإقرارها بيننا ، وجعلتم منها شرعة عامة ، ونظاما شاملا ، وألجئتم معشر الإسلام لها إلجائا ، وكبلتموهم بها تكبيلا ، بعد أن قامت مجتمعاتنا على غير الغاية التي أرادها المولى عز وجل ، وهي : غاية العبودية له سبحانه .

إنّ وضع مجتمعاتنا " اليوم : إسقاط كامل للغاية من الحياة الانسانية، ولمعرفة حقيقة دور اللًه وما يريده على الأرض ، ويُقابل هذا الاسقاط ، تبن كامل للتفصيلات المتعلقة بأحسن أسلوب لمعيشة البشر المادية ، وكيفية بلورة ذلك في التشريعات الأساسية "، ( تأصيل السلطة للكيلاني / 69 )، قال اللًه تعالى : ( فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم )، الآية 39 / النجم ، وليتبصر - كل منا - في المجتمع الذي يعيش في كنفه ، وكيف تتسارع خطى المجتمع نحو تحصيل الكماليات ، والمترفات من الحياة الدنيا ، فأذعتم بيننا حياة الغرب المادية ، ولمن ؟، لزمرة الربا والمراباة ، لعصبة الفسق والمجون ، لمن يتخبطه الشيطان من المسّ .

لقد أضحت مجتمعاتنا - وهي كالسيل - مرهونة لفئة لا تتعدى العشرات ، وإن أردت الزيادة ، فقل : المئات فقط ، وإلا فأنت من المكثرين الخاطئين في الحساب ، تتصرف تلكم الفئة ، وتتحكم في الجموع الغفيرة ، وتستنزف خيراتها لنفسها ، وتجعل دورة المال في يدها ، فهي التي تحركه لا سواها ، إذ الفرد منا " واقع لا محالة .. ، تحت سيطرة الاحتكارات الكبرى ، فالحريات الشخصية متوفرة ، ما دامت لا تصطدم مع حريات أصحاب رؤوس الأموال ، ولا مع النظام المفروض ، وفرص العمل تتواجد ، ما دام استثمار رؤوس الأموال مزدهرا ، والحريات اللصيقة بالشخص نادرا ما تؤثر على سير عملية الاستثمار ..، فلا ضير من ايجاد متنفس للناس لا يشكل خطرا على عملية الاستثمار المنظم لمجهود وأموال الأفراد ، والجماعات .. ، فالعبودية للمال تضيق ، وتتسع قاعدتها من الفرد للجماعة ، تبعا لمستوى الشعب ووعيه "، ( الكيلاني / 40 و 41 ) .

لنا في كل بيت فاطمة ...، أما أزفت التوبة ؟ .

نشرتم الخنا ، فضلا عن السفور ، والأختلاط ، والتبرج ، فلا من مُنكر ، ولا من يقول : اتقوا اللًه - إلا من رحم ربي - ومن أنكر ما ليس مقننا - أي ما لم تنص عليه قوانينهم - فالويل له ثم الويل ، كيف لا ؟، وقد أفتئت على ولي الأمر ، وسعى في أحداث فتنة ، وشرع في الخروج على السلطان ، فوجب عقابه ، وحق ردعه ، وأما الساقطات ممن ينشرن الرذيلة ، والفحش ، لا بل قل : أمراض الإيدز ، والهربز ، وغيرهما من الأوجاع التي لا عهد للأمة بها ، كذا ومن يجلبهم ، ويتاجر بهن جهرة غير خفية ، فحبلهم على غاربهم ، خاصة إن لم يكن من : الموقوذة ، والمتردية ، والنطيحة ، ولتعلمن نبأه بعد حين ، والًله سبحانه القائل : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والأخرة والًله يعلم وأنتم لا تعلمون )، الآية 19 / النور .

لنا في كل بيت فاطمة ...، أما ترجعون لربكم ؟.

جلبتم الخمر ، وصنعتموها في ديار الإسلام ، وتاجرتم فيها بيننا ، فقامت سوق بيضاء ، وأخرى لها سوداء ، وما الفرق بينهما ؟، الفرق : أن الخمور الأولى تباع بترخيص لضمان أن ريعها يدخل في جيوب التجار ممن لديهم الترخيص لبيعها ، والمتاجرة فيها ، والثانية تباع من الفساق خفية إذ لم يحصلوا على ترخيص ، وبسعر أقل ، فلأن فعله يضر بأولئكم أصحاب التراخيص وجب عقابه ، وحُقّ حبسه .

ثم إن بيعها ، وتصنيعها لزعم لا ندري أيضحك عليه ، أو يبكى من أجله ؟، فقد زعموا : ترويجا للسياحة ، وجلبا للأيادي العاملة ، ولكون الديار قد أضحت ملتقى للأمم المختلفة ، والثقافات المتباينة ، ثم نحن في عصر العولمة ، وتقسيم الفقهاء للعالم لدار إسلام ، ودار حرب تقسيم - كما صرح به أحدهم - قد ولى ، وأضحى من الزمن الغابر ، وما علم المسكين أن العلماء - رحمهم اللًه - ليس لهم تقسيم ، ولا تفصيل من عندياتهم - حاشاهم - ولم يُحدثوا في الدين ما ليس فيه ، بل هو استنباط لما ورد في الشرع الحنيف .

لنا في كل بيت فاطمة ...، أما تذكرون نعمة باريكم سبحانه ؟.

أقمتم دور الفحش والمجون ، وزينتم ظاهرها ، حتى والًله حُسبت صرحا تمثيليا شكليا ، وملئتموها بما يغضب الًله ويسخطه ، من آلات زمر وموسيقى ، ومن سقط السوء ، ولقط الشر ، ولم تحصروها في بقعة دون أخرى ، بل غزوتم بها القرى والأرياف ، بعد أن اقتصر أمرها على المدن ، فقربتم الشر ، وأكثرتم منه ، ورغمها تزعمون لأنفسكم لا لنا : أن بغيتكم بناء مجتمع متخلق بأخلاق الإسلام ، هذا أمثلكم طريقة في القول ، ودونه - بل أدنى بمراتب - من يجهر : التربية على عادات ، وتقاليد الآباء والأجداد ، وهل في الشريعة الإسلامية شيء اسمه : عادات ، وتقاليد الآباء ، والأجداد ؟، لن تعدموا من يجد لكم تخريجا فقهيا ، ثم هل من عادات آبائكم ، وأجدادكم الزفن ، والمجون ، والفجور ؟، فبأس الآباء ، والأجداد كانوا لكم إذن ، وبأس سلف لشر خلف .

لنا في كل بيت فاطمة ...، أما تستحون على أرضه تعصونه ؟.

سخرتم ما هيىء الًله لكم من وسائل مادية في نشر الفساد والعهر ، فمن مذياع ، وتلفاز ، وصحف ، تنشر ما لا يرضى المولى عز وجل ، وبلغ الشأن بإعلامكم الساقط أن بث تصويرا - فيلما - يتناول سيرة والدة : عيسى ، مريم - عليهما السلام - ولا يتحرج من بثه بين أظهرنا ، ويشخصها عليها السلام ، وكيف لا تقومون بذالكم ؟، وإعلامكم نفسه استضاف أحد الزنادقة ممن يجهر أنه كان ينكر وجود اللًه تعالى ، وأضحى الحين يقر بوجوده ، ولكنه لا زال على آرائه الحداثية الأخرى ، فوجود اللًه تعالى أضحى محل نقاش في مرآئيتكم ، وهي - مرآئيهم - ذاتها قد استضافت نوال السعداوي التي أخذت تكرر دعاواها ، وطعونها في الإسلام ، وأحكامه ، وتقول بلا مواربة ، وفي قالة صارحة ، وصارخة : ( إنها في صغرها دخلت غرفتها وجلست تكتب رسالة إلى الًله - تعالى الًله عن قولها وعليها ما تستحق منه - لم شرع خفاض المرأة )، فأي إعلام ساقط ؟، وأي مجون ينشر بيننا ؟، وماذا يظن بهكذا إعلام ؟، أيظن به الطهر ، والعفاف ، ومنع تناول سير الأنبياء ، والرسل ، والصالحين ، والصالحات ؟.

لنا في كل بيت فاطمة ...، أفلا تعقلون وتتوبون ؟ .

أما الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، فقد اختزل فيما تضمنته القوانين من الأوامر ، والنواهي ، فالصليبي يرفع صليبه ، ويجهر بلبسه ، والماجن يعانق الماجنه ، والمتخلعة من ملابسها ، والمتخلع ، وأعياد النصارى أمست مناسبه للتهاني ، والتمتع بها كأنها أعياد الإسلام ؟، وبناء الكنائس أضحى سنة حميدة ، وعادة طيبة عندكم ، بل ابتناء معابد بوذا ، كيف لا ؟، وهي دلالة على روح التسامح ، والتحاور مع الأديان الأخرى ، والتعايش وأهلها ، وخصائص جزيرة العرب منسية ، بل قل : - دع يؤمنون بها - هل يعرفونها ؟.

لنا في كل بيت فاطمة ...، أما ترعوون، وعن غيكم تكفون ؟ .

ولأن الفساد يجر الفساد ، والعهر يجلب العهر ، والخبائث تتولد منها الخبائث ، والصغيرة تجر للكبيرة ، جاءت الطامة الصلعاء ، والحاقة الماحقة ، والسيل الذي عم وطم ، فأعددتم القواعد ، وهيئتم الآراضي ، وفتحتم الأجواء للنصارى واليهود ، لينطلقوا منها نحو ( كابل )، وبعد أن قضوا وطرهم من الأفغان ، إذا بهم ييممون ( بغداد ) ومن ذات القواعد ، والآراضي ، ولتحتل ديار الإسلام بعونكم وسواعدكم ، فأي رجال أنتم لأمتكم ؟، وأي قوم تراكم لبني جنسكم ؟، وما تراكم تفعلون : والدين بتلكم الديار يهان ، والمساجد تهدم ، وتردم ، والدماء تفور ، والأعراض تهتك ، وأرحام الطاهرات ضمت نطفا حراما ، والسجون ضجت بالشرفاء ، والبلاد بلاقع ، والأمن فقد ونزع ، ما تراك تفعلين ، وستفعلين أيتها الأنظمة الحاكمة ؟، خبرينا فهو صنيعك أم صمتا كصمت القبور ؟ .

لنا في كل بيت فاطمة ...، اتقوا اللًه في أمة محمد صلى الًله عليه وآله وسلم .

متى تئوبون للًه عز وجل ؟، ومتى تهطل عبراتكم له وتتذكرونه ؟، أتدرون متى ؟، حين يقبض اللًه عز وجل فلان ، أو فلان من رفقائكم في الزعامة والرئاسة ، حينها إذا بالمذياع ، والتلفاز ، والصحف - بله المنابر والمنائر - تنوح وتتوشح باللون الأسود ، وتتحول جميعها بقدرة قادر إلى : إذاعة القرآن الكريم من مكة المكرمة - زادها اللًه كرما وشرفا ، أو : هنا صوت الإسلام ، وإذا بالبرامج تتلوها برامج ، حتى أنك تخال القوم ليس لهم شغل سوى القرآن الكريم ، وترتيله وتدبره ، وما هي إلا أيام معدودات ، إلا وعادت حليمة لشيمتها القديمة ، والعجب أن ترى من ينتسب للعلم والعلماء يجلسون مجالسهم ، ويحضرون محاضرهم ، أفلكم سنة من رسول اللًه صلى الًله عليه وعلى آله وسلم ، وما عساها تكون ؟ .

لنا في كل بيت فاطمة ...، تبصروا من كنتم ؟، ومن أصبحتم ؟ .

لا تظني أيتها الأنظمة : أن الحال سيبقى هو الحال ، وأن المعاص ، والمنكرات الفاشية ، والتي لا توبة لك منها ، لن تؤتي أكلها المر العلقم ، لك ولمجتمعات ؟، فهي أيام ، ولكنها أيام للًُه - عز وجل - ليس لنا ولا لك ، يبتلي اللًه تعالى فيها البر والفاجر ، المسلم والكافر ، يبتلي الأمة فيها ، وسيكون لهذه الأحداث - بإذنه سبحانه - ما بعدها ، فالثقب الأسود يتسع شيئا فشيء ، وما عساه يكون ؟، فتنة أحداث دخول القوات العراقية للكويت ، ففيها شرقت الأمة وغربت ، ولم تصغ لمن نصحها ، وقال :

هي فتنة فاجتنبيها ، بل ركض فيها أقوام ركض النعام ، وإذ بالثقب الأسود يتسع رويدا رويدا ، ودونما شعور منا - إلا من رحم اللًه - وتوسعه تمثل في : الحلقة الواصلة بين تلكم الأحداث ، وبين الغزو الصليبي لأرض الرافدين ، تلكم الحلقة الممثلة في : الحصار الجائر لأكثر من عقد من الزمن الذي أذهب أنفس أكثر من مليون ونصف نسمة ، فبأي ذنب قتلت ؟.

ثم إذا بالحلقة تتسع ، وتشن الحرب ، والأحتلال يضحى حقيقة ، وإذ بنا نسمع ما لم نكن نسمعه ، وإذ بشرور تتطاير ، ورؤوس تظهر من العراق لم يكن لنا بها عهد ، فقد كسر قفل العراق ، وها أنت أيتها الأنظمة لشعورك بالخطر ، ولكونك تدركين أن عدم استقرار العراق يتهدد أمنك ، نراك تسارعين ، وتحثين المطايا ، لمساعدة حكومة العمالة العراقية ، فتساعدينها بالمال ، والعتاد ، والتدريب ، وما وسع جهدك ، وأنت في ذلك لا تحسبين المفاسد المترتبة على استقرار حكومة العمالة - لا أقرها المولى سبحانه - والتي قد تكون أشد من المفاسد التي وقعت ، من قبيل - مثالا ، لا حصرا : التغلغل المجوسي في العراق ، وغزو دمشق ، فالتهديدات لسوريه لا ينفك عنها العلوج ، والشرور تكبر ، ولا زلت أيتها الأنظمة على ما أنت عليه .

لنا في كل بيت فاطمة ..، فأينك أيتها الأنظمة عن سنن اللًه عز وجل ؟ .

يقول الإمام ابن القيم - رحمه اللًه تعالى : ( وعقوبات الذنوب نوعان : شرعية وقدرية ، فإذا أقيمت الشرعية رفعت العقوبات القدرية أو خففتها ، ولا يكاد الرب تعالى يجمع بين العقوبتين إلا إذا لم يف أحدهما برفع موجب الذنب ، ولم يكف في زوال دائه ، وإذا عطلت العقوبات الشرعية استحالت قدرية ، وربما كانت أشد من الشرعية ، وربما دونها ، ولكنها تعم ، والشرعية تخص ، فإن الرب تبارك وتعالى لا يعاقب شرعا إلا من باشر الجناية أو تسبب إليها .

وأما العقوبات القدرية فإنها تقع عامة وخاصة ، فإن المعصية إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها ، وإذا أعلنت ضرت الخاصة والعامة ، وإذا رأى الناس المنكر فاشتركوا في ترك إنكاره ، أوشك أن يعمهم اللًه بعقابه "، ( الجواب الكافي / 173 )، وماذا بعد موالاة الكفار ، ونصرتهم ، وتمكينهم من ديار الإسلام وأهله ، وتسليطهم على دينهم ونفوسهم ، وأعراضهم وذراريهم وأموالهم ؟، وليت أن الحال تغير وتبدل ، بل المعونة ما زالت ، والمساعدة على قدم وساق ، وهاك أيتها الأنظمه بعضا من سنن اللًه عز وجل لعلك تحدثين توبة للباري عز وجل ، ففواطم الأمة كُثر ، وفي كل بيت لنا فاطمة .

يقول اللًه تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )، الآية 41 / الروم ، " فمن أيقظته المصائب ، وردته إلى اللًه عز وجل ، وحاسب نفسه على تقصيرها ، وتاب إلى اللًه وأناب ، فإن المصيبة في حق هذا خير له ونعمة ورحمة ، وأما من زادته طغيانا ، وإمعانا في الذنوب ، والمعاصي ، فإنها في حقه فتنة ونقمة ، ولكنها رحمة ، ونعمة لمن اتعظ بحاله من غيره "، ( وقفات تربوية للجليل ، 2 / 89 ).

ويقول المولى جل شأنه : ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين )، الآية 178 / آل عمران ، إن " إغداق النعم على العبد ليس علامة على كرامة اللًه له ومحبته ، ولا يدل على أنه في خير وسعادة ، بل الغالب أن وراء الإملاء والنعم شرا وعذابا ، وفي هذا الميزان توجيه للناس إلى حقيقة الابتلاء بالخير ، والشر ، وألا تكون موازينهم في السعادة ، والتعاسة هي النظر إلى كثرة النعم ، أو قلتها ، فكم كان الرخاء سببا للعذاب ، دنيا وأخرى ؟، وكم من أناس صالحين في هذه الدنيا حرموا من نعمة المال ، والأولاد ، ولكنهم في خير وسعادة ، دنيا وأخرى "، ( وقفات 2 / 94 ).


ختاما ونأسف للإطالة : ففي كل بيت لنا فاطمة .

إيها العرب - وأول الناس هلاكا العرب - أيتها الأنظمة : لا يغرنك باللًه تعالى الغرور ، ولا تفرحي بما أوتيت من نعم ومتاع دنيوي ، وأنت على ما أنت عليه من معصية اللًه عز وجل والمجاهرة بذلك ، ولا يهولنك تأويل من يتأول لك ، ويصحح ما أنت عليه ، " فأصل خراب الدين والدنيا إنما هو التأويل الذي لم يرده اللًه ورسوله بكلامه ، ولا دل عليه أنه مراده ، وهل اختلفت الأمم على أنبيائهم إلا بالتأويل ؟، وهل وقعت في الأمة فتنة كبيرة أو صغيرة إلا بالتأويل ؟، فمن بابه دخل إليها ، وهل أريقت دماء المسلمين في الفتن إلا بالتأويل ؟ "، ( إعلام الموقعين 1 / .. ) .

اتقوا اللًه تعالى في ذات اللًه عز وجل ، اتقوا اللًه تعالى في أمة محمد صلى اللًه عليه وعلى آله وسلم ، اتقوا اللًه تعالى في فاطمة ، ففواطم الأمة كثر ، وفي كل بيت لنا فاطمة ، فاللهم ادرء الفتن عن ديارنا ، ما ظهر منها ، وما بطن ، وفك أسرى الإسلام في مشارق الأرض ، ومغاربها ، واحفظ الضعفة من معشر الإسلام ، وعوضهم خيرا مما فقدوه ، وهون عليهم مصابهم ، وما ابتليتهم به ، فمن ذنوبنا أوتينا .
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!