عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-23-2012, 04:40 PM
 
حكاية من عالم الحنايا

يقال أن الأحساس ذات يوم جلس على أرصفة الفؤاد وقد ألتفت حوله المشاعر متلهفة عطشى لسماع حكاياته الغراميه التي يحكيها لهم كلما سنحت له الفرص وسمحت له المقادير بالأختلاء بهم ليأخذهم على بساط التفكير الي دنيا الأمس يقلب لهم صفحات الوجدان ويفتش لهم طيات الحنايا .
التفوا حوله وأرخوا أسماعهم لما يقول وبصوته الحزين أبتداء كلامه عن قصة الحب المقتول قائلا : هنا يا أحبائي وفي هذا الجسد الملئ بالجراح المثقل بالهموم ولد أشرف المشاعر نسبا وأصدقهم أحساسا ولد حبا عفيفا بعد أن جمعت المقادير والديه على شواطي النظرات الحالمة و سواحل الغرض الشريف والعلاقة الطاهرة تحت ظلال الشريعة الأسلامية فأمتزجت رغم أفتراق المكان خلجاتهما وأتحدت رغم أفتراق الأجساد مشاعرهما حتى صار نبضهما حروفا تقراءها العيون على صفحات الماء وسطور الأثر المنقوش على خد الطريق وصارت أحاسيسهما كلمات يتردد صداها في أرجاء الوجود . ونتيجة لذلك الأءتلاف جاء ذلك الحب الي الوجود صادقا كمصداقية الشعور الساكن في حنايا القلوب الطاهرة .... رقيقا كرقة النسيم المنبعث في الصباح الباكر من قلب الحقول ....مرحا كالفراشات اللاهيه على خد الورود .... قديسا كقداسة النور في حدقات العيون ...طاهرا كطهارة المياة النابعة من كبد الصخور حيث كان والديه يجلسان رغم أختلاف المجلس لترتوي العيون من نظرات الود الخاطفه وترتشف الحنايا عبير الأخلاص من زهور الشجر الثابته في سفوح الجبال وتستمد الحدقات النور من أشعة الشمس المشرقة من أقصى الأفق ..... .
أخذ ذلك الحب الطاهر يكبر مع مرور الأيام ومعه تكبر آمال القلوب بالوصال في نهاية الدرب المرسوم الي عالم السعادة ودنيا السرور . كبر ذلك الحب سريعا رغم بساطة غذائه المتمثل في فتات الكلمات الغزليه المخطوطة على جدران الأماكن البعيدة عن عيون الرقباء وبقايا الصوت الهامس في أذان الأطفال الغير مدركين لمعاني الكلمات المخزونة في عقولهم وخلاصة البوح المعتوق تخلطه الأنامل المرتعشه مع زخات الماء النابع من أعالي الجبال ونبيذ الحب المخفف بحبات الودق النازل من الركام المزجي في كبد السماء تقدمه القلب في لحظات اللعب وقت زخات المطر . كبر ذلك الحب سريعا وبداءت ملامح البلوغ تظهر على تقاسيم الوجوه ونبرات الصوت المرتعد كلما نطقت الشفاة بالأسماء و بداء ستار السرية بالأنقشاع وتبدد بالعلامات سحاب الغموض فادرك الوجود حقيقة الحب المولود في أحشاء القلوب فتكالبت الذئاب البشرية اللائمة من كل صوب تحوم حوله وتروم نهش جسده وهي تعوي باصوات الجريمة وصرخات الذنب مبرزة مخالب العقاب للخارجين عن عادات مجتمع الغاب البشري وأنياب التأنيب اللامشروع لمن سلك درب الحب وأنتهج طريق المشاعر المتبادله زمجرت الوحوش وهاجت النفوس الغاضبه وأعلنت لمن حولها أن لابد للأمر أن ينطوي وللقصة أن تنتهي وعلى القلوب العاشقة ان تتوب عن عشقها العذري وحبها الشريف ولابد لذلك المولود في أحشائها أن يموت ممزقا بخنجر التفريق الأبدي وسكاكين الأبعاد السرمدي ......
هكذا وبلا رحمة للقلوب الواجفه في الصدور والدموع المنحدرة من بين الأهداب أقام المجتمع محكمة اللأمشاعر وأصدر حكمه بأعدام الأحاسيس وتمزيق جسد الحب الطاهر ...... وتم التنفيذ . و هكذا ولد ذلك الحب طاهرا وعاش طاهرا وقتل طاهرا_........