غلطة
فراس شاب جميل, جذاب, هادئ, طيب في السابق كان يحب فتاة جميلة إلا أنها هجرته فسقم بالقلب وهدى فتاة في ريعانها آخر العنقود بين أسرتها مرحة وحنونة ورقيقة ومرهفة المشاعر تقربت من فراس حينما هجرته حبيبته وباحت له بحبها وإعجابها به ساعدته ووقفت بجانبه وروعت عنه من معاناة مرضه فخطبها كانت تركض معه بين الحقول والبحار وتهدي له الهدايا وبالأحرى الشموع الحمراء ذات الشذى الزكي لم يبادلها فراس الحب فقط استلطفها ويوما جلسا على مقعد خشبي وقال لها: هدى لا أريد أن أظلمك معي أنا لا أليق بك.
_ لكن أنت شاب جميل وجذاب وطيب وكل فتاة تتمناك.
_ أنا سقيم بمرض القلب ومتيم بحب فتاة غيرك تخيلي إن تزوجتك وتوفيت بعد سنة أو شهور أو في يوم الزفاف.
_ أعيش يوما واحدا معك وأنا متزوجة منك كأني عشت عدة أعوام معك.
_ لكن يا هدى أنا أعشق فتاة غيرك ماذا سيكون شعورك إن ناديتك باسم حبيبتي السابقة وإن كتبت اسمها في كل مكان وإن سرحت وأنا معك أفكر بها؟!
نظرت إلى الأسفل ببهت ثم قالت : سأشعر مثلما أنا الآن أشعر وأنت تلقي علي هذه الكلمات كالأسهم ستقول الآن من الأفضل أن نقف هنا وننهي مشوارنا معا صحيح؟
صمت فراس وأخفض رأسه وقفت هدى وسارت بهدوء يشوبها حزنا غامضا وقف فراس وناداها نظرت إليه نظرة خاوية وقالت بلا تعبير : لن أكون أنانية معك وأجبرك على الزواج بي. ومضت في مشيها ظل يهتف بها وهي لا تجيبه ثم آلمه قلبه وسقط مغشيا عليه نظرت إلى الخلف ورأته ساقطا مغشيا عليه قالت بابتسامة باهتة خاوية : مات فراس ومات حبه معه. وبغتة راحت تقول بصوت عال : مات فراس! وتردد : مات فراس! وتذهب إلى الناس وتقول لهم بهيجان وضحك دون وعي : مات فراس! من البائع إلى الطفل الصغير وإلى جميع المارة. ومات فراس وفقدت هدى عقلها.
للكاتبة: ابتسام ناصر بن عتش. 2011
لا أحلل النقل إلا بذكر اسم مؤلفة القصة 