عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 04-26-2007, 07:17 PM
 
رد: شهداء الله في ارضه ماذا تعرف عنهم

ذكر من اعتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

مرض أبي بكر وعامر وبلال وحديث عائشة عنهم

قال ابن إسحاق : وحدثني هشام بن عروة ، وعمر بن عبد الله بن عروة عن عروة بن الزبير ، عن عائشة رضي الله عنها ، قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى ، فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم فصرف الله تعالى ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم قالت فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة ، وبلال موليا أبي بكر مع أبي بكر في بيت واحد فأصابتهم الحمى ، فدخلت عليهم أعودهم وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب وبهم ما لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك فدنوت من أبي بكر فقلت له كيف تجدك يا أبت ؟ فقال
كل امرئ مصبح في أهله

والموت أدنى من شراك نعليه
قالت فقلت : والله ما يدري أبي ما يقول . قالت ثم دنوت إلى عامر بن فهيرة فقلت له كيف تجدك يا عامر ؟ فقال
لقد وجدت الموت قبل ذوقه

إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مجاهد بطوقه

كالثور يحمي جلده بروقه
يريد بطاقته فيما قال ابن هشام : قالت فقلت : والله ما يدري عامر ما يقول قالت وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت . ثم رفع عقيرته فقال
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بفج وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة

وهل يبدون لي شامة وطفيل
قال ابن هشام : شامة وطفيل جبلان بمكة .
وعك أبي بكر وبلال وعامر
فصل وذكر حديث عائشة حين وعك أبو بكر وبلال وعامر بن فهير وما أجابوها به من الرجز فيذكر أن قول عامر
لقد وجدت الموت قبل ذوقه
إنه لعمرو بن مامة وفي هذا الخبر وما ذكر فيه من حنينهم إلى مكة ما جبلت عليه النفوس من حب الوطن والحنين إليه وقد جاء في حديث أصيل الغفاري ويقال فيه الهدلي أنه قدم من مكة ، فسألته عائشة كيف تركت مكة يا أصيل ؟ فقال تركتها حين ابيضت أباطحها ، وأحجن ثمامها ، وأغدق إذخرها ، وأمشر سلمها ، فاغرورقت عينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال " لا تشوفنا يا أصيل " ، ويروى أنه قال له " دع القلوب تقر " ، وقد قال الأول
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة

بوادي الخزامى حيث ربتني أهلي
بلاد بها نيطت علي تمائمي

وقطعن عني حين أدركني عقلي
وأما قول بلال
بفج وحولي إذخر وجليل
ففج موضع خارج مكة به مويه يقول فيه الشاعر
ماذا بفج من الإشراق والطيب

ومن جوار نقيات رعابيب
وبفج اغتسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو محرم والإذخر من نبات مكة . قال أحمد بن داود وهو أبو حنيفة الدينوري صاحب كتاب النبات الإذخر فيما حكي عن الأعراب الأول له أصل مندفق وقضبان دقاق وهو ذفر الريح وهو مثل الأصل أصل الكولان إلا أنه أعرض كعوبا ، وله ثمرة كأنها مكاسح القصب إلا أنها أرق وأصغر . قال أبو زياد الإذخر يشبه في نباته بنبات الأسل الذي تعمل منه الحصر ، ويشبه نباته الغرز والغرز ضرب من الثمام واحدته غرزة ويتخذ من الغرز الغرابيل والإذخر أرق منه والإذخر يطحن فيدخل في الطيب وقال أبو عمرو : وهو من الجنبة وقلما تنبت الإذخرة متفردة وقال في الجليل عن أبي نصر إن أهل الحجاز يسمون الثمام الجليل ، ومعنى الجنبة التي ذكر أبو عمرو : وهو كل نبات له أصول ثابتة لا تذهب بذهاب فزعه في الغيط وتلقح في الخريف وليست كالشجر الذي يبقى أصله وفرعه في الغيط ولا كالنجم الذي يذهب فرعه وأصله فلا يعود إلا زريعته جانب النجم والشجر فسمي جنبة ويقال للجنبة أيضا : الطريفة قاله أبو حنيفة . ومجنة سوق من أسواق العرب بين عكاظ وفي المجاز وكلها ، أسواق قد تقدم ذكرها . ومجنة يجوز أن تكون مفعلة وفعلة فقد قال سيبويه : في المجن إن ميمه أصلية وأنه فعل وخالفه في ذلك العباس وجعلوه مفعلا ، من جن إذا ستر ومن أسواقهم أيضا حباشة وهي أبعد من هذه وأما شامة وطفيل فقال الخطابي في كتاب الأعلام في شرح البخاري : كنت أحسبهما جبلين حتى مررت بهما ، ووقفت عليهما فإذا هما عينان من ماء ويقوي قول الخطابي إنهما عينان قول كثير
وما أنس م الأشياء لا أنس موقفا

لنا ، ولها بالخبت خبت طفيل
والخبت منخفض الأرض .