عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 11-18-2011, 08:48 AM
 



[[ الجزء الخامس ]]
(( كريــس ))

في صباح اليوم بدأت بتجهيز ملابسي و أغراضي متعجلة جدا أود الذهاب لوالدي في لندن ^^
فكرت , ربما سأذهب من هناك الى فرنسا لزيارة أمي أيضا ..
الساعة العاشرة و أنا أنهيت ترتيب أدواتي , ثم اتجهت للمطبخ لأتناول شيئا ما..
بعدها بدأت بترتيب شقتي الصغيرة , و تلقيت رسالة بريد ألكتروني من الجامعة يذكرونني بضرورة أعادة
التسجيل في دورات اللغة الفرنسية , لا يهم تماما لأنني أجيد هذه اللغة منذ صغري..
كنا نعيش بفرنسا مع والدي لسنوات طفولتي كلها , ثم انتقلنا هنا بأمريكا !
كلما أفكر بما حدث و آرثر أشعر بالغرابة , كل شيء يبدو كحلم , و اعترف بأنني كدت أنكر الواقع..
لكن بفضل القلادة التي كلما أرى الموت أتذكرها تعرفت اليه ‘‘آرثــر‘‘..
نعم أنني ممتنة لهذا , لأنه أبعد عني وحدتي الشديدة التي مررت بها هذه الفترة..!
خرجت قاصدة المكتبة العامة لشراء كتاب موسيقي و أنا أفكر بأمي , هي تعشق الموسيقى الهادئة..
وهي تعمل حاليا مدرسة للموسيقى في أكاديمية خاصة..!!
خرجت بعد فترة الظهيرة منها لقد راقت لي بعض الكتب و قرأتها.. كم يشعرني هذا بالسعادة..
وفكرت بأن أنصح أي أحد يشعر بالوحدة عليه بقرآءة الكتب..
مررت من عند الحديقة و فكرت بأن أتمشى بها قليلا.. و أراقب الأطفال الذين يلعبون..
بعدها لا أعلم كيف قادتني قدماي , لأقف أمام المنزل الكبير..
شعرت بانقباض غريب بقلبي.. , هذا المنزل الذي تحيطه الأشجار المنسقة..
و أحواض الزهور الثمينة..!

فتحت البوابة و دلفت داخله بسرعة و بدون تفكير..
دخلت الى داخل المنزل و صعدت السلم الذهبي الكبير , ثم اتجهت الى غرفة قد عرفتها من قبل..
شيء غريب يبدو المكان خاليا لكن..
لكن هذه الغرفة فتحتها تلقائيا , رأيته بها..
قلت بصراخ عالي : كريـــس !!
حدق بي بعينيه الحمراوين المنتفختين و وجهه الشاحب.. وهو شبه جالس على الأرض
ممسكا بحقنة بيديه المرتجفتين..

قال بتعب : فـ...ـلور.. ؟!.

ركضت نحوه و أنا أجلس بجانبه , لقد تسبب بوقف قلبي.. أمسكت يديه و أنا أصرخ به و دموعي تنهمر
_: توقف هل جننت ؟! , أنت لم تتركه هذا.. أتريد قتل نفسك..؟!
دفعني بعيدا وهو يقول بغضب : دعيني و شأني.. ألم أقل لا أريد رؤيتك مجددا..؟!
رجعت مجددا و أمسكته , و أنا أبكي : لا تفعل هذا ؟! توقف.. سوف تموت..!
لكن ضرب فخذه بالحقنة و هو يتنهد بارتياح و أنا أبكي بضيق..
هززته بقوة و صرخت : أحمق.. أحمق.. سوف تموت..! أقلع عن هذا..
بشكل غريب و بقوة لم أعرف كيف أتته , طرحني أرضا و هو فوقي..
قال بغضب : أنتِ الحمقاء هنا فلور.. لم أتيت إلي مجددا..؟!
ثم حاول ينتزع الجاكت الذي ارتديه , صرخت به : توقف.. و أنا أمسك بذراعيه..
لكن .. فتح الباب فجأة و سمعت صوت خطوات سريعة نحونا..

صدمت و أنا أرى صديقتي القديمة "كيت" و هي تركض لتحتضن كريس و تقبله..
جلس كريس وهو شبه نائم على السرير .. لم يكن بوعيه أبداً..
أخذت أشهق و أنا اتنفس بصعوبة ..
التقت عيناي بعينا كيت الزرقاوين , فظهر حقد شديد .. لم أره من قبل أبدا !
تقدمت نحوي و أنا نهضت بسرعة لأتراجع..
صرخت بوجهي : لم لا تخرجين من حياااتناا..؟!
كان صوتها عاليا جدا و هي منفعلة للغاية.. ارتجفت و أنا أحاول تهدأتها بلا أمل حقيقي
_ كيت , أهدئي .. هذا خطأ ..أعني أنا ..كنت.. أحاول المساعدة...
لم انتبه إلى أنها كانت تمسك بـ عصا المدفأة !! إلا عندما حاولت ضربي به قرب الشرفة..
تراجعت بسرعة و أنا أصرخ و دموعي ملئت وجهي
_ كيت , أتريدين قتلي ؟! , أنني صديقتك.. أنا فلـ....
صرخت بي و دموعها تسيل هي الآخرى : كلا.. أنت خائنة ..تحاولين سرقة حبي الوحيد.. يالك من وضيعه.. سأقتلك..!
اتسعت عيناي و أنا اصطدم بالسور من خلفي..
ضربتني بقوة مع رأسي عندما نظرت خلفي, رأيت النجوم تتراقص و ظننت بأنني سأموت ..
لكن لم أعي بأنني أهوي على رأسي من الطابق الثاني لهذا القصر !!
لقد نجوت من الموت لسقوطي بأحواض الزهور , بالرغم من أنني شعرت بتحطم عظام ظهري !
نهضت بتعب شديد و ألم و أنا أحضن رأسي بين يدي ركضت الى بوابة الخروج..
لكن كان الظلام قد حل , ركضت هكذا بالشارع شعرت أنني بوسط فلم رعب !!
و أنا الضحية , لا يبدو بأن النهاية ستكون سعيدة..~
أتت سيارة مسرعة و أضواءها أعمت عيناي كادت تصطدم بي.. لكنها انحرفت بشكل غريب
و اصطدمت بالجدار ليتصاعد منها دخان !!
حدقت و أنا أشعر بصداع فضيع , فرأيت القطة البيضاء تخرج من خلف الأشجار وهي
تمشي ببطء نحوي..

تعجبت بشدة ( هل القط هو من أنقذ حياتي ؟! )
سقطت على الرصيف و أنا أتنفس بصعوبة و تعب شديد...
شعرت بحرقة بركبتي التي جرحت بشدة و ألم فضيع بظهري ,و ألم أكبر برأسي..
قبل أن أغمض عيني رأيت قدميه يقفان أمام وجهي الملاصق للاسفلت.. !
أمسكني من ذراعي و ساعدني على الوقوف أغمضت عيني لشعوري بالدوار..
سمعت يقول بضجر : ماذا لو تأخرت بإرسال نايت ثانية واحدة.. ستضيع القلادة.. أُفٍ منك..
كم كان صوته مزعجا لي .. آرثـر أنت سيء قاس القلب.. !
أنه لا يعرف حتما مالذي حدث لي.. و لا يقدره , تبا للصبية لا يفهمون !
كنت أفكر بغضب شديد في كل شيء حولي , و لم أنطق..
غبت عن الوعي أو نمت , لا أذكر..
لكنني استيقظت قبيل الفجر و أنا أصرخ بفزع بسبب كابوس مريع عن كيت صديقتي !!
فزعت و أنا أحدق بسقف الغرفة المظلم.. وضعت يدي على قلبي برعب ..
لقد رأيت صديقتي , و قد ماتت بحادث.. !! في هذا الكابوس..
نهضت بسرعة و خرجت من الشقة و أنا أشعر ببرودة غريبة ربما لأنني تعرقت و أنا نائمة بسبب الحلم..!
قادتني قدماي الى منزل "كريس" الكبير..
التصقت بشجرة الحديقة أمام منزله و رأيت "كيت" للتو تخرج ..
تبعتها بعيناي , شعرت بضربات قلبي تزداد و هاجمني صداع مؤلم..
مشيت خلفها , و أنا خائفة و الجو مظلم بشدة . ثم رأيتها تقف بجانب
عمود الأشارة وحدها , و تخرج هاتفها لتكلم به.. اتسعت عيناي و أنا أرى رجلا مريبا يقترب منها
وهو يخرج من جيبه شيئا ما يلمع .. فزعت و صرخت : كيييت !!!
التفتت نحوي متعجبة , ألا بالرجل يهاجمها من الخلف.. ركضت نحوها بسرعة و بشجاعة لا أعرف من أين أتت
و ركلت الرجل , صرخت كيت رعبا و جرت بعيدا , و أخذت أجري أنا أيضا..
لاحظت برعب أن الرجل أخذ يركض خلفي و قد ترك "كيت" و شأنها !!
تذكرت ما قاله آرثـر عن جذبي للمصائب أو الموت بالأحرى !
دخلت الى زقاق مسدود و أنا أقفز على الجدار أحاول التسلق قبل أن يصل المتوحش..
لكنه أتى من شدة فزعي قفزت بقوة و تمسكت بالحافة..
حاولت رفع جسدي لكن بلا فائدة.. صرخت بقوة عندما شعرت به يمسك قدمي..
وكدت أفلت و أسقط لولا أن ذلك المتأخر أتى و أمسك بي من الأعلى ثم رفعني
لنقفز معا الى الجانب الآخر من الجدار .. ثم سحبني الى ركن مظلم بارد .
بعدها بثانية.. ظهرتُ بركن مظلم لكن دافئ..
أردت السير بتعب الى سريري لكن آرثر ظل ممسكا بي..!!


نظرت نحوه و كان وجهه مختفيا بالظلام و قلت ببرود أخفي غضبي
_ ماذا تريد..؟!
همس ببرود : حدثيني عن نفسك , من هو كريس ؟! و تلك الفتاة التي أنقذتِها ؟!
رددت بعصبيه و أنا أفلت يدي : لا شأن لك.. دعني سأنام , و أنت أخرج..
تركني و قال ببرود : أيا كان ..اعتدت على عجرفتك و غباءك حتى بعد ثوان من أنقاذ حياتك..!
قلت له بغيض و أنا أعدل وضع سريري : و أنت هو الملاك الطيب بالطبع..
ثم لفتت نفسي بالغطاء عل شكل حلزوني و حاولت النوم ,
مرت ساعة و لم أقدر.. لذا نهضت بصعوبة بسبب فراشي !!
حدقت بالركن المظلم و رأيت عينا آرثر الرماديتان تنظران نحوي بهدوء.. !!
لم استطيع رؤيته هو , بل فقط عيناه..
همست ببرود و أنا أحدق به : ألم تذهب ؟!
_ هل ترينني ؟! ,,, سأل بصوت خفيض
قلت و أنا أٌقف : أجل , أعني .. ثم فتحت باب خزانة الملابس و أكملت _ عيناك فقط...!
_ هممم ... _ همهم آرثر مفكراً..
قلت بعنف و أنا أخرج منشفتي : ألم أقل لك غادر..؟!
خرج آرثر من بطن الظلام بشكل ساحر جميل , كان وجهه يشع بياضا
قال ببرود : لماذا ؟! مراقبتك و أنت نائمة أمر ممتع !.
رفعت أحد حاجبي متعجبة , شعرت بضربات قلبي تزداد بشكل غريب
قلت له بخجل : كلا.. أن لم تلاحظ أنا فتاة ! وحيدة هنا, لذا يجب بعض الخصوصية..!
رفع أحد حاجبيه و همس ببرود : مم .. أنت مثيرة للتفكير فقط , غباءك و تصرفاتك لا يُتنباء بها هه.. !
اتسعت عيناي و ضربت صدره بقبضتي قلت بغضب :
_ أنت الغبي هنا, حتى درجة غباءك تصل الى حد لا تفهم به كيف... كيف...
عجزت عن نطق أي كلمة آخرى أمام عينيه اللتان ترنوان نحوي بهدوء و فضول غريب..
أطلق تنهيدة لطيفة بين شفيته و التفت برأسه بعيدا وهو يهمس
_ حتى أنك لا تعرفين كيف تتحدثين , مضحكة..!!

فكرت بتعب أنني أود أن أكون وحدي بهذه اللحظات , لكن هذا الأحمق لا يفهم و لن يغادر هكذا ,
يحب اغاظتي و أنا أريد أن استحم ..كيف يمكن قول هذا لشاب ؟!!
أعطيته ظهري و خرجت من الغرفة , ثم جلست على الأريكة..

ضممت المنشفة و استلقيت ببطء , قلت بنفسي ( سأتظاهر بالنوم , حتى يغادر هذا الـ آرثر..! )

فجأة شعرت به يلمسني بأصبعه و هو يقول
_ هيه , هيه فلور , لقد ظهرت الشمس ,كيف يمكنك العودة للنوم ؟!.
صرخت به و أنا التفت الى الجهة الأخرى : أذهب من هنااا ...!!
قال ببرود : موعد تذكرتك الساعة التاسعة صباحا أيتها الناعسة !
نهضت مذعورة و قلت : يا ألهي صحيح..
ركضت نحو الحمام بسرعة , ليس لدي وقت لأضيعه ..
كنت أفكر بشراء شيء ما لوالدي.. لكن هل استطيع..؟!
لكن لحظة دخولي , زلت قدمي و سقطت على رأسي على الأرض الرخامية..
شعرت بلآلم مضاعف ~~".. و بكيت من شدة ما حصل لي.. لم استطع كتمان دموعي..!!

أتى آرثر بسرعة ليساعدني و هو يمسك بي بين ذراعيه قال بقلق
_ هل أنتِ بخير ؟! كيف سقطت ..! ألم تري الأرض مبللة ؟!
قلت بألم و أنا أبكي: دعني و شأني..
شعرت بأن دموعي آرادت الانهمار منذ زمن.. و هاقد سنحت لها الفرصة..
أقفلت الحمام و بقيت أبكي لوحدي به.. لمدة طويلة لم أعرف تماما طولها..
ثم أخذت ألعب بفقاعاتي كي أزيل الحزن قليلا و ما حدث لي عند كريس
.. مسحت شعري . و شعرت بحرقة في عيني جعلتني أصرخ بألم : آآآه مؤلـــم..!!
لقد دخل الصابون في عيني !!
فجأة طرق آرثر الباب و هو يقول : فلور,, فلور هل أنتِ بخير ؟! إذا لم تردي خلال ثوان سأدخل.. ردي هل هناك من يحاول قتلك..!
صرخت بسرعة فزعة : لا لا لااا .. أيها الأحمق.. لقد دخل صابون في عيني.. !!
فكرت برعب ( فيما يفكر هذا المعتوة الأبلة الغبي الأخرق..!! من يمكن أن يهاجمني في الحمام..! )
لكن..
شيء غريب و مفاجئ سحبني الى قاع الحوض , الى داخل المياة..
كأنها يدين لوحش ما.. تحاول إغراقي..!! اختنقت و أنا أحرك يدي و ساقي باستماتة ومقاومة عنيفة..
حاولت الصراخ لكن المياة دخلت في جوفي.. فضربت بيدي الشيء الذي يمسكني بعنف..
لكنني ضربت الحوض..! و ساقي ارتطمت بشي ما و سقط على الأرض محدثا ضجيجا..!!
بعد مدة من الصراع لا أدري هل هي ثوان أم دقائق..!!
رأيت يدان بيضاوان تمتدان داخل المياه و ترفعانني عاليا ..
شهقت و أنا أتنفس الهواء بعد هذه المعركة الكتومة..!!
ثم أدركت الوضع الذي أنا به , آرثر معي في الحمام..!!!
كدت أريد الصراخ لكنني لم أقدر بسبب ألم حارق في حلقي..
قال آرثر بسرعة وهو يلتفت بعيد : لقد كان المكان ملئي بالفقاعات لا تصرخي.. لم أرى شيئا..
ترقرقت الدموع في عيني , فبكيت بصوت مكتوم ومع خروجه ذلك الأبله !
نهضت و لففت نفسي و خرجت و أنا بحال يرثى لها.. الى أن أعود لطبيعتي يجب أن يفسر لي ما حدث !!
لم أره لحسن حظه كنت أنوي ضربه بشدة إلى أن يصرخ !
, فبدلت ملابسي بسرعة خارجة و جهزت حقائبي..
الساعة الآن السابعة صباحا , فكرت و أنا اسرح شعري..
سوف يمكنني شراء شيء ما لوالدي..!
أحمر وجهي بشدة و أنا أتذكر آرثر , على الأقل قدر ما حدث و اختفى عن وجهي و ألا سوف أضربه الى أن تدمي يداي أيضا..!!
لمَ تحدث لي معه دائما مواقف في غاية الأحراج ~~"..

خرجت الى التسوق .. محل كبير و خالي تقريبا لأن الوقت باكراً..
وجدت ساعة جميلة جدا أعجبتني من الجلد الأسود.. ثمنها باهظ قليلا , لكن والدي غالي أكثر..
رأيت شابين يدخلان ما أن وقع بصري عليهما , حتى تبسم لي أحدهم..
فكشرت بوجهه , أتاني شعور سيء نحو الرجال..!!
نظراتهما ضايقتني بشدة إلا أن سمعت صوتا بجانبي يقول ببرود و وضوح
_ إلا ما تنظران أيها الوضيعان ؟!.
اتسعت عيناي فلتفت لأرى آرثر طبعا يقف خلفي تماما.. و كان يرتدي الأسود لكن قميصه بلا أكمام
و ظهرت عضلاته الضخمة و بشرته الشديدة البياض و كيف انسدل شعره الأسود حول عنقه بنعومة ~
اتسعت عيناي تعجبا أكثر عندما رأيت ذلك الوشم الأسود المخيف لجماجم و عظام تمتد من كتفه الى مرفق ذراعه الأيمن..!
نظر نحو وهمس ببرود : و أنتِ ألا ما تحدقين ؟! .
أشحت بوجهي عنه و لم أرد , سرت خارجة من السوق و قد أصبح الساعة الثامنة تماما .
فكرت بقلق كيف يمكنني ضربه أنه يبدو قوي جداً.. إن تحدث بشيء يغيضني مجددا سأضربه بلا تردد..!
جهزت كل شيء حقيبتي لم تكن كبيرة ,لم يكن لدي الكثير من الملابسة أصلا..
أردت المشي خارج غرفتي لكنني اصطدمت بالجدار..
تأذى جبيني وضعت يدي عليه و أنا أجلس على الأرض متألمة..
فكرت بيأس ~ كيف سينتهي بي المطاف..~
صرخت بغيض : أيتها القلادة اللعينة ! توقفي عما تفعلين بي...!!
_ حمقاء تحدث نفسها هه مضحكة..!
دون أن ألتفت خلفي , عرفت من يكون صاحب هذا الصوت المزعج..
نهضت بسرعة و خرجت.. لم لا أضربه ,؟! هل يخيفني ؟!.

شربت بعض الماء وأنا أواجه النافذة , حدقت بساعة يدي
أنها الثامنة تماما.. ما أن رفعت رأسي حتى شهقت فزعا.. و أنا أراه أمامي يقف..
رأسي لم يصل لكتفه حتى لم أرى وجهه كان تحركاته بلا صوت كم هذا مزعج للغاية !!
التفت بعيدا عنه , لكنه قال بهدوء :اسمعي , أظن بأن الضربات المتتالية على رأسك أثرت بتفكيرك قليلا..!
شددت على قبضتي من شدة الغيض الذي اشتغل بداخلي ><
أكمل : أنني أحاول تقدير و فهم ما يحدث في حياتك لكن..لن استطع إن لم تخبرينني شيئا ما عن نفسك..!
التفت نحوه و أنا أكاد أنفجر .. قلت له : لست متفرغة لك..! لدي ما يكفيني من المشاكل..!!
حدق بي قليلا ثم قال ببرود قاتل : اوه حقا , أتعجب من بقاءك حية..!ألم تفكري بالأنتحار ؟!.
هنا طفح الكيل...
صرخت بقوة و أنا اتجه نحوه : لدي وااالدااي و أنا أحبهما.. أنني أملك شيئا لأجل أن أحيا... لا يمكنك فهم هذا ..
ضربته بقوة على صدره و أنا أكمل : لأن لا قلب لك... >< و لا يـ...

توقفت فجأة و أنا أحدق بعينين متسعتين ثم ..
صرخت بأقوى ما لدي _ آآآآآآه !!!
ركعت على الأرض أمام قدميه و أنا أصيح و أمسك بيدي.. لقد كسرت قبضتي التي ضربته بها..!!
ماهذا .. هل جسده من حديد.. أو فولاذ..!!
جلس أمامي بسرعة و هو يمسك يدي.. و يقول بقلق
_ فلوور يا حمقاء , مالذي فعلته ؟! , دعيني أرى..!! حاولت دفعه بعيدا و صرخت به : أبتعد.. تبا لك.. أنت مؤذي..!!
لكنه أحكم يده على يدي كلاهما و بيده الأخرى أمسك وجهي..
قرب وجهه مني و قال وهو يحدق بعيني
_ هيه اهدأي.. أهدئي.. تنفسي بعمق , سأصلح هذا..
حاولت التنفس بصعوبة , ثم أغمضت عيني بقوة.. شيئا فشيئا تلاشى الألم..
عادت يدي لحالتها الطبيعية.. حمدا لله ~

ظللت جالسه على الأرض منكسه رأسي.. أما هو فقد نهض و جلس على الكرسي الوحيد
بالمطبخ .. همس بهدوء : لقد فكرت بهذا من قبل, أنا سوف أذهب بعيدا و سيقوم "نايت" بحراستك..
تنفست بعمق و أنا أنظر نحوه , غريب أنه يحدق خارجا بعيدا عني..
أكمل ببرود : إلى أن يحين الوقت , سيرافقك "نايت".. و أنت كوني حذرة..
ثم مشى مغادرا..