عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 11-18-2011, 02:47 AM
 

(*(*(* البــــ2ـــارت الثـانـي *)*)*)

..~..

وقفت تلك الفتاة عند الباب وقتا طويلا.. مذهولة مما تراه عيناها .. فبالرغم من شكل المكان من الخارج.. فالداخل شئ آخر تماما ..
جعلت تقلب نظرها بين الأرائك المصنوعة من القطيفة الحمرا اللون التي تحتويها غرفة الاستقبال .. وبين الأرضية المصنوعة من الخشب البني.. تزينه فرشة متوسطة الطول سكرية اللون وزخارف بيضا اضافت على المكان اناقة وتميزا.. ومن ثم نظرت الى النوافذ فوجدها.. كاملة.. ليس بها أي كسر كما كان يظهر من الخارج.. طويلة.. تحيط بها جدران بيضا.. والمطبخ مقابلها.. تظهر فيه تلك الأرضية السراميكية ذات اللون البيج.. والمطبخ على طراز المطابخ الجديدة الأمريكية.. والسلم الذي يقضي للطابق الثاني مزين بسور من الخشب الناعم كأرضية غرفة الإستقبال.

~..~

لم تزل دهشتها إلا بعد أن رمشت.. لتكتشف أن كل من هيأ لها انها رأته كان محض الخيال.. والحقيقة أن المكان بالداخل شبيه بالخارج تماما.. فتغيرت تعابيرها الى الاستغراب .. والاستغراب التام..
المكان خرب.. مغبر.. تملؤه الدما .. وليس فيه شئ سليم.. حتى زجاج النوافذ وأعمدة سور الدرج.. مخربة مكسره..
خرج تيو من المطبخ القديم الذي ليس فيه ما يؤكل.. ليجدها ما تزال واقفة عند الباب تتلفت حولها باستغراب وكأنها لا تستطيع استيعاب ما يجري..
- ما بك؟؟
خرج صوته ليخرجها من استكشافاتها.. فأجابت بصوت هامس ورهبة اختلطت بالشك: يراودني شعور غريب بشأن هذا المكان تيو
ارتفع صوتها فبات مسموعا عندما أكملت بشك تام: منذ أن جئنا الى هذا المكان وأنا ينتابني شعور لا استطيع تفسيره.. والان قد راودتني رؤى.. تخبرني بان شيئا سيتغير اليوم
رفع تيو إحدى حاجبيه مرددا: رؤى!! .. وأي نوع من الرؤيا هذه؟!
- أرى اشيا ولكنها غير واضحة.. مشوشة.. واحس أني قد جئت إلى هنا قبل.. ولكن لم يحدث أن زرت هذه المنظقة من قبل أبدا
- ولكنك تتذكرينها؟!
- ليس تماما بل هو مجرد احساس بأني أعرف هذا المكان
قاطع حديثهما صوت خطوات نيك التي تصدر من ناحية الدرج.. فألتفت كلاهما إليه بتلقائية.. ليتدحث هو: المكان في الأعلى أكثر خرابا من الأسفل.. أربعة غرف وحمامين.. وكله مقلب رأسا على عقب فلا شي في مكانه الصحيح.
ألح على روك ذكره لوجود أربعة غرف وحمامين في الطابق الثاني.. فعادت لتجيل بنظرها في الطابق الأول .. ثلاث غرف وحمام ومطبخ ومكتبة.. كلها تتصل بغرفة الاستقبال عدا المكتبة التي يمكن الوصول إليها عن طريق إحدى الغرف..

احست بشي يتصاعد لبلعومها مانعا إياها التنفس والكلام.. شعور غريب يوحي لها بأنها قد رأت هذا المكان قبلا.. ليس هذا وحسب.. بل عاشت فيه أيضا فترة تكفي لتوليد ذكريات عدة عنه.
ايقظها من شرودها صوت ضحكة نيك الواضحة التي قطعت صمت المكان.. والتي تردد صداها بين تلك الجدران المتشققة
قطبت حاجبيها وهي تسأل: ما بك؟! .. لم تضحك هكذا؟!
استطاع اخيرا ايقاف الضحكة وهو يتمتم بابتسامة: اوه روكسان.. ليتك ترين وجهك عندما تستغرقين بالتفكير..
وبدأ يقلدها.. فقطب حاجبيه ووسع فتحتي انفه.. وضم شفتيه.. بطريقة مبالغة فيها
لتنطلق ضحكة روكسان عالية جدا
لحظتها أبتسم تيو وهو ينظر لأخيه نيك وابنة عمه روكسان..
((كلاهما مهرجان.. سيجلبان للسرك أرباحا هائلة))
خطرت هذه الفكرة بباله لثوان.. ثم عاد ليغوص في أعماق تفكيره..
هذان الإثنان لا يعلمان حقيقة ما يحيط بهما من خطر.. حتى وإن كان نيك يعلم القليل.. فهو ليس مقدِرا للخطر المحدق به.. وأما روكسان فهي لا تعرف شيئا البتة.. ربما من الأفضل أن يبقى الأمر هكذا أو ربما يتغير..
على كل هو لا يريد لهما أن يكتشفا تلك الأسرار التي غيرته هو مئة وثمانين درجة.. فتحول من مرح بشوش الى هادئ يقضي اغلب وقته في التفكير والتحليل.. يخاف من إظهار مشاعره حتى لأقرب الناس إليه..
وهذا ما لا يريده أن يحدث لهما.

~..~

اقفل حواره مع نفسه عند هذه النقطة عندما تذكر أمرا مهما.. فنظر نحو نيك الذي ما يزال يضحك ويُضحك معه روكسان كعادته.. وأمره بأن يرافقه معه لجلب بعض الأغراض من السيارة الواقفة بالخارج ..فلم يتردد نيك.
ربما لأنه يعلم تماما أن تيو يريده في أمر مهم لا يريد لروكسان أن تعرفه.. وقد تعلل بإحضار الأغراض من السيارة حتى يتحدثا براحتهما
وقد أكد له تيو صحة تفكيره عندما قال: لقد اتصل جوناثان.. إنهم في الطريق إلى هنا..
سأل نيك بحيرة بعد أن فشل في الإجابة على هذا السؤال بنفسه: ماذا سنفعل الان؟!!!
- لا أظننا نستطيع شيئا.. فأنا مثلي مثلك.. يستحيل ان اؤذيها بأي شكل من الأشكال.. فما بالك بقتلها؟!
قطب نيك حاجبيه بتفكير متسائلا: و انا لن اسمح لأحد أبدا بأن يؤذيها.. فلم اختارنا دوغلاس نحن بالذات لهذه المهمة؟؟!!
- يبدوا أنه يريد التأكد من ولائنا أو ما شابه.. ثم إننا أكثر من تثق به روكسان في نيويورك بأكملها.. وهذه بمثابة ورقة رابحة له في استعمالنا للقيام بالأعمال القذرةبدلا عنه.. فروكسان لن تشك بشئ أبدا إذا ما كانت برفقتنا.. وهو مقتنع بأننا لن نستطيع أن نقول له ,, لا,, مهما حدث
- معه حق فنحن لن نستطيع أن نرفض أبدا..
وأكمل بحنق: إنه مجرد أبله غبي
نظر تيو نحو المنزل وهو يفكر.. سرعانما تقدم إليه آمرا نيك بأن يبقى قائلا: لدي خطة.. ابقى أنت هنا وراقب مجيئهم
سأله نيك مترددا: وهل أنت واثق بنجاحها؟!
- واثق
همس نيك وهو يردد:خطة!! بهذه السرعة؟!.. بالتوفيق إذا..
دخل تيو البيت فصرخ مناديا روكسان.. لتطل تلك الأخيرة من الطابق الثاني وهي ترمقه بإستغراب: ماذا هناك؟!
- تعالي هنا اولا
ففعلت روكسان ما امرها به تيو وما ان استقرت اقدامها على ارضية الطابق السفلي حتى تكلم تيو: عليك أن تغادري حالا
فنظرت باستغراب متسائلة: اغادر؟! .. ولم عساي أغادر؟؟!
- اسمعيني جيدا روكسان.. ليس هنالك وقت للاستفسار.. عليك الهرب بسرعة قبل فوات الأوان
- ولكن لماذا سأفعل ذلك؟!
تلتف تيو حوله عندما أحس أنه قد سمع صوتا ما.. ثم عاد لينظر ناحية روكسان وقد أمسك مرفقيها قائلا: روكسان.. هنالك من يحاول قتلك
صرخت بفزع: قتلي؟!! ولماذا يحاول قتلي؟! .. ومن هو؟؟
قاطعها تيو هامسا بغضب: اخفضي صوتك
.. ثم سار بها نحو الباب الخلفي للمنزل..فوقف أمامه وهو يوصيها قائلا: المدينة ليست بعيدة عن هنا.. اريدك أن تخرجي من هنا متوجهة نحوها مباشرة.. وإياك حتى أن تلتفتي إلى الخلف.. ولا تعودي إلى منزلنا.. إتفقنا؟!
وقفت روكسان تنظر إليه بعدم استيعاب وبلاهة شديدين.. وقد ألجمها الصمت ودارت الأسئلة وعصفت في رأسها وإلى درجة أن دماغها توقف لحظات عن العمل.. ثم عادت الأسئلة تجتاحها بقوة.. فأرادت أن تخلص نفسها من إحداها
ولكن قاطعها دخول نيك وهو يهتف: انهم هنا.. لقد وصلوا
التفت تيو إلى روكسان مودعا: أراك لاحقا عزيزتي.. انتبهي لنفسك جيدا.. وإياك أن تعودي إلى هنا..
قال هذه الكلمات وهو يدفعا خاجا ثم أغلق الباب خلفها
وقفت روكسان لثوان خلف الباب وعقلها يأبى أن يفهم ما يحدث هنا.. ولكنها فهمت شيئا واحدا من هذه الجلبة التي تحدث..’’عليها أن تهرب حالا’’
هنالك شئ يأمرها وبقوة أن تفعل ذلك.. فانصاعت لأوامره بعدما سمعت جلبة في الداخل.. ولمحت أربعة من السيارات تجمعت أمام المنزل.. قبل أن تمضي جريا إلى المجهول..جريا إلى درب العاصفة

...~...
__________________
لا اله الا الله ... محمد رسول الله
اللي باعني واستبدلني .. لك حذياني القديم المعفن فدوة
واخس شي لما تبكي على واحد ما يستحق دمعة تمساح
يابوي مع نفسك .. ما يبيني وانا ابكي عليه
يارب اذا كنت اضايقهم وازعجهم .. يارب خليني قاعدة على قلوبهم احرقهم واقهرهم.. واحد ما يبيني ليه اتمنى الموت عشانه؟؟؟؟؟؟؟؟ جنيت مثلا؟؟؟؟؟؟؟
((حكم عجبتني واهديها لكل من اعرفه)):wardah: