وعد الحر دين عليه وهأنذا فتحملي صراحتي ..
بداية فلديك موهبة جيدة وهذا لا خلاف عليه ,وتظهر هذه الموهبة في الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة التي تظهرينها بحرفية جميلة , وقد أزعجتني مداخلة لك بأنك لا تعرفي إلى أين تأخذك هذه الرواية ؟ فمن المفترض أننا حين نكتب رواية أو قصة أو مقال , فنحن نعرف ماذا نكتب وكيف ننتهي مما نكتب , وكذلك تفاصيل الشخصيات الظاهرية والنفسية ,والتغيرات التي تطرأ عليها ,لأن القارئ يتعايش مع الشخصية بل ويتقمصها أحياناً ويستنتج ردة فعلها حيال موقف ما وتعليل سلوكة, وهذا ناتج للتمهيد لكل شخصية والتركيز على مختلف الجوانب لهذه الشخصية .. وهو ما يسمى بالوصف سواء وصف الأماكن أو الشخصيات ..وهذا ما أراه عيباً في هذه الرواية , ورغم أن الرواية الحديثة وكذلك القصة أيضاً تعمد الآن على التكثيف والدلالة والرمزية , لكن الرواية الكلاسيكية تعتمد اعتماداً كلياً على ابراز التفاصيل الصغيرة والتي تمهد لما يأتي بعده ..
مثال صغير .. لو عرفت أنا كقارئ بعض التفاصيل عن حياة وجيه وكيف نشأ والبيئة والمكان الذي تربى فيه , فمن الممكن أن أتفاعل مع حبه لديمة وأصدق رغبته في انقاذها وانقاذ نفسه . وهو ما يسمى بناء الشخصية الجسمانية منها والنفسية والاجتماعية أيضاً ..
فلهذا اعتبر هذه الرواية مباشرة جداً وأقرب لقصة بوليسية رغم غرابة بعض الأحداث بها , ربما لأنه لم يكن لها تمهيد جيد لها .. مثل المسلسل البوليسي والذي يعتمد على الإثارة والتشويق وعنصر المفاجأة ..
لن أطيل عليك ولكنها بداية جيدة وموهبة يجب أن تقرأ كثيراً روايات وقصص لمختلف الكتاب والأدباء
حتى تثقل من نفسها ..
أشكرك