عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 10-29-2011, 01:53 PM
 
الرسالة الثانية



بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

أما بعد .
فها نحن قد حطت مطايانا في أعظم أيام الدنيا ، إنها العشر المباركات ، عشر مناجاة الكليم ، عشر الحجيج وفد الله ، عشر الأعمال المضاعفات ،
عشر ذي الحجة الشهر الحرام فلا تظلموا فيهن أنفسكم ، عشر التروية " وتزودوا فإن خير الزاد التقوى " ،
1 ذو الحجة 1432 هـ

عشر تكفير الكبائر ففي كل حصاة يرميها الحجيج تكفير كبيرة من الموبقات ، إنها عشر الكنوز .

أحبتي ..
واليوم يوم جمعة فلابد من بداية محرقة لتنتهي هذه الشهر بنهاية مشرقة ، فاستعينوا بالله وجاهدوا في الله حق جهاده ، ألزموا أنفسكم الطاعة ، فأكثروا من التكبير كتكبيرات العيد لفعل ابن عمر رضي الله عنه ، وأكثروا من الباقيات الصالحات " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر "

واعلموا أن العشر لم تختص بعمل صالح معين فكل من تهيأ له شيء فليسابق به عمال الآخرة ، كان سعيد بن جبير إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا عجيبا حتى لا يكاد يقدر على مثله .
فمن سيسابق في ختم القرآن ، من سيختم كل ثلاث ومن سيزيد ؟
من سيسابق في النوافل من باب " اسجد واقترب " .
من سيسابق في الصدقات وسبق درهم مائة ألف درهم ؟
من سيسابق في الذكر وأبوهريرة يسبح كل يوم 12 ألف ؟
من سيجدد عهود رمضان ، من سيفهم رسالة " رب ارجعون " فيرجع لأفضل أحواله ، فأيام العشر أعظم من أيام رمضان .
اللهم أعنا ولا تعن علينا ، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .

أحبتي ...
تأملوا اليوم الآيات من سورة الأعراف :
قال تعالى : "وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140) وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141) وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (142) وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144) وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (146) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
والواجب العملي : استخراج المعاني الإيمانية منها ، وواجبات ووظائف العشر لأن القول الأرجح عند المفسرين أنَّ قوله تعالى :" وأتممناها بعشر " هي عشر ذي الحجة .
تفكر فالحال هو الحال ، فقد كان هذا بعد هلاك فرعون ، وانظر كيف كان هذا اللطف من الله لكليمه موسى ، وانظروا ماذا تعملون وكيف تعملون .

أحبتي ..
لا تنسوا اليوم " أعمال الجمعة " من غسل الجمعة والتبكير للصلاة وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة سورة الكهف وتحري ساعة الإجابة والاعتكاف بين العصر والمغرب ( لمن يستطيع ) والوصية بالإكثار من الدعاء.
ولا تنسوا الحجيج ، شاهدوا الكعبة الآن ، وارموا قلوبكم في الحرم ، ففي الحرم لا تلتقط اللقطة ، فارتكوا قلوبكم هناك فلن يلتقطه أحد .
دعاء ورجاء..
اللهُمّ إنّي أستغفِرُكَ مِن كُلِّ ذنبٍ، إنّكَ كُنتَ غفّاراً ، وإنّك أنتَ الحيُّ القيّومُ ، الواحدُ الأحدُ ، الفردُ الصّمدُ ، وأشهد أنّك أنتَ الله لا إلهَ إلاّ أنتَ ، الحنّانُ المنّانُ ، بديعُ السَّمواتِ والأرضِ ، وأسألُكَ بأسمائكَ الحُسنى كلّها ما علمتُ منها ، ومالم أعلمُ ، وأسألُك باسمِك الأعظمِ ، الأجلّ الأكرمِ ، المباركِ الأحبّ إليك ، الذي إذا دُعيتَ به أجبتَ ، وإذا سُئلتَ به أعطيتَ ، وإذا استُرحمتَ به رحمتَ ، وإذا استُفرِجتَ به فرّجتَ ، وإذا استُنصِرتَ به نَصرتَ ، وإذا استُكفيتَ به كَفيتَ ، أن تغفِرَ لي ذُنوبي كلَّها ، دِقّها وجُلّها ، أوّلها وآخرَها ، ما علمتُ منها ، ومالم أعلمُ .
اللهُمّ إنّي أستغفِرُكَ مِن كُلِّ ذنبٍ ، إنّك أنتَ ربي ، لا إله إلاّ أنتَ ، وأنا عبدُك الأثيمُ ، يا مَن لا تَضرّه مَعصيتي ، ولا تنفعُه طاعتي ، إنّي ظلمتُ نفسِي بجهلي ، واعترفتُ بذنبي، وتُبتُ إليكَ مِن إصراري وتَفريطِي ، فاغفِر لي ، فإنّه لا يغفِرُ الذنُوبَ إلاّ أنتَ .
وكتبه
هاني حلمي
عشر العتق يوم عرفة ، عشر التقرب ليلة مزدلفة " وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب " ،
__________________
________

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك


رد مع اقتباس