عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-15-2011, 08:08 PM
 
البيان المغني... في التحذير من استخدام كلمة "سني"...


.



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله محمد وصحابته الأبرار ومن والاه، صلاة أبدية قائمة إلى يوم لاينفع فيه مال ولا جاه...

وبعد...

لما كانت الحرب قائمة إلى يوم الدين بين المسلمين من جهة، وبين اليهود وخدمهم من الطواغيت والرافضة أفراخ ابن سبأ من جهة ثانية، فقد كان أحد أهم أهداف الكفار في هذه الحرب هو إخراج المسلمين من دينهم، وقد ثبت ذلك بقوله تعالى: (وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)

ولعل حالة الجهل التي يعيشها المسلمون اليوم بعقيدة التوحيد وابتعادهم عن دينهم، هو العامل الرئيسي الذي ساعد الكفار في محاولاتهم إخراج المسلمين من دينهم. فقد شاع وانتشر وعلى نطاق واسع استخدام كلمة "سني" بين المسلمين كصفة يوصف بها المسلم، وقد أراد اليهود بهذه الكلمة تحقيق هدفين اثنين:

الأول:
أن يجعلوا المسلم بحمله لهذه الصفة ينتمي لغير دينه دين الإسلام، فلا يعود يختلف عن أتباع الديانات الوثنية التي تتخذ من الإسلام قناعا لها كالديانة الصوفية والديانة الرافضية، فكما يقال "صوفي"، ويقال "شيعي"، كذلك يقال "سني".

الثاني:
أن يكون المسلم ندا للرافضة المشركين، فإن قيل "مسلم سني، قيل "مسلم شيعي"، وبهذه الطريقة، يتم الإيحاء بأن الرافضة مسلمين، فيتم بالتالي إدخالهم إلى دين الإسلام وهم أصلا كفار مشركين ومن ألد أعداء الله ودينه.

وقد يرد على هذا بالقول بأن كلمة "سني" لا ضير فيها ولا تتعارض مع كلمة "مسلم"، فإن أصلها هو "مسلم سني"، إلا أن هذا القول باطل من عدة وجوه:

أولا:
أن من يصف نفسه بأنه "سني" يكون قد خالف ما أمر به الله في محكم التنزيل، قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْل) وقال تعالى: (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وقال تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَوالآيات في ذلك كثيرة.

ثانيا:
كلمة مسلم ومرادفاتها، هي وحدها الكلمة المستخدمة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا وجود لأي حديث فيه كلمة "سني" كوصف للمسلم، الأمر الذي يثبت وعلى نحو قاطع بدعية كلمة "سني".

ثالثا:
صفة "سني" تنفي الإنتماء إلى دين الإسلام، فإن السنة وحدها ليست هي دين الإسلام لكي يمكن الإنتساب لها، أما كلمة "مسلم"، فإنها تعني الإنتماء إلى الكتاب والسنة معا.

رابعا:
صفة "سني" صفة قاصرة، لا تعبر عن حقيقة عقيدة المسلم القائمة على عقيدة التوحيد، في حين أن كلمة "مسلم" التي اختارها الله لعباده، تعني العبد المستسلم لله استسلاما كاملا، والعبودية لله هي أعلى درجات السمو والرفعة والشرف للمؤمن الموحد، فقد وصف الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم بأنه "عبد" بقوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا)


خامسا:
كلمة "سني" كلمة دخيلة على الإسلام، لا أصل لها من الكتاب والسنة، ولم تعرف في القرون الثلاثة الأولى المفضلة التي امتدحها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل ظهرت في القرون المتأخرة من تاريخ الإسلام مع ظهور الفرق البدعية الضالة، وعندما اكتشف اليهود والرافضة والطواغيت أهميتها في هدم دين الإسلام، أكدوا عليها ونشروها على أوسع نطاق.

سادسا:
لا رسول الله ولا أي من صحابته الكرام، ولا أي ممن عاشوا في القرون الثلاثة الأولى كان يوصف بأنه "سني"، بل كانوا جميعا يحملون صفة "مسلمين".

سابعا:
عندما يدافع المسلم عن هذه البدعة الخبيثة بدفع من جهله فيقول: نعم أنا سني، ولكن الأصل هو أنني "مسلم سني"، فإنه يكون بذلك قد صب الكاز على النار ليطفئها ظانا أنه ماء، فإنه بهذا القول قد أعلن بأن الإسلام يتكون من عدة فرق، وبأنه ينتمي إلى فرقة "المسلمون السنة"، فيكون بذلك قد فتح الباب أمام أتباع الديانات الوثنية لتتلبس بدين الإسلام، فيأتي الرافضي الكافر ويقول: "أما مسلم شيعي"، ويأتي الصوفي الكافر ويقول: "أما مسلم صوفي"، ويأتي النصيري الكافر ويقول: أنا "مسلم علوي"... وهكذا...

وما أجمل وأبلغ ما قاله أسد السنة الإمام الحسن بن علي البربهاري الحنبلي يرحمه الله (واحذر من صغار المحدثات، فإن صغار البدع تعود حتى تصير كباراً، وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يُشبه الحق، فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطيع المخرج منها وصارت ديناً يُدان به فخالف الصراط فخرج من الإسلام، فانظر رحمك الله، كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء حتى تسأل وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء...؟ فإن أصبت فيه أثراً عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختر عليه شيئاً فتسقط في النار...) شرح السنة للبربهاري.


والحمد لله وحده على نعمة التوحيد...




.