السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتمنى أن يكون الجميع بخير وبصحة جيدة ..
اليوم سأقصّ لكم قصّة فتاة موهوبة بالرسم وتحديداً الأنمي , وكان كل من يرى رسوماتها يبهر بها , فموهبتها لاتخفي نفسها .
بدأت هذه الفتاة رحلتها الطويلة مع الرسم في السابعة من العمر تقريباً , ولم تكن موهبتها ملفتةً للنظر , ورسوماتها كرسوم أي طفل صغير , مجرد خربشات مجنونة لكن في نظرها كانت رسوماً رائعة !
لقد مارست الرسم كثيراً واهتمت به وأحبته واعتبرته تسليتها الأولى , بسبب كونها البنت الوحيدة بين إخوتها ..فهذا ساعدها كثيراً .
بدأت موهبتها بالتفتح أكثر وأكثر وصارت رسوماتها حديث الطلاب في المدرسة .
.
.
- بعد تخرجها من المدرسة الثانوية أرادت إكمال طريقها في فن الرسم وذلك بالالتحاق بكلية الفنون .. هذا كان حلمها الكبير الذي تتمنى تحقيقه , ومجموع علاماتها بالثانوية يؤهلها لدخول الكلية ولكن ..... هناك امتحان للقبول وفقط الناجح فيه يستطيع التسجيل .
بدأ الناس عملهم بالثرثرة ومحاولة إحباطها , فقد كانت تسمع منهم ما يقولوه عن الامتحان بأنّه صعب جداً .. وحتى ( بيكاسو ) نفسه لا يستطيع النجاح فيه إلا إذا كان معه واسطة !!!
كلامهم هذا زرع الخوف في نفسها وبدأت تشك بقدرتها .. فهي لا تملك أية واسطة سوى الموهبة .
وبعد صراع شديد مع القلق والخوف .. تقدمت للامتحان وكانت راضية بما قدمته , ولكن ذلك لم يخفف من قلقها الشديد .
وبعد يومين كان من المفترض أن تُنزّل أسماء الناجحين على شبكة الانترنت , وهذا ما حدث بالفعل .
اجتمع الكل حول الحاسوب بانتظار نتيجة الامتحان التي يبحث عنها أخوها .. كانت تقف خلفه ويداها على فمها خوفاً من النتيجة ..
صمت عميق ساد أرجاء المكان ..... وبعد لحظات كسر حاجز الصمت صوت أخيها يخبرها أنه لم يجد اسمها ..
جمدت في مكانها ولم تقل أية كلمة ولم تستطع حتى البكاء , فقد تحطم حلمها أمام عينيها بعد كل هذه السنين من الأمل والتعب والدراسة .. ضاع الحلم من بين يديها ... فيالها من لحظة قاسية لا أستطيع وصفها بالكلمات ..
جلست مع نفسها وحيدة واستسلمت للأمر الواقع ولكن هذا كان بالنسبة لها نهاية العالم , فقررت أن تترك الدراسة لأنها لن تنجح إن لم تدرس شيئاً لطالما أحبته .
ولكن .......... بعد دقائق سمعت صوت أخيها يناديها ويقول لها أنها نجحت بالامتحان وأنه قد أخطأ البحث في المرة السابقة .
التمعت الدموع في عينيها ولم تستطع التوقف عن البكاء , تلك كانت دموع الفرح وما أجملها من دموع , وما أجمل هذا الفرح الكبير بالنجاح بعد تلك اللحظات القاتلة من اليأس والفشل .. لحظات الفرح هذه هي أجمل اللحظات التي شعرتُ بها في حياتي على الإطلاق ...... أجل تلك الفتاة هي أنا بكل تواضع , ولقد رويت لكم ما حدث معي فعلاً .. وأنا الآن طالبة في السنة الثانية بكلية الفنون . : )
كتبت قصتي لأثبت لكم أنه مهما كان الحلم صعباً ومستحيلاً , فإنه مع المثابرة والاجتهاد والتعب نستطيع تحقيقه وأؤكد ذلك ..
لذلك أطلب من الجميع ألا يتخلى أحد عن حلمه مهما كانت الأسباب , ولن ندع لليأس والفشل وكلام الناس بأن يؤثر سلبياً علينا .. بل يزيدنا عزماً وإصراراً ..
أعرف أنّي أطلت عليكم .. فسامحوني ..
إلى اللقاء وأتمنّى التوفيق للجميع .