عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 08-21-2011, 07:45 PM
 
الجزء الثامن
~~~~~~~~~~~~~
كانت روز هادئة الأعصاب ومسترخية ، بعكس والدتها التي مالبثت أن تفكر بحجم الخسائر المالية وكيف ستعوض السيارة الفارهة التي اشتركا معاً لشراءها ، والعبوس والحزن الذي يكسو ملامح وجهها يكاد يكون واضحا لكل من ينظر إليها ، مع كل محاولاتها في إخفاء ذلك ، وتظاهرها بالسعادة لأن الأمر أنتهاء عند هذا الحد فقط ، ولم تخسر إبنتها الوحيدة.
لاكنا لأسوء من ذلك أنها كان يصاحبها إحساس بالذنب وتؤنب نفسها قائلة : ( لقد حدث هذا بسببي ، ليتني لم أقوم بتلك البعثرة ، ولم اطلب منها مرافقتي وهي بذلك الإرهاق ) .
هذا محزن ، وعلى ما يبدو انها لن تكَف عن التفكير بتلك الطريقة طالما أن هي و روز لم يتحدثا بعد عن تلك الحادثة ، وربما لن يحدث هذا أبداً ، فمن المؤكد أن روز لا تحبذ الحديث عن اشياء لا يمكن أن نمحيها من حياتنا ، ويبقى الحديث عنها يشبه تصليح إناء زجاجي !
كانت تجلس لامب على كراسي الانتظار التي بالقرب من غرفة روز ، تاركة باسم يعتني بها ، بينما فضلت هي أن تخلو بنفسها لبعض الوقت.
كانوا المارة يقطعون حبل افكارها ، كلما بدأ أحدهم في البكاء والصراخ عند وصوله إلى مقر قريبه المصاب.
وقفت إمراه عجوز على مقرب من لامب ، كان الكل هناك من حولها متاثراً وقلقاً ، ولا يبدو عليهم الأمل بان مريضهم سيعيش ولو لبضع ساعات بعد هذا الحادث المروع كما هو واضح ، بينما كانت العجوز المسكين تدعو الإله ب اطمئنان وبثقة بانه لن يفقد حياته ولن يسرقه الموت من عائلته ، تاثرت لامب بالمشهد الواقعي هذا ، وبالعجوز الصبورة ، وشعرت برغبة في التطفل ومعرفة ماذا جرى للرجل المصاب ، لم يكن هناك شخصاً سيعير لفضولها الاهتمام سوى تلك العجوز ، وما أن اقتربت منها إلى أن جاءت جدة روز تركض متجهة إلى لامب وسالتها منفعلة دون أن تلقي التحية : ( أين هي ، هل هي بخير، ماذا حدث ، أخبريني ) .
- ( أهدئي أرجوك ، هي بخير ولم يحدث لنا أي مكروه ، فقط جرحت يدها وسيلتئم في غصون اسابيع ، هكذا اخبرنا الطبيب ) .
كانت لامب تحرك يديها وهي تتحدث وتمسك باكتاف الجدة محاولة منها لتهدئتها والتخفيف من روعتها .
تنهدت الجدة بعمق وقالت : ( آه ، يا الهي ، وكيف حدث ذلك ؟! )
عبست لامب بشدة ثم هزت كتفها وقالت : لا اريد الحديث عن هذا الآن "
هزت الجدة راسها بالايجاب ، وذهبت إلى حيث ترقد روز ، وما أن لامست يدها الباب ، رأت رئيس روز في العمل قادم ومعه باقة كبيرة من الزهور ، وبصحبته بعض زملاء روز ، فوقفت تنتظره لتلقي عليه التحية ويدخلا سوياً.
كان السيد مايك يمشي بخطوات واثقة وما أن اقترب من لامب والجدة ، مد يده وصافحهما قائلاً : أعتقد أنك والدة الأنسة روز ؟ "
هزت راسها وقالت : نعم .. أ أنت رئيسها في العمل؟
أجاب بصوت ثخين : نعم وجئت إلى هنا للاطمنان عليها .
أجابت لامب : هي بخير ، كان الحادث مروع ، وباعجوبة نجيت أنا وابنتي من الموت ، يمكنك رويتها هي بالداخل برفقة زميل لها ، اعتقد انك قد تعرفه !
- شكراً لك سيدتي
واتجه إلى جدة روز وقال : كيف حالك ؟ عذراً لم تعطني فرصة السيدة لامب لألقي عليك التحية .
وابتسامة لطيفة على وجه .
هتفت الجة وقالت : لاعليك ، تفضل بالدخول .
*********
دخل السيد مايك إلى حيث روز ، وتمنى لها الشفاء العاجل وقال لها مازحاً : " عليك أن تداومي في الغد ، فصعب أن امنحك إجازة في الوقت الراهن !".
فدهشت روز من مقولته تلك ، ونظرت متعجبة لما سمعته ، فعم الضحك أرجاء الغرفة على ردة فعلها لحديث رئيسها السيد مايك ، فقد أعتقدت انه جاد فيما يقول.
كان طوال تلك اللحظات ، تلاحق عيناي السيد مايك تصرفات باسم بدقة ، أصاب هذا باسم بعدم الارتياح ، وقد توقع بانه ربما يكون معجباً بحبيبته روز ، وخشى بان يسبب هذا لهما كارثاً يعيق علاقتهما على المدى البعيد .
خاصة وان روز لم تعلن بعد عن جدية ارتباطهما !
في حين أن مايك وبعض زملاء العمل يقومان بتوديع روز و والدتها وجدتها المسنة ، هتف مايك لباسم قائلاً له : " أريد أن اتحدث معك في الخارج" .
فأستغرب باسم من ذلك ، واخبر روز بانه سيعود بعد دقائق ولحق بمايك ، حينها طلب منه السيد مايك أن يأتي إلى مكتبه ليتحدثا بهدوء ، فعبس باسم وقال بنبرة حازمة : " أخشى انه لايمكنني المجيء ، فانا أقوم الآن برعاية روز ، ولدي بعض الارتباطات في الهامة في عملي ".
فبادر السيد مايك بالسؤال : وماذا تعمل؟!
فرد باسم بحدة : " عفواً .. أراك تتدخل فيما لايعنيك ، اخشى أن لامزيد من الوقت لدي ، إلى اللقاء " .
وشح بوجهه عنه وذهب ، فسارع السيد مايك وناداه : عزيزي ، اريد أن نعمل معك ...
فتوقف باسم عن السير ، فأكمل السيد مايك : نحن بحاجة إلى عميل بمواصفاتك ، رجاءً تعال إلى هذا العنوان متى ما شئت ، حينها سا شرح لك أكثر ، فكما ترى الوضع هنا ليس مناسباً ، سنلتقي قريباً ..بلا شك ".
شعرل باسم بالسعادة تغمره ، وذهب فوراً إلى روز ليخبرها بما حدث ، فتذكرت روز الاجتماع الاخير ، الذي قال فيه رئيسها السيد مايك بانه يبحث عن رجل ذا وسامة ومظهر لافت لترويج لمنتجاتهم في الاعلانات التجارية التلفزيونية ، فسر باسم هذا التوضيح ، وتحمس للقاء السيد مايك .
فقالت روز حينها بعفوية : " سيكون هذا رائع ، سنعمل معاً "
فأبتسم باسم في وجهها ، وهمس : "أحبك كثيراً ".
********
__________________




[

انستقرامي : kim_s6
سناب شات : kim_s6

رواية لعنة حب باللغة الانجليزية ( ورقي )
https://www.amazon.com/dp/152026996X...0760_150889320
رواية لعنة حب باللغة الانجليزية ( الكتروني )
https://www.amazon.com/dp/B01MT4JWQ8/ref=docs-os-doi_0

رواية لعنة حب في سماش وردز
https://www.smashwords.com/books/view/693109