04-07-2007, 02:39 AM
|
|
حكم اعتقاد ان النبي عليه الصلاة و السلام نور من الله و انه يعلم الغيب و...
حكمُ اعتقادِ أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - نورٌ مِن الله وأنه يَعلم الغيب، وحكمُ الاستغاثةِ به السؤال سُئلفضيلةُ الشيخ - [رحمه] الله تعالى-: عمَّن يعتقدُ أنَّ النبيَّ - صلى اللهعليه وسلم - نورٌ مٍن نور اللهِ، وليس ببشر، وأنه يعلمُ الغيبَ، ثم هو يَستغيثُ به - صلى الله عليه وسلم - مُعتقدًا أنه يملكُ النفع والضُّر؛ فهل تجوز الصلاةُ خلف هذا الرجل، أو مَن كان على شاكلته ؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا ؟ الجواب فأجاببقوله: مَن اعتقد أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نورٌ مِن الله، وليس ببشر،وأنه يعلم الغيبَ: فهو كافرٌ بالله ورسولِه، وهو مِن أعداء اللهِ ورسوله، وليس مِن أولياء الله ورسوله؛ لأن قولَه هذا تكذيبٌ للهِ ورسوله، ومَن كذَّب اللهَ ورسوله : فهو كافر. والدليلُ على أنَّ قولَه هذا تكذيبٌ للهِ ورسوله: قوله تعالى : {قُلْ إنَّمَا أنا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} ، وقولُه تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ والأرضِ الغَيْبَ إلا الله}، وقوله تعالى: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْعِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}، وقولُه تعالى: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، وقولُه - صلى الله عليه وسلم -: " إنَّما أنا بَشرٌ مِثلكم؛ أنْسَى كما تَنْسَوْن، فإذا نَسِيتُ؛ فَذَكِّرُوني". ومَن استغاثَ برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، مُعتقدًا أنه يملكُ النفعَ والضُّرَّ: فهو كافر، مُكذِّب للهِ تعالى، مُشركٌ به لِقوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، وقولِه تعالى: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا - قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا}، وقولِه - صلى الله عليه وسلم- لأقاربه: " لا أغنِي عنكم مِنَ اللهِ شيئًا "، كما قال ذلكلفاطمةَ وصفيةَ عمةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. ولا تجوزُ الصلاةُخلفَ هذا الرجل ومَن كان على شاكلته، ولا تَصِحُّ الصلاةُ خلفَه، ولا يحلُّ أن يُجعلَ إمامًا للمسلمين .
[ مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الأول، السؤال 136 ]. |