عرض مشاركة واحدة
  #1518  
قديم 08-02-2011, 05:28 AM
 
البـ 66 ـارت السادس و الستووون
...................................
توقفت تلك السيارة السوداء أمام تلك البوابة ..!
نزلت سيدة بدت في أواخر الثلاثنيات من العمر من الباب الخلفي بعد أن فتح لها السائق ..!
أخذت تنظر بعينيها ناحية ذلك المنزل .. حينها إلتفت إلى السائق وهي تقول : أظنه المنزل الصحيح .. إذهب الآن و سأتصل بك حين أنتهي ..!
حنى رأسه بإحترام : حاضر سيدتي ..!
تقدمت و دخلت من تلك البوابة التي كانت مفتوحة في الأصل .. و منذ إقتربت من مدخل المنزل كانت تسمع أصوات أناس تنبعث من الداخل دليل كثرتهم هناك ..!
تنهدت و نظرت إلى ساعتها التي تشير إلا العاشرة و النصف مساءاً : ( أرجوا أن لا يحدث أمر سيء هنا !!.. )
أخرجت مرءاة من حقيبتها التي علقتها على كتفها و نظرت إلى إنعاكاس صورتها ..!
رفعت يدها لتبعد تلك الخصلة الشقراء المتمردة عن عينيها الزرقاوتين و تمررها خلف أذنها التي زينت بحلق أبيض ثم أعادت المرءاة إلى الحقيبه ..!
تقدمت خطوتين و هي ترجو أن يمر الأمر على خير ..!
وصلت إلى الباب ودخلت و هي تشعر بالقلق من كل ماقد يصادفها ..!
لكن ذلك الجو الذي كان بالداخل أراحها قليلاً .. أولائك الشباب و الفتيات و الرجال و النساء .. جميعهم بدو أناساً جيدين من الوهلة الأولى .. لذلك شعرت بالإطمإنان حيال أين نوع من الناس هم أصدقاء أبنتيها ..!
أخذت تنظر حولها علها تجد إحداهما بالقرب من هنا .. إنتبهت لذلك الصوت المتفاجىء : من ؟!.. الأستاذة إلينا ؟!!!..
إلتفتت من فورها ناحية الصوت الذي شعرت منذ الوهلة الأولى أنها تعرفه .. إبتسمت حين رأت تلك الشابه و بنبرة لائقة قالت : مساء الخير آنسه يومينا .. كيف حالك ؟!!..
يومي اللتي لاتزال مصدومة من رؤية أستاذتها الجامعة هنا إبتسمت ببلاهه : بخير .. مذا عنك ؟!.. آه حسناً .. متى وصلتي لليابان ؟!!..
بذات إبتسامتها الهادئه أجابت : أمم .. وصلت مساء الأمس !!.. في الحقيقه .. أتيت إلى هنا لرؤية إبنتاي .. أخبرتني الجدة بأن هذا المنزل هو مكان إجتماعهما بأصدقائهما المعتاد .. لذا فكرت بأنه من الأفضل لو ألتقيهما هنا ..!
إستوعبت يومي الموضوع حين تذكرت أمر التوأمتين سايا و مايا .. لذا قالت بمرح : أهلاً بك هنا ..!
قبل أن تقول إحداهما شيئاً سمعتا صوتاً : يومي .. ألم تنزل لين بعد ؟!!..
إلتفت من فورها ببتسامه : صعد ميشيل قبل قليل ليجبرها على النزول .. لذا ظننت أنه لا حاجة لي !!.. آه جيو تعال لأعرفك ..!
تقدم ذلك الشاب ذو الشعر البني و العينان السوداوتين ليقف قرب يومينا فتقول الأخيرة ببتسامه : جيو .. هذه السيدة هي الأستاذه إلينا .. لقد حدثتك عنها ..!
نظرت ناحية السيدة الفرنسية لتضيف : أستاذه إلينا .. هذا جيفانيو .. إنه خطيبي !!..
بمرح علقت السيدة الشقراء و هي تنظر إلى ذلك الشاب اللذي بدا جذاباً ببدلته الرسمية ذات اللون الرمادي القاتم : آه .. هاهو إذاً .. إنه وسيم كما توقعت ..! تشرفت بلقائك ..!
إبتسم هو بهدوء : و أنا كذلك سيدتي ..! آه صحيح .. أظن أنك والدة سايا أليس كذلك ؟!..
أومأت إيجاباً : بلا .. من الغريب قولك سايا دون مايا ..!
إنتبه لنفسه ليقول بإحراج : آه حسناً .. أظن أن لسايا ظهوراً أكبر بسبب شخصيتها المشاكسه .. فمايا أكثر هدوءاً رغم أنها لاتخلوا من المشاكسه ..!
تفهمت الأمر حينها : هكذاً إذاً .. أرجوا أن تكونا لطيفتين معك ..!
بمرح صريح قال : آه بلا .. لكن يمكنك إستثناء سايا من هذا التعميم !!..
ضحكت بخفة وهي تفكر بأن إبنتها حقاً تسبب بعض المشاكل هنا ..!
في تلك اللحظة أشارت يومي إلى ناحية ما : إنظري .. مايا هناك ..!
إلتفت حينها بشغف لتلك الناحيه .. رأتها تتحدث مع ثلاثة من صديقاتها و كذلك إنضم إليهم صبيان .. إبتسمت بهدوء و هي تراها تدفع ذلك الصبي الأشقر بخفة ليظهر الأستياء عليه للحظات قبل أن يضحك بمرح لتشاركه هي تلك الضحكه ..!
ما تذكره هي أن إبنتها كانت تخجل كثيراً بل و تخاف التعامل مع الصبيان .. بدا لها أن كثيراً من الأمور تغيرت !!..
قبل أن تتقدم ناحية إبنتها سمعت صوتاً مرتفعاً أو بالأحرى صوت شخص يستخدم مكبر الصوت و يقول بمرح : سيداتي آنساتي سادتي .. أوه لا هذه غير مناسبه .. أظن يا شباب و يافتيات أكثر إنسجاماً .. حسناً كيف حالكم جميعاً اليوم ؟!!..
نظر الجميع إلى أعلى الدرج .. هناك كانت إليسيا تقف و هي تحمل المايكرفون و بجانبها .. سايا التي تشاركها في إحداث هذه الفوضى وهي تمسك بمكبر صوت آخر تابعت بمرح : حسناً حسناً .. بدون أن تجيبوا الواضح أن الجميع مستمتعون بهذه الليله .. بالتأكيد الجميع يعلم بأن ظيوف الشرف هذه الليله هم .. قائدنا العزيز كايد .. خطيبته اللطيفه الآنسه تارا .. سكرتيرة السيد أليكس أكمي .. و أيضاً الشاب الحاسوبي مايكل !!..
هنا صرخ مايكل بإستياء : هييييييه أنتي .. هل أعتبرها إساءه ؟؟!..
قطبت حاجبيها وهي تجيبه بحيره : أظن أنها مدحه .. ما رأيك إليسيا ؟!!..
بحيرة أيضاً قالت إليسيا : لا لا أظن ..!
عادت سايا لتقول بمرح : حسناً مايكل .. إعتبرها كما تريد !!..
بغيض قال : سحقاً ..!
ذلك ما جعل الجميع يضحك بخفة ما عداه ..!
هنا عادت إليسيا لتقول : دعونا الآن من هذا ولنعد لموضوعنا .. أظن أن الجميع يفتقد شخصاً ما ليس بالحفل .. من هو يا ترى ؟!!..
- إنها لين !!..
- بالتاكيد لين .!!..
- ليناكو إنزلي بسرعه !!..
- ليناااااااا .. سينتهي الحفل قبل أن تظهري !!..
صفقت سايا وهي تقول : أحسنتم .. ربما تسربت الإشاعة التي تقول بأن ليناكو قلقة من مقابلة أبناء اندرسو دفعة واحده !!.. هيه نارو أخبرني هل تأكلون لحوم البشر ربما مستذئبون و في أحسن الأحوال قد تكونون مصاصي دماء ؟!!!!..
صرخ حينها كي يسمعه الجميع و بمرح : بالتأكيد لا .. نحن مسالمون فيما عدا إليسيا !!...
نظرت شقيقته الكبرى ناحيته بإستياء : هيه كف عن هذا آيها الصغير المدلل !!.. إني ألطف منك بمئة مره !!.. مايا عليك و الحذر من أخي المجنون .. قد يأكلك يوماً ما !!..
بخجل صرخت مايا : هيه لما أنا أنا بالتحديد ؟!!..
الجميع كان يضحك بينما كان الأخ و أخته يتشاجران ..!
بإستثناء مايك و ماركوس اللذان كانا خجلين حقاً من تصرفات شقيقتهما الصغرى !!..
بينما قاطعتهما سايا : يكفي إليسيا نارو ..! دعونا نتابع مسألة لين .. حسناً الآن لين قررت النزول و أخيراً !!..
بمكر تابعت إليسيا : و قد قررت فعل ذلك حين أخبرها ميشيل بأنها إن لم تنزل فسوف يحمـ ..!
لم تكمل جملتها بسبب الضربة التي تلقتها على رأسها : ألن تكفي عن هذه التصرفات الطفولية يا إليسيا ؟!!..
وضعت يدها على موضع الضربه : هيه ماندي .. منذ متى و أنت تملكين قبضت حديده !!..
سايا التي تلقت ذات الضربه لكن من كايدي قالت بألم : آنسه كايدي .. لم أكن أعلم أنك عنيفه !!..
في ذات الوقت قالت كايدي و ماندي بإستياء : هذا ما تستحقانه ..!
لين اللتي بدأت بالنزول من الدرج و ميشيل أمامها كانت تحدث نفسها بإستياء : ( لولا أني خجلة من الحاضرين لكنت قد أفرغت مسدسي في رأسيهما !!..)
وقف ميشيل بجوارها و نزلا معاً .. ببدلته الرسميه و فستانها الوردي اللطيف كانا كعريسين في حفل زفاف ..!
كين اللذي كان يقف بجانب ليو همس له بمكر : فرصة لا تفوت رؤية لين وهي بهذا الخجل ..!
كتم ضحكته وهو يرد : محق يا صاح .. فرصة تأتي في العمر مرة واحده ..!
لو أنها سمعتهما .. لما عاشا حتى نهاية اليوم !!!..
في الوقت اللذ نزلت فيه إليسيا برفقة سايا كان مايك ينتظرهما عند نهاية الدرج !!..
و لم تكد أخته تقترب حتى أمسك بيدها و جرها خلفه وهو يهمس بضجر : أنتي بالذات تحتاجين لإعادة تأديب !!!..
وصل حيث كان مارك ينتظره .. أسندها إلى الجدار و بدأ هو و مايك يوبخانها و يلقيان عليها محاضرات طويلة عن الأدب و الإحترام خاصة أمام جمع كبير كهذا ..!
منظرها كان يثير الشفقه !!..
بينما كان يرقبها من بعد و على وجهه إبتسامة صغيره : ياااه .. صديقتك ظريفة جداً رين !!..
نظر بطرف عينه إلى المتحدث و قد إختفت إبتسامته : أمي .. للمرة المليون أخبرك بأنه ليست لدي صديقه و أنا لا أفكر في مثل هذه الأمور الآن !!..
بنفس نبرتها الماكرة قالت : ها ؟!!.. لا يمكنك خداع أمك يا عزيزي .. ما أراه هو أنك تبتسم كلما وقعت عينك على إليسيا .. إعترف أنك ....!
وقبل أن تكمل جملتها سمعت تلك الصرخة التي أفزعت الجميع : أنت !!.. لما أتيت إلى هنا ؟؟؟!!!!!..
السيدة هيلين و رين و الجميع أيضاً نظر لصاحبة الصرخه ..!
نظرات الحقد التي بدت واضحة في عينيها وضوح الشمس في كبد السماء الصافيه كانت مفاجئةً للجميع !!..
و هي تنظر إلى تلك المرأة الشقراء التي يفترض أن تكون .. والدتها !!!..
كانت تلك .. سايا !!..
حتى توأمها التي وقفت بجانبها لم تكن أقل شأناً من أختها !!..
نظرة الإستياء تلك كانت قاتلة لأمهما التي حاولت تدارك الوضع ببتسامة صغيره : عزيزتي سايا .. أتيت لأصلح كل شيء ..!
صرخت بها مجدداً : لا داعي لذلك !!!.. نستطيع العيش دون أن تصلحي شيئاً !!!!.. لقد تأخرتي !!.. لو أنك أتيت قبل عدة سنوات لأصلحتي خطأك فأنا سأكون طفلة حينها يسهل خداعي !!.. أما الآن فأنا فتاة كبيره و لا يمكنك أن تخدعيني بهذه الإبتسامة الزائفه !!..
سكين و مئة سكين إخترقت قلب تلك الأم التي تسمع هذه الكلمات من إبنتها التي لا تزال طفلة في عينيها !!..
كانت تشعر بمرارة الألم في نبرة صغيرتها الحاقده .. و هذا ما ألمها أكثر !!!..
لقد أخطأت .. كثيراً !!..
بهدوء كي تسيطر على الوضع خاصة بعد ذلك الصمت اللذي حل على المكان : أعترف أني مذنبه و أني أستحق كل هذا !!.. لكني أريد حقاً تصحيح غلطتي يا إبنتي !!..
هذه المره .. تكلمت مايا التي لم ترد السكوت لتقول بصوت مرتفع مستاء : أتعلمين كم عمرنا الآن ؟!!.. أنا و أختي بلغنا السادسة عشرة قبل خمسة أيام !!.. تركتنا حتى قبل أن نعي الدنيا !!.. قبل أن نكمل حتى نصف السنة الأولى في حياتنا !!.. و الآن تأتين بعد خمسة عشر سنه لتصحيحي هذا !!.. لا حاجة لذلك !!.. لقد تعبت من الإبتسام المصطنع في وجهك !!.. تعبت ملامحي من ذلك !!.. لذا سأظهر مشاعري الحقيقية الآن !!..
توقعت أن مايا في أسوء الأحوال ستبقى صامتها !!..
لذا ذلك الكلام حطمها !!..
تابعت سايا حينها بصراخ و الدموع تجمعت في عينيها : إرحلي !!.. لم أعد أحتاجك !!.. لقد كبرنا الآن و لم يعد لوجودك فائده !!.. أنا و مايا نشأنا بلا أب و لا أم !!.. لا نفهم مشاعر الآخرين تجاه والديهم !!.. ففي سنوات الطفولة حين كنا نحتاجك لم تكوني حينها بقربنا !!.. ما فائدة وجودك الآن ونحن فعلنا كل شيء بدونك !!.. كبرنا بدونك و دخلنا المدرسة بدونك و نجحنا بدونك و إنتقلنا إلى السنوات الآخرى بدونك و تخرجنا من الإبتدائية و الإعدادية بدونك .. حتى حياتنا عرضناها للخطر و عملنا مع الشرطة و حلمنا الأسلحة بدونك !!.. ماللذي تريدنه من مشاعرنا إليك بعد كل هذا ؟!!.. المحبة مثلاً !!.. هه .. في أفضل الأحوال سيكون البرود هو التعامل المثالي !!..
تجمعت الدموع في عينيها حتى فاضت !!..
تقدمت وقد فردت ذراعيها تريد إحتضان إبنتها .. لكن سايا في تلك اللحظة دفعتها بشدة مما صدمها أكثر و صدم الجميع !!..
عادت تنظر إليها و إرتفع صوتها أكثر مع تلك الدموع التي أخذت تسير على وجنيها المحمرتين : إبتعدي !!.. لا تقتربي مني !!.. هذا الحضن حين كنت أريده لم أجده !!.. لذا إستبدلته بإحتضاني لنفسي !!.. و الآن بعدما صرت لا أحتاج إليه تأتينني به !!.. لا أريده !!.. أتركيه لنفسك !!.. أكرهك !!.. أكرهك أكثر من أي شيء في الدنيا !!.. أنت و طليقك أكرهكما إلى حد الموت !!!..
السيدة إلينا كانت من قبل متهيئةً لمثل هذا الكلام .. فهي حقاً أخطأت في حق إبنتيها .. أغمضت عينيها مستعدةً لتلقي المزيد من التهم و الشتائم ..!
سايا و أختها التوأم مايا كانتا أيضاً مستعدتان لإخراج كل ما نفسيهما فهما لم تقولا سوى القليل حتى الآن و هذه ما هي إلا البداية فحسب !!..
الجميع في الردهة كان صامتاً مدهوشاً ..!
يوكو و ليليان و راي و كين و نارو اللذين كانو يقفون قرب مايا كانو قد لاحظوا نظراتها ناحية السيدة إلينا منذ دخلت إلى المكان ..!
تلك النظرات التي كانت أقرب لنظرات الإستحقار من أي شيء !!..
كان من الممكن أن تحدث الآن مشاجرةً بين الأم و أبنتيها لكن سايا ببرود قالت مع نبرة حاده : كما رأيتي قبل قليل أنا مستمتعة اليوم .. لذا لا أريد منك أن تفسدي متعتي !!!.. لدي الكثير من الكلام يجب قوله لكن .. سأأجله إلى وقت أكون فيه متفرغة لك .. لا أعلم إن كان هذا الوقت سيكون قريباً فأنت حقاً لم تكوني متفرغة لي إلا ما ندر !!!..
قالت تلك الكلمات و صعدت الدرج إلى الأعلى .. قبل أن ترحل تماماً أمسكت بالمايك لتتصنع المرح بعد أن مسحت دموعها بكم سترتها الوردية الأنيقة التي تناسقت مع ذلك القميص الأبيض تحتها لتعطيها لمحة براءة ممتزجة بالأناقة : حسناً .. أنا أكره الصمت .. لذا أرجوا منكم الآن أن تكملوا ليلتكم و تستمتعوا !!.. تذكروا أن كايد المسكين في المشفى لأكثر من ستة أشهر لذا فهو يريد المتعه ..!
لم يقتنع أحد بكلامها لكن كايد علم أنها تريد صرف الجميع عما حدث قبل قليل لذا إبتسم و قال بصوت مرتفع متصنعاً المرح هو الآخر : كما تريدين سايا .. لكن هل لك أن تحذفي كلمة المسكين التي بعد كايد ؟!..
إبتسمت لتفهمه موقفها و بعناد قالت : الحذف ممنوع بتاتاً كايد .. يفضل لك تقبل كلمة المسكين قبل أن أضيف ماهو أسوأ منها ..!
إنطلقت الضحكات بخفة و كل شخص هنا يريد أن يعيد الموقف كما كان ..!
إختفت سايا بعدها و الواضح أنها تريد البقاء وحدها في مكان ما في الأعلى .. بالنسبة لمايا فقد عادت تتحدث لصديقاتها و كأن شيئاً لم يكن فهي الآخر لا تريد لشيء كهذا أن يعكر صفوا هذه الأمسيه ..!
الجدة مادلين و التي لم تتدخل طوال هذه المدة إتجهت إلى السيدة إلينا و تحدثت إليها مطولاً و أخبرتها أنه أمر طبيعي و أن الفتاتين مستاءتان فقط و سوف يعتدل مزاجهما قريباً ..!
لم تكن الأم مستاءةً كثيراً فهي تعلم أن إبنتيها كبتتا هذا الغضب لسنوات طوال .. وإى الآن لم تقولا سوى بعض الكلمات كي تستطيعا التنفس فالبركان الحقيقي لن يكون بهذه البساطه !!..
لذا قررت السيدة إلينا العودة إلى الفندق الذي تقطن فيه رغم أن يومي حاولت إقناعها بإكمال الأمسية و حضور طعام العشاء على الأقل .. لكنها رفضت ذلك ..!
و قبل ذهابها توجهت ناحية كايد .. تعرفت إليه مبدئياً ثم قالت بإحترام : آسفة لما حدث الليله ..!
إبتسم بهدوء : لا داعي لهذا سيدتي ..! لم يحدث أمر سيء بالفعل ..! و كما ترين عاد الجميع لما كان عليه ..!
شعرت بالراحة و علمت أنها بالفعل تخاطب شخصاً مسؤولاً و محترماً لذا إبتسمت وهي تقول : أشكرك على العناية ببنتاي طيلة الفترة الماضيه !!..
شعر بالإحراج لكنه إبتسم .. ربما يظن بأن السيدة إلينا تكبر الأمور قليلاً : لا .. على العكس فلديك إبنتان يعتمد عليهما ..!
شكرته على لطفه و أستأذنته بالإنصراف .. حاول إقناعها بالبقاء لكنها رفضت ..!
وقبل إنصرافها ألقت نظرة أخيرة على مايا التي تقف في ذات مكانها هناك و تتحدث مع أصدقائها .. إبتسمت و قد تمنت بأن سايا لم تنزعج كثيراً مما حدث الليله ..!
..................................................