عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-21-2011, 12:49 PM
 
صرخت بأعلى صوتها:

_أيها الوحش!

لم يأبه الرجل لكلماتها بل وطوقها ضاحكاًوكأن مقاومتها تزيد من لعبته إثارة .وبينما هو يهم بطرحها أرضاً داس أحدهم على غصن يابس فسمع صوت انكساره عالياً . التفت الرجل وهو مزمجر غضباً لتظهر فتاة غجرية جميلة يتطاير الشرر من عينيها:

_ألم تشبع من أفعالك القبيحة بعد؟ دع الفتاة وشأنها أيها الوقح! ذهلت لين لإطاعة الرجل الشرير أوامر الغجرية من دون نقاش .وما كاد يحرر يدها المليئة بالخدوش حتى أطلقت ساقيها للريح .

جلست لين تفكر في كيفية افلاتها من قبضة الغجري الاسمر . ولحسن حظها وجدت أتوبيساً أقلها إلى الفندق في المدينة . ومن هناك اتصلت هاتفيا بجرار للسيارات فتكفل الميكانيكي باصلاح السيارة وجلبها في اليوم التالي بعد أن تبين أن العطل كان بسيطاً للغاية .

سارعت لين بعد ذلك إلى مغادرة المنطقة . وساهم انتقالها بين الطرقات الجميلة على نسيان الحادثة الاليمة . فاستعادت روحها المرحة ورغبتها في اكتشاف المزيد من أيرلندا .

وصلت إلى منطقة تدعى لاف كوريب حيث وجدت المشاهد رائعة تحبس الانفاس . المراعي الواسعة , البحيرات , الغابات... كلها مناظر خلابة تسحر الالباب , تمتع العين والنفس وترحب بانسان المدينة التعب لينفث في رحابها الهموم. وصلت إلى واد أخضر تبحث عن مكان تمضي فيه ليلتها. ووفقت في العثور على المكان الملائم , مزرعة صغيرة يستقبل أصحابها النزلاء في جناح خاص مقابل مبلغ قليل من المال.

أوصلتها المرأة صاحبة المزرعة إلى غرفتها البسيطة النظيفة . وأطلت لين من من النافذة لتشاهد المنظر الجميل والجبال تكسوها الغابات الكثيفة. ثم لاحظت مدخنة بعيدة في وسط جبل أخضر.

سألت لين المرأة وهي تشير إلى المدخنة :

_أهذا بيت في الجبل؟ أظن أني رأيت مدخنة

_نعم هذا قصر السيد دوغي.

لاحظت الفتاة تغير في نبرة المرأة التي تابعت تقول:

_السيد دوغي هو مالك كل هذه الاراضي , وقد ورثها عن والده الذي كان الحاكم الاقطاعي لمنطقة. بناء فخم به تحيط حدائق رائعة.

_هل يسمح للجمهور بزيارة الحدائق؟

_نعم , الابواب تفتح الزوار يومي الثلاثاء والسبت.

_أود لو سمحت ياسيدتي أن أحجز ليومين.

_أمرك ياآنسة سدلن بامكانك حجزها المدة التي تريدين , فهناك أشياء كثيرة يمكنك القيا بها في هذه المنطقة. باستطاعتك مثلاً , إذا كنت تجيدين ركوب الخيل , استجار جواد من مدرسة الفروسية والتوجه إلى الغابات.

أعجبت لين بهذه الفكرة فهي لا تزال تجيد الفروسية التي تعلمتها أيام الطفولة.

انطلقت لين ظهر السبت صوب حدائق قصر دوغي. وبعد أن سلكت بسيارتها منحدراً وصلت إلى سفح التلة التي تقوم عليها القصور وبدأت بالصعود نحوه إلى أن بلغت سوراً كبيراً في وسطه بوابه مفتوحة يقف بجانبها حارس يرتدي ثياباً أنيقة.

دخلت لين إلى موقف مخصص لسيارات الزوار بعد أن دفعت مبلغاً صغيراً يذهب إلى الاعمال الخيرية.

أخيراً وجدت لين نفسها تتجول في الجنة الساحرة. أينما نظرت وجدت جمالاً وبهاء. ممرات تظللها أشجار سخية. برك ماء صغيرة تغطيها الزنابق. جداول تتدحرج بين الصخور تعلوها جسور خشبية صغيرة مكسوة بالنبات المتسلق تماثيل بديعة وسط نوافير مياه وتشكيلات من أجمل الزهور وأزهارها . توقفت لين مراراً لتقرأ أسماء الاشجار والازهار النادرة , كما قرأت على احدى اللوحات أن شرفات الجهة الجنوبية من القصر صممتها السيدة موريل زوجة الوكنت دوغي حاكم المنطقة قيل القرن التاسع عشر.

وصلت لين خلال تجوالها إلى حديقة مليئة بأشجار الزيزفون وشجيرات أخرى أجنبية. حديقة أقل ما يقال فيها أنها فاتنة جعلت الفتاة تنسى كل شيء وتعتبر أن العالم تقلص كثيراً ليصبح هذا المكان الخلاب الذي لا موطىء قدم فيه لحزن أو لهم . لم تتمكن من كتم شعورها بالحسد تجاه مالكي القصر. وتمنت لوتكون مكانهم.

حان وقت العودة إلى الفندق وتساءلت لين: كيف يتمكن سكان القر من حبس أنفسهم في الداخل عندما تفتح الابواب للزوار؟

فيما هي متوجهة إلى البوابة الرئيسية لاحظت لين مجموعة من
__________________



لا أقبل صداقة الأولاد