عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-09-2011, 05:50 AM
 
الفصـل الـثالث [ ماذا يحدث لي ؟ ]

تذكرت يدي اليسرى فرفعتها لأنظر إليها ووجدت سواراً معدنياً ابيض اللون حولها
حدقت بأستغراب في السوار ، كان رائعاً ويلمع بشدة
سمعتُ صوت خطوات تتجه نحو المطبخ ثم رأيتُ أليسون تقف عند مدخل الباب وهي تنظر في ارجاء المطبخ بأستغراب ، قالت لي:
- هل حدث شيٌ ما ؟ ....
توقفت عن الكلام ثم حولت انظارها إلي لتسألني بأستغراب :
- ما بكِ تنظرين كالبلهاء لهذا السوار ؟
توردت وجنتاي خجلاً ، هل ابدو كالبلهاء حقاً ؟
انزلتُ يدي اليسرى وابتسمت بخجل لأليسون التي كانت تنظر إلي مسبقاً وقلتُ لها بهدوء:
- كلا أليسـون ، لم يحدث شيء.
لم ارد اخبارها بأي شيء لأنني لم اشعر بأي رغبة في فعل ذلك ثم انني للأن اتساءل ماذا حدث قبل قليل؟
اااااه سحقاً ، اصبحتُ كثيرة الغباء هذه الايام
اقتربت أليسون لي ورفعت يدي اليسرى لتنظر للسوار بأستغراب ثم تهم بسؤالي بفضول:
- هل كنتِ ترتدين سوار قبل قليل ؟
ارتبكتُ قليلاً ، هل اكذب عليها واقول نعم ؟ ااااه تباً لقد اصبحت كاذبة كبيرة في غضون يوم واحد ، قلتُ لها وانا ابتسم ببلاهة :
- أ.. أجل ، اجــل ، انه سوار جميل أليس كذلك ؟
قلتُ اخر جملة من اجل ان اغير الموضوع ويبدو انني نجحت لأن رأيت أليسون تبتسم وهي تقول لي:
- أجــل .. انه جميل ، من اين اشتريته ؟
ااااااااااه ، كم اكره حديث الفتيات هذا ، من اين اشتريته ؟ وكم ثمنه ؟ ومتى ذهبتي لشراءه ؟ اكره هذا كرهاً شديداً ، الان ماذا سوف اقول لها ؟
قلتُ لها وانا ابتسم :
- من متجرٍ قريب من هنا .
ابتسمت أليسون بمرح :
- رااااائع ، اريدُ واحداً .
زالت ابتسامتي فور قولها هذا ، ارتبكتُ كثيراً ولم اعرف ماذا اقول لها ، تباً هذا جراء من يكذب ! ، قلتُ لها :
- أ .. أ ... أليســون .. لقد اشتريت هذا السوار منذ زمن .. اجل منذ زمن ولا اعتقد انه لا زال يباع للآن.
عَبِست أليسون وقالت بحنق :
- كلا ، هذا مستحـيل .
شعرتُ بالفرحة لخروجي من هذه الورطة لكنني اخفيتها في صوتي حتى لا اجرح أليسون :
- اجل ، للأسف .
لكنني تفاجأت بأليسون تبتسم لتمسك بذارعي بقوة وتقوم بجري لخارج المطبخ وهي تقول لي:
- لا بأس ، ربما لا يزال يباع للآن ، فالنذهب ونرى .
قاومتها بشدة ، سحقاً ما هذه الورطة التي اوقعت نفسي فيها ؟ كل هذا بسبب هذا السوار الغبي ><
اخذت تجرني للأمام وانا اجر نفسي للخلف وحجتي هي :
- أليسون ، مستحيل ، انه لا يباع الان .
انقذني صوت سيارة اطفاء مرت بالقرب من العمارة فتركت أليسون يدي فوراً لتتوجه نحو النافذة بفضول وانا ايضاً شعرتُ بالفضول لذلك لحقتها بسرعة لأقف جانبها وننظر لسيارة الاطفاء التي مرت بجانب العمارة ، قالت أليسون :
- يبدو ان هناك حريق .
أيدت كلامها:
- اجل معك حق.
شهقت أليسون فجأة مما جعلني ألتفت إليها بأستغراب لتنطق وهي تتجه نحو باب شقتي:
- ويبدو ان الحريق قريب من هنا .
توقفتُ في مكاني قليلاً حتى استوعب ما قالته ، حريق قريب من هنا ؟
شهقت عندما ادركتُ ان سيارة الاطفاء توقفت في مكان قريب من هنا لأن صوتها لم يكن بعيداً فلحقتُ بأليسون بسرعة لكنني تذكرت أنني في ملابس النوم لذلك قمتُ بتغير ملابسي بسرعة شديدة وخرجت من الشقة بعد ان اغلقت الباب خلفي دون ان اقفله فأنا سوف اعود بعد قليل
نزلت الدرجات بسرعة وانا لا ارى أليسون ، يبدو انها لم تنتظرني
خرجت خارج العمارة لأتصنم في مكاني عندما وجدت احدى البيوت بالقرب من العمارة تحترق ، صُدمت فذاك منزل السيد فوستر العجوز
ركضتُ بسرعة بأتجاه الحشود التي وقفت بالقرب من المنزل المحترق ، شهقتُ بفزع لأضع كلتا يدي على فمي وانا ارى مجموعة من الجثث المحترقة تنقل على نقالة
كان المنظر مرعباً ومقززاً لأبعد درجة ، نزلت دموعي لا ارادياً فأنا اعرف السيد فوستر جيداً ، انه طيب القلب وكثير ما كانت آتي لأزوره في اوقات فراغي ، كان رجلاً عجوزاً يعيش لوحده فجميع اولاده متزوجين ويعيشون في بيوت منفردة وقد توفيت زوجته منذ اشهر وهو يعاني من الوحدة لذلك كنت ازوره كل فترة حتى اخفف عنه ، كنتُ احبه بشدة فهو كان يعاملني كأبنته تماماً ، اااااه سوف تكون صدمة لجميع ابنائه حالما يعلمون بالذي حدث لمنزله وله ! فبالتأكيد احد تلك الجثث كان تعود له !
ركعت على ركبتني وانا اخفي وجهي بيدي لأبكي بألم ، فقد ذهب ابي فوستر الان
احسستُ بأحدهم يركع بجانبي ثم يقوم بلف احدى ذارعيه حولي وبالاخرى يمسح على شعري لا بد انها أليسون
سمعت صوته المألوف لي :
- اعلم انه كان طيباً معك لكن كل انسان وله وقته .
ابعدت يدي عن وجهي بصدمة ، هذا صوت واتسون ، ألتفت إليه بأستغراب ليطبع قبلة على وجنتي بسرعة ثم يقول لي :
- اهدأي الان .
دفعته بقوة عني وانا اقول بغضب :
- ما الذي احضرك الى هنا ؟ ما الذي تريده مني ؟
ابتسم بخفة مما جعلني انصدم ، هل هو مجنون ؟ اصرخ في وجهه فيبتسم لي ؟ مابهِ؟
مد يده اليسرى نحوي ليمسك وجنتي وقد رأيتُ سواراً احمراً حوله ذارعه ، كان يشبه السوار الذي بيدي بشدة لكن لونه مختلف ، هل من المعقول ان واتسون هو نفسه الشخص الذي اعطاني السوار ؟
مسح واتسون على وجنتي بخفة وقال لي :
- لا تغضبي يا روز ، اعلم انكِ لا تريدين مني الذهاب كما اعلم انكِ تتمنين الان لو ابقى الى جانبكِ للأبد ، فلماذا تعذبين نفسكِ ؟
ماذا ؟ ماذا يقول ؟ شعرتُ بالغضب من كلامه فكيف يجرؤ على التحدث معي بهذه الطريقةويقول لي اكاذيب لا معنى لها ، ابعدت يده عني بقوة ونهضت من مكاني لأبتعد عنه وانخرطت بمجموعة الحشود وانا امسح دموعي ، تمنيت للسيد فوستر الرحمة فهو طيب القلب جداً كما انني تمنيت لو يحترق واتسون في نيران جهنم
روز هدأي نفسك ، لا يجب ان تقولي شيئاً كهذا
اخذت اتنفس بعمق لأهدأ نفسي فأنا اصبحتُ انفعل بشدة كلما رأيت واتسون ، لماذا لا يحل عني ؟
تذكرت أليسون فألتفت حولي بأستغراب وقد بدأ الحشود يذهبون ، بحثت عنها لكنني لم اجدها فيبدو انني اضعتها ، لا بأس سوف اراها عندما تعود للشقة
هممتُ بالذهاب لشقتي لكنني تفاجئت بيدان تمسكاني بقوة لتجراني بعنف الى احدى الازقة ليضرب ظهري بالجدار بقوة ، نظرت الى واتسون الذي كان واقفاً امامي وهو يمسك كلتا يدي ، نظرت له بأستغراب ، ما الذي يريده الان؟
وقبل ان انطق بشيء تفاجئت به يلف ذراعه اليمنى حول يدي اليسرى ليضعها خلف ظهري ثم يقوم بدفعي نحوه لأرتطم بصدره بقوة ويشدني بعنف إليه ، شعرت بضربات قلبي وصلت للمئة وبوجنتاي تشتعلان خجلاً وانا اسمع صوت ضربات قلبه ، وضعت كلتا يدي على صدره لأبعد نفسي عنه ، فقد خشيتُ من ان يرانا احدهم هكذا
لكن واتسون لم يسمح لي بالابتعاد عنه فقد ارجعني الى حضنه بسرعة ليقول لي:
- ليس بعد ، لم يحن الوقت .
ازداد توهج وجنتي ، ماذا يقول هذا المتوحش؟ كلماته تجعلني اذوب في مكاني
اخذتُ اتنفس بقوة فقد شعرتُ بالاختناق وبرغبتي في الحصول على هواء منعش ، تكلمتُ والكلمات تخرج بأرتعاش من بين شفتي :
- واتـ....ـسـو...ن .... اتـر..كـني .
همس لي واتسـون :
- ليـس قبل ان توافقي .
ابعـدني عنه قليلاً ليجعلني ارفع رأسي لأنظر لعينيه اللتان كانتا تلمعان بقوة ، تساءلت بصوت منخفض:
- ماذا ؟ على ماذا اوافق.
امسك واتسون بذقني وقال لي :
- روز ، عديني انكِ سوف تقطعين علاقتك مع كل اصدقاء طفولتك الشبان
صُدمت بشدة ، يا الهي ، ما الذي يريده مني ؟ لماذا يحاول تجريدي من اصدقائي ؟ انهم كل ما أملك ، غضبت بشدة فهو ظهر فجأة في حياتي ليحاول السيطرة عليها ، دفعته بقوة عني لسأله بغضب :
- ما الذي تقوله ؟ هل انتَ مجنون؟
اعاد جملته :
- اقطعي علاقتك مع جميع اصدقاء طفولتك الشبان.
ابتعدت عنه بسرعة وانا اضع يدي على صدري لأرفض بشدة :
- مستحـييييل ، اطلاقاً ، لا يحق لك قول هذا ، من انتَ حتى تطلب مني طلباً كهذا؟
قرب وجهه من وجههي لتتدلى بعض خصل شعره للأمام وقال بهمس وهو ينظر لي بتركيز:
- بلى يحق لي كل الحق ، فأنتِ لي .
توسعت عيناي تعجباً ، ماذا؟ ماذا قال ؟
ااااااه ما الذي يحدث فجأة لي ؟ لماذا اشعر ان حياتي سوف تنقلب منذ الان رأساً على عقب
ابتعدت عنه بسرعة وركضت لخارج الزقاق فأنا لا ارغب في رؤية وجه واتسون بعد اليوم لأنني اشعر بأنني ان ابقيته في حياتي فسوف يجعلني دمية عنده ، يحركها كما يشاء وانا بكل تأكيد لا ارغب في ان يتحكم في حياتي احد ، لا احب ان يملي احدهم علي الاوامر فما بالي بشخصٍ غريب ظهر للتو في حياتي وبطريقة عجيبة ايضاً
اتجهت نحو شقتي لأفتح بابها بسرعة واصدم بما اراه
شقتي كانت محطمة بالكامل ! توسعت عيناي صدمة وانا انظر إليها ، كل شيء قد تحطم من مزهريات وارائك وخزانات وكتبي كانت مبعثرة هنا وهناك والنوافذ محطمة بشكلِ كامل
خطوت لداخل شقتي لتَضرِبَ قدمي كل شيء تصدم به وتحركه بعيداً
وقفت في وسط شقتي انظر الى جميع الغرف ، كل الغرف اشياءها محطمة ومكسرة ما عدا غرفة واحدة ، اتجهت إليها ، كانت غرفة نومي لكن حالما وقع نظري على سريري حتى تراجعت الى الوراء بخوف ، فقد كُتب على السرير بالدماء جملة ارعبتني وبشدة
" سوف تندمين "
اندم ؟ على ماذا ؟ ما الذي فعلته ؟
__________________
رد مع اقتباس