تذكير:
خرج كل الطلاب متجهين نحو نادي المبارزة بالسيف و لم يكن إلا طلاب الفصل بل كل طلاب المدرسة وكذا الأساتذة، فبالنسبة لهم تحدي نجيزة في ملعبها هو كمن يذهب بعرين الأسد بقدميه ...لو كان جاك ما كان حضر أحد لأنهم يعلمون ان نجيزة مستحيل أن تؤذيه عكس شخص غريب يقلل من شأنها.
يو بهدوء ممزوج بالسخرية :هل كل من يدرس في هذه المدرسة هنا؟
أجابه سام و هو يبحث بعينيه عن شخص ما: ربما ...
تقدم جاك منهما و قال : بل كل المدرسة و الأساتذة هنا....
يو: لما كل هذا؟
جاك و هو يسير متجها نحو باب النادي : لأنك أول أحمق يتحدى نجيزة ...
يو بسخرية : بمناسبة ذكرها... أين هي؟ هل هي خائفة ؟
التفت جاك و في نيته أن يجيبه لولا أن المعنية بالسؤال أجابت بقولها المستهتر: من الخائف؟
يو : ها قد أتيت...
نجيزة : لست جبانة حتى أختبئ...و من من؟ من شخص أحمق مثلك...
ضحكت بسخرية و قالت : أفسحوا لي المجال حتى أفتح الباب
مرت نجيزة بينما قال سام : لما هي من تفتح الباب دون غيرها ؟
لورا وهي تبتسم بخجل: هذا لأنها رئيسة النادي ...
سام بتعجب : ماذا؟؟؟؟
لورا : لا تتعجب ..فهي قادرة على فعل كل شيء..
فتحت نجيزة باب النادي قائلة :إياكم و لمس أي شيء ...احمدوا الله أني سأدعكم تلجونه رغم كرهي لأن يدخل نادي أشخاص ضعاف...
دخل الجميع للنادي و كل أخذ مكانه ، طبعا الصفوف الأولى شغلها الأساتذة
كن جاك يجلس بجوار السيوف ، لبث قليلا و قال : سامحيه فهو...
قاطعته قائلة : لا أظن أن هذا من اختصاصك يا جاك..إن أنا كسرت أضلاعه...
جاك : لم أقل شيء...
نجيزة وهي تنزع ضمادة يدها : اسأله أي رياضة سنتنافس فيها؟
جاك : كما تريدين
توجه جاك نحو يو و سأله عن الرياضة التي اختارها فأجابه يو بأنه اختار الكاراتيه فهي رياضته المفضلة و هو بارع فيها...
لورا : نجيزة دعيني أساعدك في تغيير الضمادة...
نجيزة : حسنا
سام : لما يدها مضمدة يا جاك ؟
نظر له جاك بهدوء مثير للريبة و قال : لا أعلم ..فهي لا تروي لي يومياتها..وسار مغادرا
سام في نفسه : آه منك ...و الآن تبين أنك غامضة ...
لورا :انتهيت
نجيزة : شكرا ..
لورا : لا شكر على واجب فنحن صديقتين...
سام : آنسة لورا
التفتت لورا لمناديها ، فوجدته سام ..فاحمرت وجنتاها بخجل
وقف جاك بجوار نجيزة قائل بهمس : ان هذا الشاب حقا فضولي
نجيزة : و ماذا في ذلك ؟
جاك : إنها مهمتي ...
ضحكت نجيزة بخفة وهي تنظر للورا وسام
سام : إنسة لورا ..هل أنت صديقة نجيزة؟
لورا : أجل ..لماذا؟
سام : لما يدها مصابة ؟
لورا بارتباك: لا ..لا أعلم
سام : ألا تخافين عليها؟ إنها مصابة و تريد أن تنازل شاب بكامل لياقته البدنية
طأطأت لورا رأسها و قالت : لا شأن لي بما تفعله...
سام في نفسه : إنها تعلم بالأمر و لكنها خائفة من أن تخبر أحدا..آه منك يا نجيزة تريدين تصعيب الأمر علي من جديد بعد أن وجدتك بسهولة...
أمسك جاك الميكرفون و قال : سيداتي ..سادتي ستبدأ المباراة الآن ...التفت إلى المتنافسين و قال :هل أنتما جاهزين ؟
يو : أنا جاهز
نجيزة : أنا دائما جاهزة لتلقين أمثالك دروسا...
جاك : ابدآ
بدأت المباراة ... كانت حماسية جدا و ما زادها حماسة هو كون كل المدرسة مع نجيزة ، ليس لأن يو جديد فيها إنما لأن نجيزة ستقتلهم إن شجعوا غيرها ..و أين في ناديها ؟..في الحقيقة المجنون فقط من يتحداها و يشجع غيرها
صدد يو لكمة سريعة لها و لكنها تصدت لها بسهولة مما أربك خصمها ..حان دورها لتسديد لكمتها القاضية أو هكذا ظنت قبل أن يتجنبها يو ..لتصيب الأرض بدل منه مما أدى لانشقاق جرحها من شديد وعودة الدم لسيلانه..
لم تتوقف نجيزة عن القتال رغم أنها رأت الدم و هو يخرج من الضمادة..
جاك : أيتها المتهورة ..كفاك
سام : توقفي فجرحك انشق من جديد
لورا : توقفي إني أرجوك
لينة : يو ..كفاك عنادا و استسلم
نجيزة : لن أتوقف حتى أريه من الغبي منا..
أوسعته ضربا لأنها أمسكته ثم قالت وهي تختم النزال بلكمه لبطنه: لعل هذا سيعلمه الأدب
يو بألم : حسنا ...حسنا ..أنا آسف
لم تجبه نجيزة لأن جاك سحبها بغضب إلى مكتب النادي بعد أن طلب من لورا أن تخرج كل الطلاب..
سام في نفسه : جاك ... علي أن أعرف ما علاقته معها
جاك بغضب : هل أنت حمقاء؟..لما لا تهتمين بنفسك...؟
نجيزة : ماهمك بي ؟ أنت تعلم مدى كرهي للحياة ؟
جاك و هو يهدئ أعصابه و يمسكها من كتفيها : اسمعيني جيدا..لا تحقدي فالحقد يشوه جمال الحياة و لا تحزني فالحزن إتلاف لأعصاب الجسم و الروح..
نجيزة بهدوء : اتركني و إياك و التدخل فيما لا يعنيك
جاك : يا لعنادك...
نجيزة : لنخرج بسرعة...
خرجا ..فوجدا الكل قد غادر إلا لورا و سام و نجيزة و لينة و يو...
سام : تهانينا لفوزك...
نجيزة بهدوء : شكرا
لينة بخجل : ما رأيكم بأن نصبح أصدقاء؟
لورا : هذا أمر رائع أنا موافقة
الشباب : ونحن أيضا
لورا : نجيزة لم تقولي رأيك
نجيزة و قد استفاقت من شرودها و هي تنظر لإعلان الملصق على الجدار: أنا موافقة ..و لما لا؟
جاك بخبث :لقد تغيرت كثيرا منذ مجيء لورا
نجيزة بغضب : اصمت ...
جاك : حاضر آنستي ..