الموضوع: حقا انها حياتى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-16-2011, 07:57 PM
 
حقا انها حياتى

‏13/‏06/‏2011
انه لمن الصعب جدا ان يحدث كل هذا ولكنه للأسف قد حدث,, منذ عام 2002 كنت ابحث عن الخلاص من دنيا اعيشها رغما عنى وهذا العام بالذات الذى توفى ابى فى اخرة فى شهر أكتوبر تحديدا الخامس منه كنت انا ابن الثامنه عشر سنه ولا انسى هذا اليوم ابدا من عمرى بكل ااهاته وتفاصيله قبل هذا اليوم كنت مفعما بالحياة والنشاط واتذكر انى كنت دائم التفكير ولكنى لم اكن ابدا على درجه ثقافه حتى المستوى المتدنى منها لم يكن عندى اى مخزون , فقط الحياة اعيشها وكنت شبه مستترا فيها لم احظى بأهتمام احدا يوم ما,, كنت الولد الأوسط بين اخ أكير يكبرنى بسنتين واختين توائم اصغر منى بثلاث سنوات ولم اكن مجتهدا فى الدراسه ابدا بل كنت منمن يصعدون بملاحق فى كل سنه وذلك كان لأنى اصلا لم اكن اعرف القراءة ولا الكتابه وكنت اكره الأنجليزى الذى درسناه فى السنه الأولى من المرحله الأعدايه ومكثت كثيرا لا اعرف كيفه القراءة ولا الكتابه حتى السنه الثانيه من المرحله الثانويه وكان وصولى لها كان بالمساعدات الخارجيه ولكنى كنت مميز جدا فى علم الرياضه ليس لشئ إلا لانها خاليه من القراءة بالأضافه الى ان والدى كان يدرسها لى وكان هو مهندس معمارى فأسسنا خير تأسيس فى هذا العلم ــ رحمة الله عليه اللهم امين ــ ولم يتوقع منى احد ان اخرج من الثانويه اصلا ولكنى عمدت ايامها انى يجب ان اصنع شئ وفعلت ما اسطتعت كان الكل يذاكر الدروس المقررة وانا اتعلم القراءة وكان هذا قمه التحدى والمعاناه لان وقت مذاكرة المنهج كان قصير وكان ابى يجهد نفسه معى كثيرا فى كل هذا وبعد ,, الحمد لله كنت قد فزت بالنجاح وكان اول مرة فى عمرى اذق فيها طعم النجاح بصدق هذا انا انا من تعب وصمم وتحدى وفعل وفى النهايه مّنّ الله عليه بالنجاح ,,كنت ستكون هذة احلى سنين حياتى ولكن توفى والدى فيها وكما قلت هى ايضا كانت الفيصل ...............................
لم ابكى لحظه على والدى كان هذا طلبه منى فى اكثر من مرة يكلمنى عن يوم مماته اما انا فلم اكن اتصور انى سأنفذ طلبه هذا كنت احبه من كل قلبى كان هو اكثر الناس قربا لى رغم انه كان يقسوا على بل كان فى منتهى القسوة دائما على انا فقط دون اخوتى حتى هم كانوا قد اشتكوا ذلك ولكنى دائما ما كنت ازداد له عشقا وقبل موته بأسبوع نادى على وقال سأخبرك بسر لم اكلم به احد من قبل فقلت له ما الامر صرح لى انه كان متزوج فتاة من المنصورة فضحكت لعدم تصدقى بل مزحت معه قائلا وهتقولى ليك اخوات هناك فقال لا قد طلقتها قبل ان ننجب وسكت طويلا لما اعطى لى شهاده الزوج والطلاق وكنت مذهولا هل احد يعلم جاوب هو على قبل ان أساله لا لا احد يعلم اى شئ لماذا قلت اذن جاوب ايضا دون ان اسال لطالما قسوت عليك ايام وليالى اطلب منك دائما مالا تسطيع وكنت تنفذ انت كنت اعّدك لشئ كهذا ان تكون اثرى فى الدنيا بعد موتى وكنت وان تتحمل ما يمكننى ان اتحمله عرفت ياولدى فرددت كيف لى ان اكون انت او نصف مثَلك انت كبير عائله زين الدين والكل يستشيرك والكل يحبك والكل يعرف تماما ما فعلته له على طول حياتك وحياته يعرفون تماما كيف ربيت بنات اخوتك الأربعه من زوجها الأول والسته من زوجها الثانى وأعتناءك بأخيك الأصغر منك بسبع سنوات وابناء اعمامك وخالاتك,,الكل يعرفون رحلات عملك الكثيرة فى مختلف البلاد العربيه وانا ياوالدى اعرف ان نظرة عينك ترهبنى وأعشقها وتخيفنى وترسل لى الحنان وكلامك اتوة فى حلاوته كيف لك بهذا السحر فى الكلام؟! وكيف لى ان أكون مثلك؟!! كيف مررت بكل هذة المحن؟! وكيف تحثنى ان اعبرها؟!!! كيف استطعت؟! وكيف تلزمنى ان اسطتع؟!!! ـرحمة الله عليه اللهم امين ـ قال لى حينها ياولدى كما قلت لك فقلت من فورى ..أأحببتنى؟؟؟ فقال أكثر مما يجوال بخاطرك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وضمنى بل عصرنى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان له كتف عريض وصدر واسع وكنت انا رفيع الجسد ضعيف البنيه وأخذ يبكى وكنت قد سبقته بدمع لم اعرف مثله واطلق عليه دمع فقط لكى تعرفه اما هو كان شئ اخر غير الدموع فكانت قطرات تنقلع من عينى لا تتساقط فحسب كل دمعه كانت تتحدث تقول أكل هذا الحب ولم يكن حضن ابى فقط بل كان دنيا فى محيط ذراعيه وانتهى وانتهيت لما سكن الفؤاد وقام وأخرج لفافه وأعطاها لى فقلت ما هذا قال اريدك ان تدفن هذة معى قبرى فقلت ما هذا قال انها جزء من كسوة الكبّعه مّن الله بها على فى احد مرات زيارتى لها فقلت له داعيا اطال الله عمرك ........................................................................................
وحدث انى بعدها بيومين رأين فيما يرى النائم ملائكه تمشى ببيتنا وحدثت امى على هذا ولم تلقى اى بال
وحدث انى بعدها بثلاثه ايام قد قمت من النوم الساعه الثالثه فجرا على صوت اختى وهى تقول اصحى ياعصام بابا فى المستشفى،، ابى فى المستشفى،، إن ابى على طول العمر مريض وعلى طول عند الدكتور ولكنه لم يشتكى ابدا من ذلك فمن المفترض ان يكون الأمر حين إلا انى فى ساعتها ذهبت أغتسل و أصلى لأدعوا له ولم يكن دعائى بالشفاء كان دعائى له بالرحمه وبتهوين سكرات الموت وجلست اقرأ القراءن فحسب وغابوا ساعتين عن موعد نزولهم وتركت المصحف لما نادت امى بأعلى صوتها فى الشارع ابوك مات ياعصام نزلت جريا ووجدتنى احمله قائلا إنا لله وإنا اليه راجعون والكل يبكى وانا صامت فقط نظرات غامضه لا حزينه ولا حتى عابسه وادخلوة الى الحجرة ولم يتركوا احد يدخل عليه كان اخى يريد ولكنه لم يستطع اما انا فدخلت رغما عن من كان يمنع الكل لما رأى هو وجهى واغلقت البابوتكلمت معه فى اذنه واول ما قلت لا اله إلا الله محمد رسول الله ثم قلت اه لو كنت اعرف انه الحضن الأخير لكنت تركته يطول ابى لم ابكى حتى الان والغريب انى لم ابدى اى شئ بعد يا ابى أواهم انا ام أحلم أم ماذا يحدث حدثتنى عن الموت وها انا اراه فيك حدثتنى عن العمر وها عمرك انتهى امامى السلا عليك ابى وليرحمك الله ,, ومن ثم خرجت توقت انى سأجفف دموع فى هذا الموقف ولكن هذا لم يحدث بعد كنت قائما على غلسه مهدئا لمن ينهار امى أسكتها بأعجوبه أخواتى خلعت لهم الحزام اخى الأكبر زجرته خيلانى وأعمامى وكل ما كانت تقع عليه عينى مات هو قبل الفجر كان ليله الجمعه فأنتظرنا الجمعه وصلينا عليه بعدها وسبحان الله حدث ما جعلنى أقشعر حينها والأن وفى أى يوم اتذكر انه لما صلينا جريت انا لم احمله مع الأخرون بل جريت وعرفت السر بعدما جريت انى كنت اريد الجلوس فى العربه ولكن اى عربه اين سيارة دفن الموتى التى سيدخلها ابى لم يكن هناك اى سيارة إذا لما اجرى وظللت اجرى وبعدت المسافه بقدر يبعد عنهم بحيث انهم لو ركبوا ما تبعتهم ولما شعرت بذلك يقينا توقفت وما ان توقفت حتى وقفت سيارة امامى واجدها هى ووجدتهم يمشوا بيه نحوها فركبت فيها التقطه منهم وأراد أن يدخل العربه كثيرون ولكن هذة العربه كان مصرح بها واحد فقط يجلس معه إذ لا يوجد اماكن اخرى وقالوا اين ابنه الأكبر فلما جاء وأجبرنى خالى على النزول قال اخى لا اتركه واغُلق الباب على انا وهو كما كنا فى الحجرة من قبل مرتين مرة وهو حى وأخرى وهو بلا حراك وها اخرها شعرت حينها الله مقدر لذلك ان اظل بجانبه حتى المكان الأخير وذهبنا الى قبرة ونزلت به مع اخرون وأهللنا عليه التراب ولم ابكى بل كنت متشبث بيده من فوق الكفن بعدما أحللنا عقده كان الضوء خافت جدا وصعد اكثر الناس بعدما لم يسطيعوا الوقوف مجددا وانا لم اخرج لم يتبقى إلا انا وخالى الذى كان يرتعد حزنا وخوفا فى نفس الوقت حتى انه كاد ان يقع من طوله فأسندهته للخروج ولم أخرج كان القبر حجرة كبيرة متسعه وهذا ما جعلها مظلمه لبعد المكان عن فتحه القبر ولما أستيئسوا من خرجى انزلوا لى شيخ وأخذ يدعى لأبى وأخذت أأمن وكان مندهشا لما انا فيه فلقد لمحته وهو ينظرنى وحثنى على الصعود وطاوعته ليصعد هو وصعد اما انا فمشيت خطوتان ورجعت وأخذوا ينادوا ولم استجب بشئ فقط انظر اليه دون فكر دون كلام دون حياة له او لى مع الفارق فى التشبيه وهذه الدقائق الكثيرة حملت لى معانى كثيرة لم اكن اتوقعها ونزلوا كثيرون مرة أخرى والشيخ معهم وخالى الذى قال لى تعالى ياعصام ربنا يصبرك وأومأت علامه رضا ............فصعدوا وصعدت وكنت أخرهم وكنت متصور انى سأجفف دموع ولكن لم أبكى وهذا ما لم يظنه الجمع حقا كان يوم رهيب لا اسطيع ان انساه وأختم الكلا م بما عبرت به عن هذا اليوم
مش بأيدى تبقى نصبيى مش بأيدك تفضل معايا ايوه لسه انت حبيبى بس مش سامع ندايا
لحظه صعبه عليا اللقى حبيب عنيا ميردش عليا ندا . لا بأيداه يرد عليا ولا يمسح دمع عنيا ولا صوتى يبقلوه صدى
هفضل عايش أسيرك ولا شايف حبيبى غيرك هفضل عايش وحيد مع أنك مش معايا ولا سامع صوت ندايا هنديك طول السنين
مش بأيدى تبقى نصبيى مش بأيدك تفضل معايا ايوه لسه انت حبيبى بس مش سامع ندايا
واخر الكلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
__________________
وأذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدينى ربى لأقرب من هذا رشدا
رد مع اقتباس