عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-24-2007, 12:55 PM
 
Exclamation عاتبها !! أنبها !! وبخها !!

بعيدا عن صخب الحياة ومغرياتها .. بعيدا عن ملذات النفس وشهواتها ..

وجدتني أصب جم غيظي وغضبي عليها لأزج بها وبقوة لتكون قيد السلاسل في قفص الإتهام ..

أعاتبها .. أؤنبها .. أوبخها .. وأعاقبها لما آل إليه حالها وأمرها ..

أف لها .. رغم محاولاتي الجادة المتكررة لكبح جماحها إلا أنها وفي كل مرة تتمرد وتنجح في الفرار

باستمالة قلبي والتخفيف من حدتي وعزمي ..

ولكن ليست هذه المرة أبدا .. فقد استعنت بالله وعقدت العزم وبيّت النية لتأديبها كي لا تنفلت ..

بلا رحمة ولا شفقة قيدتها بقيود التخويف وألجمتها بلجام التقوى وسلسلتها بسلاسل القهر

وزجرتها بسياط الوعظ علّي أنهرها عن أفعالها الموبقة ..

بكت أو تباكت !!

سألتها : ماذا ستغني عني دموعك وتوسلاتك ووعودك ؟!

تفتنين بكل لذة لتتركيني بعدها غارقة في بحر من المعاصي والذنوب ..

تتقذفني الأمواج هنا وهناك لترسى بي على شاطئ جزيرة الهموم والأحزان ..

في كل حين أحكم عليك حكما مخففا وأتساهل معك (( أملا )) في انصلاح أمرك وطمعا في وفائك بعهدك ..

أعتقك وأطلق سراحك لتداهميني بعدها بانقيادك وانصياعك إلى ما نهيتك عنه بل وبقوة وإصرار أكثر مما سبق !!

أحرص على رشدك وتتفننين في السعي إلى حتفي وهلاكي !!

متى تعتبرين ؟! متى تنزجرين ؟! متى تتوبين ؟!

كأني أسمعك تتمتمين بـ (( سـوف )) .. عذرا حبيبتي .. مضى الكثير ولم يبق لدي وقت أكثر لأضيعه .. وحان وقت إصدار القرار ..

سأمت من ملاطفتك وتدليلك بل أحيانا مطاوعتك والإستسلام إليك .. اعلمي عزيزتي بأني سأجمع كل قوتي وبأسي لأتخذك عدوا

(( لأنك بحق أعدى أعدائي ))

أتحصن منك ومن شرورك .. ولن يهنأ لي بال حتى أروضك ..

أخوتي هل علمتم من المتهم فيما سبق


إن المتهم فيما سبق هو نفسي المقصرة .. نفسي التي بين جنبي ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( المؤمن بين خمس شدائد: مؤمن يحسده ومنافق يبغضه وكافر يقتله وشيطان يضله ونفس تنازعه ))

وقال عزّ من قائل :

(( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ))

أحبتي في الله :

أصلحوا أنفسكم بتطهيرها من الأدران وتطبيعها على عمل الخير والنأي عن كل ممارسات الإنحراف .. فالنفس عدو منازع يجب علينا مجاهدته ..

يقول الغزالي :

(( اعلم إن أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك, وقد خلقت أمارة بالسوء ميّالة إلى الشر فرارة من الخير , وأمرت بتزكيتها وتقويمها وقيودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربها وخالقها

ومنعها عن شهواتها وفطامها عن لذاتها, فإن أهملتها جمحت وشردت ولم تظفر بها بعد ذلك

وإن لازمتها بالتوبيخ والمعاتبة والعذل والملامة كانت نفسك هي النفس اللوامة التي أقسم الله بها

ورجوت بها أن تصير النفس المطمئنة المدعوة إلى أن تدخل في زمرة عباد الله راضية مرضية فلا تغفلن ساعة عن تذكيرها ومعاتبتها ))


نســأل الله أن يهدينا لما فيه الخير والصلاح


مع خالص تحياتي

أخـتــكم

برنسيسة الخيال
__________________
(( على كف نمشي ** ولا ندري عن المكتوب ))