عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-14-2011, 10:46 PM
 
مسترشدا بضوء خافت



مسترشدا بضوء خافت


أخذت عدتي ورحلت عبر أغوار نفسي .
مسترشدا بضوء خافت ينبعث من كوة تقع في نهاية جدار الزمن .

نسجت خيوط شبكة العنكبوت ، لأربط بين ضفتي كياني .

أقمت صلة مع عناكب المكان .

نستخلص الغذاء من أشعة الشمس المتسربة عبر شقوق الصرح الشامخ .

نرتوي بارتشاف حبات العرق المتناثرة على وجنتي الشفق البائس .

جدفنا بأجنحة الشقاء نغالب الأمواج الدروج .

نطت يدي اليمنى - بغتة - وهوت ،
تتبعها اليسرى رفيقة درب ،
تشق المجاهل المكشرة عن ضواحك ناتئة متبرجة .

لم تعد يدي .

استوحت هواجسي أنها استبدلت دراعي بصدغ منهك ، استوطن الرمس قبل أوانه .

لعلها ضاقت من طول إصغاء وعناء .

شربت الظلال ثم تجرعت معي الدارس من الكآبة الظلماء .

زارني فقدها .

مر بي متفقدا .

أيقظ أوجاعا سرت في جوانحي تيارا حارقا بلا لهيب ولا هابية .

سمومها يدرو رمادي فوق رؤوس الشوامخ .

يسقي - على مهل - بدمي حقول الزقوم الطافح .

مزقت ليالي اللظى أشلائي .

حولتها هباء تسوقه الرياح ، ليشهد مجزرة انتحار الأمواج بين يدي الرضام الصماء .

سحوب هبائي تراكمت ،

شكلت سفحا قاتما مدلهما ،
تكسوه أردية السراب الخادع .

ظللت أسرابه مخيلتي ردحا ،

تاهت عناكيبها بسماء رسمتها بحبر التيار الذي عبرني ،

تجاوزني .

تدفق مطرا غزيرا تهاطل من منابع جسمي .

سقى دوحة الروح التي نمت وترعرعت على جبيني .

طفقت واجما .

أحدث بصمتي الدجى .

أحاور حفيف الخمائل المعانقة لباحة فكري .

أرتب أحلام المارين .

أرمم طين الخطوات .

أحفز هواجسي .

أخضبها بحناء العرس المقام على حافة قبري .

أنظف وجوه القمر المشظى بنحيب البراءة .

أرعى الليل الذي نام في كفي واسترسل يئن بغطيط متعب .
كسر هدوء ليلي البهيم صوت رافق غطيطه .
نفذ عبر التصدعات التي انتابت جدار نفسي الهرم.
تخللته ومضات نافذة تضيئ أغوار نفسي .
استمرالترنيم المدوي .
توالت الرسائل الوامضة بوتيرة متصاعدة باطراد .
اختنقت العناكيب واختفت.
انسحبت أسراب الطيور وولت .
اختلطت الأصوات وتعانقت .
يتناهى إلى سمعي ،
مزيج من النواح والتهليل والزغاريد ،
لم أعد قادرا على التمييز ...
ولا على التقدير...

ألازم كوة المكان ،
أختفي خلف أشباح شبيهة مهجورة .

أحتمي برداء الوجوم .
أحكم إغلاق منافذ الحواس من جسدي .
أستسلم قسرا
للنوم العميق .