عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03-17-2011, 06:49 PM
 


الجزء الثالث
تذكرت روز الكم الهائل من الأعمال التي تنتظرها صباح هذا اليوم ، فقد كان يجب عليها تسليم بحوثها إلى رئيسها في العمل ، فها هو يمنحها فرصة أخيرة لتثبت بأنها جديرة لتنال ترقية خلال هذا العام.
ألتهمت قطعة من الخبز الأسمر المنسدح عليه جبنة بيضاء كبياض قلبها ، وقبلت وجنتا والدتها مودعه إياها شاكرة لها هذا الحديث الذي خفف عنها كثيرا هذا الصباح ، والتفتت مسرعة نحو غرفتها متجهة إلى خزانة ملابسها وقد رأق لها ترتيبها ، فقد أفتقدت منذ فترة طويلة خلال بقاءها في السكن الجامعي مع صديقتها غرام التي نشاءت صداقتهما في هذا المكان واستمرت حتى بعد أن تخرجا وانتقلت كل منهما إلى حيث يعيش مع أسرته .
وضعت بعض من الفازلين على شفتيها الممتلئة البارزة ، وسرحت خصلات شعرها الناعمة ، وحملت حقيبتها بحركة سريعة جدا وغادرت المنزل وهي تذكر نفسها بأنها تأخرت ربع ساعة على العمل .
ركبت سيارتها مندفعة لشق طريقها ، ولاكن ولحسن حظها لم يكن الشارع مزدحم بالسيارات ، ولم يكن هناك ضحايا لهذه السرعة المتهورة ..
واخيراً وصلت إلى مكان عملها ، القت السلام على زملاءها وتوجهت إلى مكتبها الخشبي المريح ، كان جدران الغرفة مطلية بالوان مخملية ودافئة تبعث لها الاسترخاء اثناء احتياجها لهذا ، بينما كانت الاضاءة قوية ومنبعثة من كل مكان في المكتب ، وعلى يسار المكتب بحوالي عشرة سنيمترات تقع مزهرية مصنوعة من الفخار وقد أمتلات باليانسون والياسمين ، وبرغم من انشغالها وضيق الوقت في هذا المكان الا أن روز أبدت اهتمام كافِ للعناية بهذه الوردات الجميلة .
فتحت حاسوبها وبدأت في انجاز مهامها التي يجب أن تسلمها في الساعة الحادية عشر ظهرا خلال الاجتماع . وبينما هي متحمسة لانهاء عملها ، إلى أن الصداع الذي شعرت به سبب لها ارباكاً وتوقفت لتأخذ قسطاً من الراحة والاسترخاء بالقرب من زهرات الياسمين التي تعشق رائحتها .
فقد أيقت روز الليلة بدون نوم بعد لقاءها الاول مع باسم ، كانت روز شديدة الجاذبية للرجال ، وقد وقع الكثير منهم في حبها ، لاكن باسم هو الوحيد الذي وقع اختيارها عليه ، كان باسم يراسلها عبر البريد الاكتروني منذ أن ظهرت في أول تجربة لها امام شاشة التلفاز لإذاعة اخبار الطقس ، فهي لم تلتقي به يوما ، لاكن ما كان يبعثه لها من خطابات جعلها تشعر بانه هو الشريك الذي تبحث عنه ،
فقد كان شابا ناضجا ، و مثقف ، وداعماً لكل خطوة في حياتها المهنية .
إلى أن كلماته اللطيفة المهذبة ، التي يقوم بإطراءها بها أثرت ايضا عليها بطريقة أعجوبية ، فمع انها سمعت الكثير من هذه العبارات من الآف الرجال ، الا انها لم تدخل إلى صميم قلبها كما فعلت كلماته ..
أسنندت روز ظهرها على الكرسي الانيق المصنوع من الجلد الفاخر ، أسود اللون ، و تنفست بعمق وحاولت أن تقترب من زهرات الياسمين وأخذت واحدة منها ، وقربتها من أنفها الدقيق لتستنشقها .
ومهما حاولت أن تنسى بكبرياء ما حصل لليلة الامس وفي ساعات الصباح الاولى لن تفلح محاولاتها ، وبدون راداتها بكل تاكيد سمعت همسات صوته وهو يقول لها " روز أنا احبك وسنتزوج قريبا " كشفت عن أسنانها وارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيها تماما كما حصل في تلك الاثناء .
تكلم الصوت الحاني داخلها : " الأمر لايستحق كل هذا الغضب ، ماهذا السخف ؟! ، أكنت شديدة الحساسية ام أني أنزعجت لان وقع اختياري على شخص لايفتخر بمهنته ؟
وبصوت مسموع قالت : " لا .. لا مستحيل أن لا افكر بتلك الطريقة ، لن أكون مثل امي وباقي النساء الذين يبحثون عن المال ، المال فقط .
وبصوت يعلو الأمل اكملت : "هناك الكثير من الايجابيات التي ستكون بمثابة أركان قوية لهذه العلاقة ، ساكمل هذه العلاقة إلى النهاية فانا وقت في غرامه حقاً "

ذهبت حتى تتهاتفه وتحدد موعدا حتى يلتقيا هذا المساء ، وما أن أقتربت لتمسك بهاتفها ، رن الهاتف وكان باسم هو من يتصل
- ألآن كنت أود الاتصال بك لأحدد معك موعدا هذا المساء لنتحدث
- ا أنت الآن أفضل حالاً ؟!
أضافت مؤكدة : نعم .. نعم لاعليك ، يبدو انني كنت شديدة الحساسية هذا الصباح
وبصوت ناعم قال : وجاذبية
وبدهشة صاحبها صوت منخفض : " ماذا ؟!! "
وبصوت أكثر نعومة : متى سنلتقي ؟
- اليوم في المساء ، في الساعة التاسعة في المطعم الذي يقع على الشاطى ، سأكون حينها جائعة وأريد تناول السمك فقد أشتهيته ، سيكون هذا لطيفا ونحن نتحدث . أليس كذلك
- نعم .. وسيكون ايضا رومانسيا .
- ماذا جرى ، لقد اخبرتني انك ستعود في العاشرة وستكون متعبا ولا ترغب في رؤيتي
- " اوه نسيت هذا ، فعلا هذا صحيح انستطيع التاجيل ساعة واحدة .
- لامشكلة لدي ، لاكن ماذا عنك ألديك مشكلة
- سنتحدث عن كل ماتريدي معرفته ، أنت طمنتيني بأني لن اخسرك ، هل أخرف ؟
- لا .. ربما أن لم نستطيع الاستمرار نصبح اصدقاء ، فانا ارتاح اليك ولا تنسى بانا كنا أصدقاء في البداية.
كانت روز تشعر بالاستمتاع وهي تتحدث ، وليس لديها رغبة في إنهاء المكالمة بتاتاً ، لاكن الوقت يجري ، وأشارت عقارب الساعة الا التاسعة والنصف ، لم يبقى وقتا طويلا على الاجتماع ، وما زال هناك عملا يجب اتمامه .
- باسم عزيزي لابد أن انهي المكالمة الآن فلدي بعض المهام التي يجب انجازها .
- بالطبع أذهبي لعملك حالاً
ابتسمت وهي تقول : " سنلتقي قريبا "
- " سأنتظرك .. إلى اللقاء "

حان موعد الاجتماع ، وشعرت روز بالصداع ينتابها من جديد ، طلبت فنجانا من القهوة من احدى العاملات في المكتب ، وجهزت المستندات والوراق التي تحتاجها في الاجتماع .
لم يكن هناك وقتاً لتنتظر فنجان القهوة ، لاكن لم يكن باستطاعتها أن تدخل الاجتماع دون أن تحتسي ولو بضع رجفات منه ،فذهبت إلى حيث يقوم العاملات بصنع القهوة والشاي للموظفات ، وسارعت احداهن إليها بالقهوة ، وتناولتها على عجل وذهبت إلى مقر الاجتماع..

سلم الموظفين أبحاثهم وتقاريرهم إلى المدير ، واكد لهم بأنه سيختار أفضل المواضيع وأكثرها إثارة للعدد القادم من المجلة الاسبوعية التي تصدرها القناة الإخبارية ، وحينها سيتم الاعلان عن أفضل الكتاب لهذا الموسم وسينال جائزة رمزية بالاضافة إلى زيادة راتبه الشهري للضعف .

__________________




[

انستقرامي : kim_s6
سناب شات : kim_s6

رواية لعنة حب باللغة الانجليزية ( ورقي )
https://www.amazon.com/dp/152026996X...0760_150889320
رواية لعنة حب باللغة الانجليزية ( الكتروني )
https://www.amazon.com/dp/B01MT4JWQ8/ref=docs-os-doi_0

رواية لعنة حب في سماش وردز
https://www.smashwords.com/books/view/693109