الصورة المفقودة
هل أنت تعرف كيف ترسم القلوب ؟
وهل بحثت عن صورتك في قلوب الجميع ؟
وهل سألت نفسك يوم من الأيام هل أنا محبوب عند الجميع ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا أحب الله العبد ، نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه ، فيحبه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلاناً فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض )) ولا أجمل من أن يوضع لنا القبول في الأرض فهذا هو الكنز الكبير ، فهل رسمت صورتك في القلوب ؟ وهل تذكرت كم حجم صورتك في قلوب الجميع ؟ قد تكون الصورة كبيرة ، وقد تكون الصورة صغيرة ، وقد لا تكون هناك صورة لك في قلوب الجميع ، فهل بحثت عن صورتك في القلوب ؟ وهل سألت نفسك عن سبب اختفاء صورتك ؟ ربما تبحث عن الإجابة بنفسك ولم تجدها لأنك لم تحافظ على صورتك ، فنحن بأيدينا أن نشاهد صورتنا بحجم القلوب ، وبأيدينا أن نشاهد صورتنا خارج القلوب ، لأننا نحن من زرعنا الصورة الحسنة حتى حصدنا ثمار الحب في قلوب الجميع ، ونحن من زرعنا الصورة السيئة حتى حصدنا ثمار الفشل ، فقد نصادف في حياتنا إنسان يفوق وزنه الذهب في الأخلاق ، والطبية ، والحكمة ، والحنكة ، فيزداد يوماً بعد يوم في نظرنا ، وتتسع مكانته في قلوبنا ، وتكبر مساحته في العين ، وسرعان ماينشرح له الصدر في حضوره وحتى في غيابه ، فنفرح بلقياه والجلوس معه ، ونحزن لفرقاه والابتعاد عنه ، ونسعد لسماع ذكراه ، ولا يتوقف اللسان بالحديث عن طرياه ، وصورته لا تفارق العين وتتسع يوماً بعد يوم في القلب لماذا ؟ لأنه يمتلك كل الصفات الجميلة ، فهل تمنيت أن تحصل على هذه الشخصية الجميلة ؟ وهل تخيلت ووضعت نفسك مكانها ؟ أسئلة قد لا نجد لها الإجابة الشافية بالكلام ولكن بالأخلاق العالية ، والإخلاص والصدق ، والحب الكبير ، واحترام الجميع ، نستطيع أن نحصل على هذه الإجابة الضائعة ، فحب الناس واحترامهم لنا لا يحتاج إلى سحر ، فالطيبة ، والأخلاق ، والاحترام لهم ، والابتسامة الدائمة لهم ، هذا هو السحر وهذا هو السر في كسب المزيد من الناس ، ولا شك أن هذا الكنز الكبير قد يفتقده الكثير من الناس وهي نعمة يجب أن يشكر الله سبحانه عليها كل من يتميز بهذه الصور الجميلة ، فهل تذكرنا وبحثنا عن الصورة المفقودة ؟ أم نحن لا نعترف بالصور في قلوب الناس ؟ فلنتخيل اليوم الأخير من حياتنا من سوف يحزن ويبكي علينا ؟ ومن سوف يحضر جنازتنا ؟ ومن سوف يرفع يديه للسماء ويسأل الله سبحانه لنا الرحمة والمغفرة والسكن في جنات النعيم ؟ نعم يجب أن نبحث عن الصورة المفقودة ونحافظ عليها قبل يوم الرحيل في يوم قد لا ينفع فيه الندم والبكاء طالما أن الصورة مفقودة ، إذاً فلنبدأ ونرسم الصورة الحسنة في قلوب الجميع قبل أن نرحل وترحل معنا صورتنا السيئة التي تسيء لمكانتنا وتهز شخصيتا ، ولا ينفع أن نبحث عن الصورة المفقودة طالما أننا لا نستطيع الحفاظ عليها ، فهل نستطيع أن نرسم صورة القلب ؟ وهل شاهدنا الصورة المفقودة ؟ أم نحن لم نبحث عن هذه الصورة طالما أن صورتنا خارج القلوب ؟ .:7b: