عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-28-2006, 06:06 PM
 
::أترجمُها في الحبِّ للمصطفى شعرا ::

فداك
أكفكفُهـا مـن مقلتـي أدمـعــاً حــرّى
أترجمُها في الحبِّ للمصطفى شعرا


وأنــظِمُــها حــتـى إذا مـا رضـيتُـهـا
بعثتُ بها شوقي وقد ضُوِّعت عطـرا


وقــد سبقــت خيــل المديح ركـائبـيَ
قديـمـاً ولكـنْ همتـي تطلـبُ الفخــرا


وأيُّ فخــارٍ أنْ جــعلـتُ قصـائـــدي
وصيَّرتُها في الذودِ عن قدوتي مُهرا


إذا لـم يكـنْ عـذبُ القصيـدِ منـافحــاً
يغيـظُ العـدا سـراً ويـردعُـهـم جهـرا


فـلا أنـطـقَ اللهُ الشفـــاهَ بـجـمـلـــــة
ولا سَطَّـرتْ يـُمنى ولا كـتبتْ يُسرا


أسيـدَ خـلـقِِ اللهِ كيـفَ أصـوغُــهــــا
وكيفَ أُحيلُ الحرفَ في مدحكم تِبرا


إذا قـلـتُ بـحراً فـي الفضائل والتقـى
تكون بحارُ الأرض في بحركم قطرا


وإن قـلتُ ليثـاً فـي الشجــاعــة إنمـا
مدحتُ ليوثَ الغابِ إذْ أحرزت ذِكرا


أأذكــرُ عقــلاً أم سـأذكـرُ حـنـكــــةً
فضــائل جـاءت مـن معينـكـمُ تـترا


كفــى بـك فـخـراً أن مُـدحـت بآيــةٍ
وأن نـزلت فـي الغار يا سيدي اقرا


فكيــف يدانيـك السـحـابُ بـرفـعــةٍ
وكيـف توازيـك المجـرةُ والشعرى


أبـى اللهُ إلا أن تـكـونَ مـكرَّمــــــاً
فكـيـف يـرومُ الخلقُ في ذمكم أمْرا


أحـالبـةُ الأبقـارِِ كيــف تــجــرّأتْ
قــواكِ فـنـالتْ مـن كـرامتنا قدرا


جـهـلـتِ فـكـان القولُ منك عـداوةً
رفـعتِ بها رجلاً وثنَّيتِ بالأخـرى


وما ضـرّ لـو سخرتِها فـي رعايـةٍ
لأبقاركم؛ فالجهدُ في رعْيها أحْرى


ومن ينطحُ الصخرَ الصلابَ بقرنه
فـلا قرنَه أبقى ولا حطَّمَ الصـخـرا


ألا قاتــل اللهُ الحيــاةَ إذا غــــــــــدت
خنازيرُ غربِ الأرضِ قد نطقتْ كفرا


تمــادتْ وزادتْ فــي الضلالِ غوايةً
فكـانت كمـن جـدَّت لمـديتـهـا حـفـرا


ومــن يتعـرضْ للسهــامِ بنـحــــــرِه
تُصبْــه فلا حمـداً أصابَ ولا شكـرا


أغرّكِ صمتُ القولِِ فازددتِ جـرأةً
وأجــريتِ مـمـا لا يليـق بنـا نهــرا


فكـيف أبـانَ البـكمُ يـا زمـنَ الردى
وكيـف غـدا المليارُ يا أمتي صفرا


يُقـالُ فـمـا دون الوجـوهِ يصـونُـها
سوى الكفّ تحميه وإن بُترت بترا


فــداك رسـولَ اللهِ نـحــرٌ جـعـلتُه
لـذكرك دِرعـاً أن يـراد بـه شـرا


فـداك أبـي مـن بعـد أمي وإخوتي
فداك صغارُ القومِ والعليةُ الكبرى


أقـومـيَ ، إن السيلَ قـد بلغ الـــزُّبا
وخبثُ النوايا جاوز الحدَّ واستشرى


إلا فـاجعلـوهــا وقفــةً عُمَــريّـــــةً
تُزلزلُ أقـدامـاً وتستـجلبُ النصـــرا


فما الصمتُ في بعض المواطن حكمة
ولكـــنَّ مـكـرَ القـوم يسـتلزمُ المـــكرا



شعر: حسن بن زريق القرشي

هذه القصيده وصلت لأحد خطباء الجمعة فقراها كاملة على المصلين في بداية خطبته
__________________